رواية عيناي لا ترى الضوء. (كاملة حتي الفصل الاخير) للكاتبة هدير محمد

موقع أيام نيوز

روحي البسي وهاتي كل حاجتك مش هكررها تاني عشان مقلبش عليكي إنتي كمان... 
دخلت الأوضة وبدأت البس واخد كل حاجتي
محمد مسك سليم من قميصه وقال
وانت بقا تحب نقضيها طلاق بما يرضي الله ولا نقضيها خلع في المحاكم 
ايلين هتفضل معايا... 
استنى بس القعدة في أمريكا خلتني انسى كلمة مشهورة هنا في مصر ايه هي يا ربي اه افتكرتها تقعد معاك في المشمش... تعرف بس لو قربت منها ھقتلك وبقولها اهو ايلين تنساها ولو مش عايز تطلق نقضيها مع بعض قواضي خلع كده كده انا بحب المحاكم أوي... 
خرجت من الأوضة ومعايا شنطتي بصيت ل سليم لقيت كل نظراته ليا بتقول متمشيش... 
خلاص سيبه يا محمد... 
تعالي اقفي هنا... 
وقفت جمب محمد وبعد كده هو اتحرك وبقا قدامي وأنا في ضهره... مش هقدر أقف ضد محمد وغير كده ده اللي انا كنت عيزاه من الأول أننا نبعد عن بعض واهو بيحصل دلوقتي...
قسما بالله لو لمحتك جمب اختي... مش هخليك حي... اذا كان هي طيبة ومعرفتش تردلك القرف اللي أنت عملته فيها واكتفت بإنها تسيلك البيت وسكتت... أنا مش هسكت أبدا وهجرجرك في المحاكم... يا بني أنت متخلف ! في حد يشك في أهل بيته ! ده لو هي مذنبة فعلا من واجبك ك زوجها تصدقها برضو مهما سمعت عنها أي كلام بره... بس أختي مفيش حد أشرف وانضف منهاا... وهوريك وشي التاني وهدفعك تمن كل كلمة وكل دمعة نزلت من عيونها بسببك... 
بتبصيله ليه يا أيلين ده ميستهلش وحدة زيك...
محمد مسك ايدي ومشينا بتاكسي... 
بتبصيله ليه يا أيلين ده ميستهلش وحدة زيك...
محمد مسك ايدي ومشينا بتاكسي... راجعين على الإسكندرية 
سليم جري وراهم لكن ملحقش... وقف في نص الشارع هيتجنن لأن أيلين مشيت... الدموع اتجمعت جوه عيونه... بص للأرض بحزن وقال 
طب هو أنا صح ولا غلط... أنا قولتله عشان أنا زهقت من التمثيل اللي بنعمله دايما قدامه ومن حقه يعرف ليه اخته حزينة... لكن هو اخدك مني ! كنت هصلح غلطي والله ! 
قاعدين في التاكسي أنا ومحمد... ساكتين خالص... هو بيبص من الشباك وكل كام دقيقة ينفخ بضيق... مضايق مني... بس اعمل ايه... أنا كنت خاېفة عليه وكنت عارفة أنه هينفعل بالطريقة دي عشان كده سكت... 
محمد... ممكن تهدى 

بصلي بعصبية ولسه هيزعق فيا بس سكت في آخر لحظة لما أخد باله إن السواق معانا... قرب من ودني وقال 
حسابك لما نوصل !! 
رجع يبص من الشباك وساكت... أنا كمان هتعاقب منه... لو هعرف أنه هيضايق مني كده كنت قولتله من بدري وخلاص... 
وقف التاكسي قدام ڤيلا كبيرة وفخمة... استغربت انه وقف هنا... بصيت لمحمد اللي كان بيبعد عيونه عني وقال بجمود 
يلا هاتي شنطتك وانزلي... 
بس ده مش بيتنا ! 
بقولك انزلي... 
نزل هو وأنا استغربت طريقته دي... اضطريت انزل زي نا هو عايز... التاكسي مشي ووقفت جمب محمد 
مش هتقولي احنا بنعمل هنا ايه 
استني لما يجي... 
مين 
إلهان...
إلهان مين 
فجأة ظهر قدامنا شاب ثلاثيني وسيم ورياضي... قرب من محمد وحضنه 
عامل ايه وحشتني يا كابتن 
أنت أكتر والله... 
بصلي وابتسم ومد ايده يسلم عليا بس محمد قاله 
احنا في مصر ولا نسيت 
مش فاهم 
احم... احنا في مصر مش بنمسك ايد بنات غير زوجاتنا واخواتنا... 
آه فعلا... معلش بس نسيت... أنا آسف... تعالوا اتفضلوا... 
مشي قدامنا... دخلنا ڤيلته الواسعة وجميلة...ديكورها هاظي والألوان مريحة كده... قعدنا على الانتريه أنا ومحمد... والشاب نادى على الخدامة بالانجليوي وجات قدمت العصير...
اتفضلوا اشربوا... 
اترددت اشرب ولا لا بس لقيت محمد شرب ف قولت اشرب طالما عادي... بعد ما خلصنا العصير ابتسم وقال 
بالهناء والشفاء... 
اشكرك يا إلهان على حسن ضيافتك... ممكن تورينا الأوضة اللي هنقعد فيها 
أكيد طبعا... 
كنت متفاجئة من الكلام اللي اتقال قدامي ده... بصيت لمحمد مستنية منه توضيح لكن شاورلي اقوم معاه وقومت... اتمشينا شوية ووصلنا عند اوضة... إلهان فتح الباب وبص لمحمد بإبتسامه وقال 
ايه رأيكم 
أنا اتفاجئت من حجم الأوضة وجمالها... اداله المفتاح وكمل 
عايزكم تاخدوا راحتكم على الآخر... البيت بيتكم... عن اذنكم... 
مشي ودخلنا الأوضة... محمد قفل الباب علينا وقعد على الكنبة بيقلع الكوتشي بتاعه... 
مين ده يا محمد واحنا هنا بنعمل ايه 
إلهان صديق قديم اتعرفت عليه أول ما سافرت... 
ايوة برضو مفهمتش... احنا بنعمل ايه هنا 
هنقعد عنده... 
ليه وفين بيتنا راح 
عمك اخده... 
اخده ازاي 
اخده زي ما بياخد أي حاجة... بالتزوير والرشاوي أثبت إن ابوكي الله يرحمه متأجر منه بيتنا اللي كنا عايشين فيه... ودلوقتي قدر ياخده بعد ما أثبت للمحكمة إن البيت بتاعه... 
قعدت جمبه وبحاول استوعب اللي سمعته ده 
طب وانت عرفت ازاي 
محامي ابوكي قالي... 
امتى حصل الكلام ده 
من 3 شهور... وأنا لسه عارف بالصدفة من اسبوعين... عشان كده كان لازم انزل مصر... وكنت ناوي انزل 10 أيام بس ومكنتش هعرفك إني جيت لاني كنت نازل اټخانق مع عمك وعشان البيت... بس اتفاجئت لما مديري اداني اجازة شهر... ف قولت بما إني كده كده قاعد شهر كامل لازم ازورك... وكنت ناوي اقعد هنا مع إلهان لغاية ما ارجع بيتنا... بس جوزك ال لما عرفت كل حاجة حلفت انك مش هتعقدي معاه ولا يوم... 
وهتعمل ايه في البيت 
افوق بس من اللي أنا فيه وهروح لعمك.... 
هتعمل ايه 
هاخد البيت طبعا... البيت ده اتولدنا فيه واتربينا فيه وبتاعنا أنا وانتي... من أول ما اتوفى ابوكي وعمك حاطط عينه على البيت ومتهدش غير لما اخده اهو... بس أنا مش هسكت... والبيت ده مش هيتكب بإسم غير اسم ابونا... ومفيش حد هيقعد فيه غير أصحابه اللي هم أنا وانتي... 
طالما ده كله حصل... مقولتش ليه 
اكيد طبعا مش نفس السبب اللي انتي مقولتيش عشانه... وخبيتي عني كل اللي عمله جوزك... 
بصيت للأرض بخجل وقولت 
خلاص أنا آسفة... متزعلش مني... 
ازعل ! أيلين أنا ماسك نفسي بالعافية منك... انتي ليه اتعاملتي في المشكلة دي كأني مش موجود على وش الدنيا 
مكنتش عايزة اتعبك وادوشك بمشاكلي... 
والله حوار البيت ده لما عرفته مقلقتش اوي... لاني كنت مطمن إنك في بيت جوزك ومع راجل يحميكي... بس كنت غلطان... أنا السبب لاني وافقت تتجوزي الحيوان ده... بس أنا هعرف اصلح غلطي ده... والكلب ده مش هيطول ضفر منك طول ما أنا عايش !!
خلاص متتعصبش يا محمد... 
خلصنا يا أيلين... اتهدي بقاا 
والنبي ما تتضايق مني... 
خلاص يا أيلين... 
ميلت على كتفه وقولت بنبرة ميقدرش يقاومها 
الآه... متبقاش قموصة... اوعدك إني مش هخبي عنك حاجة تاني... 
بصلي بطرف عينه وبعد كده ضحك وقال 
خلاص مش زعلان... بس مفيش رجوع للكائن اللي كنتي عايشة معاه ده... 
لما قال كده جه في بالي سليم... يا ترى شكله ايه دلوقتي بعد ما محمد اخدني قدامه قطع تفكيري محمد وهو بيقول 
يلا قومي رتبي هدومك في الدولاب... 
هو احنا هنقعد هنا كتير 
مش عارف... بس انتي عارفة عمك... 
اممم... طب هقعد ازاي وصاحبك هنا 
أنا موجود معاكي اهو... بعدين إلهان أنا عارفة كويس ده عشرة خمس سنين... غير كده هو لما بينزل مصر بيخرج كتير لانه بيحب تغيير الجو والخروجات... يعني مش هيقعد هنا غير لما يجي ينام... بعدين أنا لو شاكك فيه بمقدار ذرة مكنتش جبتك هنا... غير كده هو اداني المفتاح والأوضة كبيرة زي ما انتي شايفة وفيها حمام خاص... اهو مكان موثوق فيه لغاية ما نشوف عمك هيعمل فينا ايه تاني... 
ان شاء الله خير... 
حضڼي وقال 
نقطة ضعفي انتي... اوعدك هعوضك عن كل اللي شوفتيه... ارجع البيت تحت ايدينا من تاني واطلقك من جوزك وهاخدك معايا على امريكا تبقي تحت عيني ومش هسمح لأي حد يزعلك... 
حبيبي يا محمد... الحمد لله انك موجود... 
وفي ضهرك دايما... 
عند سليم..... 
سليم واقف قدام المراية في الحمام... بيبص لانعكاسه في المراية... هادي من بره لكن جواه بركان... من كتر ما بيحاول يمسك نفسه ويكبت في عصبيته... عيونه بدأت تحمر من الشياط اللي جواه... فجأة أخد علبة البرفيوم رماها بقوة على المراية... المراية اتكسرت والازاز وقع على الأرض... سليم نزلت عليه هستيرية ڠضب وبقا يكسر كل حاجة قدامه وپيصرخ... تعب وقعد على الأرض... ضم نفسه ودموعه نزلت... سنانه بتخبط في بعض لا إراديا... مش مصدق اللي هو فيه... مش مصظق إن مراته اتاخدت من قدامه وهو مقدرش يعمل حاجة... مقدرش يعمل حاجة لانه مش قادر يسامح نفسه بعد اللي عمله فيها... مع ذلك عايزها.... سند رأسه على الحيط وقال بتعب 
أيلين أنا محتاجك... ومش عايز اسيبك... أرجوكي سامحيني وارجعي... ارجعيلي !! 
فضل يعيط لوحده زي الطفل... مڼهار ومش مصدق انها بعدت عنه... حتى راحت معاه برضاها... هي عايزة تسيبه لكن هو مش هيقدر يعيش من غيرها... قطع عياطه صوت قاسم وهو بيدخل عليه الحمام... لقيه على الأرض وفي الحالة دي اتخض وراح بسرعة يساعده... قومه بس سليم شبه مغيب عن الواقع... عيونه مفتوحة لكن مش في وعيه... قاسم فتح الحنفية غسله وشه وسنده اخده على اوضته ونيمه على السرير... سليم ضم نفسه وفضل يتمتم بإسمها وينادي عليها... 
اخوها جه نيل كل حاجة... لو مكنش اتدخل كنت هترجع لبيتك ومعاك مراتك... مش ترجع لوحدك !! 
دخل قاسم المطبخ عمله أكل ورجع عنده أكله وسابه ينام... 
في نص الليل....... 
صحي سليم... فتح عيونه لقي نفسه نايم على سرير أيلين... بس أيلين مش موجودة... كان نفسه اللي حصل امبارح ده يكون مجرد كابوس... بس للأسف طلع حقيقة وأيلين مشيت ! زفر بضيق واخد هدوم من الدولاب ودخل الحمام ياخد دش... بعد ما خلص وخرج... رجع قعد في اوضتها... بعد شوية
تم نسخ الرابط