رواية بغرامها متيم ج2 من رواية من نبض الۏجع عشت غرامي بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
من ما فعله في أقل من ثلاث ثواني حيث جذبها پعنف من ذراعها حتى ارتطمت بعظام صدره الصلبة القوية كمن صدمت في جذع شجرة متين منذ الأزل وبيده الأخرى خلع عنها حجابها حتى أسقطه أرضا تحت تململها السريع بين يديه وهي تحاول الوصول إلى الباب الذي في لمحة البصر حجبه عنها وهو يحاوطها بجسده ذو الطول الفاره فكانت تصل لمنتصف صدره وهو يمد قدمه من الخلف صاڤعا الباب بقوة اهتزت معاها أرجاء قلبها الضعيف المسكين الذي أوقعها تحت براثنه الآن في لحظة حاسمة فارقة بينهما
ثم حاولت استدعاء الهدوء وبالتحديد وهو يضع يده في منتصف شعرها من الخلف ويلوي خصلاته الذي فككها ورمى رابطته أرضا بهوجاء فتحملت ألم قبضته لخصلاتها وهي تغمض عينيها وملامح الۏجع شبه مخبئة على معالمها ثم أسند جبهته بجبهتها أنفاسه والخطړ بدأ يتصعد في جسدها الساكن الآن بين يديه وما زال يدور بها وأنفه تلامست أنفها
على صدرها صعودا وهبوطا وهي تضع كف يدها الصغيرة على صدره وأسنانها تصتك هلعا ولكن تحاول أن تسكن ملامحها الهدوء كي تستطيع مجابهته في أهم لحظة بينهما هي الفارقة في طريقهما فلو كسرها الآن وهزم جندها الضعيف وس رق منها أثمن ما لديها ستنقلب كفته حتى ولو كان مغيبا
زفر أنفاسه بقوة في وجهها ليقول برغ بة ملئت جسده الآن من تشبسها بها
اشمعن أنا اتلوثت وعبير كمان مش بس اتلوثت دي اتفحتت وداس عليها قطر القهر والظلم
ثم استرسل وجعه وهوبكف يديه وهو يتحسسهماأصابت جسدها بالقشعريرة
شعرت بسخونة وجهها تحت يديه وأنها على مشارف الخطړ ثم تلامست يديها يداه المحتضنة وجهها ما جعلها اهتزت وأبعدت يداه فورا عن وجهها فاستجاب لها ثم أردفت بتصميم وهي تتجه بعينيها ناحية الأريكة الموضوعة في الغرفة وهي تحاول تشتت أفكاره
زاغت عينيه بينها وبين الأريكة ثم قال بتشبس
لا إنتي عاجباني كدة أكتر ومزاجي عايز كدة يافوفا .
جذبته من يداه وهي تترجاه بتدلل
طب وغلاوة فوفا عندك لا تيجي اهنه وتستريح لسه بدري هو أنا ههرب منك وانت مكلبشني اكدة .
انتي مريحة قووي يافوفا وبفكر أخدك معايا مصر بقيتي زي بالنسبة لي لو مشيت وسيبتك هبقي حاسس اني سايب نصي التاني هنا ومش هبقي مستريح فتيجي معايا أحسن .
سألته بنبرة مستكينة
طب هو ينفع أجي وياك ! طب بمناسبتي ايه
عاد
فتح عينيه فور سؤاله ليجيبها على الفور
بمناسبتك صاحبتي وهشغلك معايا في المستشفى بتاعتنا .
تقبلت هرائه بهدوء
طب عندينا في الصعيد اهنه البنت متخرجش من بلدها ولا تسافر غير ويا جوزها حكاية الشغل والصحاب داي متمشيش معانا خالص .
هو الجواز مني مجرد حتة ورقة ! له اني زعلانة خالص منيك هو انت شايفني وحشة ومستحقش أبقي زي البنات ويتعمل لي كيف ما هيتعمل لهم
بنات مين دول ده إنتي وحش الكون ده كفاية شعرك اللي مجنني خلاص نعمل لك زي البنات واللي تشاوري عليه فارس يرميه لك تحت رجلك يافوفتي إحنا يهمنا راحتك بردو .
تمام اكده ابعد يدك بقي ومتلمسنيش خالص إلا لما تاجي تتقدم لي علشان أحس إني غالية وانك هتشتاق لحلالي معاك وقول لي بقي عايز تسافر ليه هو الجو اهنه معجبكش
بالعكس يامزتي ده الجو هنا جميل ورايق كفايه ان انت موجوده فيه ... نطقها بنفس غمزته ووقاحته ثم أكمل وقد تبدلت ملامحه الوقحة إلى ممتعضة فور تذكره امر أبيه
اللي مش عايزني ارتاح خالص في الدنيا بعت لي اوامر اني لازم اسافر له وهو بيمشيني على كيفه وهددني لو ما رحتلهوش باغلى حاجه في دنيتي واخرتي
ثم نظر إليها مكملا وقد التمعت عينيه بالدموع مرة أخرى
تعرفي ان ابوكي الراجل البواب الغلبان ده نعمة لازم تشكري ربنا عليها ليل ونهار يا ريتني طلعت من اسرة فقيرة واب وام متساويين نفسيا ولا ان عماد الجاحد ده يبقى ابويا .
سالته بفضول
هددك بإيه
أجابها وهو يبتلع غصته بمرارة كمرارة العلقم
بچثة أمي اللي مجمدها هيبهدلها وهي مېتة زي ما ډم رها وهي عايشة.
تجمدت عروقها من هول ما سمعت منه وابتلعت أنفاسها بصعوبة بالغة وهي تردد بذهول
هو مدفنهاش !
دي إكراموكيف مخبي وليه مدورتش على حد يساعدك اكده حرام قووووي
حرك رأسه للأمام وتحدث بأسى
لسه عارف انها مندفنتش من سنة واحدة بس وأنا أضعف مما تتخيلي اني أقف قدام عماد الألفي كدة هبقى بغامر بيها وبعمري.
ابتلعت ريقها بړعب وهي تتخيله يضيع من بين يديها بسبب ذاك العماد وهبطت دمعة شاردة من مقلتيها وحذرته خوفا من فقدانه فقد وقعت في سهم هواه وقضي الأمر
خلاص يا فارس خليك هنا متسافرش وتسيبني أني محتاجة وجودك قوووي أكتر منك .
سألها بعينين حائرتين متمنيا سماع شئ ما يتردد داخله
ليه يافوفا مش عايزاني أسافر ومحتجاني إزاي أرجوك اتكلمي
نطقها لسانها رغما عنها وهي تتطلع إلى رجاؤه وهو في حالة انفصامه ورأسها متدليا للأسفل بخجل فهو إن مشى حتما ستنهار
أني هحبك يافارس ومش متصورة حياتي اهنه من غيرك أرجوك انت متمشيش خليك اهنه جمبي مبتبعدنيش عنك خليك قصاد عيني يا عمري علشان قلبي في بعدك هيتوجع وخلينا اهنه نبني حياتنا مع بعض بعيد عن عماد دي خالص .
دق قلب فارس المنفصم هو الآخر لتلك الملاك دق قلب الحجر الذي لايلين لاعترافها الشامخ بحبه ولكنه خاف وتصارعت الدقات في قلبه مابين العشق والخۏف بالتساوي ثم ترجاها أن تبتعد كى ترحم حالها كي لاينكوي قلبه عليها هي الأخرى فطريقه مكلل بالأشواك
عماد مش هيسيبك ولا هيسيبني عماد هيدمرك وهيدمرني من الأفضل تبعدي عني انتي مش حمل عواصفي .
حركت رأسها برفض وهتفت بنبرة تأكيدية وهي متمسكة بوجوده
متقلقش هنعدي الصعاب مع بعض بس انت فوق يا فارس .
ضم حاجبيه متسائلا
أفوق من إيه
فوق من وهم الماضي واخرج برة قوقعة عماد واتحدى الجبروت بإيمانك وبرة قوقعة عبير واتحدى الخۏف بيقينك انها بين أيادي الله ومهما يعمل هي خلاص روحها عند ربنا والجسد نايم ومش دريان .
إزاي إنتي عايزاني اسيبه يمثل بچثة ماما !
سيدنا حمزة بن عبد المطلب مثل بجثته ولقب بأسد الله وسيد الشهداء واللي عملت فيه اكده ربنا عاقبها عقاپ أليم وصدقني هو بيهددك بس وبيخوفك علشان تخضع له وطول مانت بترفض طلباته وبتقول لا هيفقد الأمل فيك ولو كان عايز يأذيك مكانش كبرك ووصلك للمرحلة دي هو مچنون بيك وعمره يافارس وممكن يضغط عليك بكل الطرق إلا أذيتك .
بس ممكن يأذيني بنبض قلبي يأذيني بيكي يافريدة .
ايه ده انت نطقت فريدة دلوك من غير فوفا ولا مزة ولا الحوارات داي واصل !
انت دلوك واعي واوعاك تدخل جوة قوقعة ماضي الفارس الأليم تاني .
مش بمزاجي بلاقي دماغي راحت للۏجع وبحلم بعبير كتير وبلاقيني اتحولت ونفسي بتجبرني أتشرد وأشرد اللي حواليا .
أول مانفسك تاجي تجبرك افتكرني وافتكر بسمتي وأملي في اني هغيرك علشان انت جمييل يا فارس .
انتي هدية ربنا ليا ولو خسرتك انت كمان هضيع في ظلمات تشرد نفسي أكتر وأكتر .
أوعدك اني عمري ما هفارق إلا لو ربنا أراد ياخد أمانته .
بعد الشړ عنك ياملاكي إن شاء الله عماد مليون مرة وانت تعيشي تنوري الدنيا وتنوري ضلام الفارس.
طب قوم بقي اتوضى وصلي العشا وصلي كتييير قوووي واقرأ قرآن كتييير واذكر ربنا كتييير الذكر بيطمن القلوب قوووي .
بابتسامة عذبة أنارت وجهه هتف بطاعة وأكمل مشاغبا إياها
حاضر يادكتورة قومي البسي حجابك شكلك نسيتي نفسي .
وضعت يدها على رأسها وشهقت بذهول من نسيانها حالها وهي تجذب حجابها
حرام عليك يا فارس اللي هتعمله فيا دي والله انت خربطت لي دماغي على الاخر ونسيتني اسمي وشكلي وهويتي وشكلك عايز تنسيني ديني وهدخل جهنم وبئس المصير على حس عبثك دي ارحمني لما تيجي ڠضبان مش أول حاجة تعملها تمد يدك على حجابي ارجوك مد اليد حرام ومن أكبر الحړام والغلط .
غمز لها ونطق بطريقة دعابية
طب ماتلميني من الحړام والغلط واتجوزيني وساعتها لما أشيل حجابك أو أي حاجة تانية تقابلني في الطريق يبقي حلال الحلال.
قامت من مكانها وهي تعدل هيئتها
كل بأوانه يا فارسي واتقل تاخد حاجة نضيفة.
قوس فمه بانزعاج مصطنع ليقول بمشاغبة
اهو بعد فارسي دي الآوان ده مينفعش خالص وكله لازم يدوق طعم الحلال يا فوفا .
ابتعدت عنه
يووووه يادي فوفا متقولهاش تاني أول ما تقولها قلبي بينقبض أبوس يدك متبهدلنيش وياك .
مد يده بعبث
طب بوسي يا فيري ده يبقي يوم السعد والهنا .
غمزت بعينيها بشقاوة وقد ظهرت
غمازتيها في منتصف وجنتيها بطريقة ساحرة جعلته هرول اليها ولكنها ألقت كلماتها وهربت على الفور مما جعله وقف مغتاظا
دي بعدك يا
دوك .
وقف مبتسما ينظر إلى طيفها بسعادة لا توصف فقد دلفت إليه وهو في قمة الحزن بل وأعلى درجاته ثم أبدلت حزنه إلى سعادة وجعلتهآن كي تكتمل سعادته وداخله يردد بانتشاء وما زالت عيناه تتبعها
يخذل برد أربعين شتاء
في منزل ماجدة حيث أصر عمران أن يحضر جلستها مع مها تحت تزمتها ولكنه لم يدعها تنفرد بها فهو وعد جاسر ان يجعله يأتي غدا وأنه بفضل الله أولا ثم مجهوده سيجعله يجبر غدا
كانت مها تجلس بتوتر للغاية فهي قد استشفت من مغادرة جاسر قبل أن يلتقيان وجود مشكلة ما عندما استدعتها والدتها بعد أن غادر جاسر فتحدثت
متابعة القراءة