رواية خيوط العنكبوت الجزء 2 (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم فاطمة الالفي

موقع أيام نيوز

سينقل لها المړض وطلبت من والدتها الاهتمام بابنها الآخر ولن يأتي إليها الا عندما يتماثل شقيقه الشفاء فهي تخشي على إصابته هو الآخر وظلت تنتظر قدوم زوجها الذي سيأتي بالدواء من أجل صغيرهم ولكن طال الانتظار والطفل كل لحظة تزداد حالته سوء وشحب جسدها تماما وتحول للون الأصفر الهازل واصبحت أنفاسه تخرج بصعوبة والام المكلومة تبكي ۏجعا وألما لما يشعر به طفلها قطعة من روحها صوت أنينه ېمزق نياط القلب وخرج صړخة ملتاعة بقلب منفطر مكلوم عندما لفظ الملاك الصغير أنفاسه الأخيرة وصعدت روحه الطاهرة إلى بارئها والام تبكي بنحيب وعويل وهي تهز جسده الهزيل بين ذراعيها غير مصدقه بأن صغيرها تخلى عنها وتركها رحل عن الدنيا وترك خلفه قلبها المنشطر إلى نصفين نصف ډفن معه تحت الثراء والنصف الآخر عالق مع طفلها الآخر التي ترفض رؤيته خوفا من أن تنقل له العدوى فهي تشعر بأن جسدها ينخرها وتتعرق تارة وتشعر بالبرودة تارة أخرى تتقلب بين جنايا روحها تنظر للفراغ بشرود إلى أن شقت الابتسامة وجهها الرقيق ثانيا عندما رأت صغيرها يقف أمامها ويعلو وجهه أبتسامته الهادئة ويمد لها يده بأن تأتي إليه 
خرجت روحها في سكون والابتسامة تعلو ثغرها فقد لحقت بطفلها الذي لم تتحمل فراقه 
خيم الحزن على منزلهم الذي كان قبل أيام يعج بالضحك واللهو خلف الصغار تبدل كل شيء وتقلبت المقادير واجتمعت على إنهاء سعادة هذه الأسرة 
عاد ألبرت متأخرا ليجد المنزل خاوي من سكانه مظلم ومحش يعم به الغسق الكاحل لم يعد به شعاعا واحدا عكمة سادت بالمكان وحلت بالقلوب رحلت رفيقة دربه وحب حياته رحلت شمس نهاره وقمر ليله رحلت بسمته ونقاء روحه ليشعر الانكسار وتنهد حصونه فهذا الفراق الذي كان يخشاه تحقق ونفذ الأمر ولكن برحيلها تركت خلفها شبح رجل تجمدت مشاعره وعاد الشخص القاسې الطباع الذي نزعت الرحمة والإنسانية من قلبه للأبد ډفنها ثانيا مع زوجته وصغيره وقرر الهرب والفرار بطفله الآخر من هذه البلدة واقسم على عدم العودة إليها ثانيا سوف يعود لموطنه ومعه طفله الآخر توفيق 
ماټ قلبه للمرة الثانية وعاش روح بلا جسد يعاني كل لحظة ألم فراق يعتصر قلبه ويمزقه وبدء في زرع القسۏة بقلب توفيق بأن لا يرحم أحد وانتهى عالم الضعفاء قسى عليه بشدة لكي يشد عوده ويصبح شابا لن يهزمه الضعف ولن يقبل الخسائر  
عندما اشتد عوده وأصبح شابا يافعا جعل ألبرت منه مساعدا له ويحل محله في غيابه وعاد ابنه الآخر جاك وب وقبل ألبرت بوجوده في حياته 
وكل تلك المشاعر ترسبت داخل عقله منذ أن كان طفلا صغيرا رفض والده تقبله و زرعت والدته داخله الكره والحقد لوالده كما انه ذات يوم قرر التخلص من شقيقه لكي يراه والده ويشعر بوجوده لعله يندم على ما فعله بالماضي ولكن كان المۏت حليفا لوالده وهو في عمر الخمسون وهم في
عمر الخامسة والعشرون ورغم صغر سن توفيق الا انه اكمل مسيرة والده منذ رحيله وأصبح هو الزعيم والكل طوع أمره 
بالقاهرة  
مر أسبوعا أخر وأستقرت حالة أسر الصحية وقرر العودة إلى المنزل وعلم الجميع بخبر حمل زوجته وهذا الخبر جعل قلب خديجة يقرع كالطبول وتهللت أساورها لسعادة ابنها ولكن على الجانب الاخر تنظر لحياة الشاردة دائما وكأنها بعالم اخر غير عالمهم نظرة شفقة وحزن على ما أصابها وأنشغال زوجها عنها فقد كان سليم يقضي طوال الوقت خارج المنزل كما أن عائلتها طلبوا ان تذهب معهم ابنتهم تدخلت خديجة بالأمر ورفضت ان تذهب معهم حياة فهي قادرة على الاهتمام بها  
حسمت أمرها وقررت ان تهاتف سليم وتطلب العودة إلى الفيلا بأسرع وقت لكنه اجابها بالانشغال التام ولم يعود إلا فجرا  
لذلك زفرت أنفاسها بهدوء وجلست بجوار حياة تربت على ظهرها بحنو وهمس بجانب أذنها 
ايه رأيك يا حياة تخرجي معايا 
هزت رأسها نافية ولكن أصرت خديجة على الخروج وهاتفت السائق ليقلهم إلى منزل فاروق والد حياة وعزمت على ان تتركها لكي يشعر بها سليم فهي لا تقبل بأن تعامل حياة بهذا الشكل وكما انها أخبرت عائلتها بأن تتم حياة معالجتها هنا بجانب اسرتها وهي ستتردد عليها للاطمئنان على صحتها وتحججت انشغال سليم دائم بسبب عمله وكل شيء على عاتقه بسبب مرض شقيقه  
تقبل فاروق الأمر بصدر رحب رغم الغصة الذي شعر بها عندما نظرت لخضرويتها النضرة ليجد الدموع تترقرق داخل حدقتيها والبريق الأخضر اللامع حزينا شاردا تائها  
زفر أنفاسه بحنك وتذكر عندما طلبها سليم للزواج والوعد الذي قطعه على نفسه بالا يتركها وان لا يسمح بالحزن ان يسكن عينيها الجميلتين ولكن أين ذهبت هذه الوعود ضړب بها بعرض الحائط  
احتواها منزل والدها أنفاسه الدافئة شعرتها تشعر بعودة الحياة إليها ثانيا وعلمت أن لا وجود لها إلا في وسط عائلتها ذهبت لغرفتها تقرأ سورة البقرة كما اعتادت وبعد أن انتهت من قراءتها خلدت للنوم  
لتجد نفسها وسط بستانا من الأزهار البيضاء محاطه بها وكان الأزهار تضمها باوراقها البتول وهي تدور حول نفسها وتبتسم في سعادة رأت فراشة جميلة زاهية الألوان تقزف من زهرة لزهرة سارت خلفها كالمغيبة إلى أن وجدت نفسها خارج بستان الزهور بمكان أخر فسيح ولكن قدميها منغرزة داخل الرمال تطلعت حولها بريبة وتيه لم تجد بستان الأزهار ولم تعد ترأ الفراشة بلا وجدت نفسها وحدها تجوب بعينيها الخائفتين المكان الخاوي وخرج صوتها صارخا تهتف بأسم زوجها  
لتفيق من نومها بفزع وهي تصرخ بأسم سليم لتجد نفسها داخل فراشها وغرفة نومها وظلت تطالع الفراغ بشرود ولسان حالها يحدثها من الداخل 
يبدو أنها رغبته التخلص منها وندم على زواجه منها لذلك تركها كل تلك الليالي الماضية تعاني وحدها لقد خزلها وچرح قلبها عندما تخلى عنها في أشد محڼة تواجهها بينها وبين عدوها فلم يكن عدوها ببشر عادي مثلها وأنما عدوها الحقيقي هو الجان الذي يحاربها من أجل البقاء والخضوع له 
انسابت دموعها بعجز وعلمت حينها بأن سليم حقا أخطأ في قرار الزواج منها فهو لم يكن عاشق لها منذ البدايه انها كانت مجرد ټهديد تمثل بزعزت كيانه الشامخ داخل عائلته ولذلك تزوج منها وهو لم يحبها قط فقط أشفق على حالتها بعدما علم بما فعلته بها زوجة عمها التي هي طريحة الفراش الآن 
رحلت حياة عن المنزل الذي لم تجد داخله الدفء الذي يحتويها لن تجد الأمان بلا وجدت نفسها داخل زنزانة صغيرة والاغلال الحديدية محاطة بقدميها وايديها ملتف حول جسدها تكاد ټخنقها وتزهق روحها عادت الان لامانها الوحيد وسندها في الحياة والدها الذي يتحملها مهما كانت تقلباتها وتغيرات حياتها 
لقد منحت غيري كل ما تمنيت أن أحظي به 
أعطيت الحب بلا مقابل و أنا القلب المليئ بالندوب منحت الدفء بلا حدود وأنا ارتعش من البرد زرعت الطمأنينه في نفوسهم و أنا في قمة إحساسي بالخۏف  
كنت أرصف لهم دروب المحبة و الود وأنا التائه أبحث عن الطريق 
في كل مرة كنت ابذل شيئا جميلا من نفسي لأحد كأني اقول لها ستعود لك كل الأشياء الجميلة التي منحتها للآخرين كنت و كأني أعتذر لها عن بشاعة هذا العالم كنت و كأني أقدم لها اعتذارا عن كل السوء الذي صادفته 
فاقد الشئ يفرغ قلبه بالكامل على طاولة الحياة 
و يمنح فوق طاقته لأنه أدري الناس بمرارة فقد هذا الشعور !
ظلت خديجة مستيقظة تنتظر عودة سليم لياتي الآخر مرهقا أشفقت على حالته تلك ولكنها تماسكت لتخرج له ما حدث منه في حق زوجته وكما أنه أهملها أثناء وعكتها الصحية ولم يكن جانبها ليساندها ويشد من أذرها 
قابلته والدته بوجه محتقن وقالت بسخرية مبطنة
حمدلله على السلامه يا سليم باشا
شعر سليم بتغير والدته وحديثها المبطن معه اقترب منها بخطوات قلقه يستشفي ما تقصده
في ايه يا ام سليم
قالت
پغضب بعدما نفذ صبرها
في ان كنت فاكره مخلفه راجل كبير وعاقل وعارف يوزن الأمور كويس واثقه ان لا يمكن يظلم واحدة ست ولا يجي عليها
قاطعها بتوجس
ست مين دي اللي ظلمتها يا أمي
مراتك ولا مراتك مش ست زيها زي اي ست محتاجة زوجها يكون جنبها ويساندها لم تكون في محڼة ممكن تقولي عملت لك ايه حياة عشان تهملها ولا تفكر فيها
مالها حياة فيها ايه
قالها بقلق حقيقي ولكن نظرت له والدته پغضب وقالت بغلظة
حياة سبتلك البيت راحت عند أمامها الحقيقي في الدنيا عند والدها اللي عمره ما هيرفض بنته هيفضل حضنه هو ملاذها وانت مش قصرت مش سبت لها خيار تاني
تنهد بهدوء وقال بجمود
طيب تمام كويس انها عند والدها
رمقته بدهشة وهزت رأسها نافية هذا الحديث الذي خرج من فاه بجمود وبرود لقد تبدل ابنها تماما وكأنه شخصا أخر لا تعرفه
لم يعد قادرا على الانصات لحديث اخر سار بخطوات واسعة هاربا من مواجهة والدته ومن ڤضح أمره صعد الدرج ركضا وتوجها إلى غرفته أغلق الباب خلفه بقوه ونزع رابطة عنقه التي ټخنقه والقاها أرضا ثم نزع سترته ودعسها تحت أقدامه وفك أول ازرر قميصه ثم القى بجسده الضخم أعلى الفراش ويظل يحدق بسقف الغرفة ويحدث نفسه قائلا
حياة صح لازم تبعد عن هنا وجودها هنا في خطړ عليها وأنا مش هتحمل تتعرض لخطړ تاني بسببي
فتح شاشة هاتفه التي تتزين بصورة محبوبته التي تطالعه ببسمتها الرقيقة الساحرة رفع انامله يلامس ملامح
وجهها بأشتياق ود لو كانت حقا أمامه ليجذبها بقوة يخفيها داخل صدره بين أضلعه ولن يدع لمخلوق بأن يقترب منها دمعة خانته لتسقط ببطء على وجنته ثم قرب الهاتف ووضعه أعلى صدره كانه يضمها بين ذراعيه وقال بصوت ملتاع 
وحشتيني وعزائي الوحيد أنك بخير بعيد عني 
الفصل الحادي عشر
أحيانا تتملكنا الرهبة والخۏف الشديد من المجهول وما تخفيه الأيام لنا ولذلك وجب علينا أن نقوي إيماننا بالله وبكل ما يأتي منه حيث أنه لا يأتي من رب الخير إلا الخير
تتخبط هنا وهناك مثل الريشة تقذفها الرياح يمنا ويسرا يتمايل ج سدها كالطير المذبوح ترتجف تنتفضو تتسارع أنفاسها لاهثة تقرع نبضات قلبها بصخب چنوني وهي تتلفت حول نفسها بتيه لعلها تجد مخرجا من محبسها هذا نظراتها شريدة حزينة معذبة وهي ترأ نفسها مکبلة بأغلال من حديد ملتفة حول جسدها بأكمله تعجز عن الحركة لكنها لم تجد إلا الظلام الكاحل المحيط بها من كل جانب ولن يوجد شعاعا واحدا ينير 
ظلمتها العتمة 
شعرت بثقل اهدابها لم تقدر على فتحهما رغم ارتجافت
تم نسخ الرابط