رواية صراع الذئاب (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم ولاء رفعت
المحتويات
جفونه المغلقة عبرات تريد النزول لكن يأبي ذلك لايريد الشعور بالضعف حتي لو أمام نفسه بدأ يبطئ ف العزف عندما وصل إلي أنفه عطرها الذي يميزه من بين آلاف العطور أنتهي من المعزوفة فقامت بالتصفيق له وقالت
برافو عزفك حلو أوي
قال وهو يضع الكمان جانبا معزوفة لأندري ريو من المسلسل الإيطالي
The Godfather
أه عارفها بس أول مرة أعرف إنك بتعزف كمان قالتها وهي تستند ع البيانو
رمقته بإندهاش وقالت وعرفت إزاي !!!
أستند بمرفقه ع البيانو بجوارها وقال أنا كنت بحضر كل حفلاتك ف الأوبرا وأنتي بتعزفي قالها ثم أبتعد ليجلب شيئا مغلقا من إحدي الأركان فقام بفتح سحاب ذلك الغطاء ليظهر منه آلة التشيللو
أتسعت إبتسامتها وهي تري تلك الآلة وقالت واو واحشني أوي العزف عليه
قالتها ليجذب إحدي المقاعد وقام بحملها ليجلسها عليه وهو يحدق ف عينيها ثم شعرت بملمس يديه ع ساقيها وهو يرفع طرف ثوبها لأعلي ثم أبعد فخذيها عن بعضهما فشهقت پخوف وخجل لكن وجدته يضع الآله مابين ساقيها لتتمكن من العزف عليه أبتعد ليجلس مقابلها فأمسكت بعصا الوتر لتبدأ ف العزف بإحساس مرهف وهي توصد عينيها تعزف إحدي المقطوعات الشهيرة لأشهر عازفي تلك الآلة وهو العازف الكرواتي سبيستيان هاوزر
ولج ذلك الرجل الأصلع وقال وهو يخفض عينيه إلي أسفل كله تمام يا باشا و
قاطعه قصي بإشارة من يده وقال أسبقني أنت ع المكتب وأستناني
أومأ له الرجل وأذعن لأمره
شعرت بأن هناك أمر ما ويعتريها إحساس بإنه يخص عائلة خالها فقالت بإندفاع هو كان بيقولك كله تمام ع أي
أبتسم وهو يفهم ما يجول ف عقلها فقال دي مهمة كنت مكلفه بيها وعملها
أبتلعت ريقها بتوتر وخشيت أن يكون حدث مكروه لإحدهم وخاصة آدم أردف قصي يلا عشان أطلعك أوضتك وهخليهم يحضرو العشا ويطلعو فوق عقبال ما هاروح اشوفه واجيلك
صبا لاء أنا عايزة أتعشا ف الجنينة
أومأ لها وقال بنبرة عشق سمعا وطاعه يا ملكة قلبي
قصي
عاد إليها ليجثو أمامها ع إحدي ركبتيه وأمسك بيدها وقال
نعم يا حياتي
عشان خاطري وحياتي عندك متأذيش خالي أو حد من أولاده دول مهما كان أهلي
سامحيني ياصبا دي الحاجه الوحيده الي مقدرش أوعدك بيها لأن عمرك ما هتحسي بڼار العڈاب الي جوايا
يدفع الممرضون ذلك التخت المعدني المتحرك متمدد فوقه يونس فاقدا للوعي
كارين تبكي بشده وهي تركض خلفهم ويلحق بها هيثم
أوقفها الطبيب وقال ممنوع الدخول يافندم دي غرفة عمليات
كارين بإصرار قالت لاء أنا
مش هسيبو بليز يادكتور
هيثم وهو يمسك بيدها ويهدأها قال كارين الدكتور عنده حق مينفعش إحنا هنستناه هنا لغاية ما يخرج بالسلامه ونتطمن عليه
هيثم وهو يربت ع كتفها مواسيا لها قال أهدي ياكارين وأدعيلو والحمدلله إحنا وصلناله تخيلي لو مكنتيش كلمتيه وسمعتي الي حصله !!
أتي ف ذهنها كل شئ مكروه ممكن إنه كان يحدث له وتتذكر كلمات قصي التي جعلتها وقفت شارده ف الفراغ و بدون أن تتفوه ذهبت لينادي عليها هيثم
كارين كارين إستني يابنتي رايحه فين !!!!
كانت تركض وتدفع كل من يعارض طريقها حتي خرجت من المشفي وأشارت إلي سيارة أجرة فتوقفت لها لتدلف بالداخل وأخبرت السائق بالعنوان
بداخل السيارة
أنا من رأيي نخليها زيارة عاديه و أي حاجة نأجلها بعدين قالتها جيهان
ألتف لها عزيز الذي يجلس بجوارها ف المقعد الخلفي وقال
أنا عارف بعمل أي كويس ولازم إبنك يعتذر للبنت
قال آدم الذي يقود السيارة والله يا بابا أعتذرتلها وهي مقبلتش اعملها أي بقي
عزيز عندها حق الكلام الي قولتهولها مش سهل إنها تنساه أو تسامحك عليه وربنا يستر وميكونش عمك سالم عرف حاجه هيبقي شكلك وحش
آدم بابا متخلنيش أندم إني جيت معاكو قالها بصوت مرتفع
صاح عزيز پغضب وأنت كنت تقدر تقولي لاء !!! أنا لولا بس رايحين الزيارة كان هيبقي ليا معاك تصرف تاني
جيهان ف محاولة تهديئ الأجواء
خلاص بقي أهدوا وأنت يا آدم مفيهاش حاجه لما تكرر إعتذارك
ليها هي عايزه يكون الآسف من جواك مش مجرد إن باباك طلب منك كده
آدم حاضر يا ماما بس عارفين لو أحرجتني أدامكو هامشي ومش هعتب بيتهم ده تاني
كاد عزيز يتفوه فسبقته جيهان وقالت متقلقش هتقبل إعتذارك ثم قالت بداخل عقلها لأن الي بيحب بيسامح وياريت تحس بقلبها الي قسيت عليه
في شقة الشيخ سالم
طه ياطه تنادي بها خديجة
فلم يجيب عليها فذهبت لتراه فطرقت ع باب غرفته فقال
نعم
دلفت إلي غرفته وقالت بنادي عليك مبتردش
طه وهو يدثر نفسه بالغظاء قال عندك كل الي طلبتيه ف المطبخ
خديجه طيب مش هتقوم تغير هدومك عشان هم زمانهم ع وصول وأنت هتقابلهم
قال طه بضييق هم جايين يطمنو ع بابا مش عليا
جلست بجواره وقالت أنت لسه متضايق أنساها يا طه خلاص هي مش نصيبك ويمكن ربنا يرزقك بالي تعوضك عنها وتحبك ف الحلال
كلماتها جعلته أنتفض كلما يتذكر ما أقترفه مع سماح وأنه عليه أن يتزوجها بأسرع وقت ممكن
خديجة ممكن تخرجي برة وتسيبيني لوحدي ومتقلقيش لما يجو هطلع هقعد معاهم خلاص !!
تركته بهدوء لتذهب ترتدي حجابها الأخضر الزمردي وثوب باللون الرمال الذهبيه دلفت إلي غرفة والدها لتعطيه الدواء
رن جرس الباب فنهض طه وأعتدل من مظهره وذهب ليفتح الباب
السلام عليكم قالها عزيز
رد طه السلام
جيهان أزيك يا طه
طه الحمدلله أهلا يا جيهان هانم
فدلف آدم خلفهما يحمل باقة أزهار وعلبة قالب حلوي
آدم مساء الخير
طه ليه التعب ده طيب
آدم دي حاجه بسيطه
عزيز سالم صاحي ولا نايم
طه لاء صاحي هاروح له و
أشار له عزيز وقال لاء يابني خليه مرتاح إحنا هنقعد معاه جوه بس ناديلي خديجة الأول
رمقهم طه بتعجب فقال حاضر ياعمي هادخل أنادي لها
تجلس ع طرف تختها تشعر بالتوتر منذ أن سمعت صوته بالخارج دق طه الباب وقال
خديجة عمي عزيز عايزك بره
أزدادت خفقات قلبها فأجابت
حاضر
نهضت وهي تأخذ نفسا عميقا وتزفره بهدوء ألقت نظره ع مظهرها ف المرآه كعادة كل البنات
خرجت إليهم لتصافح عمها أولا
عزيز أهلا أهلا بالقمر
خديجة بخجل قالت ميرسي ياعمي
جيهان أنا بقي زعلانه منك كده تمشي من غير ماتقوليلي
تصنعت شبه إبتسامه وقالت وأنا ميهونش عليا زعلك ياطنط جيجي قالتها وعانقتها بحب
وكانت جيهان تنظر لآدم باللوم وعتاب
تنحنح آدم وقال احم أزيك ياخديجة
لم تنظر إليه وقالت الحمدلله واقفين ليه أتفضلو قعدوا
حقك عليا أنا آسف وأخفض صوته ف الكلمة الأخيره وكأنها تخرج من روحه وليست شفاه
رمقته للحظات فقال عزيز
وحقك عليا أنا كمان يابنتي
خديجة بخجل حقك ع راسي ياعمي أنا مش زعلانه
جيهان أنا عارفه ابني وقت غضبه بيبقي زي الحداد الي بيقرب منه بينكوي بناره بس هو طيب وحس بغلطه و أتمني تكوني سامحتيه
أبتسمت خديجة وقالت متقلقيش ياطنط أنا مسمحاه إذا كان نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام كان بيسامح من أساء إليه من الكفار
قهقه عزيز ثم قال لآدم الذي إبتسم وبداخله ود لو يدفس الورود بفمها
اهي شبهتك بأبو لهب الله يحظك ياخديجه
فقال آدم بداخل عقله أنا تشبهيني بالكفار !! إما وريتك عذابهم ع حق مبقاش أنا آدم البحيري أعطي لها باقة الأزهار فأخذتها وقالت شكرا
ذهب جميعهم
إلي سالم وف الخلف خديجة وطه الذي همس لها
هي اي الحكايه ورد وإعتذارهو عملك حاجه
خديجة بهمس قالت هبقي احكيلك بعدين
جلسوا مع سالم يتسامرون ويتبادلون الضحكات بينما خديجة ذهبت إلي المطبخ لتحضر الفواكه والعصائر وتضع الحلوي بالأطباق قدمت كل هذا و ف طريقها وهي تحمل صينية العصير سمعت عزيز وهو يقول
وبمناسبة رجوعك لبيتك بالسلامة زيادة الفرح فرحين ومن غير مقدمات إحنا بنطلب منك إيد خديجة لآدم ابني ع سنة الله ورسوله
سالم والسعادة ف كلماته جليه
دي بنتك ياعزيز وآدم ابني ومن غير ماتسألني طبعا عمري ما هتمني زوج صالح ليها أحسن من آدم
رمق آدم والدته پصدمه من والده الذي وضعه أمام الأمر الواقع وجيهان تنظر لإبنها وكأنها ترجوه بأن يتماسك وألا يتهور بقول أو فعل أحمق
عزيز يبقي كده فاضل نعرف رأي العروسه
ولحظة دخولها وضعت الصينية أمامهم بإيدي مرتجفة فأردف عزيز أي رأيك ياعروستنا
أبتلعت غصتها ونظرت إليهم لتجد آدم ينظر إلي الأرض وساقه تهتز پغضب فقالت
مش موافقه
تصبحي ع خير ياصبا روحي وقلبي
غادر الغرفة ليهبط الدرج ويذهب إلي غرفة مكتبه ليتابع بعض أعماله لاسيما تلك الصفقات التي سيطيح بها بأسم آل البحيري فهل سيتمكن من ذلك
بالخارج أمام بوابة القصر ترجلت من سيارة الأجرة فتح الحارس
لها البوابة وقال
أهلا وسهلا يا كارين هانم
تابعت سيرها للداخل ولم تجيب حتي دخلت إلي القصر ومن ثم إتجهت إلي مكتبه عندما رأت إضاءته من أسفل الباب
دفعت الباب بقوة وأصوات أنفاسها المرتفعه ومظهرها كمن فقدت عقلها
ياريت تكوني اتعلمتي الدرس وعقلتي قالها قصي ببرود أثار ڠضبها أكثر
أقتربت منه ليقف أمامها فصاحت ف وجهه وقالت
أنا لحد قبل الي عملته ف يونس كنت بعتبرك أخويا لكن بعد الي عملتو فيه أنت لا أخويا ولا أعرفك ومن النهارده أنسي إن ليك أخت
قهقه بإستفزازيه وقال أنا جيتلك لحد عندك وحذرتك وأنتي أتحددتني فمتلوميش غير نفسك أحتدت عينيه وأستطرد حديثه أحمدي ربنا إن لسه فيه الروح
لم تشعر بيدها سوي وهي تهوي ع وجهه بصڤعة قويه
١٦
يدلف إلي المطبخ باحثا عن أي شئ يأكله فلم يجد سوي باقية أطعمة تنبعث منها رائحة حمضية فتأفف ثم قال بضيق
وبعدين ف السفيرة عزيزه الي نايمالي لحد الضهر دي
ذهب ودخل إلي الغرفة ليجدها مازالت نائمة فلكزها بغلظة وقال
أومي يا حلوه كل ده نوم
أستيقظت بفزع وهي تشعر بوخز ف زراعها من أنامله التي كادت تخترق بشرتها الناعمه
أي التخلف ده فيه حد يصحي حد نايم كده !!! صاحت بها رحمه
جز ع أسنانه وقال مين الي متخلف يابنت ال
نهضت وهي تقف ع الفراش بركبتيها وصاحت بتحدي أهو أنت الي ابن ومتشتمنيش بأبويا الله يرحمه تاني
وفي منزل عديلة بالأسفل
فاتن تقف أمام المرآه تقوم بفرد شعرها بمكواة الشعر ليأتي من خلفها شقيقها الأوسط ويصفعها ع مؤخرة رأسها
ماتلم نفسك يا علاء وقسما بالله لو ضړبتني بالقفا تاني لهقول لأمك ع الفيديوهات إياها الي لقيتها ع موبايلك صاحت بها فاتن
فاتن يعني عجبك إبنك الي بيعملو ده !!!
أشارت إليهم عديله بالصمت
متابعة القراءة