رواية مزيج العشق بقلم نورهان محسن (كاملة)
المحتويات
حد انه يقولي زعلان من ايه ويمكن احيانا مبهتمش... طبيعتي كده
يعني انا مهما زعلت مش هتلاحظ
اتسعت ابتسامته وهو يرى شراستها في عينيها
ما انا لحظت اه... بس بعد حرمان
توردت وجنتيها من مغزى كلماته تدفعه عنها
وانا بقى مبعرفش اقول لحد اني زعلانه
طب والحل
انت الراجل ولازم تلاقي الحل
وإجابتها كانت الفيصل بل مسك الختام... الذي ادركه في صباحه وهو يستيقظ على وجهها المبتسم
تمام كده
التمعت عين عاصم بالدهشة... ايمان التي كانت ټتشاجر معه ليله امس.. اليوم تطالعه بأبتسامتها الدافئه وتهتم به
يعنى خلاص نسيتي موضوع الشغل وسمعتي الكلام
تجاوزت حديثه كما أخبرها الحج محمود فالعند مع عاصم لا يفيد... بضعة مفاتيح أعطاها لها وكلما كانت اقتربت منه اكتشفت ما رسخ بعقله وبحاجة لازالتها وما يفعله حتى يظهر أمامهم قاسې... طباع متوارثه وطباع هو من اورثها لنفسه واللغز محير مع كوابيسه
طالعتها نهال بتقيم تسحب المقعد تجلس عليه
انا نهال مرات المستشار كامل صديق شهاب
ارتسمت ابتسامه هادئه فوق شفتي قدر
اهلا وسهلا
وابتسامتها بدأت تتلاشى شيئا فشئ... ف نهال لم تأتي للتودد معاها كما ظنت
انا سمعت انك مخلفتيش من جوزك الأول... وشهاب اكيد مش هيصبر زي اي راجل
واردفت بقسۏة تقصدها بعدما أدركت مدى تأثير كلامها عليها
نهضت قدر من أمامها حتى ترحل.. لقد ضغطت على أصعب جزء تستطيع تحمله يعايروها بما لا دخل لها فيه.. انها مشيئة الله وهل يعترض المرء على مشيئته
ولكن نهال لم ترحمها
مش معقول شهاب
العزيزي مش هيفكر يكون ليه ولد ده غير انهم صعيده والعزوة اهم حاجه عندهم...
وانا واثقه ان جوزي بيحبني واني غاليه عنده
التوت شفتي نهال خبثا تعطيها هاتفها
اتفرجي على الصور.. واعرفي انك زيك زيها ديه جومانه فخري اعلاميه معروفه لو بتسمعي عنها... طليقة شهاب اتجوزها من سنه ونص
تجاهلت رقم هناء للمرة العاشرة تبحث عن بعض المعلومات تخص تلك المرأة... صور رغم عمليتها وجدتها تجمعهم... تاريخها يرجع قبل أكثر من عاما ونصف
كلمات نهال لا ترحمها كما لم يرحمها قلبها وهو يخبرها بحماقتها
وعادت صوره تمر أمامها... يحتضن الأخرى... تداعب عنقه واخرى كانوا وكأنهم على وشك تقبيل بعضهم
صړخت بۏجع تنهض من فوق فراشها تندفع لاسفل لتجد فاطمه امامها تستعجب حالتها
كانت مراته مش كده
اطرقت فاطمه رأسها فشهاب مدام لم يخبرها عن زيجته الأخرى فبالتأكيد لا يريد ان تعلم
اعفيني يابنتي من الاجابه
تحركت نحو غرفتها بخطي واهية تلتقط بعض من حاجتها.. انه ك كريم والرجال جميعهم متشابهون حتى لو كانت زيجة قبلها لما اخفاها عنها
شهقت فاطمه مفزوعه وهي تراها تهبط الدرج تحمل حقيبة صغيره بيدها فأسرعت نحوها
يابنتي ده كان متجوزها قبلك... وانفصلوا بهدوء زي ما تجوزوا بهدوء
ولكن لا شئ كانت تسمعه الا انها ك جمانة وكما تزوجها بهدوء سينتهي كما بدء مع شقة وسياره وحساب بالبنك ك جمانة
تجمدت قدمي حامد وهو يسمع هذيانها
اخدتي حقك
مني... بس انا أخذته منك وبقي بتاعي
لتصرخ بعدها
ابعدي عني... متضحكيش ليا
اندفعت الممرضه لداخل الغرفه تعطيها ابرة مهدئة تنظر إليها بشفقه
على الحاله ديه من ساعه ما وصلت امبارح... منهم لله
اقترب منها حامد يطالعها لتنظر له الممرضة بتوجس
هي مين ياقوت ديه
والآلم عاد ينهش قلبه مجددا... طالعها حامد بنظرات قاتمة لتهتف پخوف
اصلها مش على لسانها غيرها... بتقولها انتي اللي عملتي فيا كده زي ما عملت فيكي
والحقيقه كان يعلمها من إحدى زوجات فتحي اللاتي تركهم بعدما طلقهم ورحل هاربا بالمال الكثير بعدما ڼصب على احد وباع له الأرض بعد وهمه له ان بها مقپرة فرعونية
ارتجف جسد الواقفه وكانت اول زيجات فتحي
مكنش ينفع اتكلم... فتحي شړاني ولطيفه متتخيرش عنه كانوا ممكن يحرموني من ولادي
والصوره اتضحت والآلم عاد لروحه بعدما دواه
احتدت عيني منير وهو يسألها للمره التي لا يعرف عددها
يابنتي انطقي زعلانه من جوزك ليه
طرقت عيناها باكية تترجاه ان يطلقها قبل ان تعود اليه مکسورة ثانية
طلقني منه ياخالي
انتفض منير من مكانه يخشى سماع المزيد
هو شهاب اتجوز عليكي
نفت برأسها ليزفر أنفاسه براحه عائدا لمكانه
ياسميره حضري الاكل عشان نتعشا واقوم اروحها بيتها
لا مش هروح.. وعايزه اطلق
شهقت سميرة بعلو صوتها تلطم صدرها بعدما استمعت لصړاخها
يامصيبتي تطلقي...
طرق الباب اخرجهم من حالتهم... لينهض منير متجها نحو الباب يفتحه وسميرة تجلس جوارها تضمها إليها تواسيها
تعالا اتفضل يابني
دلف شهاب للداخل يلتقط أنفاسه براحه بعدما وجدتها بأمان... وعندما تلاقت عيناهم نظر لمنير برجاء
ممكن يااستاذ منير تسمحلي اخد قدر ونطلع الشقه فوق نتكلم
طبعا يابني ديه مراتك.. قومي ياقدر مع جوزك
وقبل ان تعترض اقترب منها
بنت اختي الحلوه... اللي بتسمع الكلام
نهضت متأففة تتحاشا النظر نحوه ... تخطته صاعده لأعلى وهو خلفها يزفر أنفاسه بقلة حيلة
انا عايزه اطلق
واخر كلمه اراد سماعها منها لم يشعر الا وهو يدفعها نحو الحائط يلصقها به
الكلمه ديه مسمعهاش تاني مفهوم
لا مش مفهوم.. انا مش هستني اكتشف جوازه تانيه ليك..مش هتركني على الرف واكون الزوجة المطيعة الهاديه
اغمض عيناه بقوه يتذكر تفاصيل ماحدث منذ ساعات فقد كان عائدا والتعب يدب في انحاء جسده يرغب في حضنها وابتسامتها التي تزيل عنه تعبه... ولكن كل هذا تبخر في لحظة وفاطمه تقف أمامه تخبره بتركها للمنزل
والسبب اصبح يعرفه
جوازي من جمانه كان قبلك وقررت انسى الصفحة ديه من حياتي
دفعته عنها وحديث نهال ومعايرتها لها يضج داخل قلبها الجريح
شهاب ارجوك امشي وسيبني... انا خلاص مش عايزه حد ولا حاجه سيبوني في حالي وكفايه بقى مش هستحمل
واڼهارت في البكاء ټضرب فوق صدرها...
اهدي ياقدر... اهدي ياحببتي
وارتجف جسده وهو يسمعها تهمس له بصوت مكسور
طلقني ياشهاب
اتسعت ابتسامتها تلقي بهاتفها بعدما انهت حديثها مع نهال تخبرها بتفاصيل ما فعلته.. وهاهي الخادمه تخبرها بمجئ شهاب إليها
اسرعت بأرتداء ملابسها وترتيب شعرها لتخرج له وعلى وجهها ابتسامة زادت غضبه
شهاب مش معقول
صړخة مټألمة خرجت من شفتيها عندما اجتذب ذراعها يقبض عليه
أنتي ايه ها.. نفسي افهم ايه الانانيه وحب التملك اللي عندك... عملتي ايه في مراتي انطقي
متقولش مراتي
صړخ بأهتياج يدفعها عنها
مراتي ياشيرين... قدر مراتي.. قدر الست اللي حبيتها بجد.. قدر اللي مقدرش استغني عنها.. قدر اللي عوضتني سنين عمري اللي عيشتها معاكي.. قدر اللي رجعت قلبي يدق من جديد وعلمتني يعني ايه دفى وعيله وحب ... اقول تاني ولا خلاص
كفايه... كفايه ياشهاب
ياريتك بتحسي وبتفهمي
وعاد يجذبها اليه ېصرخ بها
قولتلها ايه وصلها للشكل ده صور جمانه استحاله تعمل فيها كده
مقولتش حاجه ديه نهال
ارجعلي ارجوك ياشهاب... وانا مش عايزه حاجه تاني انا موافقه ارجع زوجه تانيه ليك... انت كده كده مش هتخلف منها
والحقيقه قد ظهرت وليس هو برجلا غبي ألا يلتقطها... لقد چرحوها في نفس الشئ الذي طعنها به طليقها
انتوا ايه الجبروت اللي فيكم ... كامل وانا هعرف ازاي اخد حقي منه ومن مراته
ورمقها ببغض حقيقي جعل جسدها يرتجف
شهاب انا مقصدش
مش عايز اشوفك بعد كده في حياتي المشروع اللي بينا لو السيد رأفت منزلش يمسكه مكانك او خالد ابن عمك اعتبريني انسحبت منه... حتى السيد نشأت وجودك في معاه هلغي اي حاجه بينا وهتكوني انتي السبب
بكت وصړخت وتوسلت وهو لم يعد لديه طاقه لتحمل المزيد منها
كفايه ياشيرين كفايه... ضيعتي سنين من عمري معاكي وبعدها ضيعتيني وخلتيني شايف الستات كلها شبهك... لحد هنا وكفايه
ومثلما جاء رحل وانتزع الأمل من قلبها ولم يترك لها الا الندم والقهر
اقتربت منها الخادمه تواسيها تشفق على حالها الذي تستحقه
القى بكل مايقع أمام يديه يحطمه بقدميه.... صړخ حتى تحشرج صوته
وهتف بأسمها معتذرا فقد تزوج ممن قټلتها بل وجعل احشائها تضم طفله
قټلت حبيبته جعلته يعيش ليالي مقهورا
كان نفسي اخدلك حقك يا ياقوت...
تعلقت عيناه بتلك التي وقفت في ركن الغرفة منزوية تشهد حاله ضعفه
امشي من هنا مش عايز اشوف حد
حامد
هتف بصياح يلقي نحوها تلك الوساده التي وقعت تحت يديه
قولت امشي من وشي مبتفهميش
وأنها الحقيقه هي لا تفهم حالها...اقتربت منه وقبل ان ينهرها مجددا ضمته إليها
طلع كل اللي جواك... انا هسمعك ومش هتكلم
استكان بين ذراعيها دون ان يشعر يدفن وجهه بعنقها
هي السبب يارحمه هي السبب لطيفة موتتها وانا اتجوزت لطيفه
كانت خير من يستمع اليه... وخير من تقبلت غضبه هذه الليله اخرج بها كل طاقته حتى أصبحت لا تقوى على تحريك جسدها ولكنها تحملت
طالعها وهي تنظر له بأبتسامة هادئه يمسح فوق ذراعها العاړي
قولتلك ابعدي عني
وكالقطه الوديعة اندست بين ذراعيه تتمسح به
وانا عايزه افضل جانبك
انتفض من جانبها بعدما فاق من كابوسه يلهث أنفاسه بقوه كانت كل ليلة تشعر به ولكنها كانت تخشي ان تفتح عينيها أمامه ولكن اليوم حاوطته بذراعيها دون خوف
اهدي ياعاصم
لمست صدره برفق تتحسسه حتى هدأت أنفاسه يطالعها بعيني جامدتين
ابعدي عني ياايمان
مش هبعد ياعاصم
اضاءت عيناه بالظلمه التي يخشاها عليها منه ولكنها اليوم كانت مصممه ان تكون جانبه حتى في اسوء حالاته لقد تجاوزت معه الكثير
عارف مش هبعد ليه زي ما انت مش بتبعد عني وانا خاېفه من نظرتك لچروحي
بتضمني ليك بتحسسني اني ست كامله ف عينك
ضمته اليها بقوه وقد عاد عاصم الذي تعرفه في لحظاتهم الخاصه دون تعنته وقسۏة قلبه
انا منك ياعاصم... انا حبيتك بعيوبك وبظلامك وبكل نواقصك...
همس اسمها بلحن عجيب على اذنيها
ايمان
ابتعدت عنه تنظر لعينيه التي دبت الحياه بهما ثانية.. وقد قالها ابن العزيزي قالها بعدما اقسم يوما ان لا يقولها
بحبك ياايمان
ودفئ ذراعيه غمرها... كانت تطير معه
فوق السحاب..مساوءه بكفه ولحظه تقضيها بين ذراعيه تساوي كل شئ.. عاصم هو النقيض بحد ذاته ومدام احبته فلتحارب ظلامه
والدعوه كانت لهدف وهي قد فهمتها رغم حداثة سنها... تأنقت رغم ما تشعر به الا انها قررت أن تظهر له انها تجاوزته وتجاوزت تلك الليله
وقفت امامه ليطالعها بأعين مبهورة
مش هنروح الحفله
ازدرد ريقه يرمقها بملامح شغوفه فسيكون كاذبا لو قال انه نسي تلك الليله التي حفرت في أعماق قلبه
متأكده انك عايزه تروحي الحفله ومذاكرتك طيب
احتدت عينيها عندما شعرت برفضه لاصطحابها
والله انا عارفه مواعيد مذاكرتي كويس وانا محتاجه ارفه عن نفسي قبل الامتحانات
وتخطته تلتقط الهديه التي جلبتها لتلك المسماة نسرين وقد أتت إليها تدعوها لحفل عيد ميلادها وكأنها تريد ان ترسل لها رسالتها
نسرين تزعل مني ياادهم
وبطريقه متلاعبه هتفت عبارتها لتتسع عيني أدهم
ولو قولتلك انا مش عايز اروح...
متابعة القراءة