رواية خيوط العنكبوت الجزء 2 (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم فاطمة الالفي
المحتويات
النوبة الصراعية
غادر سليم المشفى ثم قاد سيارته متوجها إلى الفيلا لكي يجلس مع والدته ويتحدث معها عن ماض والده الذي عرفه وعن حقيقته الخفية التي لم يكن يعلم عنها شيء
وفي غضون دقائق معدودة كان يدلف بسيارته داخل حديقة الفيلا ثم صف السيارة وترجل منها وهم بخطواته ليولج داخل الفيلا وعيناه تبحث عن وجود والدته
صباح الخير يا أمي
ردت خديجة باقتضاب
صباح الخير يا سليم
تركته و دلفت غرفتها وهي تقول بجدية
تعال في اوضتي عايزاك
لحق بوالدته ثم أغلق الباب وتقدم بخطواته منها ينظر لها بغرابة وقبل أن تفتح خديجة فاها اخرج سليم الصورة التذكارية القديمة وقربها إليها متسألا
دققت خديجة النظر داخلها ثم التقطها من ابنها وعادت تطالعه بدهشة ثم قالت
اللي على اليمين باباك وهو شاب
ثم ضيقت حاجبيها ودققت النظر ثانيا تسأل سليم عن الشخصين الآخرين ولكنها هزت رأسها نافية فلم تعرفهم ولكنها نظرت لابنها مندهشة وقالت في تسال
جايب الصورة دي منين دي باين عليها قديمة أوي
رد بضيق
لاقيتها في الفيلا القديمة
وانت بقى سبت مراتك لوحدها وفضلت في الفيلا القديمة لصبح
لم يشعر بالوقت بسبب المفاجأة الغير متوقعة ولم يدرك خطأه إلا عندما استرسلت خديجة حديثها قائلة
مراتك تعبانة من امبارح بالليل وحاولت أكلمك كتير ماردتش عليه
هتف بقلق
حياة تعبانة مالها
كان عندها سخونية عالية وعملت لها كمدات طول الليل وهي بتترعش طول الليل يادوب غمضت عنيها
ترك سليم غرفة والدته بخطوات واسعة وهو يشعر بالذنب بسبب ما مرت به حياة من تعب وهو بعيدا عنها
أقبليني ستكوني الملكة
بصوت هسيس يأتي من بعيد ويقترب منها ببطء شديد
انتفض ج سدها في ړعب وظل يهتز برجفة قوية وجدت ماردا مخيف يرتدي رداء أسود كاحل ويغطي رأسه بالقنسلوة وملامح وجهه لم يظهر منها شيئا سوا بؤبؤة عيناه الواسعتين الجاحظتين التي تكاد تخرج من محجرها باللون الأحمر الممزوج بالأزرق
خرج صوته بغلظة يناديها أن تخضع له وتسلمه نفسها بأرادتها فلم يعد وقتا للفرار لقد انتهى وقت القرار هي الآن مسلوبة الأرادة عقلها رافض الاستيعاب
تريد الصړاخ ولكن لسانها ملجم مقيد منعقد لن يبوح ولن يهتف ولم يعد قادرا على الحراك
ج سدها متصلب يتعرق بغزارة يشتعل مثل الحمم البركانية ثم تنخمد الشعلة ثانيا بين لحظة وأخرى يتبدل حالة جسدها من برودة صقيع لجمر متوهج
والصوت يزذاذ وتلك المرة ملفوف حول المارد من الجانبين أطفالا صغار مرتدون ملابس سوداء أيضا ووجههم مغطا يهللون ويهتفون بأسم الملك غاون غاونغاون
يتقدمون من حياة يلتفون حولها ويقتربون منها ممددون بذراعيهما التي طالت إليها وامتدت يقدمون على حملها وهم ويهتفون باسم ملكهم غاون
هتف غاون بغلظته التي لم يتحملها بشړا وقال مجلجلا بصوته الاشج
لا تقاومي حياة بسببك أنت خسړت المملكة الملكة ليليث زوجتي وأنت ستحلين محلها هذا أنتقام غاون
حملوها الأطفال الصغار ورفع ج سدها عن الفراش ولكن هبط فجأة عندما أنفتح باب غرفتها
وولج سليم داخل الغرفة رحل كل من كان معها بالغرفة طالعت وجه سليم بفزع وخوف تريد البوح بما يحدث لها ولكن لا زال لسانها معقودا عن الكلام
اقترب منها سليم بخطوات متلهفة ثم ج سى بجوارها على الفراش يضع كفه يلامس وجهها بحنان وهمس لها بقلق
حياتي مالك فيكي أيه
قبل وجنتها وقال معتذرا عن غيابه
انا أسف يا حياتي انشغلت عنك بس انا جنبك يا قلبي ومش هسيبك قوليلي حاسة بأية
قبضت حياة بقبضة يديها الصغيرتين على قميص سليم تتمسك به في خوف وفزع ضمھا لص دره بحنان وظل يم سد على كتفها وظهرها يطمئنها بوجوده وظن انها لم تقدر على الحديث بسبب حرارة ج سدها العالية وصوت أنينها الخاڤت اشعره بالعجز والتقصير في حقها فهي ليس لديها شيء بما يحدث معه ومع عائلته الآن يشعر بالالم الذي وغز قلبه بسبب رؤيتها على تلك الحالة فهو بين نارين ڼار الماضي والحاضر قيود تجذبه للماضي ولن يستطيع التحرر منها
فلا أحد يحب قيوده التي وقع بها رغما عنه كل شيء حوله يتهالك لا يعلم إلى متى سيظل محتفظا وحده بقيود والده إلى متى سيدفع ثمن أخطاء لم يقترفها إلى متى ستجرف به الرياح
تابع سراج العمل داخل شركة السعدني بدلا عن سليم المنشغل بمرض شقيقه لكن لا يعلم الذي يخطط له سليم ولم يخبر أحد به
هاتفته فريدة تخبره بأنها ستذهب مع والديها إلى المنصورة بسبب زيارة عمها زوجته تحضتر وشقيقه ييد مقابلته
وافقها سراج الرأي واعتذر منها عن سبب انشغاله بعمله بسبب الوضع الحالي للشركة لم تغضب منه فهي تعلم مدا الصداقة القوية التي بينهما وأسر بظروف صحية تمنعه من ممارسة عمله بينما سليم منشغل بكل ما وقع على عاتقه بين عشية وضحاها
بعدما أغلق سراج الهاتف مع خطيبته صوب أنظاره على الحاسوب وباشر بنفسه الايميلات الخاصة الذي كان يطلع عليها سليم بنفسه ليتفاجئ بايميل مرسل من نيويورك لا ينتمي لاي شركة يتعاملون معها جخظت عيناه پصدمة عندما قرأ مضمونة نهض واقفا يغادر المكتب بلا الشركة بأكملها يريد أن يلتقي ب سليم الان لمعرفة ما سبب هذا الإيميل ومن الجهة المسؤلة عن أرسالة
استقل سراج سيارته وقرر الذهاب إلى سليم مباشرة لاخباره بما قرءه يريد تفسيرا بما يحدث معه الآن وبالاخص بعد الحاډث الذي تعرض له أسر
بعد مرور خمسة عشر دقيقة صفا سراج سيارته وترجل منها مسرعا سار بخطوات واسعة أشبه بالركض ثم وقف أمام الباب يسترد أنفاسه بهدوء ثم رفع انامله يضغط زر الجرس لتاتي الخادمة بعد لحظات تفتح له الباب تستقبله بترحاب دعته بالجلوس إلى غرفة الصالون وذهبت لاعلام سليم بوجوده
جلس سراح يهز قدمه بتوتر وهو يطالع الباب ينتظر ظهور سليم الذي عندما أخبرته الخادمة بوجود سراج انتابه
القلق ترك حياة برفقة والدته وذهب لمقابلة سراج
عندما لمح قدومه نهض عن مقعده في توتر واقترب منه
هتف سليم مرحبا به
أهلا يا سراج
تلفت سراج حوله بقلق ثم جذب سليم من ساعده وهو يهتف بتوتر
لا اهلا ولا سهلا تعالى نتكلم في المكتب
في ايه
قالها سليم بقلق بعد تصرف سراج الغريب دلفوا المكتب ووقف سراج في مقابلة سليم يخبره بريبة الايميل الذي قرءه وجعله قلق بهذا الشكل
صړخ سراج منفعلا
عاوز افهم المقصود أيه وليه حياتكم في خطړ ومين الجهة اللي بتهددك يا سليم في سر جواك مش راضي تقوله عرفني في ايه لازم تعرف انك مش اخو أسر وبس لا انت اخويا الكبير ومثلي الأعلى
خارت قوته وهوى بجسده على الاريكة التي خلفه ثم نكس بوجهها أرضا ووضع كفيه يحاوط رأسه في يأس وقال
نفسي يا سراج أخرج السر اللي عشت سنين احافظ عليه نفسي ارتاح نفسي اغمض عيني وانام بدون قلق وكوابيس وخوف من الجاي نفسي افرح من قلبي مش اشيل هم بكرة نفسي في حاجات كتير ومش قادر اخرجها
انحنى سراج أمامه ووضع كفه على ظهره قائلا
وأنا روحت فين عرفني في أية واوعدك مافيش مخلوق هيعرف باللي دار بينا دلوقتي
زفر أنفاسه بهدوء ثم نهض عند مقعده وأمسك سراح من كتفه وقال
تعال معايا هتعرف كل حاجة بس مش هنا
سار بجواره مغادرين الفيلا استقل سليم سيارته وجلس سراج بالمقعد المجاور له لينطلق سليم يشق طريقه حيث وجهته المنشودة يريد ازاحت الحمل الذي يثقل صدره يريد أن يشارك احد همومه
في المنصورة
عندما وصل فاروق وعائلته المنصورة قرر الذهاب أولا لمنزل شقيقه اصطحب زوجته معه ثم ترك فريدة وأمل بمنزلهم الذي لا زال موجودا
تنهدت أحلام وسارت بجانب زوجها وهي تهتف في حزن
مش قادرة يا ابو حياة ابص في وشها قلبي بيتقطع كل ام افتكر حصل ايه لحياة
ربت على كتفها بحنو وقال بطيبة قلب
أحنا أهل يا ام حياة حقك عليا أنا اللي عملته أم طارق كبير اوي وربنا يمهل ولا يهمل وأحنا قلوبنا عامرة بوجود ربنا ربنا يتولاها في بلاءها
مش قادرة أسامح من قلبي
قالتها بحزن ثم أنهمرت دموعها كلما تذكرت ما أصاب ابنتها على يد زوجة عمها وكل ذلك عندما رفضت حياة الزواج من ابنها طارق سعت بكل الطرق لكي تهدم حياتها عن طريق الدجل والشعوذة
حاوطها فاروق من كتفها وقال بحنو فهو يعلم انها أم ولن تنسى من تسبب بالاذي لإحدى بناتها
خلاص يا ام البنات مش هغصب عليكي تيجي معايا مدام مش قادرة ولا مستعدة دلوقتي مش هلومك ولا هجبرك روحي خليكي مع البنات وانا هشوف اخويا واطمن عليهم ومش هتاخر
هزت
رأسها بالموافقة فهي حزينة على كل ما مرت به ابنتها من معاناة ولن تصفح بهذه البساطة لأنها تعلم بأن ابنتها لازالت تعاني من داخلها فكل ما مر عليها ترك چرحا بقلبها ولن تتماثل الشفاء بعد
عادت أحلام لمنزلها وظلت تنتظر عودة زوجها اما فاروق فأكمل طريقه في الذهاب لمنزل شقيقه الأكبرشريف
وقف فاروق يطرق باب الشقة ليجد طارق هو الذي يفتح له الباب فلم يصدق طارق نفسه
ارتمى بأحضان عمه الذي التقفه بحنو وظل يربت على ظهره لتعلوا شهقات طارق الذي يبكي
وحد الله يا بني
ابتعد طارق عن أحضان عمه ودعاه للدخول ولج فاروق لداخل وهو يحاوط طارق بكتفه
عامل ايه يا طارق يا بني
مح دموعه المنسالة على وجنته وقال بصوت خاڤت
الحمدلله يا عمي بخير
يارب دايما بخير يا حبيبي
ثم قال بتسال
انت جيت أمته من سفرك
اجابه بأسى
من يومين
تنهد فاروق بحزن عميق على حالة ابن شقيقه الذي ضعف جسده وهزلت روحه كانه يرا كهلا لا شابا في ريعان الشباب همس داخله يردد
لا حول ولا قوة الا بالله
غادر شريف غرفة زوجته ليرا شقيقه اقترب منه فاروق يعانقه بشوق جارف قال
متابعة القراءة