عازف بنيران قلبي بقلم سيلا وليد
المحتويات
مقدرش أعيش من غيرك إنت حبيب قلبي وحياتي كلها..سحب نفسا قويا حتى يسيطر على نفسه من قوة المشاعر التي اجتاحت جسده ظل للحظات
متجمد لا يبادلها ها رغم تمنيه اذابة ها وفرم لحمها بين ذراعيه ولكن كفى لما صار بينهما
حرب دامية اجتاحت قلبه حتى شعر كأنه فوهة بركانية فتراجع للخلف حتى تبتعد عن ه
حرام يامدام اللي بتعمليه إيه نسيتي إنك طلقتي زيك زي اللي قبلك وأنا اللي بطلقها برميها ورايا ومبصش عليها تاني
لا ما حبيبي هيرجعني تاني لعصمته دا لو مرجعنيش مش كدا ولا إيه..مش إنت رجعتني ياراكان
انزل ذراعيها وتهكم مبتسما بسخرية
شكل الباشمهندسة مسمعتش كويس انا اللي بطلقها او بمعنى أصح برميها برة حياتي مش برجعلها تاني واه مش مشكلتي أن أحلامك كبيرة
مدام ليلى شكرا لاهتمام حضرتك مالوش داعي وجودك في المستشفى ممكن تمشي تروحي لابنك ماينفعش تسبيه لوحده
اجابته بصوتها المكتوم بالبكاء وهي تواليه ظهرها
قالتها وتحركت سريعا ودموعها
تفترش خطوايها المبعثرة حتى وصلت إلى غرفة فتحتها ودلفت سريعا تقف خلف الباب تنزل بجسدها وصوت بكائها يرتفع مما جعلها تضع كفيها تمنع شهقاتها..جلست لفترة تعيد سيطرتها على نفسها ثم خرجت متجهة للمرحاض تغسل وجهها وتزيل دموعها العالقة بعينيها..تنهدت تجمع شتاتها المبعثرة متيأسيش ياليلى كنت عارفة انه هيكون دا رده فترة وقفت تسترد نفسها ثم خرجت محاولة السيطرة على حزنها..قابلتها درة بجوار حمزة
يني اوي حبيبتي عاملة ايه!
اجابتها ليلى برسم إبتسامة على شفتيها
الحمد لله..بابا وماما عاملين ايه بفكر اجي اقعد يومين قبل ماانزل الشغل ..قالتها وهي متجهة لجلوس الجميع ..استمعت لصرخات يونس وهو يقوم بتوبيخ والده
مش عايزهم هنا حقي واللي مش عاجبه يخبط دماغه..اقترب حمزة منه يدفعه بعيدا عن والده وعايدة وفريال
اتجه بنظره لحمزة جاحظا عيناه يشير عليهم
دول ي وا القتيل ويمشوا في جنازته معرفش هما عاملين ايه بس
اللي متأكد منه انهم خربوا حياتي كلها ياحمزة دمروني ودمروا البنت اللي بحبها
ربت حمزة على ظهره
بعدين ياحمزة نتكلم بعدين مش دا وقته إحنا عايزين نطمن على سيلين اهم حاجة
نهضت زينب تنظر إليه
ممكن تدخلني اطمن على اختك مش قادرة يابني عايزة اشوفها توقف وهو ي ا من أكتافها متجها لغرفة العناية دلفت زينب بجسد مرتعش وكأن الذي أمامها ابنها الفقيد
ياحبيبي يابني ياحبيبي..انزلقت عبراتها المتلألئة على وجنتيها تزيلها بكفيها وهي تقترب من فراش ابنتها تهمس باسم سليم
كتم صرخاته وهو يكور كفيه بعدما استمع لهمسها الذي أدمى قلبه فاتجه إليها يمسك كفيها ويحتويها
ماما حبيبتي دي سيلين مش سليم عشان خاطري بلاش توجعي قلبي أكتر ماهو موجوع
هزت رأسها رافضة مانطقه
اطلع برة ياراكان سبني مع ابني شوية..تجمد جسده وشعر بإنسحاب أنفاسه فانعقد لسانه وتوقف الكلام بحلقه ..دفعته للخارج وهي تصرخ
أمشي ولادي بيموتوا بسببك أمشي من وشي مش مسمحاك على عملته حتى مااستكترت فيا حفيدي أمشي ياحضرة المستشار روح شوف ابن اخوك صاحي من النوم ومفيش على لسانه غير بابا..هزت رأسها ارتفعت شهقاتها
ربنا يسامحك يابني على عملته فينا
آه خفيضة خرجت من اعماقه لتحرر مدى آلامه المحفورة بقلبه ثم استدار متجها للخارج بخطوايه الذي يجزم من يراه انه يتحرك على بلور يشحذ قدميه دون رحمة..وصل حيث جلوسها يجذبها پ من ذراعيها وسط الحضور
تعالي معايا تحركت معه دون مقاومة حتى وصل إلى غرفة ودفعها بقوة داخلها ثم حجزها بين ذراعيه ي ها بنظراته
إنت قايلة لماما ايه إيه موضوع أمير وأنه عايزني دي بترسمي على ايه قولي
بأعين زائغة غير مستوعبة حديثه ارتجفت شفتيها وتسائلت
تقصد إيه من كلامك دا!
طحن ضروسه ضاغطا على كل كلمة تخرج من فمه ب قائلا
أنا مش هرجعك تاني لحياتي ياليلى وبلاش تضغطي على ماما بأمير انت تيني مرة مش مسموحلك ت يني تاني أنا تعبت من سلبيتك في حبي ليكي كل شوية شك تعبت
انا حياتي متعرفيش عنها حاجة عشان تحكمي عليا رغم اللي عملتيه وجوازك من سليم جيتلك وفتحتلك قلبي انت عملتي ايه ولا حاجة روحتي ودوستي على قلبي ورجولتي بكل جبروت واتفقتي مع ناس يدمروني لولا أدخلت في الوقت المناسب كنت زماني بقيت اضحوكة
ابتلعت ريقها الجاف بصعوبة تحاول الحديث لكنها فقدت النطق من شرارة نظراته وكل ه ال ة ..ضغطت على نفسها ورفعت كفيها ت ذراعيه
مش أنا اللي رفعت القضية وحياة ربنا ماانا أنا اتجبرت على الامضا دي
دفعها بقوة وابتعد عنها
مش مهم المهم النتيجة واحدة اتكسرت وخلاص كسرتيني عارفة يعني ايه تكسري جوزك وتحطي السيف على رقبته مفكرتيش شكلي هيكون إزاي وسط صحابي
دنت منه ودموعها تنسدل على وجنتيها
كنت هقولك والله بس سبقوني..أشار بسبابته
اخرصي دلوقتي انا عايز اتعالج من قلبي اللي خلاني انسان كاره نفسي بسببه سبيني اتعالج لو سمحت
اتجه بأنظارا مټألمة و ذراعيها
عارف
انا ساعات بقسى عليكي كتير وعارف ردود فعلك بتحاولي تحافظي على كرامتك بس أنا بضعف قدامك مش هنكر وأقولك أنا بكرهك وعايز انتقم منك ورميتك زي غيرك
أنا قولتلك كدا من قهرتي هتصدقي اني قولتلك كدا عشان اقنع نفسي بكرهك بس لا ياليلى مقدرتش اكرهك ولا قدرت انتقم منك
لامس وجنتيه بابهامه
احنا وجعنا بعض مافيه الكفاية مش هقولك انت لوحدك غلطانة للأسف أنا كمان غلطت لازم ارجع نفسي ال ضعيتها وانت كمان لازم تعالجي نفسك زي ماقولتيلي يمكن نرجع نقدر نكمل مع بعض
أنزلت ذراعيه وهي تهز رأسها
حاضر ياراكان هبعد عنك أنا كمان لازم اداوي قلبي من كتر الضغوط والۏجع الل شفتهم معاك
استدارت للتحرك أمسك كفيها مردفا
هكون قريب منك وقت عوزيني هتلاقيني..تحركت وهي تمسح دموعها متحركة حتى تفتح الباب ..جذبها من كفيها يوقفها أمامه رفعت اهدابها المنطفئتين وأردفت
راكان أنا تعبانة وضايعة عايزة الل يقويني أنا آسفة حقيقي آسفة عارفة اني ۏجعتك وتعبتك قوي سامحني
شهقاتها ا ت جدار روحه ټطعنه بخناجر مسمۏمة وللحظة أحس بأن الأرض تميد به وأصبح قاب قوسين او أدنى من فقدان وعيه أمام بكائها وشعوره بضعف الدنيا يحتل كيانه ورغبة بآختطافها وسحق كرامته بعيدا عن قلبه
صدقيني كدا أحسن لكل واحد فينا علاقتنا ماخدناش منها إلا الۏجع وشوفتي انت قولتي ايه امبارح هفضل في عيونك زي مارسمتي مهما عملت
تحركت تخرج بخيبة أمل تلوم نفسها على ماوصلت إليه ..أما هو ظل بمكانه يود لو ېصرخ من أعماقه ويجذبها ل ه جلس لبعض الدقائق حتى استعاد شتات نفسه وتحرك للخارج
جذبه نوح من ذراعيه يجاهد في إخفاء ه منه..خرجا إلى حديقة المشفى جلس وأشار إليه بالجلوس
وعدتك قبل كدا من يوم ماقولت بتحبها قولتلك هكون معاك ولكن لو اذيتها هقفلك ياراكان..إيه ال حصل وصلكم لكدا
مسح على وجهه پ فالنقاش حاليا سيصل إلى خسارة بعضهما
البعض..أشعل تبغه وهو ينظر للبعيد
مشكلة بيني وبين مراتي مالكش
دخل فيها..
تنهد نوح وحاول سحب نفسا طويلا يزفره بهدوء حتى لا ي عليه
مرات مين يلا انت من كام يوم قولت طلقتها جاي دلوقتي بتقولي مراتي
نفث دخان تبغه بوجهه وهو يرمقه بنظرات غير مفهومة وتحدث
طول مااحنا في شهور العدة هي مراتي اطلع منها انت
استدار إليه
راكان لو سمحت ليلى مش زي البنات اللي انت اتجوزتهم قبل كدا
توقف راكان وولاه ظهره قائلا
دخلش بينا ملكش دعوة بينا واسمها الباشمهندسة مش ليلى ليلى دي مراتي يعني اقربلي منك
رااااكان بها نوح
دلوقتي ابعت ورقة طلاق ليلى وإياك تقرب منها
التوت زاوية فمه بإبتسامة باهتة
لم نفسك يلا وشوفلك العب معاها بشوية التجميل بتوعك وأبعد عني وعن مراتي عشان مت ش
اقترب نوح بعدما فقد سيطرته وامسكه من تلابيبه
انت طلقتها ياراكان ابعد عنها سبها تعيش ليلى من يوم ماقابلتك وحياتها ادمرت لو سمحت وحياة صداقتنا لتسبها في حالها
فجأة احس بإنقباض شديد في قلبه يكاد يمزقه من الألم فرفع رأسه مضيقا عينيه
بتتكلم جد يانوح انت عايزني ابعت لليلى ورقة طلاقها
لكزه نوح بقوة في ه
راكان متبقاش غامض معايا قولي إيه مشكلتك بالضبط ماشي بمثل لا بحبه ولا قادر على بعده ليلى دي اختي وأنا مرضاش اشوفك بتبهدل فيها واسكت قولي آخرة اللي بتعمله ايه الحب مش بالكلام واكيد عرفت أنا عملت إيه عشان أسما
أنا معملتش حاجة يانوح ولا اي حاجة عشان حبي بس برضو هسبها كدا متعلقة لاهي م ولا متجوزة..أشار بسبابته قائلا
عشان تعرف مش كل ال تلعب معهم أنا راكان البنداري مش حتة بنت تدوس عليا ..أشار على نفسه ي على ه
على آخر الزمن حتة بنت ترفع عليا قضية طلاق وكل شوية طلقني طلقني مش متحملة اكون مراتك
دنى منه يغرز عيناه بعينيه مردفا
بنت خالتك بتقولي أنا مستحيل اجيب منك ولاد علشان ميعتبهاش على أبوهم ياحضرة الدكتور کرهت نفسها لأنها ارتبطت بواحد زي
رفع سبابته قائلا
متقربش مني يانوح علشان ماوجعكش
خلاص ياراكان طلقها بائنة وكل واحد يروح لحاله خليها تأسس حياتها
مع حد تاني يعرف يلملم چروحها بدل انت موجوع منها أوي كدا
قبضة بكفيه على عنقه وهو يدفعه بقوة على الجدار حتى كادت أنفاسه تخرج ع ا تغير وجهه للشحوب وأصبح كشحوب ال ى
لولا حمزة الذي وصل بالوقت المناسب يدفع راكان بعيدا عن نوح ورغم قوة حمزة إلا ان ڠضب راكان فاق الحدود وهو يجز على على أسنانه متحدثا بصوت كالفحيح
دا إن شاءالله في ها لما تدفنها كدا يبقى خليها تبني حياة الآخرة يا
دفعه حمزة بكل قوة حتى ه على وجهه ليفيق من حالة ه الأعمى اتجاه صديقه
بدأ يسعل نوح ليلتقط أنفاسه بصعوبه حتى شعر بالأختناق ساعده حمزة في الجلوس يربت على ظهره ل استعاد أنفاسه وجلس يطالع راكان المتجمد يرمقه بنظرات ة قائلا
متقربش مني تاني عشان مدفنكش عايش مراتي خط أحمر حتى عليكوا محدش يقولي أعمل ايه انا قولت عايزة تربية يبقى لازم اربيها لازم تتربى عشان متغلطش تاني
قالها وتحرك بخطوات تأكل الأرض كالذي يتربص بعدوه وصل إليها وجدها تجلس بجوار سيلين التي استيقظت للتو ابتسمت سيلين ع ا رأته ا وجهها
حبيبة قلبي حمدالله على السلامة كدا تخوفيني عليكي..قبلت كفيه
فداك ياحبيبي فاكر
متابعة القراءة