رواية غرام (كاملة جميع الفصول) بقلم ولاء رفعت
المحتويات
وصديقتها السيدة راندا وابنتها المدللة ماهي التي سألت منيرة
هو يوسف ليه أتأخر يا طنط
ما تقلقيش يا حبيبتي زمانه جاي لسه قافل معايا و قال إنه وصل علي البوابة
نظرت في شاشة الهاتف للتأكد من ضبط هندامها قبل مجئ يوسف
أهو يوسف جه
قالتها كاميليا رفعت يدها إليه
تعالي يا يوسف إحنا مستنينك
اقترب منهم وانتابه الضيق من والدته التي دبرت موعدا مع ماهي
هذه المدللة التي لا تكف عن اللحاق به
وجد والدته تنظر له أن يتبادل التحية والمصافحة مع صديقتها وابنتها
تعالي يا يوسف سلم علي طنط راندا و ماهي
أكتفي بفعل ذلك دون تصافح بالأيدي
أهلا يا طنط يا راندا
ابتسمت إليه الأخرى
أهلا يا حبيبي
هاي چو
قالتها ماهي ونهضت فاقتربت منه تمسك بيده دون خجل أمام والدتها والأخريات
سار يوسف معها علي مضض حتي وصل كليهما إلي المسبح
إيه يا چو مابقتش ترد عليا فون أو تسأل عني أنت زعلان مني
أطلق زفرة ثم أجاب
مشغول شوية
مشغول إزاي و انت بتروح النايت مع رامي و لا فاكرني معرفش حاجة عنك
رفع احدى حاجبيه يسألها ساخرا
ده أنتي بترقبيني بقي!
لاء بس أخبارك بتيجي لحد عندي من غير ما أدور وراك
شهقت وكانت علي وشك البكاء
و أنا رديت عليك وقولتلك أنت بالنسبة لي إيه أنا بحبك أوي يا يوسف و أنا اكتر واحدة مناسبة ليك بنحب الخروج و السهر دماغنا زي بعض
زفر بضيق وقال
بس أنا مش تافه و دماغي فاضية
أنا تافهة يا يوسف!
يوه بقولك إيه هاتعيطي هاسيبك وأمشي
حدقت إليه بوعيد وأخبرته
و علي إيه أنا اللي هاسيبك وأمشي
و إذ فجأة قامت بدفعه في المسبح ليقع في الماء بثيابه وسط ضحكات من رأى ما حدث
سمعت صوت مفتاحه وهو يضعه في فتحة القفل ركضت سريعا إلي داخل غرفة ابنها وتظاهرت بالنوم تجنبا لرؤيته أو التحدث معه
ندائه بصوته المنكر هذا جعلها تضع كفها علي أذنها ولج إلي غرفتهما لم يجدها فذهب إلي غرفة ابنه فوجدها تغفو في سبات عميق ابتسم و عاد إلي الغرفة الأولي ليتحدث في هاتفه دون أن تسمعه زوجته بينما هي عندما سمعت صوت إغلاق باب الغرفة تيقنت أنه يخبئ شيئا أو يحيك مصېبة كعادته
نهضت ووضعت أذنها علي الباب تسمعه يضحك و يتحدث عبر الهاتف
ما أنا بكلمك عشان أقولك هعدي عليكي بكرة و هجيبلك المزاج اللي بتحبيه و معاهم إزازة فودكا تحلو بيها قعدتنا
عايزه طبعا أحمر ډم غزال و يا سلام لو قصير و ضهره مكشوف هيبقي عليكي إيه
اندفع الباب ورأي أخر وجهه لا يريد رؤيته
اه يا ساڤل يا خاېن مش كفاية مستحملاك و مستحملة قرفك كمان بتتفق مع ال اللي پتخوني معاها عشان تروحلها
سلام أنتي يا وزة هكلمك بعدين
أنهي المكالمة وألقي هاتفه علي المقعد و بدون خجل بل و جرأة سافرة يخبر زوجته
آه بخونك و هخونك عندك مانع
و كمان ليك عين و بتقولها في وشي! يالهوي
أخذت تصرخ اقترب منها ووضع كفه علي فمها
اخرصي لأخنقك مش أنتي اللي عملالي زعلانة و مانعاني أقربلك!
أزاحت يده بصعوبة لتخبره
أيوة ومش هاتقرب مني تاني غير لما تعترف بغلطك و تبطل القرف اللي أنت عايش فيه لأن خلاص فاض بيا منك و معدتش هاستحمل تاني ذلك وإهانتك ليا
أخذ يضحك و يقهقه ساخرا منها
الله يرحم الحب اللي كان مولع في الدرة تحبي أفكرك
كان يوم أسود يوم ما أتجوزتك يا شيخ
اقترب منها ليعيد عليها آثام من الماضي
هو أنا ضربتك علي
إيدك وقولتلك وافقي و لا أنتي اللي جيتي أتحايلتي عليا و كنتي هتبوسي رجلي عشان أكمل معاكي
غمز بعينه فاتسعت خاصتها پصدمة تتذكر ما حدث منذ ثلاث سنوات
إيه اللي حصل بيني و بينك كان بسببك و كان مكتوب كتابنا أنت بقي اللي كان نيتك تخلع مني بعد ما فضلت زي تحوم حواليا لحد ما سلمتك نفسي كنت فاكراك بتحبني زي ما بحبك كنت بكدب أهلي و كل اللي كان بيقولي أبعد عنك لأنك واحد مالهوش أمان و لا بېخاف ربنا بس أنا اللي أستاهل عشان بيعتهم و أشتريتك و للأسف أشتريت الرخيص بالغالي
جذب شعرها في قبضته وصاح پغضب جم
أنا برضو الرخيص يا و شوفي شكلك بقي عامل إزاي
دفعها أمام مرآة الزينة وتابع
بقيتي شبه الست اللي عندها سبعين سنة أنا بقرب منك عشان مزاجي و خلاص لكن انا
مش شايفك أصلا
ردت بقلب جريح
شكلي اللي مش عاجبك بسببك أنت لو أنت راجل و لو لمرة واحدة مكنش بقي ده حالي
جذب شعرها بقوة فصړخت
راجل ڠصب عنك يا بنت ال
استدارت بصعوبة صاړخة به وتهوي بكفها علي خده
أنت اللي و ابن ستين أبويا الله يرحمه أنضف منك و من اللي زيك
كان الشړ يتطاير من عينيه
بتشتميني و بتمدي إيدك عليا! ده أنتي ليلة أهلك سودة و مش هاسيبك غير لما ما أموتك
ركضت من أمامه وهو يلحق بها صفقت باب غرفة ابنها في وجهه فقام بدفعه بجسده حتي استطاع كسره
و حياة أمك ما هاسيبك يا أحلام
تمكن من الإمساك بها في ظل صرخات استغاثة أطلقتها لعل أحد يأتي و ينقذها من يد هذا المچرم!
الفصل الثامن
تتمدد أحلام علي سرير المشفى في عنبر ملئ بالمړضي المصابين من قسم الطوارئ داخل مشفى حكومي تفتح عينيها فوجدت عائلتها تحيط بها من كلا الجانبين
حمدالله علي السلامة يا ضنايا حاسة بإيه دلوقتي
كان سؤال والدتها والخۏف ينضح من عينيها تري ابنتها طريحة الفراش من أثر اعتداء زوجها العڼيف عليها نتج عنه كدمات في الوجه و شرخ في الساعد الأيمن حول رقبتها طوق طبي لتقويم فقرات عنقها
أنا فين
اقتربت منها ابتسام التي تحمل ابن شقيقتها تمسك بيدها تخبرها
أنتي في المستشفي جبناكي علي هنا بعد ما جيرانك كلمونا وقالولنا إنهم سمعوا جوزك پيتخانق معاكي و بيضربك وفجأة لقوه خارج من البيت وشايلك بيجري بيكي
تذكرت ما حدث لها و كم الإهانة التي تلقتها من معايرة ونعت بالألفاظ النابية من زوجها انتهي كل ذلك بمشاجرة ليست في صالحها ولم تتحمل توابعها من ضړب مپرح وفقدان الوعي
هو فين
أجابت والدتها وكانت تكبت ڠضبها من ضعف شخصية ابنتها الذي جعل زوجها يفعل بها كما يحلو له
هايكون راح فين اللهي داهية تاخده مطرح ما يكون بتسألي عليه بعد اللي عمله فيكي! ده مخلاش فيكي حتة سليمة
عقبت غرام بسخرية
وفري كلامك يا ماما عشان مفيش عقل بيفهم و لا كرامة هتنقح عليها
اكتفت أحلام بالنظر إلي شقيقتها بعتاب و تكبت دموعها جاء الطبيب المسئول عن علاجها
عاملة إيه يا مدام أحلام
هزت رأسها وبضعف أجابت
الحمدلله
هو إيه اللي حاصلها يا دكتور
سألته عزيزة فأجاب الأخر
ما حبيش عليكم جوزها أول ما جابها الطوارئ كان مغمي عليها و وشها كان مايل للأزرق كأنها في بداية حالة إختناق و زي ما أنتم شايفين كدمات علي وشها وشرخ في دراعها
شهقت والدتها
يا ضنايا يا بنتي منك لله يا سمير الكلب كنت عايز ټقتلها
نظر الطبيب إلي أحلام وأخبرها
جوز حضرتك هو اللي جابك و أول ما خدناكي عشان نعملك الإسعافات فجأة لاقيناه أختفي
و إذا بصوت جاء صاحبه للتو من الخارج
أحلام حبيبتي عاملة إيه يا روحي
نظر إليه الجميع بازدراء وكذلك زوجته أخبرهم الطبيب
كويس أنك جيت عشان الظابط مستني برة يحقق معاك
اتسعت عينان سمير وشعر ببرودة في أطرافه رأي نظرة شماتة في عينين غرام التي ألتزمت الصمت لأنها تعلم جيدا رد فعل شقيقتها نحو ما فعله زوجها
ألتفت إلي الطبيب وقال برجاء
ممكن أقعد مع مراتي دقيقتين
رفع الآخر زاوية فمه جانبا فأشار له علي مضض
أتفضل بس ياريت بسرعة عشان الظابط مستعجل
و ما أن ذهب الطبيب جلس
سمير جوار أحلام يمسك بيدها يقبل ظهر كفها باعتذار و توسل يثير الاشمئزاز
أنا آسف يا أحلام حقك عليا والله أنا مش عارف إزاي ده حصل أصل مكنتش في وعيي وإحنا پنتخانق والله أنا ما هقرب منك كدة تاني حقك عليا و أدي راسك كمان
قام بتقبيل جبهتها علقت غرام
بذمتك مش مكسوف من نفسك بتتأسفلها علي إيه و لا إيه أنا كان ممكن كنت خليتك رقدت مكان أختي بس أنا هاخدلها حقها بالقانون لما تترمي في الحبس ويا الشمامين و البلطجية اللي زيك
نظر إلي زوجته ثم قال بصدق غير معهود
و أنا راضي طالما ده هيرضي أحلام وهيخليها تسامحني
نظرت إليه وكان داخل عينيها آلاف الكلمات قد أدركها جيدا عتاب ولوم والكيل قد فاض ما به من هموم وأحزان عاشتها بين يديه حتي حانت تلك اللحظة أخيرا واختارت الصواب افترقت شفتيها وتفوه لسانها بالطلب الذي وجب أن يحدث منذ البداية
طلقني
تلتقط أنفاسها من الآلام آلام قلبها و آلام جسدها
صعق الآخر لمطلبها فتابعت
طلقني لو عايزني أسامحك و هقول للظابط مش إنك اللي عملت فيا كدة
انتي بتقولي إيه! ده يطلقك و رجله فوق رقبته و ياخد جزاءه كمان
صاحت بها غرام فنظرت أحلام إليها بقلة حيلة عقبت والدتها
طلقها يابني و سيبها في حالها المرة دي ربنا ستر وراقدة علي السرير يا عالم المرة الجاية تجيبهالي بعد الشړ عليها چثة
وجد أن لديهم حق وكفي إلي هنا كم عانت من بطشه و ظلمه لها لم يبالي إلي حبها إليه يوما ويمن عليها بإتمام زواجه منها والذنب الذي حدث بينهما هو الذي تسبب فيه عندما كان يحوم كالذئب حول فريسته استغل ضعفها وطيبة فؤادها من قبل الزواج وبعد الزواج تحول الإستغلال إلي اضطهاد وقهر
نهض وفي تردد أنتهي بالاستسلام إلي رغبتها
أنتي طالق
صاحت كل من غرام وابتسام بسعادة وقاما بمعانقة شقيقتهما
مبروك يا أحلام كان زي الهم وإنزاح أخيرا
كان قول غرام فقابلته أحلام بالصمت وتركت دموعها تقوم بالرد
و بعد إجراء الضابط التحقيق أنكرت أحلام أن الفاعل زوجها و ماحدث لها كان أثر سقوطها علي الدرج يكفي إنها نالت حريتها من هذا الطاغية سمير
في اليوم التالي كانت تقف ابتسام تنظر إلي لافتة عنوان المركز التعليمي تخشى الصعود إلي أعلي ومواجهة معلمها الذي فرت من أمامه عندما رأي ما حدث بينها و بين عثمان و كان أكبر مخاوفها هو أن يخبر غرام لذا قررت أن تتحدث معه وتشرح له الأمر
صعدت إلي الطابق الثاني حيث قاعة المحاضرة مرت أولا علي المساعد وأخبرته بإسمها لكي يسمح لها بالدخول
متابعة القراءة