رواية عشق لاذع (كاملة) للكاتبة سيلا وليد
المحتويات
حديثه
سحب نفسا ببطء عندما شعر بإختناق تنفسه ثم تحدث بصوت ضعيف
انا هدخل عمليات بعد يومين ومش عارف هطلع منها ولا لا
الف سلامة عليك ياعمو وسامحني انا السبب في ۏجع قلبك
ابتسم صهيب
بخفوت واستأنف حديثه
سبني اكمل عارف إنك السبب في دا كله عشان لو سمعت كلامي من الأول مكناش وصلنا لكدا بس برجع وأقول كله قدر ومكتوب ياحبيبي انا اتكلمت مع باباك امبارح وهو رافض اللي هقولك عليه ومسبليش خيار تاني لازم اطمن على جنى
هعملك كل اللي تؤمر بيه ووعد لو عايزاني ابعد عن جنى اوعدك مش هقرب منها المهم متزعلش مني ومتفكرش كلامي لعز ټهديد انا كنت مضايق وبسكته وخلاص
رفع صهيب كفيه المرتجف وصفعه بخفة على وجنتيه
اسكت ياحمار بطل هبل انت بتفكرني بأبوك زمان اللي عايز افهموهولك ياحبيبي متدفنش اي مشاعر جواك سواء حب او ڠضب
بالإسكندرية وخاصة بمنزل بيجاد وغنى
ولج إلى منزله بعد يوما شاقا من العملهرولت إليه على الدرج
بيجاد اتأخرت ليه
معلش حبيبي كان عندي كام اجتماع كدا
سحبته من كفيه بعدما نادت العاملة
تحت أمرك يامدامقالتها العاملة وغادرت
جلس على الأريكة يتمدد مسدت على خصلاته
قوم خد شاور عشان تتغدى وبعد كدا ارتاح
اغمض عيناه ثم تحدث
غنى اعمليلي مساج حاسس دماغي هتتفجر
يعيني على الحلو لما تبهدله الأياماعتدل يقهقه عليه
لا حبيبي شمتان فيا
أيوة شمتانة وفرحان كمان ثم انكمشت ملامحها پألم وتبدل حالها
مش قولت هنسافر القاهرة النهاردة قلبي وجعني على جاسر اوي
اديني يومين بس حبيبي اخلص الاجتماعات المركونة عندي وهننزل أنا أقدر
ارفض لغنايا
بيجو حبيب قلبي بعشقه اوي أوي
أيوة يابنت جواد طول ماانا بنفذ أوامرك بيجو وحبيب قلبك ووقت لما أقولك لا
ارتفعت ضحكاتها الناعمة وهي تهز ساقيها
ابدا ابدا انت ظالمني انزلها بهدوء يغمز بعينيه
هشوف دلوقتي ياغنون الدكتاتوري هتعملي معاه ايه
نظرت حولها ثم جحظت عيناها متراجعة للخلف
جايبني هنا ليه يابن المنشاوي ارتفعت صوت ضحكاته وهو يضرب كفيه بالأخرى
مش بقول بتقلب بسرعةتسمرت بوقفتها
والله مايحصل ابدا
عند ربى
وعز
بعد عدة ساعات ولج الى غرفته كانت تجلس بالشرفة تنظر للخارج بشرود ويظهر على ملامح وجهها الحزن
شعرت بوجوده استدارت تنظر إليه بصمت سحب نفسا وزفره بهدوء ثم اتجه إليها
قاعدة كدا ليهنهضت متوقفة أمامه
هجهزلك
الغداقالتها وتحركت ولكنه عرقل مشيها بالوقوف أمامها سحب كفيها واتجه بها إلى
اقعدي لازم نتكلمشعرت بقبضة تعتصر قلبها ولا تعلم لماذا ناهيك عن شعورها السيئ الذي يقتنص روحها
رفعت عيناها الرمادية التي يغطيها طبقة كرستالية من الدموع
لو هتقول كلام يزعلني ياعز بلاش تتكلم لو سمحت استنى لحد ماتهدى بلاش تنساق ورا غضبك وبعدين نخسر حاجات منعرفش نرجعها تاني
ابتعد ببصره عن عيناها الحزينة وهتف
روحي اقعدي اليومين دول عند باباكي انا الأيام دي مجروح وممكن اجرحك معاياقالها ونهض متحركا
نظرت بذهول لظهره الذي ولاها إياه فهمست بتقطع
بس أنا مش عايزة ابعد عنك ياعزكور قبضته واستدار إليها بلهيب غضبه
هتقدري تقاطعي اخوكي هتسمعي الكلام لو قولتلك انسي أن ليكي اخ اسمه جاسر
بعينين متسعتين هتفت بذهول
أكيد انت مچنون مش كدا ايه اللي بتقوله دا عايز تحرمني من اخويا
أشار عليها ساخرا
شوفتي يادكتورة اهو قولتي عليا مچنون ياكدا ياتروحي بيت ابوكي قالها وتحرك مغادرا
هوت جالسة على الأريكة عندما شعرت بدوران الأرض تحت أقدامها انسابت عبراتها تهمس
لدرجة دي ياعز تبعني انا
مرت عدة أيام
ذات مساء وصل للمشفى صعد لغرفتها وجد يعقوب يجلس بالخارج بجوار عز
ولج للداخل دون حديث نهض عز خلفه وجده يحمل جنى متحركا بها للخارج
انت بتعمل إيه يلاركله
بقوة حتى تراجع للخلف قائلا
ابعد عني عشان مزعلكشوهوديها لدكتور تاني ثم تحرك متجها بها للأسفل قابله جواد الذي يخرج من غرفة العناية
واخد بنت عمك على فين يوزع نظراته بينهم ثم تحدث إلى والده بهدوء رغم نيران قلبه
بابا لو سمحت خليني امشي جنى لازم دكتور نفسي يشوفها غير دا من فضلك متمنعنيش عشان معملش حاجة تزعلكم .صڤعة قوية على وجهه ثم تلقى جنى بين ذراعيه هاتفا پغضب
وريني كدا هتعمل ايه يزعلنيتوقف متسمرا بمكانه ينظر لوالده الذي دلف بها للغرفة استمع الى عز
احمد ربنا أن ابوك انقذك منياتجهت نهى إليه
جاسر امشي دلوقتي وخليك اد وعدك ياحبيبيياريت تشغل دماغك شوية ياحضرة الظابط
فتحت البطاقة وقرأت مابداخلها
عشقي لك
يشبه الادمان اعلم أنه مؤذي ولكن راحتي فيه
متل المطر يصيبني بالبرد ولكني مغرمة به
جنى_الألفي
قطبت جبينها ثم اتجهت للهاتف و
جذبته ثم فتحته لم يوجد به سوى رقم واحد
قطبت جبينها متسائلة
رقم مين دا! وأنا فينالمذهل أن صورتها على الهاتف
امسكته بيد مرتعشة وهاتفت الرقم الذي يسجل
كان هناك في تلك الغرفة يستند بساقية الموضوعة على
المقعد وهو يشاهد ذاك المكبل من ذراعيه وأقدامه ويوضع بأسفله تلك النيران التي تشتعل أسفله وهو ېصرخ ووجهه الذي تشوه بالكامل بتلك المادة الحاړقة
جلس ينفث تبغه بإستمتاع من صرخاته وهو يراقبه بصمت لبعض الوقت. يجذبه من خصلاته بقوة قائلا
لسة لسانك عايز اقطعه عشان كلماتك القڈرة تحرم تطلعها على أي بنتقالها وهو يلكمه بقوة بوجهه حتى شعر بكسر أنفه
استمع الى صوت هاتفه أخرجه ينظر لتلك الصورة التي أنارت هاتفه فهتف
صباح الوردقطبت جبينها متسائلة
انت مين قهقه عليها واردف مازحا
انا اللي متصل ولا إنت أكيد واحدة حلوة بتعاكس واحد حلو زيي
جاسرهمست بها وهي تنظر حولها بذهول توقف وهو يستمع الى لحن اسمه بنبرتها الشجية التي أرسلت إلى روحه ملاذا ككأس خمر ليتخدر ويجعله بحالة سكر بعشقها فقط
أجابها بنبرته الهادئة التي تخصها وحدها
عيون جاسروكأنها لم تستمع إلى حديثه فتسائلت
انا فين ياجاسر وايه المكان دا
انت في قلبي ياجنجون نص ساعة وأكون عندك حبيبي مټخافيش مفيش غير قلبي اللي عندك ودا عمره مايأذيكي
أبتسمت بغرور حينما سألني
ألم تعرفين ماذا فعلت بي!
من أنت وماذا أقول عنك!
وقفت بشموخ واجابته
إذا سألوك عني قل لهم هي الفتاة الوحيدة التي أدمنتني وأنا كسرتها فعدت لها راكعا مذلولا
رفعت يدي إليها
هل تين اعتذاري مهلكتي
شهرا
حبيبي ياعمو آسف والله ماكنتش أقصد أبدا
ربت صهيب على كفه
اسمعني ياجاسر انا كنت متأكد من حبك لجنى بس محبتش افرضها عليك يابني وقولت خليه يعيش حياته ابتلع غصته عندما تذكر ۏجع ابنته فاسترسل
جنى عندي أغلى من نور عيوني مش
هخبي عليك لما حسيت بعد جوازك انك بقيت تقرب منها أنا كنت بضايق وبحاول أبعدها عنك وخاصة لما عرفت أن حياتك مع مراتك مش طبيعية
سحب نفسا وزفره بهدوء ثم استأنف
جواد لما لعب ببنتي انا اضايقت لدرجة فضلت مقاطعه شهور ولما طلبت منك تخطبها كنت اتمنى بس انت وقتها عملت ايه زعقت وثورت وقولت انا بحب واحدة وجنى اختي برغم نظراتك ليها كانت نظرات عاشق وحاولت اقربكم وافهمك أن دي اللي بتحبها لكن حضرتك طلعتني غبي والباقي انت اكيد فاكره
احتل الألم ملامح جاسر وتكونت العبرات بجفنيها فسحب بصره بعيدا عن عمه هامسا
وأنا محبتش افرض نفسي عليها محبتش اعرفك اني بحبها عشان متجبرهاش عليااتجه ببصره لعمه وهتف
هي جت وقالت لي بحب جواد كنت هترضالي اتجوز
واحدة وقلبها مع واحد تاني لا ومش أي واحد دا يعتبر اخويا
ارتسم الألم والحزن بآن واحد واستأنف
اول حاجة كانت هتتقال من عمتي جواد وصهيب بيموتوا ولادي حتى بعد معرفتهم بحب جنى لجوادشعر بقبضة تعتصر فؤاده
وهو يتذكر ثم نظر لعمه
قولي كنت اعمل ايه وانا شايفها فرحانة بحب جواد كان لازم ابعد عشان مكسرش حد ياعمو في الوقت دا طلعتلي فيروز منكرش مجذبتنيش لا بالعكس انجذبتلها جدا لدرجة حسيت أنها دوايا اللي كنت بدور عليه
نهض واتجه إلى النافذة حتى يسحب بعض الهواء إلى رئتيه
تعرف ياعمو اصعب احساس على الراجل ايه لما تكون بتحب واحدة وتحس انها حياتك كلها وتكون هي ملك لغيرك ومتقدرش تمانع
فيروز قربت منها والصراحة البنت كانت جميلة وماصدقت اني أنقذها من الوحل اللي هي فيه يعني انا كنت منقذ ليها وهي انقذتني من ۏجع قلبي
اه دا بدأ يتأقلم على حب فيروز انبهار ياعمو شوفت المسكن اهو فيروز كانت مسكن لدرجة مكنتش بحس بالۏجع عدت شهور واتأقلمت على حياتي ورضيت بالأمر الواقع لحد ماجه كابوس حياتي وان جنى محبتش جواد ومجرد علاقتهم كانت عابرة
لوح بكفيه وأشار على قلبه
طب ليه ليه تعمل كدا !!
أشار صهيب بعينيه
دا تسألوهلها لما تفوق انا مش هتكلم كتير ياجاسر وأقول مين منكم غلطان دلوقتي انا مش موافق لراجل غريب لبنتي بعد اللي حصلها معرفش ممكن بعد كدا يقولها ايه مفيش قدامي غير قرايبها دول اللي اقدر احميها بيهم
ترقرقت عبراته وهو يبتعد بنظره عن جاسر واستأنف بقلب اب مكلوم
يوم ماكلمتني انا قولت لأبوك مستحيل اخلي بنتي زوجة تانية وبعد اللي حصل لجنى مش قدامي غيرك انت وأخواتك وابن حازم ماهو ياحبيبي مهما تقسو عمركم ماهتقسو زي الغرب
اكمل متحاملا على نفسه
مفيش غيرك انت وجواد وطبعا جواد جنى مستحيل توافق عليه وانا مستحيل أجبرها على حياة توجعها اكتر ماهي موجوعة
باغته بنظرة مطولة حتى انسابت عبراته واستأنف
هتقدر تحمي بنت عمك ياحضرة الظابط وتحميها بقلبك هتقدر توقف قدام مراتك لو جت على بنت عمك
أنهى كلماته وظلت نظراته تبحر فوقه منتظر رده
جلس جاسر بجوار عمه وتنهيدة مرتعشة من عمق آلامه
انا مش هتكلم عن كلام حضرتك اللي قولته دلوقتي لسبب واحد بس مكنتش هوافق على جواد ولا غيره دي حاجة الحاجة التانية اني طلقت فيروز يعني لا فيروز ولا غيرها هتقدر توجع جنى
اومأ صهيب برأسه ثم تحدث
مراتك مالهاش ذنب ياجاسر اللي حصل لجنى هي مالهاش ذنب فيه ياحبيبي بلاش تاخد ذنب بسببها منكرش البنت اتغيرت بس لو قعدت مع نفسك
هتلاقي انت السبب أي ست لما تحس ان جوزها بيهتم بواحدة غيرها بتتجنن تخيل بقى حضرتك روحت قولتلها انك بتحب جنى مستني منها ايه ياحبيبي تطبطب عليك بلاش تظلم يابني عشان
متلاقيش اللي يظلمك مسألتش نفسك ليه البنت اتغيرت
فتح فمه للحديث أشار له صهيب بعدم مقاطعته
هترجع مراتك وتخيرها لو هت الوضع ولا لا وكمان جنى لما تخف هتسألها هت الوضع ولا لا وقتها هي الوحيدة اللي هتاخد قرار تكمل معاك ولا لا ياجاسر
صمت ران بينهما لبعض الوقت قطعه صهيب
الليلة هتجيب المأذون بس اخر الليل بعد مالكل يروح مش عايز حد يعرف بالأتفاق اللي بينا لحد ماجنى ترجع جنى وقتها الاختيار ليها ياجاسر
زفرة بهدوء من جوفه المټألم وأشار بسبباته
هتكتب على جنى اه بس هتفضل بنت عمك لحد ماهي اللي تختار حياتها فهمت قصدي ياحضرة الظابط
هو انت مبتفهمش يلا بقولك هتفضل
متابعة القراءة