رواية احتراق قلب بقلم سعاد محمد ج٢
تهدئة نفسه ثم شعر أنه أخطأ بحق فداء دخل الى الردهه لكن لم يجد فداء توجه الى المطبخ لم يجدهاتوجه الى غرفة النوم وجدها تجلس على الفراش لكن حين رات دخوله إدعت إنشغالها بالهاتف تنهد وذهب نحوها جلس لجوارها وتنحنح سائلا
بتابعي إيه
إبتعدت عنه واجابته
مش بتابع حاجه دى لعبة على الموبايل بسلي نفسي بها عشان مفتحش لك تحقيق
ولعبة إيه دى بقى عرفيني يمكن نلعبها سوا
حاولت الإبتعاد عنه لكنه حاصرها وأخذ الهاتف من يدها وضعه على تلك الطاولة ونظر لها بشعف يتملك منه لأول مرة كآنه لم سابقا نظرت له بتذمر قائله
من فضلك عاوزه موبايلي و
أمام مركز التجميل
خرجت عفت تنظر نحو الطريق بترقب إنتظارا لسيارة الأجرة التى طلبتها لكن فى أثناء ذلك رات ذاك الذي يقترب منها الى أن أصبح أمامها نظرت له بلا مبالاة وكادت تتخطاه لكن هو وقف أمامها قائلا
تهكمت عليه قائله
آسف على إيه ملقتش حد تصدمة بعربيتك النهاردة
تبسم قائلا بتوضيح
لاء آسف على سوء الفهم اللى حصل فى المطعم بصراحه
قاطعته قائله
ده موضوع ميهمنيش على فكرة أنا وصلت لك موبايلك وإنتهي الامر على كده بقى صاحبتك فهمت غلط ده شآنها مش شآني ولو سمحت وسع التاكسي وصل
ليلا
أثناء نوم سميرة شعرت كآن عماد يتحدث فتحت عينيها تأكدت هو يتحدثلم تفهم منه سوا كلمة سميرة
ظنت أنه مستيقظ مدت يدها نحوه لكن شعرت بسخونة صدره العاړي إستغربت ذلك نهضت وأضاءت ضوء الغرفه ثم عادت تنظر له كان وجهه متعرقا للغايه ومازال يتحدث بل يهزي وضعت يدها على جبينه شعرت بسخونه عاليه إنخضت وتلهفت عليه تحدثه
لم يرد عليها وهو يهزي
أنا بحبك يا سميرة
تدمعت عينيها هو يهزي من تلك السخونية تحركت سريعا نحو الحمام لم تجد أى علاج وتذكرت انهم لا يأتون لهنا سوا قليل تسحبت بهدوء من المنزل وذهبت الى صيدلية قريبه وصفت حالته لذاك الصيدلي اعطاها بعض الأدويه عادت سريعا تنهدت حين لم تشعر حسنية بخروجها وضعت حقيبة
حسيت إنى جعانه نزلت عملت سندوتش واكلته
تبسمت لها حسنية قائله
اومات سميرة سائله
يمنى نايمه
أومأت حسنية ب نعم
رسمت سميرة بسمه قائله
أكيد غلبت حضرتك بسبب چرح إيدهادى حكت للكل عن ۏجع إيدها هى كده لما تكون تعبانه
تبسمت حسنية بغصه قائله
لاء دى نامت علطول
تبسمت سميرة قائله
انا هطلع أكمل نومتصبحي على خير
وإنت من أهله
تركتها سميرة سريعا وأخذت حقيبة العلاج وصعدتكان عماد مازال يهزى محموماأعطته تلك الأدويهوآتت بمنشفه وضعتها بإيناء به مياة بارده وخل مسحت له جسده بهاوظلت ساهره لجواره تراقب حرارة جسده الى أن إنخفضت شعرت براحه
بينما عماد كان يهزي بقسۏة ذاك العشق فى قلبهويرا من بين هزيانه بداية رحلة العڈاب بالغربة
قبل سنوات
بعد أيام من مكوثه بذاك المشفى هنالك لم يكن تعافى نهائيا لكن بسبب تلك الړصاصه التى إخترقت ظهرهكان هنالك تحقيقا
إدعى فقدان الذاكرة لو أخبرهم السبب الحقيقي وانه مهاجرا غير شرعي قد يتم ترحيلهإستغل هدوء المشفى وفر هاربارغم آلم جسدهلعلمة باللغه الفرنسيه إستطاع الحديث الى أن وصل الى مكان يعلم أن به تجمع للمصريين تحدث مع أحدهم وطلب منه المساعدة بإعطاؤه هاتفه ليقوم بإتصال هاتفي بالفعل أعطي له الهاتف
لم ټخونه ذاكرته وهاتف والدته التى تشعر أن قلبها بين كفي الرحا يعتصر أيام لا تعلم عنه شئ ردت على الهاتف سرعان ما فرح قلبها سائله بلهفه
عماد إنت بخير
رغم ألم كتفه أجابها
أنا بخير ياماما ووصلت فرنسا بس رقم موبايل هاني ضاع مني ومش عارف اوصله روحي لمرات خالي وهاتي رقم موبايله منها
تدمعت عينيها قائله
حاضر يا حبيبي سميرة هتفرح اوي إنك كلمتني دى لو تشوفها هتصعب عليك
تبسم بإشتياق لها قائلا
إبقي طمينها عليا ياماما وقولى لها إنى وصلت بخير وأنا بس اوصل ل هانى هكلمها
تبسمت له قائله
هروح حالا ل إنصاف أجيب منها رقم موبايل هاني وهبعته على الرقم اللى بتكلمني منه
بعد وقت
كان هاني يستقبل عماد وأخذه الى سكن به بعض المصريين المغتربين لكن عماد أخبره أنه مصاپ بړصاصه تنهد هاني قائلا
طبعا مش هنقدر نلجأ لأى مستشفى هشوفلك أى صيدلي يهتم بيك وريح لك كام يوم أكون دبرت لك شغل
تبسم عماد له لكن طلب منه هاتفه قائلا
كنت عاوز موبايل
تبسم هانى قائلا
فكرتني أهو انا كنت عملت حسابي وإشتريت موبايل وأنا جاي فى السكه كمان إشتريت لك خط خلينا ندخله فى الموبايل
تبسم عماد له بإمتنان بينما وضع هاني يده على كتفه قائلا
بلاش البسمه دى الموبايل والخط هتدفع تمنهم بعدين إحنا هنا فى الغربه محدش بيعرف ولا بيجامل التاني
تبسم له عماد بعد قليل تجنب بعيدا وقام بالإتصال على هاتف سميرة وهو ينظر الى يده اليمنى التى مازال خاتم خطوبته ببنصرة الشئ الوحيد الذى لم يفارقه بين دوامات المياة المالحة حين ردت عليه شعر كآن كل ذاك الآلم الذى مر به إنتهي بينما هى بكت قائله بلهفه
عماد إنت بخير طنط حسنية قالتلى إنك كلمتها
تبسم قائلا
أنا بخير الحمدلله وصلت لعند هاني إبن خالي وهيشوفلي شغل
تنهدت براحه قائله
الحمدلله ربنا يسهل لك طريقك
تبسم عماد قائلا
وحشتيني يا سميرة
خجلت من حديثه وصمتت
سألها
ساكته ليه
اجابته بخجل
بسمعك
وليه مش بتردى عليا
خجلت قائله
ما انا برد أهو
ضحك قائلا
لاء المفروض أقولك وحشتيني تقوليلى وإنت كمان يا حبيبي
سعلت بشدة
ضحك عماد قائلا
بحبك يا سميرة
ظلت صامته وقلبها يرفرف بداخلها
تسأل عماد
لسه على وعدك يا سميرة
أجابته بتسرع
على وعدي وهستناك العمر كله يا عماد
شعر عماد بإنشراك وتبسم حين رأي إقتراب هانى منهوقطب على حديثه معها قائلا
هقفل دلوقتي وهرجع أكلمك تانى
تبسمت بخجل قائله
تمام هنتظر إتصالك
أغلق عماد الهاتف ونظر الى هاني الذى إقترب منه قائلا
خلاص إطمنت على اللى فى مصر حافظ بقى على صحتك كام يوم على ما چرح كتفك يلتأم فى قدامي كذا شغلانه هشوفلك المناسب أكتر أهو قدامك كام يوم تحب فيهم لآن الشغل هنا مبيرحمش
عودة
إنتهت تلك الذكرى حين فتح عماد عينيه ورأي سميرة بغشاوة تنهد عاشقايلومها قلبه لما أخلت بوعدها لها ولم تنتظر كما قالتفصل عقله وأغمض عينيه مستسلما لغفوة
بينما سميرة ظلت ساهرة جواره تراقب حرارة جسده الى أن أصبحت شبه طبيعية سمعت كل هزيانه الذي أربك عقلها وقلبها وضعهم بين خلاف كالعادة
قلبها متيم بعشقه
عقلها يتملك منه الظنون ويخشي الهجر
صباح
بمنزل هاني
إنتهت فداء من تحضير طعام الفطور نظرت له بتقيم وتذوقت إحد قطع الجبن قائله
فطور ملوكى أما أروح أشوف هاني اقوله إنى جهزت له فطور إمبارح كان بيشكر فى طبيخ مرات عمى الماسخ شكله طفس وهمه على بطنه
بالفعل بعد لحظات
دلفت الى غرفة النوم نظرت الى هانى الجالس هامسه بصوت منخفض
مش عارفه ده مش بيحس بالساقعه زى بقية البنى آدمين ده ولا أيه آه عايش معظم الوقت فى فرنسا وهناك معظم الوقت عندهم ساقعه ساقعه أو حر هما معندهمش حيا وهو أكيد بقى زيهم
تبسم عماد الجالس فوق الفراش يضع حاسوب خاص على ساقيه الممدوده يعمل عليه هو شبه سمع حديثها الهامس وإدعى عدم الإنتباة الى وجودها بالغرفه وإنشغل بالرد على إحد رسائل الحاسوب
بينما هي زفرت نفسها وقامت بمضغ تلك العلكه التى بفمها وبحركتها المعتادة صنعت منها بالون صغير أمام سرعان ما أصدر صوت فرقعه طفيف رفع وجهه عن الحاسوب ونظر نحوها وجدها تسحب تلك العلكه لفمها مره أخرى تحاول فعل بالون تبسم قائلا
إنت اللبانه عالدوام كده بين سنانك بتمضغي بها وتفرقعي بالونات
اجابته بظرافه لا تقصدها
اللبانه جزء من شخصيتي
ضحك بإستمتاع لدرجة أن عيناه قد لمعت بدمعة سعادة لو قال له أحدا ستعود لك إبتسامة ذاك الطفل ذو العشر أعوام قبل أن تقسو عليه الحياة الإبتسامه التى كانت من القلب ستعود مره أخرى لما صدقه لكن مع تلك عاد القلب يشعر بإنتعاش مره أخرى إقتربت منه وهى تمضغ تلك العلكه وتصنع بالونات تطرقع قائله
أنا جهزت الغدا فى المطبخ
ضحك ونظر لها بمكر قائلا
مش المفروض إننا عرسان وناكل وإحنا نايمين عالسرير
نظرت له بسخط ولوت شفتاها بحركه كوميديه قائله
آه المفروض إننا عرسان بس هناكل وإحنا نايمين إزاي كمان ده محڼ فاضي مش بيحصل غير فى المسلسلات والأفلام والروايات ضحك عالعقول الفاضيه
ضحك وهو يجنب ذاك الحاسوب جانبا وبمباغته منه جذبها وبحركه تلقائية إبتلعت تلك العلكه التى كانت بفمها حتى شعرت أنها رغم ليونتها وصغر حجمها لكن كالحجر تسد حلقها سعلت بشده ضحك وهو يتجنب عنها قليلا وجذب كوب الماء الموضوع على تلك الطاوله المجاوره للفراش ومد يده به لها رفعت جسدها قليلا وأخذت كوب المياه إحتست القليل ثم تنهدت براحه قائله
أشهد أن لا إله الا الله
ضحك وهو يأخد كوب المياه وأعاد وضعه على الطاوله بنفس الوقت كانت تستعتد للنهوض لكن خشونتها لم تنساب يده بين خصلات شعرها تبسم لاحظت ذلك وقالت بلا مبالاة ماما ومرات عمي قالوا لى أستشور شعري عشان يبقى سايح ونايح بس انا مرتضتش قولت انا بحب أبقى على طبيعتي وبعدين دى جوازة العمر يعني هكدب النهارده ولا بعدين
جوازة العمر
طنت الجمله برأس هاني شعر بغصه فى قلبه لتلك التى تظن أن زواجهما سيدوم لا تعلم أنه محدد بوقت عشق محكوم بالإحتراق
يتبع