رواية مزيج العشق بقلم نورهان محسن (كاملة)

موقع أيام نيوز


فوق كفه بقوة حتى لا يصفعها
يا صبحي... انت يازفت ياصبحي
ولكن تجمدت ملامحه وهو يسمع صياح لطيفه مع صبحي الذي دفعته لتدلف لداخل المنزل تلطم صدرها
بقى لحقت تخوني ياحامد
اندفعت رحمه للأمام حانقه مما سمعته علي لسان تلك المرأة
يخونك ايه ياست انتي... انا هنا 
مراتي
اتسعت عيني رحمه كما اتسعت عيني لطيفه لتلتف رحمه نحوه ببطئ وبملامح غاضبه

انت...
ولم تكد تكمل حديثها الا ووجدت دفعة قويه حطت فوق ظهرها ورأسها وبعدها لم ترى الا الظلام
فتحت عينيها تآن من الآلم تنظر حولها متسعة العين منتفضة من فوق الفراش... دلوف تلك المرأة التي لم تراها من قبل افزعها لتتسأل وهي تبحث عن نظارتها
أنتي مين... وايه اللي حصلي
طالعتها السيدة رسميه بنظرات مشفقه
اسمعيني يابنتي... انتي شكلك بنت ناس وطيبه
حدقت بها رحمه بتوجس فخفقات قلبها تنبئها بشئ قد حدث
البلد كلها بقت عارفه انك مرات حامد العزيزي....
مرات مين... انا مش مرات حد
وآنت من الآلم تمسد فوق جبينها واخيرا وقعت عيناها على نظارتها تلتقطها مغادره الغرفه تصرخ بهياج
فين شنطتي عايزه امشي من هنا
احتدت
نظرات حامد وهو يخرج إليها من غرفة المجلس يتبعه الشيخ إمام زوج ابنة عم والدها رحمه الله... الصدمه الجمتها ولكن سريعا ما ركضت اليه تخبره بلهفة
كويس انك جيت ياشيخ... خدني من هنا... الناس ديه مجانين شكلهم
ضاقت نظرات حامد وتجهمت تعابير ملامحه ولكن احترامه للشيخ إمام جعله يتحلى بالصبر متمتما بحنق
هسيبك تفهمها كل حاجه ياشيخ
دارت عيناها بينهم وقد شحب وجهها وهي ترى نظرات الشيخ إمام نحوها ولم تكن الا نظرات آسف
هتفهمني ايه ياشيخ إمام
انت بتقول ايه ياشيخ... اتجوز مين
اقتضبت ملامح الشيخ إمام وهو يراها تنتفض كالملسوعه من أمامه
اسمعيني يارحمه يابنتي... البلد كلها بقت عارفه انك مراته...
مراته ازاي ياناس... ده انا اول مره اجي هنا واشوفه... هو السبب منه لله
تنهد الشيخ إمام بقلة حيله يضرب كفوفه ببعضهم
انا راجل كبير يابنتي ومش حمل اللي بيحصل وهيحصل... حامد العزيزي محدش بيقدر يقف قدامه ومش هيسيبك يابنتي
واردف متحسرا عليها
الموضوع خلاص مراته نشرته في البلد كلها... وانتي يابنتي كنتي جايه تعيشي هنا وتشتغلي... هترضي لنفسك الڤضيحه
اغمضت عيناها پقهر.. لقد تركت بلدتها لزوجة أخيها ورحلت حتى لا تكون العائق الذي تحمل عليه مشاكلهم.. تركت لهم منزل والدها لتغترب في بلدا اخري وهاهو يومها الأول ڤضيحه لن تنسى وكيف ستنسي انه وصمها بأسمه كڈبا
وانت ياشيخ إمام هترضالي الظلم... وانت عارف انا كنت هنا ليه
هز الشيخ إمام رأسه لا يعرف ماعساه ان يفعله يطرق عيناه نحو عصاه
مين عالم يابنتي يمكن جيتي هنا عشان ده قدرك ونصيبك
صاحت پقهر قد فاض بها
قدر ونصيب ايه... ده واحد بينتقم من مراته يدخلني بينهم ليه... انا هبلغ عنه البوليس
وعند تلك العباره صدحت ضحكات حامد وهو يدلف الغرفه بعدما ضجر من انتظارهم
بلغ العروسه ياشيخ انها مش هتخرج من هنا... وبكره كتب الكتاب... وابقى فهمها انا مين كويس
ورحل بروعنته كما دخل تحت نظراتها المفترسة ونظرات الشيخ المشفقه
رغم كل المشاعر السلبيه التي عادت بها الا انها عندما رأت الحج محمود ابتسمت مرحبة به
عامله ايه يابنتي
الحمدلله ياحج..نورتنا حقيقي
اتسعت ابتسامه الحج محمود وهو ينظر لملامحها السمحه
تزداد راحته بأن شقيقه احسن الاختيار... مر الوقت بين الحديث الذي دام عن عمر ولبنى وعن شهاب واشغاله الي ان جاء شهاب سعيدا بوجود شقيقه
مش كنت تديني خبر ياحج
احتضنه الحج محمود رابت فوق كتفيه
مراتك عملت الواجب واكتر
تعلقت عيني شهاب بها يرمقها بنظرات ممتنه.. انسحبت من بينهم تاركة لهم بعض المساحه
وبعد وقت كان الغداء يضع وادهم قد تجمع معهم... كانت جلسة عائلية دافئه والحج محمود كان رجلا طيب القلب
صعدت لغرفتها بأرهاق لا ترى أمامها شيئا من شدة إرهاقها
فركت عنقها بتشنج تتثاوب ورغم ان الساعه لم تتخطى التاسعه الا انها شعرت بحاجتها للنوم
التقطت منامتها متجها نحو المرحاض تحلم بحمام دافئ يرخي عضلات جسدها وقد نست وجود المجلة الملقاه بجانب مذكرات اللغه الخاصه بالمعهد الذي تدرس فيه.
دلف لغرفتها يبحث عنها ولكن عيناه تعلقت بالمجلة التي عرفها علي الفور
لم تنتبه لوجوده بالغرفه بعدما غادرت المرحاض ولكن رائحة عطره نبهتها لتتعلق عيناها به كما تعلقت بما يمسكه لم يسأل كيف وقعت بين يديها فكما التقطها وضعها بمكانها تحت نظراتها
مش متعود ابرر حاجه لحد ويمكن لأول مره هكون بعملها.. بس خليكي واثقه اني في اللحظه اللي كنت قاعد فيها مع شيرين بنتكلم ف الصفقة الجديده عقلي كان معاكي انتي
انا لا بخون ولا بلعب بالمشاعر ... ولما بعوز اعمل حاجه بعملها في النور مش الضلمه
وانا هتفضل حياتي كده... هفضل اشوف اخباركم واسكت
اتسعت ابتسامته وهو يرى حنقها الظاهر فوق صفحات وجهها
شهاب العزيزي كله معاكي انتي.. ده مجرد كلام صحافة بيتقال وهيفضل يتقال لحد ميزهقوا وميلقوش في امل
تلاعبه لم يكن يزيدها الا غباء فلم تعد تعرف على اي شاكلة يكون... اغمضت عيناها تزفر أنفاسها بقلة حيله
عقلي مش قادر يفهمك
صدحت ضحكته يشعر وكأنه أمام طفله صغيره
لدرجادي انا صعب أتفهم
رجفة قويه احتلت جسدها وهي تشعر بيديه تطوق خصرها
الإعجاب بيكبر ياقدر... استغلي كل ده ليكي
وفي ثواني كان
يحررها يخرج من الغرفه...وقفت تطالع الباب المغلق تلتقط أنفاسها من أثر كلماته
حدقت به بنظرات هائمة تمسك قلمها تتلعب به...كل شئ كان يسحرها به.. ابتسامته اليوم كان بها شيئا مخلتفا
اصابها الفضول وهي ترى ابتسامته تزين ثغره كلما امسك بهاتفه يطالع الرساله التي تصله
نهضت من فوق المقعد الذي تجلس عليه واغلقت كتبها بأرهاق واتجهت اليه متحمسه تجلس جواره وتتعلق عيناها بهاتفه
هو انت بتكلم مين ياادهم
اغلق هاتفه يرمقها بأبتسامة متسعه
بقيتي فضوليه الفتره ديه... وبقينا نهمل المذاكره
أدار حديثهم بطريقته المعتاده ولم تعقب هي... فكل ما تريده هو الحديث معه واحساسها بتلك المشاعر التي أصبحت تنبض بقوه كلما كان قريبا منها
ما انا خلصت مذاكره... وزهقت خلاص عايزه اتكلم مع أي حد
حدقها بنظرات حانيه يرفع كفوفه نحو وجهها يربت فوق وجنتيها
اسمها ايه البنت اللي قدر عرفتكم ببعض... هاتيها هنا تذاكر معاكي
التمعت عيناها بسعاده تتذكر صديقتها الجديده
اسمها حنين...قولتلها تجيلي بس مامتها قالتلها مينفعش لما عرفت اني...
وعضت شفتيها لا تعرف كيف تخبره بتلك الكلمه التي تربطهما كمجرد عقد ليس إلا
انك ايه ياعهد
اطرقت رأسها نحو كفيها المضمومين
اني متجوزه... وممكن تضايق
ضحك بتلذذ على ملامح وجهها التي توردت والمجهود الذي اتخذته حتى تنطق تلك الكلمه ليمسح فوق وجنتها اليمني
خلاص ياستي هشتركلك في النادي وابقى خديها وروحوا يوم الاجازه بس اهم حاجه مذاكرتك
لم تشعر بحالها وهي تندفع نحو حضنه تضم جسدها اليه بسعاده
انت حلو اوي ياادهم...
ورغم تلك الرجفة التي أصابت جسده من فعلتها الا انه لم يفسرها الا لما يريده عقله انه مجرد تعاطف لا أكثر...
اغمضت عيناها بحرج تشعر بخطواته داخل الغرفه.. وجود الحج محمود تلك الليله ارغمهما على

تواجدهم في غرفة واحده
حبست أنفاسها وعي تشعر بأنه أصبح يجاورها لتجفل منتفضه تجد ذراعه تمتد إليها يجذبها نحوه
نامي ياقدر لاني مرهق جدا
شعرت بأنتظام أنفاسه.. فأدارت جسدها نحو جهتها اليسرى تتأمله
رغبة قويه قادتها بأن تلمس تفاصيل وجهه ولكن قبل أن تصل يدها الي لحيته قبضت فوق كفها تخشي استيقاظه...وحدث ماخشت منه... فتح عيناه ومن دون كلمة أخذها بين احضانه يقبل قمة رأسها
صباحا كل مختلفا... استيقظ على وجودها جواره تتماطئ بكسل كعادتها قبل أن تستعيد نشاطها
صباح الخير
هتف بها شهاب وهو يتكئ على جانبه الأيسر يرمقها بأبتسامه ساحره
توردت وجنتاها تعدل من رقدتها تطالعه بخجل
صباح النور... انا هقوم اصلي وانزل احضر الفطار اكيد الحج محمود صحي
اردفت بعبارتها وهي تسحب جسدها من فوق الفراش ولكن قبضت يده فوق مرفقها كانت الأسرع
الحج محمود زمانه فطر من بدري وفاطمه عارفه مواعيد فطاره كويس
طب مقولتليش ليه كنت صحيت من بدري ونزلت
التمعت عيناه وهو يرى ارتباكها وتعلثمها... خجلها يروقه بل ويجعله يشعر انه الرجل الأول بحياتها ينسى معاها سلبية حياته مع شيرين... ينسى رفضه لمشاعر الحب.. جذبها اليه لتشهق رغما عنها تطالعه
شهاب
هو انتي بتصحي ديما حلوه كده
اسبلت جفنيها تحدق بكل ماحولها الا هو
حلوه ايه ده انا شعري منكوش
صدحت ضحكاته عاليا... تعلقت عيناها به بأفتنان ليلاحظ نظراتها تلك وكأنه كان ينتظرها... ولأول مره منذ سنوات كان يغادر غرفته في ساعه متأخره يهبط الدرج يسرع في خطواته ينظر لساعه يده ويتجه نحو مكان جلوس شقيقه
وقفت أمامه السيده فاطمه تحمل فنجان القهوة الفارغ تسأله
احضرلك قهوتك
لا يافاطمه هشربها في الشركه
انصرفت السيده فاطمه نحو المطبخ... لتتعلق عيني الحج محمود به بعبث
مش بعادتك ياشهاب تتأخر في النوم
ارتبك شهاب قليلا يتحاشا نظرات شقيقه
هتيجي معايا الشركه ياحج
اتسعت ابتسامه الحج محمود مقتربا منه
خلينا نشوف اشغالنا
وداخله كان يدعو لشقيقه
يارب تكون جوازه السعد ياخوي عليك واشوف ولادك
وقفت أمامه تتحاشا النظر اليه تمد يدها بالورقه التي كتبت فيها اسماء المبيدات والاسمده التي تحتاجها تلك الفتره
ياريت الحاجات ديه تكون موجوده على اخر الاسبوع
ظلت يدها معلقه بالهواء لفتره وكأنه يستمتع وهو يراها لا ترفع عيناها نحوه
لو سمحت مش هفضل مد ايدي كتير
طالت نظراته نحوها واخيرا حرك يده ليلتقط منها الورقه
شايفك رجعتي الشغل وكأن مافيش حاجه حصلت
تجمدت عيناها نحوه لتجده يطالع ما تحتويه الورقه غير شاغلا باله بنظراتها
يعجبني فيكي انك
مصممه تكملي...
واردف بتلكؤ قد زاد حنقها
بس ياريت نعرف مقامنا كويس
ورفع عيناه نحوها حتى يرى صدى كلماته... وقد امتعته تلك النظره المتقدة بالقوه
المقامات محفوظه ياعاصم بيه..
وانصرفت من أمامه تخبر نفسها انه لا يريد الا ان يراها هكذا حانقه غاضبه
ابتسامته اتسعت شيئا فشئ زافرا أنفاسه بسعاده انها تروقه بشده
تجمدت عيناها وهي تنظر للقلم الذي يعطيه إليها... رمقته بغل وهي تتمنى لو انقضت عليه تنهش جسده
امضي
توهجت عيناها ڠضبا تلتقط منه القلم تنظر لاسمه واسمها الذي سيقترن به
انتهى كل شئ وانصرف الشيخ إمام بعدما ودعها بنظراته الحزينه فلم ينصفها حتى شقيقها الذي حاولت أن تهاتفه وعندما نجحت في مهاتفته أخبرها بسعادته انه اخيرا سيرتاح من همها ويطمئن عليها فلم تعد صغيره ف عمرها تجاوز الثلاثون...
اقترب منها حامد يرمقها بنظرات متهكمة مغترة
كنتي فاكره لما تهربي نص الليل رجالتي مش هتعرف تجيبك
احتدت نظراتها فلم يعد لديها جهدا للحديث والصړاخ لقد نبح صوتها وتزوجته وانتهى الأمر منتصرا هو كما رغب
بصي يابنت الحلال عشان انا راجل مبيحبش ۏجع الدماغ... حظك الأسود وقعك معايا فتستحملي لحد ما اساوم اموري وارجع ارضى
فين اوضتي
ارتفع حاجبه الأيمن وهو يرى استسلامها
طلعتي عقله وبتفهمي اه..
ومد كفه نحو نظارتها يعدل لها وضعها
اوعدك هديكي قرشين حلوين
رمقته شزرا ليبتعد عنها يخفى ابتسامته يهتف بصوت حاد
رسميه... تعالي ورى الاستاذه اوضتها
اقتربت منها رسميه وقلبها يؤلمها عليها فهى تعلم بكل شئ ولكن ماعليها الا الصمت داعيه الله ان
 

تم نسخ الرابط