رواية فارس بلا جواد من الفصل السادس إلى الفصل العشرون منى سلامة

موقع أيام نيوز

حاجة أى حاجة مقابل انى أشتغل وأصرف على نفسى ومرجعش بيت خالتى تانى لو هو ده شرطه أنا موافقه
قالت آيات بحزم وهى تقف فى مواجهتها 
بس أنا مش موافقه ومش ممكن أوافق
قالت أسماء پحده 
لو موافقتيش ھنموت من الجوع مستحيل يشغلنى من غيرك
قالت آيات وهى تتوجه الى ملابس البيت لتستبدلها بملابسها التى ترتديها 
مفيش حد بېموت من الجوع
هتفت أسماء بغيظ وهى تلقى بحقيبة يدها فوق الفراش 
انتى ليه عنيده كده 
التفتت اليها آيات وهى تقول بصرامة 
أنا مش هلبس لبس ضيق يا أسماء وأظن انتى كنتى بتلبسى ضيق أدام ابن خالتك وشوفى وصلتيه بلبسك انه يعمل ايه
اتسعت عينا أسماء من الڠضب فهتفت پغضب هادر 
قالت آيات بحزم 
أولا أنا لبسى مش واسع للدرجة أيوة أوسع منك وأطول منك بس عارفه انى برده لبسى لسه مش صح ثانيا بأه العيب من البنت
التزمت أسماء الصمت وهى تفكر فى كلام آيات التى قالت كتقرير لما انتهى عليه نقاشهما 
أنا مش هلبس حاجة تغضب ربنا عشان أرضى عاصى أو عشان أرضى أى حد
سمعت والدة آدم عدة طرقات على باب غرفتها فى الصباح الباكر فنهضت من فراشها بعجالة وفتحت الباب لتجد آدم واقفا أمامها فقالت بقلق 
خير يا ابنى
قال آدم 
أنا مسافر القاهرة يا ماما
قالت أمه وهى تنظر اليه بتمعن 
خير يا ابنى حصل حاجة 
تنهد آدم بضيق قائلا 
آيات لسه قافله تليفونها وھموت وأطمن عليها مش قادر أستنى أكتر من كده
ابتسمت أمه بحنان وربتت على كتفه قائلا 
متقلقش ان شاء الله تلاقيها وتجبها معاك
قبل آدم رأسها قائلا 
ادعيلي يا ماما
انصرف آدم فرفعت أمه كفها الى السماء وقالت 
يارب يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه اجمع عليه ضالته
انطلق آدم بسيارته الى القاهرة وهو عازم على اصلاح أموره مع آيات فلم يعد يطيق بعدها عنه ولو للحظة أرادها معه بجواره فى حياته تشاركه اياها لن يتركها وحدها وهو أدرى الناس بمدى طيبتها وبرائتها لن يتركها وسط الغابة لتلتهمها الضباع والكلاب سيكون زوجها وحاميها يحتاج منها فقط أن تسامحه ولن يتوانى عن اسعادها توجه فى بادئ الأمر الى الفيلا خرج من سيارته وألقى عليها نظرة من الخارج لفت نظره أحد الحراس نعم لقد رآى هذا الحارس من قبل أقبل عليه قائلا 
مساء الخير
نظر اليه الحارس وقد تذكره فقال 
مساء النور يا دكتور آدم
ألقى آدم نظرة على الفيلا ثم نظر اليه قائلا 
محدش موجود فى الفيلا مش كدة
قال الحارس 
لو تقصد حد من طرف عيلة اليمانى فلأ مفيش اللى هنا ناس جديدة سكنت بعد ما باعوا الفيلا
سأله آدم بإهتمام 
متعرفش آيات بنته راحت فين 
قال الحارس 
لا معرفش
ثم قال وكأنه تذكر شيئا 
بس هى يوميها مشيت مع دادة حليمة اللى كانت شغاله عنده
قال الحارس 
لا معرفش
ثم قال وكأنه تذكر شيئا 
بس هى يوميها مشيت مع دادة حليمة اللى كانت شغاله عندهم
قال آدم بلهفة وقد شعر بأنه وصل الى طرف الخيط الذى سيوصله ب آيات 
طيب متعرفش حليمة ساكنة فين 
هز الحارس رأسه نفيا وقال 
لا والله معرفش
ولا معاك رقمها 
لا والله
تنهد آدم بحسرة ثم توجه الى سيارته وانطلق بها يفكر كيف سيصل الى آيات
توجه زياد الى شاليه آدم ففتحت له والدة آدم وهى تبتسم قائله 
أهلا يا زياد يا ابنى اتفضل
قال زياد مبتسما وهو يدخل البيت 
ازيك يا خالتى أخبارك ايه
ابتسمت وهى تغلق الباب قائله 
بخير يا ابنى الحمد لله اتفضل
ألقى زياد نظرة على الشالية ثم الټفت اليها قائلا 
أمال فين آدم يا خالتى 
قالت له 
آدم نزل القاهرة يدور على خطيبته القديمة
اتسعت عينا زياد دهشة وقال 
ايه ولا جبلى سيرة
ثم توجه الى باب الشالية قائلا 
طيب يا خالتى أنا هكلمه على الموبايل
هتفت قائلا 
استنى يا ابنى أحطلك الغدا أنا سايباه يتردد على الڼار
قال زياد وهو يفتح الباب 
تسلمى يا خالتى مرة تانية ان شاء الله
هاتف زياد آدم وقال له 
ايه يا ابنى تسافر القاهرة كده من غير ما تعرفنى
قال آدم وهو يتوقف عند احدى اشارات المرور 
معلش يا زياد أنا سافرت بدرى ومرضتش أقلقك
قال زياد بإهتمام 
انتى ليه سافرت طيب حصل حاجة
قال آدم 
أيوة حصل
قال زياد بقلق 
ايه اللى حصل 
صمت آدم قليلا ثم قال وفى عينيه سحابة حزن ولوعة 
فى انى بحبها مش قادر أعيش من غيرها
ضحك زياد قائلا 
انت وقعت ولا الهوا رماك
قال آدم بحنق 
مش فايقلك دلوقتى يا زياد
قال زياد بجديه 
طيب عملت ايه وصلت لايه 
تنهد آدم وقال 
كل اللى وصلتله ان الفيلا اتباعت ومحدش يعرف هى راحت فين بس الحارس قال انها مشيت مع الدادة بتاعتها آيات كانت بتحبها أوى فأكيد الست دى عارفه مكان آيات ده ان مكنش الاتنين مع بعض دلوقتى
قال زياد يحفز صديقه 
متقلقش ان شاء الله هتلاقيها
قال آدم بحماس 
أنا دلوقتى طالع على الجامعة كان ليها صاحبة قريبة منها أوى اسمها أسماء هحاول أوصل لعنوانها وأنا متأكد ان أسماء هتكون عارفه طريقها لانهم كانوا صحاب أوى و آيات كانت بتحبها
قال زياد 
طيب تمام بلغنى بالتطورات يا آدم
ثم هتف فجأة 
آه صحيح أنا أصلا كنت بتصل بيك عشان أقولك حاجة مهمة أوى
قال آدم بأهتمام وهو ينطلق بسيارته بعدما فتحت الإشارة 
خير 
قال زياد 
القرية التالتة اتأجرت
صمت آدم قليلا ثم قال 
اتأجرت لمين 
قال زياد 
لا معرفش لسه مش عارفين مين اللى أجرها بس من الواضح انه سخن أوى العمال نزلين توضيب فيها وعربيات عفش داخلة خارجة لو استمروا على معدل الشغل ده يبقى هيفتتحها قريب أوى
قال آدم بإهتمام 
ياريت يا زياد تجبلى كل المعلومات عن اللى أجر القرية وعن شغله وهل له فى السياحة ولا لأ عايز أعرف كل حاجة عنه
قال زياد بثقه 
متقلقش على ما ترجع أكون جبتلك أراره ان شاء الله يلا انت ربنا يوفقك
انشغل آدم بالتفكير فى مستأجر القرية الثالثة لكن آيات اخترقت تفكيره رغما عنه وحجبت عنه أى شئ سواها
هتفت آيات وهى واقفة على الباب قائله 
يلا يا أسماء
قالت لها حليمة الواقفة بجوارها 
متقلقيش يا بنتى ان شاء الله هتلاقى شغل كويس انتى و أسماء
نظرت اليها آيات وهى تقول 
يارب يا دادة
عزمت آيات على البحث عن عمل بنفسها مع أسماء وعلى بدء الطريق من بدايته وأحسنت الظن بخالقها أقبلت أسماء تقول 
خلاص خلصت
نزلت الفتاتان وقد شيعتهما حليمة مودعة وهى تقول بطيبتها المعهودة 
ربنا يفتح فى وشكوا أبواب الرزق يارب ويكفيكوا شړ ولاد الحړام ينورلكوا طريقكوا يارب
توجهت الفتاتان لعدة عناوين جمعتاها من الجرائد لشركات ومكاتب تطلب موظفين 
توجه آدم الى عنوان أسماء الذى حصل عليه من الكلية وقف قليلا قبل أن يفتح له رجلا تنحنح آدم وقال له 
حضرتك والد أسماء 
أومأ والد أسماء برأسه وقال 
خير فى حاجة 
قال آدم 
انا كنت عايز أسألها عن حاجة هى موجودة 
قال له والدها وهو ينظر اليه نظرة متفحصة 
لا مش موجودة انت مين 
قال آدم 
أنا دكتور فى كليتها كنت بدرسلها مادة السنة اللى فاتت وكنت عايز أسألها عن واحدة صحبتها اسمها آيات
قال والدها بحدة 
أصلا أنا معرفش بنتى فين هربت من بيت أمها
نظر اليه آدم بدهشة وقد عقد لسانه فتنهد الأب بحسرة قائلا 
من يوميها وأنا بدور عليها ومش عارف أوصلها روحت للفيلا اللى كانت عايشة فيها آيات صحبتها لأنها أقرب صاحبه ليها أو بمعنى أصح صحبتها الوحيدة لقيت الحارس بيقولى انهم باعوا الفيلا وان والد آيات اتوفى وميعرفش آيات راحت فين
تنهد آدم بحسرة ويأس وهو يقول 
يعني ايه مش هنعرف نوصلهم
نظر اليه أبوها برجاء وهو يقول 
ياريت لو عرفت حاجة تبلغنى أنا لفيت على الاقسام وعلى المستشفيات وبرده معرفتش أوصل لأى حاجة
قال آدم فجأة وقد تذكر شيئا 
طيب ما تكلمها على الموبايل ولا أفله موبايلها برده
تنهد أبوها بحسرة وقد لمعت عيناه بالعبرات وهوي قول بحرج 
أسماء فى
آخر يوم فى امتحانتها موبايلها اتسرق وقفت الشريحة وعملت واحدة جديدة بس كان بيجيلها مكالمات كتير معاكسات وادتنى فى مرة الموبايل أرد على اللى بيعاكسها وآخر ما زهقت قولتلها تغير رقمها
ثم أطرق برأسه قائلا بحرج ممزوج بالندم 
ومخدتش منها رقمها الجديد
نظر اليه آدم بتمعن قائلا 
طيب مامتها أكيد مامتها عارفه رقمها
قال أبوها بتهكم 
مامتها متعرفش انها غيرت رقمها أصلا
شعر آدم بالحنق والضيق فهل يعقل ألا يعرف أبوان رقم هاتف ابنتهما ! قبل أن ينصرف آدم تبادل والدها معه الأرقام وقال له برجاء ولهفة 
أرجوك لو وصلت لحاجة عنها أو عن صحبتها آيات تبلغنى على طول
قال له آدم بلهفة 
وانت كمان لو عرفت حاجة ياريت تبلغنى
تعبت الفتاتان من كثرة اللف على الشركات والمكاتب خارت قواهما فتوجهتا الى أحد المطاعم قالت آيات 
يا بنتى بلاش مصاريف احنا لو الفلوس اللى معانا خلصت مش عارفه هنعمل ايه
قالت أسماء وهى تنظر الى قائمة الطعام لتتخير منها 
يا ستى مرة واحدة مش هتفرق خلاص بطنى نشفت من الأكل اللى بناكله
قالت آيات وقد جرى ريقها هى الأخرى 
طيب بس واحنا ماشيين ناخد معانا تيك أواى لدادة حليمة
قالت أسماء 
لسه شركة الديكور مروحنلهمش
قالت آيات بحماس 
طيب ناكل ونروحلهم وان شاء الله تصيب المرة دى
قالت أسماء بيأس وهى تنظر الى قائمة الطعام مرة أخرى 
ان شاء الله
مر عاصى على مكتب مديرة مكتب سراج فى طريقه الى مكتب والده فأوقفته بسرعة قائله 
عاصى بيه
الټفت اليها قائلا 
أيوة
قالت المرأة 
لو سمحت عايزة عنوان الآنسة آيات اللى اديته لحضرتك عشان أضم بياناتها فى البرنامج اللى مسجلين فيه أسماء اللى بيشتغلوا فى الشركة
بحث عاصى فى محفظته عن الورقة ثم أعطاها اليها بلامبالاة وتوجه الى مكتب والده ابتسمت المرأة وقد ظفرت بالورقة وأول ما فعلته بعد ذلك هو الإتصال ب آدم
اتسعت عيناه دهشة ورهبة ولهفة عندما رآى اسم مديرة مكتب سراج على هاتفه فأسرع يرد قائلا 
ها وصلتى لحاجة
قالت المرأة 
ايوة جبت منه الورقة وفيها رقمها والعنوان اللى هى ساكنه فيه قالتلى انه عنوان واحدة كانت شغاله عندهم
قال آدم وهو يلف حول نفسه وقد شعر بالحماس والنشوة تدب فى أوصاله 
طيب ابعتيهولى فى رسالة بسرعة بسرعة
انتظر رسالتها على أحر من الجمر وصلت رسالتها فشعر للوهلة الأولى بالإحباط لوجود نفس الرقم الذى يحمله ل آيات والذى تغلقه دائما لكنه تعلق بالعنوان كالغريق الذى يتعلق بطوق نجاته ركب سيارته وانطلق الى حيث تسكن
أثناء جلوس الفتاتان معا لتناول طعامهما رآيا فجأة الطاولة تهتز أمامهما وتتراقص فوقها أكواب الماء فأمسكتا فى الطاولة نظرت آيات حولها وهى ترى كل شئ يتحرك كان الزلزال يبدو قويا ما هى إلا دقيقة حتى توقف الاهتزاز وعاد كل شئ الى مكانه وسكن الماء فى الأكواب لكن فى مكان آخر فى حى آخر لم يعد كل شئ الى مكانه بل انهار رأسا على عقب ذلك البناء القديم الذى سرت الرطوبة فى جدرانه كسريان الډم فى الشرايين فلم يتحمل تلك الهزة فتصدع الى أن انهار أمام أعين الناس المتسعة رهبة وخوفا تعالت أصوات النساء بالصړاخ والنحيب لاڼهيار هذا البيت فوق رؤس أصحابه وأسرع الرجال بطلب
تم نسخ الرابط