رواية فارس بلا جواد من الفصل السادس إلى الفصل العشرون منى سلامة
المحتويات
تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم كان راجل طيب ويعرف ربنا والناس كانت بتحبه ربنا يرحمه هو وأمك
ابتسمت آيات وهى تقول
يارب يارب ارحمهم
ربتت حليمة على كفتها وقالت مبتسمة
متشغليش بالك لينا رب وهو أرحم بينا من عباده
ثم قالت
أما أروح أتمم على الحاجة اللى هناخدها
الحمد لله انت كريم اوى يارب
استيقظ آدم من نومه فوجد والدتها فى مطبخ الشاليه تعد الطعام فنظر لها قائلا
صباح الخير يا ماما
نظرت اليه أمه قائله
صباح النور يا آدم
قال آدم وهو يقترب منها
ماما بتعملى ايه روحى ارتاحى وأنا خلاص اتفقت مع واحدة هتيجي تنضف وتطبخ
لا مليش أنا فى الحاجت دى أنا مبحبش واحدة غريبة تنضف بيتي ولا تحط ايديها فى أكلى
قال آدم
يا ماما انتى تعبانه مينفعش الىل بتعمليه ده الدكتور قال ترتاحى
قالت أمه بعناد
أنا الحمد لله بقيت كويسة أوى وأقدر أقف على رجلى وأعملى شغل البيت
قال آدم مستسلما
طيب براحتك
ثم قال يحذرها
ابتسمت له قائله
ربنا يخليك ليا يا ابنى ولا حيرمنى منك
أخذها فى ه قائلا
ولا يحرمنى منك يا ماما
نظرت اليه والدته بعتاب قائله
انت لسه مبتصليش
ارتبك آدم وشعر بالحرج فقالت بحزن
ربنا يهديك يا آدم
نظر اليها آدم قائلا
أيوة ادعيلى الدعوة دى انتى دعوتك مستجابة
بدعيلك يا حبيبى بس مش كفاية دعائي لوحده ربنا بيقول فى سورة الرعد إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم لازم تبدأ بتغيير نفسك بنفسك يا آدم
تنهد آدم قائلا
ان شاء الله
ثم توجه الى باب المطبخ وقال
هروح أغير عشان متأخرش على الشغل
قالت له أمه بإهتمام
مش هتفطر
قال آدم بعبوس
ارتدى آدم ملابسه وخرج من الشاليه متوجها الى مكتبه كان العبوس بادى على ملامح وجهه كان يشعر بالضيق والحنق لا يدرى السبب لكنه غير مرتاح غير سعيد يشعر بان شئ بداخله مفقود شئ لم يستطع ان يملأه بملذاته ونزواته وسهراته وأمواله وقريته السياحية على الرغم من النجاح الذى حققه حتى الآن الا أنه لم يشعر بالفخر لهذا النجاح بل يشعر بالفشل ! زفر بضيق وهو يجلس الى مكتبه تحدث الى نفسه قائلا لماذا هذا الشعور البغيض ! لماذا لا تفرح يا آدم بإنجازاتك ونجاحك ! لماذا تشعر بأنك لم تنجز شيئا ولم تربح شيئا لماذا هذه المرارة التى تشعر بها داخل حلقك ما الذى ينقصك يا آدم ! عما تبحث لتكون سعيدا ! علم الإجابة لكنه لم يجرؤ على الإفصح بها لنفسه شعوره بالذنب ألجمه وقيده وجعله كالعاجز كالعطشان الذى يتمنى قطرة ماء وأمامه نهر من الماء العذب لكنه بدلا من أن يشرب منه توجه الى البحر المالح لكنه كلما حاول أن يروى ظمأه ازداد عطشا لا عطشه ارتوى ولا جسده ارتاح !
آنسة آيات مش محتاجه اى حاجة
نظرت اليه آيات قائله
شكرا
قال الحارس وهو متأثرا بما حل بها
انتى زى أختى الصغيرة أنا عندى أخت فى سنك أنا هنا مش همشى الساكن الجديد الحمد لله هخلاني فى شغلى لو احتجتى أى حاجة أنا موجود هنا
نظرت اليه آيات وقد اغرورقت عيناها بالعبرات وهى تقول
متشكرة أوى
تابعها بعيناه الحزينتين وهى تركب السيارة بجوار حليمة لتنطلق بهما الى سكنها الجديد
فى أحد الأحياء الشعبية توقفت السيارة ساعد السائق فى انزال الحقائب وايصالها الى باب الشقة صعدت آيات البناية القديمة والدرجات المتهالكة وتأملت الجدران المزرية والتى تنبعث منها رائحة غريبة أسرعت حليمة بفتح الباب ثم توجهت الى الشباك ففتحته لينير البيت بنور الصباح تأملت آيات الشقة الصغيرة المكونة من غرفتين صغيرتين بكل منهما فراش وبصالة صغيرة بها صالون متهالك ومطبخ وحمام كان البيت الصغير فى حالة مزرية وقد غطى التراب الأثاث بالكامل قالت حليمة بتفائل
متقلقيش هينضف ويبقى زى الفل
ابتسمت آيات بوهن والتفتت لتدخل الحقائب الى الداخل فساعدتها حليمة ثم قالت بمرح
تحبي تختارى أنهى أوضة
نظرت آيات الى الغرفتين فكلاهما فى حالة رثة قالت بخفوت
أى واحدة مش هتفرق
توجهت حليمة الى احدى الغرف وقالت وهى تفتح شباكها
تعالى هنا دى شرحه عن التانية
بدأت حليمة بتنظيف غرفة آيات التى مدت يد المساعدة الى حليمة رغم اعتراضها كان العمل شاقا فأكوام التراب كانت تغطى كل شئ بعد أكثر من ساعة من العمل المتواصل فى الغرفة أصبحت صالحة للإستهلاك الآدمى ألقت آيات بجسدها المرهق على الفراش فلم تعتاد العمل فى البيت ولا تحمل مشاق التنظيف استسلمت الى النوم و حليمة تغلق باب غرفتها وهى تبتسم فى اشفاق
جلس آدم على الشط يتأمل البحر أمامه كان شاردا فلم يرى تلك الفتاة التى ترتدى البكيني والتى اقتربت من مكان جلوسه انتبه اليها عندما قالت
حضرتك دكتور آدم مدير القرية مش كدة
ابتسم آدم مجاملا وقال
أيوة أنا
جلست الفتاة دون دعوة على المقعد المجاور له وهى تقول بمرح
بجد القرية تحفة أول مرة أحس ان مصر فيها أماكن حلوة طول عمرى بقضى الأجازة بره بس لما شوفت اعلنا قريتكوا قولت أجرب وبجد انبهرت
ابتسم آدم قائلا
الحمد لله ان قريتنا عجبتك
قالت الفتاة وهى تمديدها اليه
أنا بسنت
أمسك يدها فى راحته قائلا
تشرفنا يا آنسه بسنت
ضحكت قائله
لا مبحبش آنسة وأستاذ والجو ده أنا بسنت وصحابي بيقولولى بوسى
ذكره الإسم ب بوسى تلك المراة التى أمضى معها ما يقرب من العام يعيش معها وفى بيتها ويصرف من مالها تلك المرأة التى عاش معها عيشة تغضب رب السماوات والأرض عقد حاجبيه بضيق وهو يتذكر أيامه ولياليه معها شعر بنفور شديد من نفسه تذكر آخر لقاء جمعه بها تذكر افسادها لزواجه من آيات آيات تلك الفتاة التى يأبى عقله أن ينساها لماذا يتذكرها دائما لماذا لا يستطيع نسيانها لماذا تقفز الى عقله بين الحين والآخر قال لنفسه افق يا آدم آيات ضاعت من بين يديك للأبد لا فائدة من البكاء على اللبن المسكوب قالت بسنت التى كانت تراقب تعبيرات وجهة
انت شكلك مش معايا خالص
نظر اليها آدم وكأنه نسى وجودها ثم نهض قائلا
بعد اذنك عندى شغل
ابتعد وهى ترمقه بنظراتها المغتاظه كانت الفتاة جميلة و متحررة وترمقه بنظرات الإعجاب ويعلم أنه اذا أراد علاقة معها فسيلقى ترحيبا منها لكنه لم يفعل سأل نفسه لماذا ! فأتاه الجواب من داخله سئمت الحړام !
استيقظت آيات على رائحة الطعام الشهى شعرت پألم حاد فى بطنها وهى تتذكر أنها لم تتناول شيئا منذ الأمس فتحت الباب لتجد البيت مقلوبا رأسا على عقب تلمست الطريق الى المطبخ لتجد حليمة واقفة تعد الطعام لتفتت تنظر اليها مبتسمه وقالت
صباح الخير يا ست البنات ثوانى والأكل يكون جاهز
قالت آيات مبتمة بضعف
قصدك مساء الخير يا دادة
ثم قالت
هى الساعة كام
قالت حليمة وهى تنظر الى هاتفها
المغرب هيأذن
صاحت آيات قائله
كده يا دادة تسيبيني نايمة أنا مصلتش الضهر ولا العصر
أسرعت آيات وتوجهت الى الحمام لتتوضأ جمعت الظهر والعصر وبمجرد أن انتهت سمعت آذان المغرب يتردد من المسجد القريب نادتها حليمة قائله
يلا يا بنتى الأكل جهز
قالت آيات وهى تقف
هصلى المغرب الأول يا دادة
ابتسمت حليمة وقالت
طيب تعالى نصلى جماعة بدل ما كل واحدة تصلى لوحدها
ابتسمت آيات ووقفت بجوار حليمة التى أمتها فى الصلاة تناولت آيات طعامها بنهم شديد على الرغم من بساطته وتواضعه راقبتها حليمة بإشفاق والابتسامة على ثغرها أسرعت آيات بالرد على الهاتف قائله
السلام عليكم ازيك يا سمر
قالت سمر بلهفة
وعليكم السلام اخص عليكي يا آيات بأه ده كله يحصل وأنا معرفش
قالت آيات بخفوت
حصل
ايه
هتفت سمر بضيق
يعني والدك يتوفى ومشكلة الديون وانك تسيبي الفيلا كل ده وأنا معرفش هو يا بنتى مش احنا صحاب ولا ايه
قالت آيات
أيوة طبعا يا سمر بس معلش اعذريني أنا والله حتى أسماء مكنش بيبقى فيا دماغ أكلمها
قالت سمر
أنا لسه أفله مع أسماء وحكتلى على اللى حصلك عملتى ايه فى موضوع السكن
توجهت آيات الى غرفتها وأغلقت الباب وهى تقول
اللي ساعدني وفتحلي بيته آخر شخص توقعت انه يقدر يساعدني
قالت سمر بإستغراب
مين اللى سعدك
قالت آيات مبتسمة بتأثر
دادة حليمة فتحتلى بيتها وبتعاملنى زى بنتها
ابتسمت سمر وقالت
الحمد لله رنبا كبير
اغرورقت عينا آيات بالعبرات وهى تقول
أيوة فعلا كبير أوى ومفيش أحن منه
قالت سمر مشجعة
يبقى طلعى حاجة لله يا آيات حتى لو كانت صغيرة
ابتسمت آيات وهى تقول
كويس انك فكرتيني انا هعمل كده فعلا
ثم قالت بحزن
رغم انى مش هقدر أطلع مبلغ كبير
قالت سمر بمتسمه
ربنا بيقول فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سبق درهم مائة ألف درهم قالوا وكيف قال كان لرجل درهمان تصدق بأحدهما وانطلق رجل إلى عرض ماله فأخذ منه مائة ألف درهم فتصدق به . يعني أجر راجل تصدق بدرهم أكبر من أجل راجل تصدق بمية الف درهم فسألوه ازاى يا رسول الله فقال ان اللى تصدق بدرهم واحد ده راجل كان معاه درهمين تصدق بواحد واحتفظ بواحد فمعنى كده انه تصدق بنص ماله أما التانى كان معها فلوس كتير تصدق منها ب مية ألف درهم لكن المية ألف دول بيمثلوا جزء صغير من فلوسه الكتير يعني تعملى الخير ومتستصغريهوش يا آيات بالعكس لما تتصدقى وانى محتاجة وفى أشد الحاجة الثواب بيبقى أكتر بكتير من لو تصدقتى وانتى مرتاحه ماديا
ابتسمت آيات وهى تقول بحماس
بجد فرحتيني بالكلام ده يا سمر وحمستيني انى أتصدق بجد وربنا يتقبل منى يارب
ابتسمت سمر وقالت
ان شاء الله يتقبل منك يا آيات
ثم قالت بجدية
آيات احنا اخوات لو احتجتى أى حاجة هتقوليلى مش كده
قالت آيات
طبعا يا سمر ومتشكره أوى على مكالمتك دى
قالت سمر
مفيش شكر بينا احنا اخوات زى ما قولتلك وبجد لو احتجتيني فى أى حاجة هتلاقيني جمبك
قالت آيات بتأثر
بجد متشكره يا مر كلام ده لوحده بيطمنى وبيحسسنى انى مش لوحدى
قالت سمر تطمأنها
انتى مش لوحدك يا آيات كلنا هنكون جمبك
بعد قليل تلقت مكاملة من إيمان التى قدمت اليها واجب العزاء وكلمات المواساة سعدت آيات بإهتمام صديقاتها بها وشعرت بأن كلماتهم تهون عليها مصابها
هتفت إيمان بحنق
أنا تعبت تعبت بنشتغل زى التيييييييييييت ومش هاين عليهم يدفعولنا مرتبات عدلة
قالت لها صديقتها الجالسه معها فى كافيتيريا المستشفى
كل حاجة فى البلد دى خربانه فالحين بس يدوا فلوس أد كده للى بتمثل وللى بترقص وحتى للى بيلعب كورة لكن اللى بيطفح الډم زينا فى كلية
متابعة القراءة