رواية فارس بلا جواد من الفصل السادس إلى الفصل العشرون منى سلامة

موقع أيام نيوز

فلوسك وصرفتها فى ايه الرسول صلى الله عليه وسلم قال لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه وعن علمه فيم فعل وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن جسمه فيم أبلاه هتقدر تقول الكلام ده وقتها يا آدم 
قال آدم بضيق 
أنا مبعملش حاجة غلط لا بشرب خمړة ولا باكل حاجة حرام
قالت أمه بحزم 
بس بتبيعهم للى بياكلهم وللى بيشربهم وده حرام وبتاخد سيئات زيهم بالظبط لانك بتقدمها ليهم وبتسهلها عليهم النبي صلى الله عليه وسلم قال من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا
نهض آدم قائلا وهو يريد الهروب من هذا النقاش 
أنا داخل أرتاح شوية
دخل آدم عرفته وبدل ملابسه ألقى بنفسه فوق فراشه فى تهالك أخذ يفكر فى كلام والدته وهو يشعر بضيق شديد فى صدره وكأن الهواء سحب من الغرفة عن كامله شعر بإختناق شديد وهو يفكر فى كل شئ وأى شئ قام يجلس فى فراشه وهو يحاول أن يزيل هذا الإحساس الذى أصبح ملازما له فى الفترة الأخيرة قال لنفسه لماذا هذا الضيق يا آدم تعمل فى مركز يتمناه آلاف الشباب فى سنك لك مرتب كبير يسد احتياجاتك ويفيض ما شمكلتك لماذا هذا الثقل الذى تعشر به فوق صدك لماذا لا تهنأ وتفرح وتسعد وتعيش حياتك كما يفعل غيرك ! ما الذى ينقصك يا آدم ما الذى ينقصك ! 
تسربت الى أسماعه صوت آيات من القرآن الكريم أدارتها والدته فى المسجل ورفعت الصوت عاليا حتى اخترق الباب المغلق ونفذ الى أذنيه أعاد ظهره الى الوراء وهو يرهف أذنيه بإنتباه شديد كالظمآن الذى يسمع صوت خرير الماء بالقرب منه
يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشړاكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم 12 يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضړب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العڈاب 13 ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور 14 فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم الڼار هي مولاكم وبئس المصير 15
عندما وصلت الى مسامعه تلك الآيه امتلأت عينى آدم بالعبرات حتى فاضت وتساقطت على وجهه الذى اشتاق لتلك الدموع الخاشعة الڈليلة المستشعره بذنبها وتقصيرها وبعدها أغمض عينيه ليفرغ ما بداخلهما من عبرات تحرقهما وانتفض جسده بعدة شهقات لم يستطع كبحها
ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم .
الحلقة 18 
جلس سراج فى بار قريته السياحية وقد علا وجهه علامات الإستغراق فى التفكير اقترب منه أحد الرجال قائلا 
عاصى بيه
الټفت اليه عاصى فقال الرجل 
مدير القرية اللى حضرتك طردته بعد ما البلطجية اټهجموا علينا
قال عاصى بغلظة 
ماله سي زفت ده 
تردد الرجل قليلا ثم قال 
سمعنا انه اشتغل فى قرية جولدن بيتش
الټفت عاصى اليه پحده وترك كأس الخمر من يده وقال بإستغراب 
يعني ايه اشتغل فى جولدن بيتش
قال الرجل وقد بدا عليه الإرتباك 
ده اللى عرفناه يا عاصى بيه آدم مدير القرية لما عرف ان حضرتك طردته عرض عليه مرتب كبير وشغله فى القرية
قال عاصى وعيناه تشعان شررا 
شغله ايه 
قال الرجل 
مسكة ادارة المطعم
لكم عاصى الكأس الموضوع على البار بقبضته فوقع على الأرض وقد أصدر صوتا عاليا أثناء تهشمه انتفض الرجل وهو ينظر الى عاصى الذى بدا وكأنه تحول الى وحش كاسر زمجر قائلا 
وطبعا التيييييييييييييت ده قالوا على كل أسرارنا فى ادارة القرية زمانه عرفه كل كبيرة وصغيره فى قريتنا
صاح فى الرجل قائلا 
روح انت وأى حاجة جديدة تحصل بلغهالى فورا
أومأ الرجل برأسه وانصرف من أمام عاصى وهو يتنهد فى ارتياح عض عاصى بقوة وهو يتوعد آدم قائلا 
ماشى يا تيييييييييييييت مبقاش أنا عاصى ان ماخليتك تلف حولين نفسك
دخلت آيات المطبخ تساعد حليمة التى قالت 
روحى انتى يا بنتى دول شوية فول وشوية طعمية مش هياخدوا منى حاجة
قالت آيات وهى تسخن الخبز 
مفيش
مشكلة يا دادة هساعدك
استيقظت أسماء ومرت على المطبخ فى طريقها الى الحمام وقالت بصوت ناعس 
صباح الخير
صباح النور
صباح النور يا بنتى
قالت آيات وقد عزمت امرها على الذهاب الى عمها 
على فكرة يا أسماء أنا استخرت ربنا وهروح النهاردة ان شاء الله لعمى
ابتسمت أسماء قائله 
كويس وان شاء الله خير
كانت آيات متوترة للغاية من تلك المقابلة مضت سنوات طوال لم ترى فيها عمها سراج و لا أولاده ترى أمازال يتذكر شكلها ايتذكر اسمها ماذا ستكون رده فعله عندما يراها أمامه تطلب منه وظيفة تكسب منها لقمة عيشها تنهدت آيات بحسرة ولاحت فى عينيها العبرات وهى تتذكر والدها وفقدانها له ترك فقدانه شرخا كبيرا فى نفسها شعرت بأنها كشجرة اللبلاب التى فقدت دعامتها وأخذت فى التمايل لكنها أبدا لن تسمح لنفسها بالسقوط ستواجه الحياة وھا هو قربها من الله عز وجل كانت آيات تحاول التقرب اليه بقدر ما تستطيع أبدلت ملابسها بأخرى أوسع منذ أن عادت من العمرة وإن كانت ملابسها لم تتصف بعد باللباس الشرعى إلا أنها شعرت براحه كبيرة عن تلك الملابس الضيقة التى اعتادت الخروج بها ومنذ أن عادت من العمرة لم تضع أى زينة على وجهها فأصبح أكثر اشراقا ونعومة تنهدت آيات وشعور بالقلق يتسرب اليها كانت تخشى لقاء عمها تخشاه بشدة
قامت والدة آدم بتحضير الفطور على الطاولة ثم ذهبت لايقاظ ابنها طرقت طرقة خفيفة ثم فتحت الباب لكنها تسمرت فى مكانها وبدأت العبرات تبلل عينيها وهى تنظر الى آدم الساجد على الأرض وضعت كفها على فمها لتكتم شهقات بكائها وأغلقت باب الغرفة ببطء جلست على أحد المقاعد وهى تبكى وتناجى ربها 
يارب اهديه يارب يارب اصرف عنه كل سوء يارب عينه على نفسه وعلى شيطانه يارب اهديه أنا قلبي راضى عنه ارضى عنه يارب ارضى عنه
سمعت باب غرفته يفتح فمسحت عبراتها بسرعة وقالت تقول له 
يلا يا آدم عشان تفطر
التف الاثنان حول الطاولة كانت أمه تنظر اليه من حين الى آخر بنظرات فرحة ممزوجة بالحنان والرضا تقابلت نظراتهما فابتسم آدم ثم قال 
ادعيلى يا ماما
قالت أمه بنبرة صادقة 
والله يا ابنى بدعيلك دايما ربنا ينورلك طريقك ويهديك يا آدم
اتسعت ابتسامته وهو يغادر الشاليه متوجها اى مكتبه فى القرية لأول مرة منذ شهور طويلة جدا يشعر براحة فى صدره كان شعور الضيق مازال يلازمه الا أنه هذا اليوم كان أخف وطأه استسمتع بهذا الشعور من الراحه الذى افتقده طويلا دخل مكتبه وشرع فى ممارسة عمله بحماس دخل زياد المكتب ليقول 
صباح الخير يا آدم
ابتسم له آدم قائلا 
صباح النور يا زياد ايه الأخبار مدير قرية الفيروز اللى اطرد أخباره ايه معانا
قال زياد وهو يجلس أمامه على المكتب 
مبسوط على الآخر
ضحك آدم قائلا 
زمان عاصى ھيموت من الغيظ
قال زياد بتوتر 
يا خوفى المرة دى متجيش سليمة زى المرة اللى فاتت
قال آدم بحزم 
ميقدرش يعمل حاجة أنا زودت الحراسة على القرية ومدى أوامر للبودى جاردز لو شافوا حد بيبلطج فى القرية ېموتوه ضړب لحد ما يبانله صاحب
قال زياد فجأة 
ايه أخبار بنت أخو سراج اللى انت كنت خاطبها 
قال آدم بإستغراب 
اشمعنى يعني ليه بتسألنى
قال زياد 
أصل أبوها ماټ
شعر آدم بالصدمة وهو يستمع لخبر مۏت عبد العزيز وهتف قائلا 
لا حول ولا قوة الا بالله
ثم نظر اليه قائلا 
انت عرفت منين 
قال زياد 
قريته فى الجرنال من فترة
شعر آدم بالقلق على آيات فهو يعلم أنها ليس لها أقارب وليس لها أحدا فى هذه الدنيا إلا والدها أسرع آدم يخرج هاتفه ويتصل ب آيات 
جلست آيات مع سمر و إيمان و أسماء فى غرفتها ببيت حليمة عندما رن الهاتف نظرت الى الرقم وشعرت بإضطراب بالغ عندما علمت أن آدم هو المتصل أخذت تتساءل فى نفسها عن سبب اتصاله ماذا يريد منها نظر اليها الثلاث فتيات وهى تمسك هاتفها وتنظر اليه بتوتر سالتها أسماء بإهتمام 
ايه مين يا آيات 
قالت آيات بتوتر 
آدم
أسرعت سمر قائله 
متعبريهوش
انقطع الاتصال فقالت وهى مازالت تحاول تخمين سبب اتصاله 
أصلا مكنتش هرد
عاود الإتصال مرة أخرى فقالت إيمان 
طيب شوفى عايز ايه
قالت سمر بحزم 
لأ هيكون عايز منها ايه يعني خلاص الموضوع انتهى وده واحد نصاب وكداب المفروض متتكلمش معاه تانى ولا تثق فيه أبدا
قالت أسماء فى حيرة 
بس ليه بيتصل تفتكرى عايز ايه يا آيات 
تنهدت أسماء بضيق ثم أغلقت هاتفها تماما حتى لا يعاود الإتصال بها وهى تقول بضيق 
معرفش ومش عايزه أعرف
شعر آدم بالتوتر عندما حاول الاتصال بها مرة اخرى ليجد هاتفها مغلق زفر بضيق فسأله زياد قائلا بإهتمام 
ايه مبتردش 
قال آدم بحنق وهو يكتب رسالة على هاتفه 
كان بيرن وفجأة لقيته مقفول أكيد مش عايزه تكلمنى
نظر اليه زياد قائلا 
هتبعتلها رسالة 
قال آدم وهو يكتب رسالته 
أيوة
أرسل آدم رسالته وقلبه وعقله منشغل ب آيات وحالها بعد ۏفاة والدها شعر بالأسف لفقدانها والدها لعلمه بمدى تعلقها به وبمدى حبها له واعتزازها به رق قلبه لحالها وأخذ يتخيل شعورها بمرارة الفقد التى ذاق مثلها بعد ۏفاة والده حاول الاتصال بها مرة أخرى لكن الهاتف ظل مغلقا انصرف زياد دون أن يشعر به آدم دخل الفيس بوك وتوجه الى حسابها أخذ يبحث عن اسمها دون جدوى طردته من عالمها تماما حاول الإتصال بها مرة أخرى دون جدوى زفر بضيق وقد أخذ القلق منه مبلغه
فى المساء ألقت آيات نظرة على أسماء النائمة بجوارها ثم أسندت ظهرها الى واسادتها وهى تفكر فى لقاء الغد قررت الذهاب الى عمها فى الغد امتدت يدها الى هاتفها تفتحه اندهشت عندما وجدت رسالة من آدم فتحتها بأيدي متوترة وقرأت ما فيها 
آيات البقاء لله عرفت ان والدك توفى أنا عايز أطمن عليكي
نظرت آيات الى الرسالة بسخرية ممزوجة بمرارة شعرت بها فى قلبها هتفت بداخلها تريد أن تطمئن على ! ما أرق قلبك ! تنهدت فى ضيق وتركت هاتفها على الأرض بجوار ال وحاولت النوم
استلم آدم تقريرا بوصول رسالته فأسرع بالنهوض من فوق فراشه وأمسك هاتفه الموضوع على المكتب واتصل بها نظرت آيات الى الهاتف وهى تشعر بالإضطراب ثم ما لبث أن اختفى اضطرابها وظهرت علامات الألم على وجهها وهى تتذكر كيف خدعها وكيف لعب بعواطفها ومشاعرها وكيف استغل حبها له
تم نسخ الرابط