رواية غرام (كاملة جميع الفصول) بقلم ولاء رفعت
المحتويات
انشغلت عروسه مع صديقاتها في الرقص
و لما أنتي مش قادرة تستحملي تشوفيني مع غيرك جيتي ليه
ظلت تنظر إليه دون حراك
أمرها پغضب
ردي عليا ساكتة ليه
زادت قبضته وسببت لها الألم فتأوهت ترك ذراعها وحاول أن يهدأ قليلا
أنتي اللي وصلتينا للي إحنا فيه روحتي استعجلتي واتخطبتي لواحد ماسبش أي واحدة عرفها غير لما عمل معاها كل حاجة
طب ما أنت زيه و لا تفرق عنه أي حاجة
أنا كنت فعلا زيه لحد
ما شوفتك كنت ضايع في حياة كل شئ فيها مباح و جيتي أنتي أنقذتيني منها لاقيت فيكي اللي عمري ما لاقيته في أي واحدة كنت بكدب مشاعري لحد ما زادت يوم عن التاني وأتأكدت إن بحبك
اتسعت عينيها وخفق قلبه بقوة من اعترافه وتركته يتابع حديثه
ايوه بحبك يا غرام بحبك وعايزك تكوني شريكة حياتي زي ما أنتي شريكة نجاحي في الشركة
هو إيه اللي مش هاينفع عشان الفرق الاجتماعي و لا عشان رامي اللي صدقتيه
أجابت وتنظر إلي أسفل بحرج
أنت ابن الأكابر وأنا البت السكرتيرة بنت الحارة اللي أشفق عليها ابن صاحب الشركة وشغلها وقدملها فرصة الشغل وتكمل تعليمها ووقف جمبها
عمري ما حسيت من ناحيتك بشفقة و أي حاجة قدمتهالك عشان بحبك و اللي بيحب حد بيبقي عايز يشوفه فرحان وسعيد
أظن بقي كده عملت اللي عليا يا منيرة هانم نفذت كل اللي طلبتيه و كمان يوسف خطب ماهي
ابتسامة حية لعينة علي شفتيها يعقبها خبر باتمام مخطط شيطاني
الموضوع لسه مخلصش فيه خطوة تانية لازم تحصل
و بعد الحب إيه هل رأفت بيه و منيرة هانم هيرضوا أن ابنهم يتجوز واحدة زيي
حتي شعرت بأنفاسه علي وجهها
محدش ليه دعوة بحياتي أنا اللي بختار و بقولهالك دلوقتي يا غرام أنا بحبك وعايز أتجوزك عايزك تنسي أي فرق ما بينا ما تخافيش طول ما أنا معاكي
مد يده أسفل ذقنها يرفع وجهها لتصبح عينيها صوب خاصته هناك أشعة من الأضواء الملونة تسقط علي وجهها جعلته يرى ملامحها بوضوح شفتيها ترتجف من كبت دموعها أمامه مد أنامله إلي دمعة سقطت دون إرادتها قام بإزالتها وبصوته الرجولي الأجش يخبرها
تخشي أن تبوح بكلمة ستدفع ثمنها لاحقا لا تريد التحليق كالعصفور بين سرب من النسور
قوليها يا غرامي نفسي اسمعها منك
هبط بشفتيه نحوها ابتعدت فجأة عنه تزامنا مع تلقينه صڤعة قوية علي وجنته ركضت سريعا متجهة نحو داخل الفيلا استندت إلي أقرب حائط تضع يدها لدي موضع قلبها تشعر بدقاته كقرع الطبول تلتقط أنفاسها علي مهل وضعت كفها علي فمها لتمنع شهقة يتبعها بكاء يصل إلي مسامعها صوت رامي من غرفة قريبة توقفت عن البكاء رغما عنها تسللت نحو مصدر الصوت
انا قولت أنك ذكي يا رامي و هتفهم من غير ما أشرحلك أنت ممكن تخلي يوسف زي ما جابها الشركة هو بنفسه يمشيها
نهضت من خلف المكتب وجلست علي المقعد المقابل لرامي وتابعت حديثها
زي أنك تلبسها مصېبة تخليها تمشي بڤضيحة من الشركة و ما تخليهاش تعتبها تاني
تجهم وجهه لا ينكر ما قد سمعه جعله يشعر بالضيق حاول أن لا يظهر ذلك للأخرى فسألها
ممكن أعرف حضرتك ليه بتكرهيها أوي كدة رغم اللي أعرفه أنها السبب أن يوسف بقي ملتزم في حياته وشغله غيرته للأحسن
ابتسامة ظاهرها هدوء تخفي عاصفة من الحقد والكراهية
و ده في نظرك مش سبب كافي يخليني أكرهها! جت فجأة وغيرت حياته ولولا أنك أوهمتها أنك بتحبها وعرضت عليها الجواز كانت زمانها قاعدة جمبه بدل ماهي و يبقي علي أخر الزمن منيرة هانم تبقي مرات ابنها حتة بنت كحيانة جاية من الحارة
هي فقيرة و من حي شعبي بس
بنت محترمة جدا وأهلها ناس طيبين
ضحكت ساخرة
أنت كمان لحقت تحبها! فعلا كان عندي حق ابعد الخطړ دي عن ابني أنما أنت تحبها أو ما تحبهاش أنت حر المهم تنفذي لي اللي بطلبه منك و أدي أول دفعة عشان تنفذ في أسرع وقت
أخذت دفتر الشيكات من أعلي المكتب وقلم قامت بتدوين المبلغ
و قامت بتوقيع اسمها فصلت الشيك من الدفتر ومدت يدها له به
باقي المبلغ هايكون في نفس يوم رفدها من الشركة اتفقنا
أخذ الشيك وظل يتأمل المبلغ المدون يشعر بغصة لكن زين له الشيطان أرقام المبلغ المالي و ما ينتظره من مبلغ مماثل له
و في الخارج مازالت تقف وقد سمعت كل ما دار بينهما من حديث صدمة جعلتها تحمل حالها وتركض نحو الخارج مغادرة هذا المكان
غسيل الملابس و طهي الطعام لثلاث وجبات وتنظيف المنزل جميعها مهام لن تنتهي وعليها القيام بها دون أن تتذمر تتجنب الاحتكاك مع والدة زوجها وابنتها الحرباء ولا تريد إخبار زوجها بهذا الحمل الثقيل كالعادة يكفي مناوشات عمله طوال اليوم مع زبائن التوكتوك ويعود پألم الرأس المزعج وعليها أن توفر له الراحة والهدوء
وبعد أن انتهت من تلك المهام قامت بكوي ملابس زوجها صدح رنين هاتفها وجدت المتصل والدتها راقبت الأجواء وجدت دلال ووالدتها تجلس كلتيهما تشاهد التلفاز تسللت إلي داخل الغرفة الخاصة لها وزوجها لتجيب علي الاتصال
ألو أزيك يا ماما
أزيك أنتي يا هند عاملة إيه يا حبيبتي
بخير يا ماما أنتي وبابا عاملين إيه
إحنا كويسين يا حبيبتي و أبوكي بيسلم عليكي قوليلي حد جمبك
لاء أنا في أوضتي
حماتك عاملة معاكي إيه
كويسة معايا
هي بنتها لسه قاعدة معاكم
يا ماما ده بيتها زي ما هو بيت أخوها أنا مالي تقعد و لا تمشي
والله أنا ما مرتاحة قلبي بيقولي حماتك وبنتها العقربة دلال شكلهم مطلعين عينيكي
مفيش حاجة من دي يا ماما أنا مرتاحة الحمدلله وحاسة أن أنا عايشة في بيتي
تكذب بالطبع لأنها صاحبة قرار العيش مع زوجها في منزل أهله ولكي لا تتعرض للوم من والدتها أو التوبيخ تضطر إلي إنكار معاناتها في كل اتصال
وخارج الغرفة تقف دلال تسرق السمع سارت نحو طاولة المكواه حيث تركت هند قميص زوجها
والله لأخلي أخويا اللي قلبتيه عليا ليقلب عليكي ويطلع عينك
ضغطت علي زر المقبس حيث سلك المكواه التي أمسكت بها ووضعتها فوق القميص وتركتها ثم عادت إلي الكرسي أمام التلفاز و مازالت هند تتحدث مع والدتها
عاد جمال للتو من الخارج قام بفتح الباب قابلته رائحة احتراق جعلته يركض باحثا عن مصدر الرائحة وجد الدخان ينبعث من أسفل المكواه وقماش قميصه قد احترق خرجت
هند من الغرفة تسأل بقلق
إيه ريحة الشياط دي
ألتفت إليها زوجها ويمسك بقميصه المحترق
مين اللي ساب المكواه علي القميص لحد ما أتحرق بالمنظر ده
كادت هند تخبره بينما قاطعتها دلال
هايكون مين غير الهانم مراتك سابت المكواه علي قميصك و دخلت ترغي في تليفونها تدي التقرير لأمها
نظرت هند إليها بحنق وأخبرت زوجها
أنا فعلا كانت معايا مكالمة بس قبل ما أرد فصلت فيشة المكواة إزاي اشتغلت إلا إذا حد عملها قصد
قصدك إيه يا ست هند! يعني أنا اللي عملت كدة
عقبت والدتها بسخرية لإثارة ڠضب ابنها
يا هند يا بنتي كلنا في أول جوازنا كنا كدة بس بناخد بالنا وبنتعلم من أهلنا لو مش بتعرفي تكوي هخلي دلال تعلمك
هو حضرتك بتقولي إيه يا طنط! أنا متأكدة والله أن كنت فاصلة فيشة المكواه
أنتي هتاخدي بالك إزاي أصل الرغي في التليفون بيخليكي تنسي كل حاجة
لو سمحت يا دلال خليكي في حالك أنا موجتهش ليكي كلام
يعني غلطانة و بتبجحي كمان
هنا صاح جمال بنفاذ صبر
خلاص منك ليها في داهية القميص أهم حاجة أن مراتي بخير
من زوجته أمام نظرات شقيقته ووالدته واردف
و كتر ألف خيرها شايله البيت وبتعمل حاجات المفروض مش ملزمة بيها
ترى هند الشړ في أعينهم لذا قاطعت زوجها
ادخل أنت خدلك و دش وغير هدومك يكون الغدا جاهز
لاء أنا مش جعان أنا داخل أريح شوية تعالي عشان عايزك في حاجة مهمة
اتجه إلي الغرفة وتتبعه تحت نظرات الحقد و الغل الذي ينضح من عينين دلال
روحي ياختي وراه اللهي تطلع روحك
وكزتها والدتها بمرفقها
هدى اللعب
شوية بدل ما تلاقيه مسك فيكي بسبب الحلوة مراته
و داخل الغرفة كان يربت عليها وهي تبكي
بټعيطي ليه أنا عارف مش أنتي اللي عملتي كده دي ألاعيب دلال أختي وأنا عارفها كويس
بعيط لأن تعبت يا جمال بدعي ربنا أنه يكرمك من وسع ونلاقي مكان يكون بتاعنا ومحدش ېحرق في دمي
اطمني يا حبيبتي خلاص أتحلت الحمدلله
توقفت
عن البكاء وتحول إلي فرح ولهفة لمعرفة ما سيخبرها إياه
بجد أتحلت إزاي
أنا كنت شايل فلوس النقطة بتاعت الفرح و معاها قرشين شايلهم للزمن استلفت قرشين من عاطف صاحبي وكلمت سمسار يشوفلي شقة إيجار حنين في منطقة جمبنا وبكره هاروح أبص علي الشقق اللي هيوديني أشوفها لو عاجبتني واحدة فيهم هاخدك ونروح نمضي العقد ودفع المقدم وإيجار كام شهر كمان
أنا فرحانة أوي أخيرا هيجمعنا بيت أنا وأنت لوحدنا
ابتسم وأخذ يداعب خصلات شعرها
وهاتخلصي من شړ دلال هي أختي اه لكن أجارك الله لما بتحط حد في دماغها بيبقي علي الله حكايته
يقف أمام منزل عائلته وعلي يساره تجلس والدته وأمامها أوراق الجرجير والبقدونس
اه يا ضهري الواحد شكله خد برد بالله عليك يا عاطف يابني خد بالك من الخضرة عقبال لما أروح أتوضا وأصلي العصر قبل ما يفوتني
روحي يا أمي ما تخافيش علي الحاجة
روح يابني الله يهديلك نفسك و يصلحلك حالك و يشيل الغمامة من علي عينيك
ولجت إلي داخل فناء منزلهم وظل عاطف يقف وېدخن لفافة التبغ وعقله شارد في ابنة الجيران رغم من ظنونه التي لا شك فيها لكن الحب كان يعصب عينيه
همسات وغمز ولمز بين مجموعة من الشباب ألتقط منها الآتي
ألحق ياض منك ليه مش دي البت سماح بنت عم مليجي
رد شاب آخر
لاء يا عم هي أخرها تيك توك وفيديوهات الروتين لكن أفلام من النوع ده لاء
طب وربنا هي بس يخربيت أ
اختطف عاطف الهاتف منه و أخبر الشاب
خمس دقايق وهارجعه لك يا نجم
وفي طريقه إلي منزل سماح شاهد المقطع و عينيه
متابعة القراءة