رواية انا لها شمس (كاملة جميع- الفصول بقلم روز امين)
المحتويات
وكأنها مغيبة عن الواقع أما هو فقضاه حبيس غرفته متحججا بإصابته بحالة من الأرق الشديد كي يهرب من نظرات عائلته المحاصرة له صباح اليوم التالي فاق من نومه وامسك هاتفه محاولا الوصول إليها دون جدوى تحرك متجها نحو عمله دون الانضمام لاسرته لتناول الفطور كما المعتاد تحت استغراب والداه وشقيقته مر أكثر من ساعتين وهو منهمك بالعمل ليستغل وقت الراحة ويمسك بهاتف مكتبه الارضي بعدما قرر مهاتفتها منه كانت تعمل على جهاز الحاسوب وما أن استمعت للرنين ضغطت زر الإجابة لتجيب بنبرة جادة
إزيك يا إيثار...شعورا مؤلما اقتحم قلبها بمجرد استماعها لنبرات صوته التي كانت بمثابة الحياة بالنسبة لها منذ يومين فقط والأن أصبحت ۏجعا لا يحتمل أغمضت عينيها واعتصرتهما بقوة وهي تهز رأسها پألم لتفتحهما من جديد على مصراعيهما بعدما وعت على حالها لتغلق الهاتف سريعا كي تتخلص من ذاك الشعور المهين الذي اعتراها بمجرد مرور كلماته عبر خيالها أخذ صدرها يعلو ويهبط بقوة من شدة التوتر والألم أما دموعها فكانت على وشك الهبوط لولا عزيمتها القوية التي جعلتها تأخذ أنفاسا منتظمة وتزفرها بهدوء كي تستطيع التحكم بها ما هي إلا ثواني ووجدت هاتف المكتب الارضي يصدح فتوقعت بأنه هو انتظرت حتى انتهى الإتصال وخرجت سريعا إلى مكتب هانيا لتقف بشموخ تخبرها
واستطردت بذريعة وهي تعدل من وضع نظارتها الطبية
عندي ملف مهم بشتغل عليه ومش عاوزة إزعاج
تمام يا أستاذة... نطقتها بعملية لتنسحب الأخرى نحو مكتبها وأغلقت الباب لتصل إلى مقعدها وترتمي عليه بإرهاق أخذت نفسا عميقا وبدأت بمواصلة عملها ولكن ما هي إلا ثواني لتجد هاتف مكتبها يصدح لتزفر وبعدها تجيب فوجدت صوته الحاد وهو يقول
بصوت قوي يحمل شموخ الانثى بداخلها أجابته
يظهر إن سيادة المستشار موصلوش قراري مع إني أخدته في نفس اللحظة اللي بلغتني فيها بطلبك
بس هوضح لك تاني وياريت دي تكون أخر مرة...نطقتها بطريقة حادة فأغمض هو عينيه بمرارة لتستطرد هي بقوة
رفعت قامتها لأعلى لتتابع بصوت يقطر قوة واعتزازا بالنفس
أنا واحدة حرة أبويا غلبان وعلى قد حاله آه بس رباني صح ولسة متخلقش اللي يخليني أستخبى ورا حتة ورقة زي الحرمية واروح اقابله في الشقق المفروشة وانا بتلفت حواليا زي اللي عاملة عاملة وخاېفة لانكشف
لم يضعها بتلك الإختبارات مجددا ألم يكتفي برفضها لهديته الثمينة بالمرة الاولى لما استجاب لعقله وجنب قلبه الذي أنذره وحذره كثيرا من القدوم على تلك الخطوة الغير محسوبة وبالاخير صدق حدسه وظهرت أصالة تلك الجوهرة الثمينة لكنه الآن أمام معضلة كبيرة نعم تأكد من طهارتها وعفة تفكيرها وبأنها مهرة أصيلة لن تتكرر لكن هل ستغفر له ذلته تلك اخرج صوته النادم ليقول بنبرة إنهزامية
استمعت لكلماته بقلب مغلق يغلي بل يفور من غضبه لتقاطعه قائلة بنبرة أنثى حطم كبريائها تحت قدمي من كانت تتوسم به خيرا بل كانت تتأمل بحياة جديدة تحيا بالأمن والأمان تحت كنفه
اللي عندي قولته ومهما قولت من مبررات تأكد إنها هتكون تافهة بالنسبة لشعور الذل والمهانة والإنكسار اللي حسيت بيهم من كلامك
لتتحول نبرتها لغاضبة مسترسلة
بس لا عاش ولا كان ولا لسة إتخلق اللي يقدر يكسرني إسمع يا باشا وأعتبره اخر كلام عندي لو حاولت تتصل بيا تاني بأي طريقة هضطر آسفة أبلغ أيمن الأباصيري بعرض جنابك عليا
واسترسلت بابتسامة ساخرة
ومن واقع معرفتي بسيادتك إنك مبتحبش الفضايح فمن الأحسن تبعد عن طريقي خالص لأني لا ضعيفة ولا قليلة وصدقني هتشوف مني وش مش هيعجب إبن الأكابر
بمجرد الإنتهاء من كلماتها الټهديدية أغلقت على الفور سماعة الهاتف ليعتصر عينيه ألما على تلك الغاضبة وما اوصلتها إليه كلماته المسمۏمة وعرضه المهين أما هي فخرجت من مكتبها كالإعصار المدمر لتهتف بعينين حادتين وهيئة لا تبشر بخيرا
أنا مش قايلة لك تستقبلي كل الكالمات وتردي عليهم بنفسك حولتي لي المكالمة ليه!
هبت الفتاة من مقعدها لتجيب بتلبك بعدما رأت ثورة ڠضبها
ده سيادة المستشار فؤاد علام
إن شالله يكون حتى رئيس الجمهورية بنفسه...نطقتها بصياح جديد عليها لتتابع الفتاة توضيح تصرفها
يا افندم أنا قولت له إنك مش فاضية بس هو أصر
متابعة القراءة