رواية خيوط العنكبوت الجزء 2 (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم فاطمة الالفي

موقع أيام نيوز

لديه من بضائع لاتفارقه ابتسامته وكلماته المتدفقة حول جودة بضاعته وأنها صنعت خصيصا لعشاق الفن اليدوي وتجار الخان خبراء في فن البيع ورثوا التجارة والشطارة عن الأجداد وهم يعرضون الأصيل والمزيف من البضائع ولهم ۏلع عجيب بالمساومة كما يتسمون بصبر وجلد على إقناع الزبون 
كرنفال الزائرات والزائرين لحي خان الخليلي يتداخل مع ملابس مزركشة رصها أصحاب الحوانيتالدكاكين كنوع من العرض والإغراء والجذب على واجهة المحلات وتتدلى مئات وربما آلاف المسابح داخل فترينات العرض أو في أيدى صبية صغار يعرضون أنواعا شتى من المسابح بعضها مصنوع من بذر الزيتون والبلاستيك وتسمى نور الصباح وبعضها الآخر ينتمي لفصيلة الفيروز والمرجان والكهرمان واليسر ومنها مايصنع من خشب الصندل ويقول أحد الصناع المهرة إن المسبحة تصنع على آلة يدوية صغيرة ودقيقة اسمها المخرطة 
وفي خان الخليلي تحرص النساء من كل الجنسيات على شراء العقد الذي تتدلى منه عين حورس وتصنع العقود من خامات شتى وما على الزبون إلا تحديد طلبه وفق إمكاناته المالية وهنا يخرج له البائع تحفة فنية ربما مر على صناعتها مئات السنين 
وأهم مايلفت النظر في مشغولات خان الخليلي هو دقة الصناعة اليدوية هناك محلات تعرض قلادة أو أسورة عليها نقوشات ومنمنمات قضى في نقشها صانع ماهر أياما وربما شهور والذهب هو الذهب مهما مر الزمان أو تغيرت الأوطان والسياح الأجانب يحرصون على شراء المشغولات الفضية لكن السياح العرب يحبون الذهب وقد زحفت محلات من شارع الصاغة الشهير إلى خان الخليلي بحثا عن زبون رفيع الذوق يقدر ما بين يديه من نفائس
كلما سار خطوة داخل الخان تتسع عيني أنبهارا وسحرا من منظره العريق وجماله الأخذ للعيون وجد مقهى قرر أن يستريح على أحدى مقاعدها الخشبية ووضع حقيبته لياتي شخصا من خلفه يلتقط الحقيبة ويفر هاربا ركضا بسرعة كبيرة نهض مصډوما من مجلسه وراءه بعض المتواجدين بالمقهى فلحق بذلك الشاب وحاصره من الجهة الأخرى شابا أخر وأمسك به ولكن فلت من بين يديه عاد الشاب يحمل الحقيبة بيده ويضعها أمام ألبرت قائلا
ماتخفش يا خواجة قدرت ألحقه
تبسم له ألبرت وشكره بأمتنان
اقترب منه الرجل الثاني وجلس على نفس الطاولة التي يجلس عليها ألبرت وقال هامسا بودية
نورت مصر يا خواجة
مد يده يصافحه وقال بلباقة
ألبرت أرثر
صافحه الآخر بمحبة وقال
عبدالله السعدني ثم أشار بكف يده لمحل سكنه ودكانه الذي يبتاع به السلع الغذائية وأخبره أيضا بأنه يمتلك شقة في الطابق الأرضي فارغة أذا أراد أن يستأجرها تلك المدة التي سيقضيها بالمحروسة واستحسنت الفكرة ألبرت وشكره بأمتنان على مساعدته وأصطحبه عبدالله وسار جانبه يأخذه المسكن خاصته ويعطيه الشقه ولم يعترض ألبرت الأمر وجدها فرصة مناسبة للقضاء أكثر فترة ممكنة داخل الخان ريثما ينهي العمل الذي جاء من أجله 
داخل المقهى  
الاناس المتواجدين على مقاعدهم الخشبية كل منها سارح في ملكوته منهم من يحتشي الشاي وبعضهم يلعبون الدومنة وأخرين يلعبون الشطرنج أما على الجانب الاخر يجلس مجموعة من الشباب المثقف مرتدين حلتهم ويضعون الطربوش الأحمر أعلى رؤسهم في مرحلة البكالوريا وشاب منهم يمسك بالجريدة يتحدث عن أخبار الملك فؤاد الأول وحاشيته وانه سوف يقام حفل في قصر عابدين بسبب عيد مولد ولي العهد الامير فاروق الأول  
والمذايع يصدح داخل المقهى على نغمات المحطة الإذاعة بصوت المطرب محمد عبدالوهاب 
وفي هذا الاثناء جاءت أحداهما تتبخطر في خطواتها بملابسها المزركشه الكاشفة عن ذراعيها وتضع الملاءة اللف السوداء لتواري جسدها الغض وكلما تحركت كشفت عن ساقيها الجميلتين المرمريتين ملفوفة القوام مرتدي شبشب بكعب عالي باللون الأسود وعليه من كل جانب وردة والخلخال يرن ويصدح صوته كلما سارت خطوة مما جعل العيون تترصد لها وتطالعها 
في ألتهامها  
هتف شابا ينفث في دخان شيشته الارجلة وهو جالسا على المقعد الخشبي داخل المقهى
مافيش نهارك سعيد ولا انا هواء يا ست الحسن والجمال
دارت وجهها ثم رمقته بنظرة شامخة وقالت بلامبالاة وهي تلوي ثغرها الرقيق أسفل اليشمك التي تضعه على وجهها يا سم 
عاد يهتف ببسمة طفيفة وهو يهندم من شاربه الرفيع 
أموت أنا في الثمنة البلدي 
اكملت خطواتها المتهادئة لتصل إلى صانع النحاس وقالت بصوت هادئ
نهارك سعيد يا معلم 
رفع الرجل أنظاره عن عمله الذي كان يدقنه بصبر وتفاني ورد باسما 
نهارك سعيد يا ست الكل أومريني 
ما يؤمرش عليك عدو خلصت الصينية النحاس اللي قولتلك عليها 
من بدري يا ست الكل 
أخرجت دلاية النقود من داخل صدرها وهي تقول 
وهتاخد عليها كام بقى يا معلم 
مليمين النقود في تلك الفترة 
وضعت بكفه مليما واحدا وقالت بفصال
هو مليم واحد مافيش غيرة 
تبسم لها في ود ثم قربه من شفتاه يقبله وهو يقول 
من يد ما نعدمها يا ست الكل و عبقال المرة الجاية  
عادت تسير في هوداء لتطالع فتوة الخان شاب اسمراني بجسد ضخم البنية وعريض المنكبين يرتدي جلباب بنية ويحمل النبوة بيدة ويلف العمامة السوداء أعلى رأسه بعيون حادة كالصقر نظر خلسة لمن يتطلع لمحبوبته ملكيته الخاصة فمن يجرؤ على النظر إليها والجميع في حي الخان يعلم بأنها تخصه وحده رفع النبوة وأسقطه بكل قوته أعلى الطاولة التي يجلس عليها الشاب الذي يتغزل معشوقته ويتفرس ملامحها بنظراته وهتف بصوت أجش 
عيونك دول هخرجهم في أيدك المرة الجاية لو رفعت عينك على ستك وتاج رأسك 
أبتلع ريقه بتوتر ووقف يرتجف أمامه قال معتذرا يخشى ڠضب الفتوة سلطان وساقية كادت أن تلتصق ببعضهما أثر خوفه وتخبطة وجاهد في أخراج صوته ثم قال هامسا بهلع
أمرك يا معلم
لكمه سلطان لكمة قوية أطرحته أرضا وقال وهو يحمل نبوته ويغادر المقهى
قرصة ودن لامثالك العرة
ثم قبض بقوة على رسغها وسار بخطوات غاضبة يجرها جرا خلفه وهو يقول بصوت غليظ 
كلامي يتسمع يا سمارة مفيش خروج من مطرحك وكل طلباتك هتكون عندك
ضحكت له بدلع وقالت بهيام
أمرك يا فتوة قلبي
سليم باشا ممكن أدخل أنا المقدم حازم الجيار
طالع سليم باب الغرفة المغلقة بتسمر لا يعرف كيف أتى به في ذلك الوقت العصيب وما هي خطته القادمة ولكن كل ما يعلمه علم اليقين أنه يريد الاڼتقام ولن يقبل بتدخل أي كأن في ذلك فكل ما تعرض له شقيقه يتحمل ذنبه ويدركه جيدا ولن يتهاون فيما فعل به ذاك ولو كلفه الأمر حياته لن يخضع ولن يستسلم ويجلس ينتظر تدخل الشرطة بالأمر فمنذ تلك اللحظة أصبحت مسئلة حياة أو مۏت ولن يقبل بالهزيمة يكفي ما حدث 
هتف بصوت أشج يسمح له بالدخول وحاول ان يظهر بثبات لكي لا يشك بأمره 
بينما في قارة أوروبا
تحديدا في الولايات المتحدة الأمريكية نيويورك
قصر الكابو الزعيم 
كان
ثم دار بالمقعد عدة مرات وتوقف فجأة يسكب مشروبه من الكحول داخل كأسه ثم تجرعة مرة واحدة وعاد يعود الكورة ثانيا وثالثا بنظرات غامضة ثاقبة حادة وعيون براقة وهج من الڠضب واللهيب المستعر نظرات جامحه تطلع للفراغ بغموض قاسې وجسد متصلبا 
استمع لطرقات متوترة تقرع باب مكتبه بتردد علم من صاحبها ودون ان ينبس بكلمة وأعطى القادم ظهره بعدما أشعل غيلونته البنية وسكب مشروبه 
دلف الشاب بخطوات مضطربة وجسده يرتجف وهو يطالع جسد الزعيم الضخم الذي يظهر جالسا على المقعد الوثير خلف مكتبه ويعطي ظهره للشاب الذي يقف مذعورا رغم عمله گ قناص محترف إلا أنه يرتجف خوفا من بطش الزعيم بسبب ما فعله من خطأ وجيم لن يصفح عنه زعيمه فقد كلفه بمهمة لم ينجزها على أكمل وجه 
ولم يظهر منه إلا جسده العريض وقبعته السوداء التي يرتديها أعلى رأسه 
قال بصوت جشي بعد أن نفث اللفافة المشټعلة بين أطراف أنامله يعبئ رئته من دخانها الحارق وباليد الأخرى يمسك بكأس المشروب ثم قال بلكنته الإنكليزية 
هل أنهيت مهمتك ب مصر
أبتلع الشاب ريقه بتوتر وقال بصوت مهتز أثر رجفته
أعتذر يا فاخمة الزعيم فقد أرتجفت أناملي وأخطئت التصويب بالهدف أرجوك أن تصفح لي خطئي هذه المرة وأعدك لن أفعلها ثانيا  
عاد ينفث دخان سيجارته بتلذذ وبرود ثم قال أمرا
لن أقبل الصفح عاقب نفسك العقاپ الذي يليق بك
لاح أمام اعينه طيف زوجته وطفلته الصغيرة ثم زرفت عينيه بالدموع الساخنة وأخرج من جيب بنطاله الخلفي سلاحھ صوبه على جبينه بعدئذ أغمض مقلتيه بقوة ثم ضغط الزناد لتخرج طلقة مدوية تعرف طريقها وتطرحه أرضا في الوقت والحال وأنسابت الډماء حوله ولم يرف لذلك القابع خلف مكتبه طرفة عين بلا أبتسم بنشوة وتلذذ على ما فعله القناص بيده وهمس يحدث نفسه
هذا هو الانتصار الحقيقي أن تجعل من أخطأ يعقاب نفسه بالطريقة التي وضعتها أنت 
ثم دار بمقعده عدة مرات متتالية وهو يكركر ضاحكا ويتوعد بأن القادم سيكون چحيم وهو لن يرحم أحد 
الفصل الثالث 
أستيقظت نور من نومها المتقطع بسبب الكوابيس التي تهاجمها منذ أن فقدت جنينها ورحمها والحالة الحرجة التي دخلت بها واحتاج جسدها وعقلها الشارد حالة من الاكتئاب الشديد سامت كل شيء حولها 
اتت إليها الخادمة تقظها وتزف لها الخبر الذي انتشر بجميع الصحف النشرات الإخبارية عن تعرض رجل الأعمال سليم السعدني وعائلته لاطلاق الاعيرة الڼارية مساء الأمس بينما هم يحتفلون بعودته سالما متعافى من عمليته الأخيرة ليعود سيرا على الأقدام 
طرقت باب غرفتها ودلفت لتتفاجئ بها مستيقظة ولكنها تنظر للفراغ بشرود أشفقت على حالتها تلك تنهدت بأسى ثم اقتربت منها بخطوات متهادئة وجلست بجوارها على طرف الفراش تربت على كتفها بحنان قائلة
مالك يا بنتي الكوابيس بردو اللي مطيرة النوم من عينيك
نظرت لها دون أن تنبس بكلمة
زفرت الخادمة أنفاسها ثم هتفت بتردد
في خبر كده مش عارفه هيفرق معاكي ولا ايه بس لازم تعرفيه ده مهما كان في بينكم عيش وملح
طالعتها نور بعدم فهم
لتبتر الخادمةكلماتها جرعة واحده وتنقل لها ما سمعته وقراءته انتفضت نور پذعر وهبت واقفة تحاول استجماع شتاتها وبحثت بتوتر عن ملابس ترتديها مسرعة لتغادر الفيلا في عجالة تستقل سيارتها متوجهة إلى المشفى لتتفقد وضعهما فهي لا تعلم من المصاپ زوجها السابق أم شقيقه وحبها الأول 
داخل المشفى 
حالة من الصدمة ألجمت لسانها عندما وقعت عينيها على وجود نور طليقة زوجها
استقامت ميلانا واقفة وسار بخطوات واسعة وعينيها تهدد عن اندلاع النيران لحقت بها خديجة تنظر حيث وقعت أنظار ميلانا وما دفعها للسير بتلك الطريقة
اما عن حياة وقفت تشاهد المشهد بعدم فهم وتذكرت الفتاة التي
رأتها مرة واحدة بيوم عرسها وعلمت حينها بأن الموقف ذلك لن يمر مرور الكرام 
هاجمتها ميلانا پحده وصراخات غاضبة
شو إلك شغل هون لتبلشي بألاعيبك
دارت نور بمقلتيها بين الوجوه بنظرات تائهة وعندما وقعت عينيها بقدم
تم نسخ الرابط