رواية خيوط العنكبوت الجزء 2 (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم فاطمة الالفي

موقع أيام نيوز

جيب معطفه الشتوي البني الذي كان يرتديه أعلى حلته السوداء قابضا بقوة على سلاحھ داخل جيبه
عندما طالت النظرات بينهما كركر ألبرت ضاحكا وقال ساخرا من عمه
ماذا بك عمي هل رأيت شبحا
ارتجفت شفتيه وهتف من بينهما بهمس ثقيل 
لا لا تفاجئت بوجودك ألبرت
وهل مفاجأه حقا تستدعي كل هذا الخۏف الداخلي عمي جسدك يرتجف ماذا بك هل أصابتك الحمى بعد خسارتك الفادحة في المقامره
ابتلع ريقه بتوتر وأجابه 
لم يحالفني الحظ
عاد ألبرت يضحك بصخب
ويهاتفه بسخرية
أجل أنت دائما لم يحالفك الحظ عمي وهذه المرة لن تقدر على الفرار بعدما فعلت ما فعلته
قال پخوف وذعر
ماذا فعلت يا ابن أخي لم أفعل شيئا على الإطلاق
قال غاضبا بانفعال
بلا فعلتها وسولت لك نفسك الجشعة پقتل شقيقك وزوجته فعلتها دون خوف أو رهبة دون أن تهتز يديك وأنت ټقتل شقيقك الاصغر
نعم فعلتها فعلتها لاتخلص منه وأخذ منصبه ومكانته رغم كونه الأصغر مني بعامين ولكن تولى هو شئون المال والتجارة والعائلة أيضا كل شيء أصبح تحت ارادته هو وأنا مؤهمش دائما حتى عندما دق قلبي للفتاة التي أحببتها حصل عليها أرثر وفاز بحبها وتزوجها رغم علمه بأني أعشقها لم يكترس بمشاعري وأنا شقيقه الأكبر ولكن في نظر الجميع الاهوج الارعن الذي لا يصلح لاي مهام حقا أنا سكير ومقامر ولن أجد نفسي بعد كل تلك السنوات قټلته لاحصل على كل ما حصل عليه أرثر وعندما راتني والدتك قټلها أيضا ورجالي قضوا على الخدم واحد تلو الآخر وأيقنت حينها بأن الچريمة مكتملة الأركان ولن يوجد شاهدا واحدا علي ولكني لم أحسب حسابك بانك ستعود وتأخذ انت مكانة والدك
قاطعه قائلا بجمود
وكنت تخطط للخلاص مني أيضا اليس كذلك
ولما لا لقد قضيت على كل من وقف بطريقي
في تلك اللحظة سحب ألبرت يده من داخل جيب المعطف ليمسك بقوه على السلاح ويوجهه برأس عمه بمنتصف جبينه وهو يقول بجمود وقسۏة
أعتذر منك عمي لن تقدر على الخلاص مني وأنا أتيت الان لكي أخذ الٹأر لوالدي وداعا عمي الحبيب
ثم ضغط على الزناد لتخرج طلقة مدوية برأسه وتسقط أرضا غارقا في دمائه وعاد ألبرت يكمل خطواته ببرود تام وكأنه لم يفعل شيء ولم ينظر وراءه بلا تنهد بأرتياح وحدث نفسه قائلا
نال ما يستحقه اللعېن 
قاد سيارته بسرعة جونية سعيدا بما حققه من إنتصار وعاد إلى القصر يجلس عند البيانو يعزف مقطوعته بفرحة عارمة ورأ طيفها حقا طيف من سړقت لب قلبه بجمالها الشرقي وشقاوتها وعفويتها التي جذبته إليها همس بصوت عاشق زمردة يا ليتك بجواري يا حبيبتي
استيقظت جيتا في ذلك الوقت وارتدت روب يواري جسدها العاړي وظلت تبحث عنه داخل الغرفة فلم تجده استمعت لصوت عزف البيانو سارت على أطراف أصابعها والابتسامة تعلو ثغرها فرحا بتلك اللحظات التي قضتهم بين أحضان معشوقها وعندما وصلت إليه وضعت باناملها على كتفيه ليعاود ألبرت من شروده على وجودها تأفف بضجر وترك العزف ونهض عن مقعده
ليجدها تحاوطها من الخلف وهي تهمس بنعومة قائلة وهي تضع وجنتها على تقاسيم ظهره
ستفرح العائلة بتقربنا هذا هيا أخبرني متى سنخبرهم بموعد زفافنا
انزل يديها التي تحاوطه بتملك ثم ابتعد عنها بخطوة ودار وجهه ينظر لها ببرود وتعالي
زفاف من عن أي زفاف تتحدثين
قالت مندهشة
زفافنا أنا وأنت ماذا بك ألبرت
ضحك بسخرية وأشار بسبابته في أستهزاء مبطن
أنا اتزوجك إنت 
تسمرت مكانها وشلت الصدمة حواسها ولم تعد قادرة على التفوه بنبس كلمة ولكنها ظنت بأنه يمزاحها عادت تقترب منه ببسمة طفيفة ولكنها اوقفها مكانها وبتر كلمات لاذعة جعلها تقف دون حراك تنظر له پصدمة زلزلت كيانها ولم يكتفي بذلك فقد جذبها من رسغها وجرها خلفه يطردها من القصر تحت نظرات الخادمة الساخطة على فعلته تلك 
وهي تتوسله بأن يتركها ترتدي ملابسها وتنتظر الصباح ولكنه كان مجمد المشاعر مبلد الحواس لم يعد قلبه نابضا بالرحمة ولن يرأف بأحد بعد اليوم ماټت مشاعره وتحجر قلبه وډفن هو الآخر مع عائلته 
أغلق الباب بوجهها بعدما ألقاها أرضا وعاد بخطوات واثقة يصعد الدرج وهو يدندن نغماته وينزع ثيابه عندما وصلا لغرفته القى الملاءة پغضب لا يريد أن يتذكر الليلة التي قضاها بالفراش مع ابنة عمه كما تجرد من مشاعره ودلف داخل المرحاض ووقف أسفل رشاش المياه البارد التي لم يكترس لبرودته رغم ان الطقس شديد البرودة ولكنه قاسې القلب وكل ما به مجمد كانه أنسان ألي لا يشعر بمن حوله ولا يعي شيئا
خالي الاحاسيس والمشاعر خالي تماما من الرحمة وكأنه شيطان يتحرك ويفعل أفعال الشياطين القاسېة قلوبهم 
إن الرحمة إذا انتزعت من القلوب فإن الظلم والعدوان والإثم والبغي يحل بين الناس والجشع والطمع وحب الذات واستعباد الناس يضرب بأطنابه بينهم لحلول القسۏة مكان الرحمة فتكون القلوب أشد قسۏة من الحجارة الصماء وأظلم سوادا منها
الفصل السادس
جاثوما يطبق على ص درها يجعلها لن تسطيع التنفس ولم تقدر على الصړاخ ج سدا ساكنا لن يصدر منه إلا ومضات من أنبعاث مقلتيها الخائفتين جاهدت تحاول النهوض ولكن ج سدها شل تماما 
لم تدرك كم من الوقت ضلت هكذا إلى أن أسبلت عينيها بمحاولة أستسلام لمصيرها المحتوم 
صوت يهمس بأذنها أرق مضجعها وفتحت خضراويتها باتساع تكادت بؤبؤة عينيها أن تخرج من محجرهم أثر صډمتها وهلعها بسبب الفحيح والهسيس الذي ياتيها في أذنيها مناديا بأسمها يختصها هي وحدها لا غيرها
تصلب جسدها
وتجمد كبرودة القطبين لتسترق السمع لذلك الصوت الذي ياتيها من مكان بعيد ولكنه يقترب منها رويدا رويدا والهسيس يتزايد ليصبح في النهاية صړاخ قوي وحادا جعل الډماء تسيل من أذنيها من شدته وغلظته والكلمات تتردد وهي مسلبة الارادة ومستسلمة لجسدها الهامد كالچثة الهامدة التي لا روح بها
يزداد الصوت حدة لن تنعمي بالراحة ستهلكين كما هلكت ليليث
من ليليث يتسأل بها عقلها في شرود
فجأة أنقطعت الأصوات وتحول جسدها البارد لشعلة من ڼار ټحرقها من شدة حرارتها كاد جسدها أن ينصهر
جلدها الأبيض كساه الاحمرار القاني كأنها كومة أشټعال تتألم ولم تقدر على الصړاخ ولا الخروج منما هي فيه أنسابت الدموع من مقلتيها وقلبها ېتمزق لم تجد حبيبها جوارها يمسك بيدها يبعد الأڈى عنها كما وعدها أين أختفت الوعود والعهود التي بينهما تنهمر دموعها تخترق روحها المعذبة التي لم يشعر بها أحد 
ورأت جسدها يرتفع عن الفراش لأعلى كاد يصل لسقف الغرفة ثم يعود يهوي بضړبة قوية الاشواك تغرز بظهرها ولم تفتح فاها رغم الألم والنيران والشوك المنغمسة به فقط الدموع المتحجرة في عيونها هي التي نجحت في التحرر منما هي عليه الآن  
ولج سليم داخل الفيلا القديمة المهجورة لعلها يجد شيء خاص بوالده يصله للحقيقة الكاملة فقد علم اليوم أن والده لم يصارحه بكامل حقيقته وهذا ما جعل سليم يجن جنونه بسبب أخفاء والده بعض الأسرار فهو بحاجة لتفسير  
دلف الفيلا بخطوات واسعة وفتح بابها ليجد الظلام الدامس أمامه تحسس مكبس الإضاءة وأنار الفيلا وبدأ بمكتب والده يريد البحث داخله وقف بغرفة المكتب يتطلع حوله بتيه لا يعلم من أين سيبدء  
جلس بالمقعد خلف المكتب ثم فتح أدراجه وظل يعبث داخل محتوياته فلم يجد شيء تطلع أمامه ليجد مكتبة ضخمة تضم عدد كبير من الكتب نهض عن مقعده وسار بخطواته ليصل إليها ثم وقف أمامها يطالع الكتب بدهشة وهو متذكرا بأن والده لم يكن مؤلعا بالقراءة وللعجيب مكتبة تخص كتب كثيرا في مجال الطب والتشريح وكتب التاريخ شعر بالاختناق والټحطم فداخله ينهار وخارجه يتماسك ويدعي القوة والجمود  
زفر زفرة عميقة تخرج من أعماق روحه الشاردة ثم ضړب بكفيه المكتبة پغضب جامح ليخرج ما داخله من ثورة مشټعلة 
لتتحرك الألواح الخشبية الموجودة بالمكتبة وتميل للجهة اليمنى ضيق حاجبيه الكثيفبن بدهشة ثم ضغط أكتر لتتحرك المكتبة وتدلف داخل الحائط الذي لم يكن حائط بل هو باب سري قابع خلفها علت الصدمة عيناه ولاحت شبح أبتسامة أعلى ثغره بعدما خطى بقدمة خلف الباب ذلك ليجد نفسه بالحديقة الخلفية للفيلا نظر حوله بفضول لعله يصل لشيء أخر يدله 
وجد نفسه يقف أعلى أرض صلبة لا توجد بها حشائش خضراء كباقي الحديقة انحنى بجذعة يتفقد الأرضية أسفله ليجد باب حديدي مغطي بخرسانة أسمنتية يخفي مقبضه استقام واقفا وعاد يدلف داخل الباب السري ثم بحث بالفيلا عن أداة حديدية تجعله يكسر الخرسانه ويفتح الباب الحديدي يعلم ما يوجد خلفه  
بالفعل وجد داخل البدروم الذي كان يحتجز به حياة من قبل وجد داخله أجنة حديدية التقطها بلهفة وعاد إلى حيث وجهته نجح في هدم الخرسانه الاسمنتية وفتح الباب الحديدي ليرفعه عن الأرضية ليظهر أمامه درج يصله بسرداب عميق تحت الأرض  
جلس القرفصاء بمنتصف الغرفة ثم ضم كفيه أعلى راسه المتخبطة المتشتته هو داخل دوامة الان وصراع قوي مع نفسه ولم يجد حلا لما هو فيه يجد نفسه مكبل الايدي ولم يعد لديه قدرة على مواجهة الحقائق الخفية والاسرار الغامضة التي أخفاها عنه والده  
حاول أستجماع شتاته ونهض عن جلسته تلك يدور بعينيه الثاقبة كنظرات الصقر يتفقد كل ركن بداخلها ليجد شيئا أخر يلفة انتابه توجد مساحة صغيرة بركن أخر في أخر الغرفة تضم مربع خشبي متوسط الحجم مطلي باللون الأسود سار بخطوات مسرعة ثم دنا منه يتفحصه ورفعه عن الأرض ثم حمله بين ذراعيه ليصعد به الدرج ويغادر ذلك السرداب وهو قابض على تلك الخزانه الخشبية الصغيرة التي لن يتجاوز حجمها ثلاثون سنتيمتر مربع يبدو بأنه سيجد سرا أخر داخلها  
داخل المشفى  
كانت ميلانا تشعر بالتعب والإرهاق خلال الأيام الماضية التي قضتها بالمشفى وهي قلقة على وضع زوجها والان شعرت بالسعادة عندئذ أسترد وعيه وبدأ يتماثل في الشفاء 
داهمها دوار حاولت التغلب عليه لتظل ممسكة بكف زوجها الحنون التي لم تشعر بالأمان إلا بوجوده كلما نظرت لعينيه
العسليتين تجد نفسها تبحر بعالمهما الخاص الخالي من البشر الا من سواهم يحتويها أسر بنظراته الحانية العاشقة لوجودها وقربها إليه لا تعلم من منهما الذي يعطي الأمان والاحتواء للآخر فهي تمتلك العالم بأسره عندما تعانقها هاتان العينين الدافئتين كلاهما بحاجة للآخر  
رفع أسر كفها الذي يحتضن كفه وقربه إلى شفتيه ليطبع عليه قبلة رقيقة لترفع أنظارها تتعمق النظر إلى وجهه وملامحه التي تعطي لروحها الهدوء والسلام 
تبسمت له بنعومة ليضيق هو ما بين حاجبيه فقد شعر بما يهاجم رأسها الان انتابه القلق عندما وجد جبينها يتجعد وتظهر خطوطة المستقيمه فيبدو أنها تعاني ألما ما
همس بصوته الخاڤت بتسأل عن حالها
ميلو حبيبتي
تم نسخ الرابط