رواية مزيج العشق بقلم نورهان محسن (كاملة)

موقع أيام نيوز


على شكل قلب
و تاريخ الشراء محفور بأناقة على العلبة.
نظرت كارمن إليه پصدمة وعيناها تلمعان بسؤال قائلة بصوت هامس ادهم...
قاطع حديثها قائلا بتمهل وهو يميل نحوها ويسند بمرفقيه على الطاولة أمامها قبل ما تسألي عارف عايزة تقولي ايه.. انا اشتريت الخاتم قبل جوازنا باسبوع.. بس ماقدمتوش ليكي عشان كنت عارف دماغك الناشفه هترفضي تلبيسه..

اردف بصوت ماكر وهو يرفع حاجبيه فاكرة قولتي ايه لمامتك لما طلبت منك تقلعي دبلة عمر
حدقت فيه بدهشة فكيف عرف ذلك وتذكرت عندما عارضت والدتها علي عدم قدرتها على إزالة خاتم عمر من إصبعها لكنها استسلمت لكلماتها في النهاية بعد جدال طويل بأنها ستبدأ حياة جديدة باختيارها ويجب طي الماضي لمواصلة العيش.
ابتلعت كارمن لعابها قبل ان ترد عليه بتساءل وانت عرفت ازاي الكلام دا
أجاب أدهم بنفس الهدوء وابتسامة واثقة على شفتيه لأن انا خليت مامتك تكلمك في الموضوع وطبعا هي بلغتني بكل حرف انتي قولتيه فمحبتش نبدأ حياتنا بخناقة من اولها
استمر في المزاح حتى لا يحرجها أكثر كفاية القوانين اللي حطتيها من بعد ماسمعتي الوصية
خفضت كارمن بصرها محرجة من صدق كلماته ووقعت عيناها على الخاتم لقد أعجبت به حقا وأحبته كثيرا وشعرت بالحرج لأنها كانت قاسېة عليه وعلى نفسها منذ البداية فما الخطأ الذي ارتكبه في حقها ليتلقي كل هذا العناد والرفض منها
إغرورقت عيناها بالدموع لتزداد سحرا أخاذ هامسة بتردد ادهم انا اسفة
تحدث أدهم بصوته الرزين يتغلغله عشق جارف الذي ببساطة اخترق قلبها دون استئذان حبيبتي مش عايزك تعتذري لان كل تصرف اتصرفتيه كان رد فعل طبيعي للظروف اللي مرينا بيها
ابتسمت كارمن له بحبور وشعرت بارتياح شديد بسبب فهمه لها فما من شيء أكثر دفئا من كلمة أعرفك في موقف يتطلب تبريرا.
مد أدهم يده إلى العلبة وأخذ منها الخاتم ثم بسط يده إليها وقال بابتسامة عذبة تسمحيلي !!
مدت كارمن يدها اليسرى إليه وهي تشعر أن دقات قلبها تنبض پجنون على عكس أي وقت آخر ليمسكها بلطف ويضع بإصبعها البنصر خاتم الزواج الذي سيكون أول رابط حقيقي يجمعهما من الآن وإلى الأبد.
قبل أدهم يدها برقة دون أن تبتعد عيناه عن عينيها لينظر الي خدها الذي احمر خجلا لتصبح أجمل في عينيه.
قال أدهم بابتسامة ونبرة دافئة تحمل في طياتها مقدار الحب الذي يتجاوز الحدود في قبه بينما لا يزال يمسك يدها بيده دلوقتي الخاتم زاد جمالو لما لبستيه
تنحنحت كارمن برقة غافلة عما فعلته به بحركتها احنا مش هناكل الاكل هيبرد
بدأوا في تناول الطعام في جو يتسم بالدفء والعاطفة والمرح وتحدثوا عن العديد من الموضوعات واكتشفوا أشياء أخرى كثيرة مشتركة بينهم.
لقد استمتعت بالحديث معه كثيرا حيث اكتشفت العديد من جوانب شخصيته التي لم تكن تعلم بوجودها وتدريجيا نسيت توترها ودخلت في محادثات شيقة معه.
..... مش معقول ادهم بيه حضرتك هنا !!
انقطع حديثهم بسبب ذلك الصوت الأنثوي الرقيق.
نظرت كارمن إلى من حطمت سحر جلستهم الرومانسية.
أومأ أدهم برأسه ترحيبا بها وهو يبتسم ابتسامة ساحرة جعلت قلب كارمن يغلي من الغيرة الحاړقة رغما عنها فهي لا تريده ان يبتسم هكذا لغيرها ابدا ولكن صعب جدا أن تتحدث المرأة عن غيرتها على الحبيب ولو كانت دماؤها مترعة بتلك الغيرة ومشاعرها تحترق.
ادهم بهدوء ازيك يا رانيا
سبلت رانيا عينيها قائلة برقة بخير بشوفتك اكيد.. حلوة جدا الصدفة دي وبعتذر لو قطعت حديثكم
ادهم ببساطة مفيش مشكلة
أضاف موجها حديثه إلى كارمن بإبتسامة دي رانيا من عارضات الازياء المميزات في الشركة.. اقدملك كارمن
مراتي والمدير التنفيذي للشركة
مدت رانيا يدها لكارمن لتصافحها قائلة بابتسامة حلوة اهلا وسهلا بحضرتك يا مدام اتشرفت بيكي..
كارمن بإبتسامة رقيقة الشرف ليا.. فرصة سعيدة
رانيا ميرسي عن اذنكم معايا صحابي
ادهم بهمس عميق دافئ ايه اللي واخذ تفكيرك وانا معاكي
أمسك بيدها ووقفوا معا ورافقها إلى حلبة الرقص.
ادهم بغمزة براحتنا محدش له عندنا حاجة
رفعت كارمن وجهها إليه ونظرت عيناها الزرقاوتين إلى عينيه بحب يغطي كيانها بدون كلمات.
ف للعيون لغة صريحة خاصتا عندما تركز على وجه الحبيب وتترجم المشاعر له بخجل وتلقائية دون اللجوء إلى الكلمات.
كانت في عالم آخر لا ترى سوى عينيه تشعان بحب لم تكن تعلم أنها ستلتقي به يوما ما وتشعر أن كل شيء رائع معه وبه.
لتنتهي الأمسية بقضاء لحظات جميلة محاطة بالدفء والعاطفة وانجذاب واضح تجاه بعضهم البعض.
ابتسمت كارمن بسعادة وهي بين يده التي احتوتها وشعرت أنها في مأمن معه حقا.
نهاية الفصل الثلاثون
السهرة الرومانسية 
الفصل الحادي والثلاثون غرق لذيذ مزيج العشق
في قصر البارون
كانت نادين جالسة على الكنبة بإسترخاء وتبدو في حالة سكر شديد وأمامها زجاجة نبيذ وكوب في يدها اليسرى بانتظار وصولهم.
تحدثت نادين بلسان ثقيل وقامت من مكانها

وسارت نحوهما مترنحة في مشيتها انت اتأخرت ليه كدا يا حبيبي وسايبني لوحدي.. تؤ تؤ انا زعلانه منك اوي
قلب أدهم عينيه وهو يتنهد بملل من تكرار ذلك المشهد والسيناريو الذي سئم منه حقا.
على عكس حالة كارمن التي صدمت بشدة من الوقاحة التي تراها من نادين لم تكن تعلم أنها تشرب الكحول من الأساس.
ادهم بإزدراء انتي اټجننتي يا نادين ايه اللي انتي عاملة في نفسك دا 
نادين برقه متصنعه كنت عايزة اتكلم معاك شوية
يا بيبي
زفر أدهم ونظر إليها ليقول ببرود راغبا في إنهاء هذه الفقرة بسرعة ماشي
تمتمت بإبتسامة باهتة لا انا هطلع اشوف ملك
غادرت كارمن وتركتهم دون أن تسمع رده لتظهر علي شفتي نادين ابتسامة خبيثة.
صاح أدهم بحدة مبتعدا يدها عنه ورجع خطوة إلى الوراء انتي عايزة توصلي لإيه بالظبط من عمايلك دي يا نادين
رمشت نادين بتوتر من هجومه عليها كالمعتاد منه ثم صاحت به في عصبية جرا ايه يا ادهم بتزعقلي ليه.. مش كفاية خرجت مع الهانم وانا عمرك ماخرجتني معاك في اي سهرة
ادهم بإشمئزاز لاني ماليش في سهراتك رقص طول الليل وشرب واماكن ژبالة مش مناسبة لزوجة محترمة تكون فيها اساسا.. القرف اللي انتي عايشة فيه دا خلاص مش هقدر اتحملو كتير
صاحت نادين في سخط وعيونها حمراء من الشرب ما انت عارف اني كدا من الاول وماحاولتش تسيبني.. فجأة كدا دلوقتي مش قادر تستحمل..
اردفت پحقد اكيد عشان خاطر الهانم طبعا
نادين پخوف وضعف لا يا ادهم انا مقدرش ابعد عنك ماتسيبنيش خلاص مش هتكلم في حاجة.. بس من فضلك وصلني لجناحي مش هقدر اطلع لوحدي
عند كارمن
كارمن بدهشة معقولة يا ماما صاحية لحد دلوقتي
ابتسمت مريم بنعومة وقالت بحنان من امتي يا قلب ماما بعرف انام قبل ما اطمن عليكي.. هو صحيح ادهم معاكي ودا مطمني بس قلبي مايطوعنيش برده
بعد برهة تنهدت بحرارة وقالت بحزن ربنا يخليكي ليا يا ماما
سألت مريم بقلق وهي تمسح شعرها بلطف وقد شعرت أن شيئا ما يزعج ابنتها مالك يا حبيبتي حصل حاجة ضيقتك في الخروجة
خرجت 
عادت تتحدث بصوتها الطبيعي مردفه بإمتعاض ودلوقتي هي تحت وادهم معاها
لم تتفاجأ مريم بما تسمعه فقد أخبرتها ليلي عن تصرفات نادين الخرقاء لكن حدسها يقول إن هناك تطورا في مشاعر كارمن تجاه أدهم.
رفعت مريم حاجبيها قائلة بمكر بتغيري عليه منها صح
أومأت كارمن إليها وموجة من الضيق تجتاح مشاعرها من مجرد التفكير في أن يبقي أدهم مع نادين ولا يعود إليها.
مريم بصوت هادئ الغيرة اكبر دليل علي انك بتحبيه يا كارمن
ابتلعت كارمن غصه تشكلت في حلقها ثم أجابت بصدق وألم وامتلأت عيناها بالدموع ايوه يا ماما بحبه الاحساس للي بحسه معه غير احساسي مع عمر خالص.. لما بكون معه او بفكر فيه قلبي بحس ان دقاته مختلفة.. بتعجبني سيطرته في كل حاجة حتي لو مش علي هوايا بكون مبسوطة بتعليقاته علي ابسط تفاصيلي.. بس دلوقتي حاسة اني مضايقة اوي من الغيرة اللي مولعه في قلبي.. مش عايزة ابقي انانية هي كمان مراته.. بس معرفش ليه بعد كل لحظة حلوة بينا بتدخل نادين وتحطمها كدا
تحدثت مريم وهي تربت على يد كارمن بحنان هو لو بيحبك بجد هيعرف ازاي يراضيكي يا قلبي وانا متأكدة انه بيحبك
همست كارمن بدهشة من ثقة والدتها العالية في حديثها ولا تزال هي نفسها تشعر ببعض الشك حول مشاعر أدهم تجاهها وانتي عرفتي ازاي 
مريم بمنطقية تغييره من يوم جوازكم.. نظراته ليكي واهتمامه بيكي.. هو انا صغيرة يا بت ما انا حبيت قبل كدا واعرف اللي بيحب من نظرة عينه وانتي اكيد حاسة بكدا فبلاش تحطي حواجز بينكم
همست كارمن بصوت متعب انا لو حطيت حاجز او اتنين في مية حاجز بينا برده يا ماما
أنهت كلامها ثم نهضت وتوجهت إلى ابنتها وقبلتها بحنان وربت بلطف على
شعرها وهي نائمة.
مريم بتصميم بلاش تستسلمي بسرعه يا كارمن دا جوزك وانتي مش صغيرة دافعي عن حقك فيه.. بس بلاش تكوني انانية وتشتتيه بالغيرة بسبب ومن غير سبب اتعاملي بهدوء معه.. خليكي 
مريم بإبتسامة وانتي من اهله حبيبتي
عند ادهم
كالعادة الروتينية التي قد سئم منها.
في ذلك الوقت...
خرجت كارمن من غرفة والدتها بعد أن هدأت قليلا من كلمات والدتها السحرية وصعدت إلى الطابق العلوي وهي تفكر فيما إذا كان أدهم لا يزال مع تلك الشقراء أم لا.
مرت لحظات قليلة قبل أن يبتعد عنها قليلا ليعطي لها مجال للتنفس وهم يغلقون أعينهم ويلهثون بشدة بعد تلك العاصفة التي اقتلعت كل ذرة عقل بداخلهم.
زادت دقات قلبها من همسه الحنون الذي لامس شغاف قلبها ثم تمتمت بغنج أنثوي والله بأمارة ما فضلت معها وسيبتني
خجلت كارمن من تلميحاته التي تحمل الكثير من المعاني ولم تستطع مجاراته في الحديث.
عندما لاحظ خجلها ووضعهما غير الملائم لفعل اي شيء حاول تغيير مسار الحديث حتى لا يرتكب

شئ أكثر تهورا من ذلك اطمنتي علي ملك
أومأت إليه كارمن قائلة بخفوت ايوه الحمدلله هي نايمة
رمشت في ذهول عندما رأت الجناح مزينا بالورود الحمراء والشموع موضوعة على الأرفف والنوافذ لإضفاء جو عاطفي ساحر وهادئ في المكان مع موسيقى رومانسية هادئة.
نسيت ما كان يزعجها منذ قليل وكل ما كانت تفكر فيه سلبيا وشعرت كأنها تدخل هذا الجناح لأول مرة كان رائعا حقا لكن السؤال هو متى رتب أدهم كل هذا وكيف
تردد ذلك السؤال في عقلها بحيرة.
لا يوجد شيء أجمل من الشعور بالراحة وأنت قريب ممن تحب إلى الحد الذي يمكنك فيه إراحة رأسك على كتفه بإرتياح فهذه لحظات مذهلة حقا ولا تقدر بثمن.
همست كارمن بتهدج وتأثير شديد وعيناها تتلألأ بإنبهار انت اللي عملت كل دا
همس أدهم بجانب أذنها بصوته الرخيم الذي يجلب الاطمئنان الي نفسها انا صاحب الفكرة بس اللي نفذ وحضر كل حاجة مامتي
 

تم نسخ الرابط