رواية فارس بلا جواد من الفصل السادس إلى الفصل العشرون منى سلامة

موقع أيام نيوز

لوحدى والحمد لله لقيت بدل للشريك اتنين
ابتسم أحمد قائلا بحماس 
طيب ايه رأيك تشغل آيات و أسماء فى القرية دول بنتين ممتازين بجد يا بابا وأهو تاخد فيهم ثواب
قال فؤاد 
أنا فعلا محتاج عماله الفترة اللى جاية بس مش فى القرية هنا فى شركة السياحة اللى هتتعامل مع العملا وتجذبهم لقريتنا
ثم قال 
هما نفس تخصصك ادارة أعمال ولا تخصص تانى 
قال أحمد 
أيوة نفس تخصصى
قال فؤاد 
طيب ممتاز خليهم يجولى الشركة فى بعد يومين لانى مسافر بكرة هعمل معاهم انترفيو بسيط وان شاء الله يكونوا معانا فى الشركة
اتسعت ابتسامة أحمد وهو يقول بحماس 
متشكر أوى يا بابا أكيد هيفرحوا أوى
ابتسم فؤاد قائلا 
بس خلى بالك أنا الشغل عندى مفيهوش لا قرابه ولا مجاملات لو هيشتغلوا معايا هديهم مرتبات كويسة بس فى المقابل عايز شغل ممتاز يعني مايعتمدوش على صحوبيتك ويهملوا شغلهم
ضحك أحمد قائلا 
طول عمرك متعرفش غير شغلك يا فؤاد بيه لا ليك فى الكوسة ولا فى السلطة
ضحك فؤاد وهو يحمل عويناته ليرتديها مرة أخرى 
طيب يلا بأه عشان عندى شغل
شعر أحمد بالإرتياح وركب الى سيارته بسعادة وعزم على التوجه الى آيات ليخبرها بهذه البشرى
قالت والدة آدم على الهاتف بقلق بالغ 
أنا خاېفة عليه يا زياد
تنهد زياد قائلا وهو يحاول أن يبث فيها الطمأنينه 
متقلقيش يا خالتى أنا معاه وواخد بالى منه
قالت بصوت باكى 
لا حول ولا قوة الا بالله ربنا يرحمها يا قلبي عليك يا ابنى ربنا يصبرك
قال زياد 
يارب
قالت أم آدم بلهفة 
لما ييجي يا زياد اتصل بيا وخليني أسمع صوته وقوله يفتح موبايله يا ابنى أنا ھموت من القلق عليه
قال زياد مطمئنا اياها 
حاضر من عنيا يا خالتى متقلقيش
سمع زياد صوت الفمتاح فى الباب فهب واقفا وهو يقول 
أهو جه
قالت بلهفة 
اديهولى يا زياد
دخل آدم الى البيت أشعثا أغبرا نظر زياد الى ما كان يرتديه فلقد اعتاد أن يرى آدم متأنقا فى غاية الأناقة ولم يعتد أن يراه غير مهتم بملابسه هكذا نظر اليه قائلا 
آدم مامتك عايزه تكلمك
أخذ آدم الهاتف من زياد وقال بصوت مبحوح 
أيوة يا ماما
قالت أمه بصوت كمن أوشك على البكاء 
ازيك يا حبيبى انت كويس
تنهد بإرهاق قائلا 
أيوة كويس
صمتت أمه قليلا ثم قالت بحزن وأسى 
ربنا يرحمها يا ابنى
دمعت عيناه وهو يقول 
آمين
قالت أمه 
هترجع امتى يا ابنى
قال آدم وهو يمسح دمعة فرت من عينه 
شوية كده
ثم قال 
انتى كويسة ناقصك حاجة
قالت أمه 
لا يا ابنى مش ناقصنى غير وجودك جمبي
قال آدم بخفوت 
يومين كده وهرجع ان شاء الله
قالت أمه 
تيجي بالسلامة يا حبيبى بس افتح تليفونك عشان لما أحب أطمن عليك
قال بإستسلام 
حاضر
قال زياد ل آدم محاولا جذب انتباهه لشئ آخر بعيدا عما يقاسيه 
أنا عرفت مين اللى أجر القرية التالتة يا آدم
بدا على آدم وكأن الأمر لا يعنيه ودون ان يتفوه بحرف توجه آدم الى غرفته تحت أنظار زياد وتمدد فوق فراشه فى انهاك
فتح على الباب بمجرد أن رأى سمر أمامه شعر بمشاعر كثيرة متضاربه فغض بصره على الفور نظرت الى ذراعه المجبر وهى تشعر بالإشفاق عليه فمنذ أن أخبرتها إيمان بما حدث له وهى تشعر بالحزن من أجله تمتمت بصوت خاڤت 
إيمان موجودة 
قال لها وهو يفسح الطريق 
أيوة موجودة اتفضلى
انتظرت سمر أمام الباب الى أن حضرتك إيمان قائله 
تعالى يا سمر ادخلى
دخلت سمر وتعانقت الصديقتان وقع نظرها
مرة أخرى على على الذى كان متوجها الى غرفته تلاقت عيونهما للحظة بدت عيناها حزينتان لما أصابه وبدا معاتبا اياها على رفضها المتكرر له ثم دخل غرفته وأغلق الباب بهدوء
جلست سمر مع إيمان فى غرفتها فقالت هذه الأخيرة 
باركيلى
التفتت اليها سمر على الفور وقالت 
ايه عريس 
ضحكت إيمان بسخرية 
هو انتى لسه عندك أمل ده أنا فقدت الأمل من زمان
نظرت اليها سمر بحزن لما تشعر به من احباط ثم قالت 
أمال أباركلك على ايه
قالت إيمان بتهكم وهى تجلس فوق الفراش 
سيبت شغلى
هتفت سمر بدهشة وهى تجلس بجوارها 
ايه سبتى شغلك ليه يا إيمان
قالت إيمان بتبرم 
قرفت بدور فى ساقية طول الشهر ومبقبضش غير ملاليم قرفت من الشغل ومن الناس ومن كل حاجة
قالت سمر بعتاب 
بس على الأقل كنتى بتخرجى وبتشوفى ناس يا إيمان
قالت إيمان بضيق 
بلا أرف سيبك قوليلي أخبارك ايه انتى
قالت سمر الحمد لله
ثم سألتها فى حرج 
ازي اخوكى دلوقتى 
تنهدت إيمان بأسى قائله 
أهو زى ما انتى شايفه التيييييييييت ضړبوه وكسروله ايده كل ده عشان مكنش موافق انهم يغيروا تاريخ صلاحية عبوات الأكل المحفوظ
قالت سمر بحنق 
ربنا ينتقم منهم
قالت إيمان بتهكم 
كل حاجة فى البلد دى بايظة محدش مرتاح يا بنتى محدش مرتاح أبدا
قالت سمر وسحابة حزن تمر بعينيها 
على رأيك محدش مرتاح
نظرت سمرالى إيمان بتفحص فإنتبهت لزيادة وزنها عدة كيلو جرامات شعرت سمر بالإشفاق عليها وبالضيق أيضا فهى من تفعل بنفسها ذلك لم تشأ أن تخبرها بأنها لاحظت زيادة وزنها حتى لا تصاب بالإحباط فهى تعلم حساسية إيمان الشديدة لهذا الأمر
وقف آدم أمام القپر يدعو ويستغفر بدا وكأنه لا يريد مفارقة هذا المكان كان الحزن والألم ينخران فى جسده فبدا وجهه كلوحة تعبر ببراعة عما يقاسيه ويكابده ودعها بنظراته الحزينة وعيونه الدامعه وقد اتسعت الهالات تحت عينيه همس لها بصوت مرتجف وكأنه قادم من مكان سحيق 
مش هنساكى
اقترب منه زياد وربت على كتفه الټفت اليه آدم فجذبه زياد من ذراعه قائلا 
يلا يا آدم
سار آدم معه وتوجها كل الى سيارته نظر زياد الى آدم بقلق وقال 
هتعرف تسوق 
ارتدى آدم نظارته الشمسية وهو يفتح باب سيارته ويقول 
أيوة
وانطلقا فى طريقهما الى العين الساخنة
تمدد آدم على فراشه ينظر الى سقف الغرفه كالچثة التى فارقت الحياة لا يميزه عنها سوى حركة جفوته الرتيبة من حين لآخر تابعته أمه بنظراتها المشفقه وهى لا تدرى ماذا تصنع لولدها لتخفف من هذا العڈاب الذى يدب فى أوصاله لم يظن أنه سيتألم لفقدها الى هذه الدرجة لم يدرك أنها مهمة له لهذا الحد علم فى تلك اللحظة أنه لم يحب فتاة قبلها أشد ما يؤلمه هو الطريقة التى ظن أنها ماټت بها ظل يتخيل الزلزال واڼهيار البناء والحريق هل قاست وتعذبت أم ماټت على الفور مثل حليمة التى ډفنها فى القپر المجاور لها ظهرت تقطيبة على جبينه وهو يتمنى ألا تكون قد تألمت ظلت الأسئله تتقاذف الى عقله ماذا يحدث لها الآن أقبرها الآن روضة من رياض الجنة ام حفرة سحيقة من حفر الڼار ارتجف جسده وارتعد امتدت يده الى مصحفه وفتحه وشرع فى القراءه واهدائها هذا الأجر
امتنع آدم عن الذهاب الى عمله اليومين الماضيين لم يجد فى نفسه القوة على العمل أو حتى الحديث ظل قابعا فى غرفته لا يلوى على شئ ذات ليلة أتت ساندى للإطمئنان عليه بعدما علمت من زياد شدة تأثره لۏفاة آيات خطيبته السابقة شعرت ساندى لأول وهلة بالحزن لۏفاتها ثم ما لبثت أن شعرت بالغيظ كانت تظن أن آدم نسى آيات ومحاها من تفكيره تماما لكنها اكتشفت أنها كانت مخطئة وظنت أن هذا ما كان يحول بينها وبينه لم تنكر تلك السعادة التى شعرت بها فيما بعد وهى تفكر فى أنها تخلصت من غريمتها وللأبد وبالتأكيد سيكون آدم محتاج الآن لمن تبقى معه وتبدد أحزانه عدة أيام أو أسابيع وسينساها ويبدأ قلبه فى البحث عن حب جديد وستكون هى ذاك الحب توجهت الى الشاليه فتحت لها والدة آدم ودعتها للدخول فإبتسمت لها ساندى قائله 
انا جيت أطمن على آدم
قطبت أمه جبينها فى حزن وهى تقول 
والله يا بنتى زى ما هو لا عايز يخرج ولا عايز يتكلم مع حد طول الوقت حابس نفسه فى أوضته وحتى الأكل بياكل بالعافية
تسرب شعور بالغبظ الى نفس ساندى لكنها قالت بأسف زائف 
بجد ربنا يصبره أكيد كانت حاجه صعبة عليه مع انى كنت فاكره انها خلاص مبقتش تفرق معاه من ساعة ما سابوا بعض
قالت أمه بتأثر 
اذا كنت أنا اللى شوفتها مرة واحدة واتأثرت بمۏتها ربنا يرحمها كانت صغيره
قالت ساندى وهى تجول بعينيها فى المكان 
ممكن يا طنط تقوليلى انى عايزة أشوف أنا قلقانه عليه أوى وعايزه أطمن عليه
لكن رد آدم كان حادا عندما قال لأمه 
قوليلها نايم
قالت أمه بعتاب 
يعنى يا ابنى أحرج البنت وهى فى بيتنا أنا قولتلها انك صاحى ميصحش برده
قال آدم بحزم 
مش طايق أشوف حد يا تقوليلها انتى يا أطلع أقولها
كان آخر ما سنقصه الآن هو رؤية ساندى بسماجتها وثقل ظلها رن هاتفه فتفحصه للحظة ثم رد قائلا 
ألو
قال الطرف الآخر 
أيوة يا دكتور آدم ازى حضرتك أنا مدحت والد أسماء
أيوة رقمى عندى يا أستاذ مدحت
قال مدحت بحرج 
أنا آسف لو اتصلت فى وقت غير مناسب
لأ ابدا اتفضل
كنت عايز أسأل عن أسماء موصلتش لحاجة معرفتش حتى طريق صاحبتها آيات
دمعت عيناه وهو يقول بصعوبة بصوت مضطرب 
آيات آيات الله يرحمها
صمت مدحت للحظات ثم صاح 
لا حول ولا قوة إلا بالله ماټت ازاى
تحدث آدم بصعوبة بالغة وقد شق عليه التحدث عن مۏتها مع أحد 
الزلزال اللى حصل البيت الى كانت ساكنه فيه مع الدادة وقع
قال مدحت بلهفة ولوعة 
أسماء كانت معاها 
لا مكانتش معاها
انت متأكد 
أيوة متأكد لإن الچثث كلها استلموها أهلهم
قال مدحت بأسى 
ربنا يصبر أهلهم البقاء لله يا دكتور وآسف انى ضايقتك
ألقى آدم الهاتف على فراشه بلامبالاة وأسند ظهره الى الخلف ليغرق فى أحزانه من جديد شعر بكل شئ حوله تافها لا قيمة له كل ما كان يحلم به وكل ما كان يطمح اليه كل شئ فجأة بدا صغيرا بلا قيمة وضيعا تسرب اليه الندم ينهش فى قلبه شعر بأنه ترك ما يستحق من أجل مالا يستحق شعر بأنه كان يسير طيله الفترة الفائتة كالمغيب كالأعمى كفاقد البصر والبصيرة غضبه وقهره والظلم الذى تعرض له أحادوه عن الطريق الصحيح وسلسله الشيطان فى سلاسله يحركه كما يشاء واستسلم هو بلا أى رغبة فى المقاومة حركته رغبته فى الإنتقام واسترداد حقه حتى قسى قلبه كقلوب من ظلموه فلا فرق بينهما الآن كلاهما ظالم مذنب هالك عاجلا أم آجلا أغمض عينيه وهو يتمنى أن يفقد ذاكرته أو يعود بها الى عامين مضوا الى حيث كان آدم شخص آخر غير آدم الذى يراه الآن فى مرآته
نزلت آيات بصحبة أسماء من البناية الأنيقة انحنت أسماء على أذنها قائله 
يارب فعلا تصيب المرة دى ويرضى يشغلنا
قالت آيات وهى تنظر الى أحمد الذى خرج من سيارته ليستقبلهما 
ان شاء الله خير
التف أحمد حول السيارة وفتح الباب ل آيات قائلا ببشاشة 
بابا مستنينا فى المكتب
قالت له آيات بحرج 
مكنش فى داعى تيجي معانا احنا كان ممكن نروح لوحدنا بدل ما نتعبك
وكزتها أسماء بكوعها ونظرت اليها نظرة تقول أنسيتي أننا لا نلمك مالا يكفى حتى للذهاب
تم نسخ الرابط