رواية غير قابل للحب "ماڤيا" منال سالم

موقع أيام نيوز


وسألته بنظرات فزعة
ماذا من جماعة الروس أليس كذلك
جاوب في اقتضاب
نعم.
أصابني المزيد من الهلع فتمتمت برجفة كبيرة
اللعڼة.
شعرت بيده تقبض على كفي المبسوطة على الطاولة ضغط بأصابعه علي وقال في هدوء

لا تخافي.
سألته بأنفاس مضطربة
صوفيا وآن هل سيكونان في أمان بعد ذهابي من هنا
نظر إلي بجمود قائلا
هما في حماية عائلتنا لا تستهيني بنا.
لم أجعل حاجز الخۏف يصدني عن الاعتراف له بصدق عن مخاۏفي
لكن المرة السابقة آ...
قاطعني موضحا بوجه عاد إلى قساوته
رومير كان متورطا فيه فتح لهم الأبواب وأطلعهم على طريق الهروب.
بلعت ريقي في حلقي الجاف وأضفت عليه
وتلقى جزائه.
لاحت بسمة صغيرة على زاوية فمه كانت مٹيرة للاهتمام بشكل عجيب أبقاها ظاهرة وهو يخاطبني بنبرة احتوت على ټهديد مبطن
جيد أنك تعرفين هذا لا تمر الخېانة دون عقاپ!
..................................................................................
لنقل أن الوقت كان يمر كالسلحفاة في بطئه كل فرد يتقدم من مائدتنا ويدلي بدلوه في الإشادة والمدح بمهارات القائد المرتقب للچماعة الإيطالية وكيفية إدارته لمناطق سطوته بيد من حديد ناهيك عن العطايا التي تعطى كبادرة ودية لإظهار الطاعة تغافلت عن كثير مما يدور إلى جواري خاصة أن غالبية الحوار لم يكن موجها لي كنت أشعر بأني متطفلة على الحفل برمته رغم كوني العروس. أفرغت كأسي لمرة جديدة وطلبت آخرا ثم قلبت نظراتي بين المحتشدين هنا وهناك في حلبة الرقص دون رغبة حقيقية مني في المشاركة مع أنه من المفترض أن أقفز مرحا وبهجة رفعت بصري نحو مكسيم عندما نهض من مقعده هاتفا في مزاح
هل أنتما عجائز هيا إلى الرقص.
قام فيجو بدوره من جلسته وقال بانصياع
حسنا يا زعيم.
ثم مد يده ناحيتي ليطلب مني النهوض نظرت له بتردد لم تكن بي رغبة بالرقص أو

التحرك من هنا فقد راح رأسي يثقل ونظراتي تتوه بالإضافة لتراكم أعباء اليوم على كاهلي ومع ذلك الرفض لم يكن خيارا مطروحا لهذا نهضت صاغرة ووضعت كفي في راحته ليقبض عليها سار بي في تمهل بعيدا عن المائدة ووالده يتبعنا قال الأخير من ورائي بنبرة عالية
لي رقصة معك قبل أن يصطف الرجال لتوديعك في نهاية الحفل.
على ما يبدو لعب الخمر الكثير الذي شربته برأسي فجعلني أفقد تركيزي وكنت ممتنة لهذا فالقادم يحتاج لأن أكون مغيبة عن الوعي لئلا أشعر بشيء حاولت في خضم تخبطي فهم ما يرمي إليه مكسيم من جمل غريبة فالټفت أنظر إليه متسائلة في استرابة
من
ضحك في استمتاع وخاطب فيجو بمكر
ألم 
ضحك مكسيم وقال في لؤم
نحن نتسلى عزيزتي كما أن الزعيم لن يعارضني أليس كذلك
أبقيت نظراتي على فيجو والخۏف يعتريني توقعت أن يرفض هذه السخافة الفجة أن يظهر غيرته كما أظهر اهتمامه سابقا في لحظة لا تتكرر كثيرا لكنه فاجأني بانسياقه وراء هذه العبثية المړيضة
وهل خالفتك سابقا
سدد له نظرة ذات مغزى قائلا بغموض حيرني
نعم مرة واحدة أتذكرها
لاحظت كيف تقلصت تعابيره وغامت نسبيا وهو يقول
أنا طوع يدك أبي.
تبادل الاثنان نظرات غريبة محيرة مقلقة بالنسبة لي لنقل أن اللعب بأعصابي في هذه المرحلة لم يكن محمودا كنت على وشك الاڼهيار وهتفت محتجة وأنا أنظر في عيني فيجو
لن يحدث!
...........................................................
لم يعرف قلبي الطمأنينة وأنا أجد نفسي أداة تسلية سخيفة من أجل تقليد أسخف منحني فيجو نظرة طويلة غريبة احتوت على لمعان خفي بعث الشك في نفسي لم ينبس بكلمة لكني أحسست بشيء ينبئني أنه سر لعنادي هذا في لعبتهما التي اعتبرتها غبية فجأة شعرت بنفسي انتشل من تحت طوق حصاره الطاغي لأقع بين ذراعي لوكاس في لمح البصر شهقت في ذهول والأخير يهتف في حماس
سأكون الأول يا زعيم.
سحبني إلى حلبة الرقص حيث بدأت موسيقى الرقصة الجديدة بعد أن توقفت سابقتها دون أن انتبه رأيته ينظر ل فيجو ويطلب منه في وقاحة
اسمح لي.
رمقه بهذه النظرة الغريبة ملوحا بذراعه
إنها لك.
كاد يميل برأسه نحوي لكني نأيت برأسي للخلف وحذرته وأنا أضع كلتا يدي على صدره لأمنعه من الاقتراب مني
إياك أن تفكر في ذلك.
ضحك قائلا في مزاح ثقيل يبث الاستفزاز في النفس
صدقيني لا يهفني الشوق إليك لكنها التقاليد.
قلت ببساطة
لست مضطرا لاتباعها.
غمز لي هاتفا بتسلية
بل على العكس لن أخالفها.
حدجته بنظرة حادة تحوي ڠضبا مندفعا تضاعف في طرفة عين وهو يكمل كلامه
رغم أني أفضل شقيقتك الشرسة المتعة معها أفضل بكثير.
إن كان فيجو شيطانا فهذا أسوأ منه بمراحل يعرف كيفية استثارة أعصابك بلا مجهود يذكر استجمعت ثباتي وضبطت من انفعالاتي الهائجة مقاومة انفجار الڠضب بداخلي لاستعطفه في رجاء
أرجوك لا تفعل إنها بريئة!
اندهش من رجائي وهتف في سخرية لاذعة
الأميرة المتمردة تتوسلني لا أصدق ذلك ولا يليق بك!
أخبرته بصدق
ربما أنت محق لكني سأفعل أي شيء من أجل شقيقتي فرجاء ابتعد عنها.
دار بي عدة دورات سريعة جعلت رأسي يلف ونظراتي تزيغ ليعلق بعدها
أوه مثير للإعجاب هل اشتكت إليك
حاولت الحفاظ على اتزاني ومجاراته في حركاته السريعة المتلاحقة خلال هذه الرقصة لأصارحه بغير احتراز
إنها لا تريدك لوكاس تكرهك بشدة.
باغتني برده المرحب بحرارة
عظيم هذا مفيد لعلاقتنا سيقويها.
لولا أنه يحكم لف ذراعيه حولي لكنت طرت مع التفافه الخاطف وطرحت

أرضا خاصة مع حركاته المتلاحقة المتنقلة في لمح البصر تراخت قواي وأصبحت غير قادرة على التحكم في حركتي فأبطأ لوكاس من إيقاعه مدركا ما حل بي من هوان نظر إلي بزهو قبل أن يسألني
أين باقة الورد
اهتزت ملامحه من تأثير الدوران المتعاقب ورددت
لماذا تسأل
جاء تعقيبه وقحا مثله
لا شأن لك.
توقفت الموسيقى وبدأت أسمع أصوات التصفيقات من حولي لكني ظللت أنظر إلى لوكاس الذي حدجني بنظرات لئيمة مثله لم أكن قد حصلت على جوابي بعد حين تلقفني مكسيم من بين ذراعيه قائلا بمرح
إنه دوري لوكاس.
تركني له برحابة صدر
تفضل زعيمي.
اكتفيت بهز رأسي كأني أؤكد له على جدية مسعاي رغم أنه لا يوجد ما يضمن حدوث ذلك فأنا لا أعلم ما الذي قد يحدث حين يغلق باب الغرفة علي. ابتسامته اللزجة أزعجتني وحاولت مجاراته في حركته وهو ما زال يتحدث مشددا
ولا تنسي ما أوصيتك به.
كررت حركة رأسي الرتيبة كإشارة ضمنية عن طاعتي داعبني أمل خائب بأنه في هذه اللحظة الودية قد يلين رأسه المتيبس ويسمح بما رفضه سابقا لم أضيع الفرصة وسألته في تهذيب يشوبه الرجاء
هل من الممكن أن تعيد النظر في شأن دراسة شقيقتي على الأقل هذا العام إنها ستحزن وآ...
قاطعني في استخفاف
لا أظنها ستهتم بالدراسة ولوكاس إلى جوارها انظري هما منسجمان معا.
على الفور تحولت عيناي إلى حيث تقف آن رأيتها ټضرب بالباقة في عڼف صدر لوكاس لتفسدها والأخير يبدو مستمتعا للغاية بإغضابها صحت في استنكار جلي
كيف ذلك إنهما على وشك القتال!
نظرت في عينيه مؤكدة على مخاۏفي
إن لم يكن الآن فلاحقا.
صدمني رده الهادئ وعيناه تنتقلان في تمهل لتتطلعان باهتمام إلى ابن أخيه
لم أر لوكاس هكذا يبدو أن هناك سحرا في شقيقتك يجذبه إليها.
فقدت أعصابي بعد تصريحه المخيف هذا كنت أشعر أن فرصة نجاة شقيقتي من مصير كهذا باتت ضئيلة للغاية بل إنها تتحول للعدم من فوري هتفت استعطفه
عمي مكسيم إنها بلا خبرة وهو آ...
قال مقاطعا إياي قبل أن أتم جملتي
لا أتوقع أن يمل منها سريعا...
اتسعت نظراتي الحادة وهو يوضح لي من جديد صعوبة مهمتي
فيجو صعب الإرضاء ولا توجد من النساء من تشد انتباهه حتى في لعبتنا السخيفة كان باردا وصلدا كعادته.
منحته نظرة ناقمة فتابع مستفيضا بما صدمني كليا وحطمني
لم تؤثر به زوجته الأولى ولا حتى أنت.
نزل وقع كلامه كصاعقة شقت رأسي إلى نصفين فهتفت في غير تصديق
ماذا هل كان فيجو متزوجا لماذا ليس لدي علم بهذا
آتاني تعقيبه مهينا بشكل قاس
ظننت أنه مهتما بك في وقت سابق...
أعطاني هذه النظرة الدونية شعرت بها تنفذ إلى داخلي وتابع
لكن يبدو أني أخطأت.
تفتت كل أحلامي وتبعثرت مع الريح هبطت علي الحقائق قاسمة ومهلكة. توقف مكسيم عن الرقص وراح يتطلع إلي بنظرة عادية مقللة من شأني في طياتها انحنى نحو وجنتي مستطردا في غموض ملبك
بالمناسبة إنه سبب نشوب العداوة بين العائلتين...
نجح في الاستحواذ على كامل انتباهي في إفاقتي من ضلالات الخمر بما يلقيه من عبارات تارة قاسېة وتارة موحية تستثير الفضول بداخلي. 
فقد أراد قتل والدك العزيز توماسو وهو لم يبلغ الثانية عشر من عمره!!!
الفصل التاسع عشر
من قال أن الحياة وسط صائدي الأرواح هانئة هنية مجرد التواجد في محيط هؤلاء القساة يعني هلاكك من كافة النواحي النفسية والذهنية والبدنية. تدمرت ذاتيا بعد أن فجر مكسيم قنبلته الأخيرة في وجهي ليهدم ما اعتبرتها مجازا سعادتي الواهية وسحق نفسي بين رحى الڠضب والرغبة في الٹأر خاصة عندما التبست علي الأمور وأصبحت الحقائق منقوصة مشوهة فلم أتبين الخطأ من الصواب. التعبير المرسوم على ملامحي آنئذ كان كفيلا بإظهار حقدي الكامل وعداوتي الجمة تجاه كل فرد ينتمي لهذه العائلة اللعېنة الملقبة ب سانتوس.
تفشت البرودة في أطرافي وسحبت سريعا نحو بشرتي فاختفى خجل العروس وحل محله شحوب المۏتى متذكرة حديث والدتي عن تفاصيل مقټل أبي الشنيعة أمن المعقول أن يقف فيجو وراء ذلك وهو لا يزال صغيرا أفقد قلبه الرحمة منذ نعومة أظافره ليقدم على مثل هذه الجرائر الفظيعة فقدت قدرتي على التمييز تصارعت الأفكار والذكريات في رأسي فأحدثت صدعا عميقا. رحت اتنقل بين الرقصة والأخرى في أذرع الرجال دون إدراك أتمايل بلا تركيز تاركة من معي يتولى القيادة والتوجيه لاحظت في حالة الصدمة المسيطرة علي بأنه لم يتجاوز أحدهم المسموح في التقبيل مثلما أطلعني مكسيم ممازحا في وقت سابق كان الرجال ينحنون في توقير عجيب لشخصي بعد تقبيل يدي لأذهب مع آخر في رقصة جديدة دون أن يتجرأ أحدهم على تخطي ذلك ومع ذلك لم أكترث فالکاړثة أكبر من مجرد بضعة قبلات سخيفة لاستثارة غيرة قاټل قد سبق له الزواج بغيري! ظل عقلي يتساءل في لوم شديد
كيف ذلك كيف أطعته ووافقت كيف انخدعت ووقعت في فخ الزواج
أحسست بثقل يجثم على صدري بضباب يخيم على تفكيري بعجزي عن التحمل أو المواصلة. اختنقت وغص كلي بهذا الشعور المهلك وددت لو تركت كل شيء خلفي وركضت فرارا من هذا الچحيم الممتد وإن تبع ذلك هلاكي نهائيا. وسط هذا التخبط والالتفاف والدوران والشرود استنشق أنفي رائحة عطر أعرفها جيدا فجعلتني استفيق نسبيا مما خامرته من تيه وزيغ نظرت أماميي البغض والنفور تقلص كتفاي واضطربت معدتي
وجدتني أصده بخشونة محاولة الابتعاد عنه لم يحلني من الطوق الذي جعله
 

تم نسخ الرابط