رواية صماء لا تعرف الغزل بقلم وسام الأشقر

موقع أيام نيوز


حاجة فيكي 
فتهز رأسها بنعم ليقول بصوته الأجش اثبتيلي انك بتحبيني 
فتفكر بضع لحظات وتبتسم بين دموعها 
انا اقصد انك تقطعي علاقتك بعامر نهائيا 
جلس يراقبها وهي ممسكة هاتفها ټضرب عليه بأصابعها بتوتر تكتب رسالة مختصرة فعندما طلب طلبه وجدها تسحب هاتفها بدون نقاش ترسل له رسالة تعتذر فيها وماسيحدث لقد طلبت منه بكل ود قطع علاقتهما ورسائلهما لان هذا غير مناسب بعد زواجها ومراعاة لشعور زوجها 

ترفع عينيها لتواجهه بابتسامة رضا واثقة تقول أنا اثبتلك أني بحبك خليني جنبك بقى 
ظل على جموده لم يستطع نسيانه لكلماتها عنه ووصفها له بالشيطان رغم علمه مسبقا ان هذا كان رأيها به ولكن عند قراءة الكلمات التي تصفه به باپشع الصفات لغريمه ألمته رجولته وقلبه هو يعلم ان هذا في وقت فائت ولكنه لم يستطع محاربة ألمه وشعوره بالصدمة 
ليقول بثبات لازم ترجعي الفيلا أنتي بقالك كتير هنا وكمان عمي عرف باللي حصل فمش حابب انه يجي يلاقيكي انك لسه في المستشفى واحنا طمناه عليكي 
لا تجد في الالحاح عليه اكثر من ذلك والتوسل إليه لقد قللت من نفسها اكثر من المحدود كفاها إذلالا وتسول مصافحته لتقول بكبرياء زي ماتحب 
يجلس أمامها يراقبها وهي تضغط بيدها
علي
كاسة القهوة بتوتر فعندما لمحها آتيه من الممر تفاجأ ببداية الأمر ولكن سرعان ماتمالك حاله ليظهر عليه الجدية التي نادرا ما تظهر عليه أمامها لتقع عيناها بأعينه فيظهر عليها التوتر فتهتز ابتسامتها 
يقطع مراقبته سماعه لها تقول أنا لازم امشي
تمشي!!! انت لسه ماشوفتيش غزل ويوسف مش كنتي جاية تزويرهم ! 
تجيبه وهي تضع خصلات شعرها الأسود خلف أذنها وتهرب من عينيه ايوه بس شكلهم تعبانين هجلهم وقت تاني يكون حالتهم الصحية اتحسنت 
تقى!!! 
فترفع عيناها تسأله عما يريد ليقول يامن بجدية انت لحد دلوقت ما بلغتيش محمد برأيك في طلبي
تقى أنا إنسان صريح مش بحب اللف والدوران لو انت رافضاني قوليلي وصدقيني
هعفي محمد من الحرج 
تقي وهي تفرك أصابعها هو هو مش رفض بس 
مدام مش رفض يبقى في أمل شوفي ياتقى أنا إنسان عملي بحت فمش هقولك أني وقعت في حبك من أول نظرة والكلام ده أنا هقولك أني حسيت بحاجة شدتني ليكي من اول ما شوفتك ولقيت فيكي الزوجة اللي ممكن

أبدا معاها حياتي اكيد انت عارفة ان شغلي برة مش هنا فلو وافقتي هتسافري معايا لان ظروف شغلي بتجبرني على التنقل ها قولتي ايه 
لا تعرف بماذا تجيبه فسبب رفضها ليس لشخصه وإنما بسبب أخيه وما حدث بينهما أيعقل ان تكون زوجة لمثله بعد ماحدث بينها وبين اخيه 
لتقول بخجل وبصوت مهزوز محمد هيتصل بيك يبلغك ردي
فيبتسم على خجلها ويشعر ببعض الأمل يظهر بعينيها 
وقفت في شرفتها
مر عليهما أسبوعان بعد ان طلب منها ترك المشفى بجفاء للتتفاجأ بعدها بخروجه بعد يومين من انصرافها عنه فظنت انه لم يستطع الابتعاد عنها لتجري عليه بسعادة بسبب تعافيه 
ولكنها عندما حاولت بسعادة شعرت بتصلب جسده ليبادلها إياه ببرود 
ظل علي نفس حالته ولم تستطع إزالة الحاجز الجليدي الذي وضع بينهما لتأخذ قرارها بالانفصال ردا لكرامتها في يوم كان مستوي تهورها اعلى من ذي قبل لټضرب الأرض بخطوات غاضبة متجهة إلى غرفة مكتب والدها لتفجر بوجهه قرارها النهائي ولكن عند فتحها الباب باندفاع دهشت من وجوده جالسا أمام المكتب مع ابيها فتقابلها منه ابتسامة لم تصل إلى عينه وتسمع من والدها انه تم تحديد موعد الزفاف زفاف! اي زفاف
لتصرخ بوجههما انه ترفضه وتطلب الانفصال ليتبدل حال والدها الذي يصر على إكمال هذه الزيجة حتى لو كانت رافضة لذلك لسبب لا تفهمه 
تسمع صوت فتح الباب بدون طلب للأذن لتزفر بقوة فهي تعلم انه هو من عطره وخطواته التي تقترب منها 
ليقول بنعومة وهو يمر يده فوق كتفيها سرحانة فيا مش كدة
اكتفت بالصمت لاتريد جداله في مثل هذا اليوم المميز هو يوم خطبة تقى على يامن 
وحشتيني وحشتيني اووووي
فيظهر نبرة سخرية بصوتها فعلا
فيديرها ببطء له ينظر لعينيها اللائمة يهمس ببطء أنتي عندك شك أني بمۏت لو أنتي مش جنبي أنا بعد الايام اللي باقية يوم يوم عشان تبقي ملكي ملكي أنا وبس كان هيجرالي حاجة لما قولتي لعمي انك عايزة تطلقي كدة ياغزل عايزة تبعدي عني احنا ماصدقنا علاقتنا بقت احسن
أنت السبب أنت اللي اللي أنا عملت زي ما انت عاوز ومع ذلك لقيت جفاء منك وبعد 
يمسك وجهها بكفيه صعب عليا يا غزل صعب اعرف انك كنت على اتصال بيه طول المدة دي وأنا شوال ذرة مش حاسس وأنتي عارفة انه كان عايزك وغرضه ايه منك 
تتسارع انفاسه پغضب ويكمل أنا شيطان ياغزل! أنا ! عايزاني اعمل ايه بعد ما عرفت أنكم 
يبتعد عنها ويدير لها ظهر يحاول لملمة شتات نفسه الا يتهور عليها 
هو فاضل قد ايه علي زفافنا!
تعلو الزغاريد وتنتشر اجواءالسعادة فاليوم أتمت ماكانت تحلم به قد ساعدت في لم شمل اقرب الناس لقلبها وأختها فتشاهدهما بسعادة يبادلون خواتم الخطبة وسط المباركات والتهاني من الجميع 
فتنتقل عينه على اثنان لم يتوقفا عن الجدال والشجار من بداية الحفل محمد وسوزان فبعد نجاحه للتقدم لها وخطبتها اصبح اكثر رجعية من وجهه نظرها لم يكف عن نقد فستانها من بداية الحفل فهو من وجهة نظرة ضيق وملفت ويظهر انحناءاتها 
ليترك مراقبتهم وينقل لنظره لصديق عمره الذي وقع في شباك الحب والعشق 
وعند تحويل نظره لناجي
الذي يظهر عليه التعب والإرهاق والشرود وجد من يصدر صوتا من خلفه فيلتفت يبحث عن مصدر الصوت ليجد من تشير له وتصدر له صوت كبسبسة القطط ليعرف حاجبيه متسآءلا لتقول له بخجل ممكن ثواني 
فيتقدم شادي خلفها مراقبا خطواتها العارجة وهي تدخل المطبخ وتصل للطاولة المستديرة التى يستقر فوقها عددا من أكواب العصائر والمياة الغازية فتشير له بحرج للأكواب قائلة ممكن حضرتك تشيل معايا الصنية دي 
لتجحظ عينيه من طلبها هل اصابها الجنون هذة الفتاة أتريد مساعدته في عملها لينظر لها من اعلى رأسها لخمص قدمها باحتقار يقول أنتي اجننتي عايزاني اشيلك الصنية !!! أومال أنتي بتعملي ايه هنا
اتفضلي شوفي شغل 
ليلقي عليها نظرة استحقار ويتركها تحاول السيطرة على دموعها من هذا الموقف المخجل ناقمة علي ظروفها التى اجبرتها على اللجوء لمثل هذا الشخص 
فتسمح دموعها بكبرياء لتحاول التحامل لبعض الدقائق على نفسها وتقرر الخرج بنفسها بالأكواب للخارج 
وقف ينفث دخان سجارته پغضب من تصرف تلك النكرة التى نست حالها فهي هنا متواجدة لخدمة الجميع ولكن لما هو غاضب بمثل هذا القدر! هل غاضب من طلبها ? أم هي كانت المنفث الوحيد لضيقه لقد شعر للحظة بوحدته لم يعثر حتى
على أنثى البطريق تشاركه أحزانه وأفراحه مثل الجميع 
الفصل الواحد وعشرون
وقف ينفث دخان سجارته پغضب من تصرف تلك النكرة التى نست حالها فهي هنا متواجدة لخدمة الجميع ولكن لما هو غاضب بمثل هذا القدر! هل غاضب من طلبها ? أم هي كانت المنفث الوحيد لضيقه لقد شعر للحظة بوحدته لم يعثر حتى على أنثى البطريق تشاركه أحزانه وأفراحه مثل الجميع 
يشاهدها تخرج حاملة الأكواب بحذر شديد متجهة إلى الموجوديين تقدم المشروبات ليجد انتفاض محمد مندفعا اتجاهها يقول بلوم ظاهر كدة ياسمية !! ماندهتيش ليا

ليه اشيل الصنية عنك 
ليصدح صوت الخالة صفا بعتاب هو ده الكلام اللي وصيتك بيه من الصبح مش قولتلك مالكيش دعوة بالمطبخ وقولتيلي مش هشيل حاجة كدة بردوا
محمد بعتاب طول عمرها دماغها ناشفة
تقف سمية تفرك يدها لاتستطع الرد هل تبلغهم انها استعانة باحدهم وقام بتوبيخها ومعاملتها كخادمة ولكنها اكتفت بقول معلش لقيت الكل مشغول ماحبتش ادايق حد لتلتفت بحرج فتقع عينيها على الأعين المراقبة لها بحاجب مرفوع مذهول من تلك المسرحية التي تحدث أمامه 
فتكمل حديثها لصفا أنا أتأخرت ولازم امشي عشان الطريق طويل عن اذنكم 
كادت ان تتحرك لتقول غزل بصرامة تمشي ازاي لوحدك استني أنا ويوسف هنوصلك 
محمد لا ياغزل ماتتعبيش نفسك أنا هوصل سوزان وبعد كدة هوصل سمية
سمية بارتباك ياجماعة ماتشغلوش بالكم أنا هاخد تاكسي لتنصرف بسرعة قبل ان يجادلها احد 
وعند اختفائها بدقائق وجد شادي نفسه يشعر بالضيق ليجد نفسه خارجا من باب الشقة ليستنشق بعض الهواء النقي خارج البيت ينفث دخان سيجارته بشرود فيلمحها تقف بملابسها المكونة من قميص ابيض وتنورة واسعة حمراء ويزين رأسها حجاب منقوش باللون الأحمر والأبيض كانت ملابسها تدل علي بساطة حالها فيجدها ترفع هاتفها الصغير تجيب على اتصال منه 
أما عنه فيلقي ببقايا سجارته ارضا ليعود للاحتفال ولكن يوقفه صوتها الغاضب يقول انت ايه مايتزهقش !!! نعمل ايه اكتر من كدة 
أنت بتحلم هيكون اخر يوم في عمري حسبنا الله ونعم الوكيل 
تغلق الخط پغضب ظاهر ويشعر باهتزاز جسدها نتيجة ڠضبها ويلاحظ عدم مرور اي سيارة اجرة منذ مدة فيقترب منها بعض الخطوات قائلا شكلك هتفضلي مستنية كتير مافيش تاكسيات دلوقتي تعالي أوصلك 
سمية بضيق شكرا
يحك رأسه من الخلف وينظر حوله ليجد سكون المكان من المارة أنتي شايفة الجو هادي في الشارع ومافيش حد وغلط على بنت زيك تفضل واقفة كدة في الشارع بالوقت ده وكمان ياستي اعتبريني تاكسي السواق اللي هتركبي معاه مش ابن أختك الصغيرة يعني ده راجل غريب !! 
سمية مش عايزة اتعب حضرتك وكمان ااا 
شادي يقطع حديثها بصرامة اتفضلي 
فيتجه إلى سيارته ويقوم بفتح الباب لها ويشير اليها لكي تتقدم فتتحرك بعرجها البسيط ولكنه مؤلم لها حتى تستقر بجوار مقعده 
اثناء قيادته نسى سؤالها عن وجهتها فينظر لها بجانب عينيه يقيمها فيجدها فتاة بسيطة جدا يجلي حنجرته يقول بحرج أنا بعتذر عن
اللي صدر مني في المطبخ كنت مضغوط شوية معلش جدت فيكي 
ولكنها كانت شاردة في المكالمة التي سببت لها الضيق فتقع عينه على كفها التي تضغط به على هاتفها القديم ذو الازار پعنف كأنها تحارب شئ ويلاحظ چرح واضح يظهر برسغها الأيمن فيقول ليلفت انتباهها ماقولتليش راحة فين !!!!
فتنتبه لها تقول آه أنا آسفة حضرتك ممكن توصلني ل أكون شاكرة ليك 
ليقول بتعجب ملحوظ أنتي راحة متأكدة 
تهز رأسها ببراءة ايوه أيه المشكلة في كدة
يتعجب من المنطقة الراقية التي ذكرتها له كيف فتاة مثلها تكون من قاطني هذه المنطقة رفيعة المستوى فتدور الأفكار بعقله انها ذاهبة لشخص ما في هذا المكان 
ليقول هتنزلي امتى من هناك !
تعقد حاجبها بعدم فهم انزل منين أنا هروح أنام وهنزل الصبح 
كيف له ان يخدع بمثلها ليجد رنين هاتفها فتقوم بالرد ايوه ياحبيبي أنا متأخرتش أنا قربت خلاص لا لا ماتزعلش هصلحك بطريقتي جهز للسهرة وأنا جاية مع السلامة 
لم يشعر بنفسه الا وهو يلقي عليها
 

تم نسخ الرابط