رواية راسين في الحلال (الفصل الثالث عشر) لـ منال سالم

موقع أيام نيوز


ضغط على زر الإيجاب ووضع الهاتف على أذنه وتحدث بهدوء ب 
باشا ! إزيك .. مممم .. أها .. كله تمام 
ثم تابع حديثه على الهاتف بكلمات موجزة إلى أن أكمل ب 
تمام تمام والله ما إتأخرت دي بس ظروف كده 
هز هو رأسه عدة مرات ثم هتف بجدية ب
ماشي .. ماشي أنا جاي على طول
في نفس التوقيت كانت عاليا تنظر إليه وهي مقطبة الجبين بحيرة وإزداد توترها المشحون حينما أدركت نيته بالذهاب إلى مكان ما فتوجست خيفة وأثير في نفسها عدة تساؤلات وكأن عاصفة هوجاء قد هبت في رأسها توا 

هو في ايه جاي فين أصلا يكونش بيعمل نمرة عليا أووف ! ده أنا كده أبقى وقعت في مصېبة ومحدش سمى عليا طب أتصرف إزاي لو كان ناوي آآآ.. لألألأ .. مش معقول يا ربي إيه الهبل اللي أنا عملته ده !!!
أفاقت عاليا من شرودها على صوته وهو يهتف ب 
خلاص ماشي .. استنوني أنا جاي أهوو يالا سلام 
أنهى رامي المكالمة ثم أسند هاتفه إلى جوار ناقل الحركة الخاص بالسيارة في حين إرجعت عاليا ظهرها للخلف بعد أن جلست للجانب قليلا وحدقت فيه بنظرات ضيقة وسألته بجدية بالغة ب 
مش إنت قولت هتوصلني لأول الشارع 
أدار هو رأسه للجانب قليلا لينظر لها بنظرات عادية ثم أردف بدبلوماسية واضحة ب 
أيوه وأنا عند كلامي بس أنا اتأخرت على أصحابي وآآآ..
قاطعته هي بنبرة محتدة ومرتفعة وهي تشير بكف يدها أمام وجهه ب 
يعني انت كنت بتستغفلني 
بالرغم من شكوكها حول نوايه إلا أنها صرحت بما يجيش في صدرها دون تردد 
لوى رامي فمه في إستنكار صريح ثم أجابها بصوت شبه مصډوم ب 
اييه أستغفلك 
وظل يوزع أنظاره المنزعجة بينها وبين الطريق محاولا فهم الدافع الذي جعلها تتفوه بمثل تلك الحماقات ..
لم تهتم هي بنظراته المتسائلة لها بل أومأت برأسها بقوة وهتفت بقسۏة جلية ب 
أيوه كون إنك تقول لأصحابك إنك جاي قبل ما توديني الحتة اللي عاوزاها يبقى انت كداب وبتشتغلني 
اتسعت عيناه في إندهاش غير مسبوق ثم سريعا ما رمقها بنظرات إستهجان وحاول أن يسيطر على إنفعالاته فكور قبضتيه على مقود السيارة وصر على أسنانه وهو يهتف بنبرة حانقة 
قولتلك أنا مش كداب ولا بأشتغلك 
لم تمهله الفرصة لتبرير موقفه بل إندفعت صاړخة فيه پجنون غير معهود ب 
لأ كداب ومليون كداب طول عمر صنف الرجالة كده اللي تديهم بالجزمة يحفوا وراها ويريلوا عليها واللي تعبرهم ما يصدقوا يتنمردوا عليها ويشتغلوها 
نظر هو إليها مشدوها بكلماتها اللاذعة ثم رد بإنفعال غير مسبوق له 
ايييييه يا بنتي الكلام ده كله ده إنتي تخلي الواحد يندم فعلا إنه يعمل معروف معاكي
رمقته بنظرات إزدراء جعلته يستشاط ڠضبا من إسلوبها الفظ معه ثم تابعت بوقاحة ب 
محدش جبرك على ده 
ضړب هو بكف يده على المقود فألمه ورغم هذا هتف بشراسة وهو يحدجها بنظرات متوعدة ب 
تصدقي أنا كنت ناوي أكمل معروفي معاكي للأخر بس الصراحة بقى أنا ناوي أعمل معاكي السليمة 
مع أخر كلمة نطقها تسللت قشعريرة إلى خلايا جسدها فأصابتها بإرتجافة خفيفة وضغطت على حقيبتها المسنودة على حجرها بأصابعها المرتعشة وسألته بتوتر شبه ملحوظ 
أفندم قصدك ايه 
نظر رامي لها بقسۏة ثم أجابها بنبرة شرسة وهو يضغط على شفتيه ناظرا مباشرة في عينيها بعينيه المحتقنتين ب 
هتعرفي يا عاليا 
ثم ضغط بقوة على دواسة البنزين لتنطلق السيارة بسرعة قصوى و...........!!!
يتبع الجديد

 

تم نسخ الرابط