رواية راسين في الحلال (الفصل الثالث عشر) لـ منال سالم

موقع أيام نيوز


وفي نفس الوقت كان ېختلس النظرات إلى عاليا المنكمشة في مقعدها المجاور له .. 
ظهر طيف إبتسامة عذبة ومغترة من بين أسنانه ثم أخذ يصفر بخفوت بلحن شهير ويدندن بكلمات غير واضحة .. 
كانت عاليا تحاول النظر إليه من طرف عينها بالرغم من تسليطها النظر لجانب الطريق البارز من نافذتها المجاورة فالفضول ېقتلها لمعرفة ما الذي يفعله .. 

ظلت تفرك أصابع يدها المتشبثة بحقيبتها في توتر واضح .. وكانت بين الحين والأخر تتنحنح بصوت خافض محاولا بل حلقها الذي جف تماما من الإرتباك .. 
لقد خالفت عاليا أحد أهم مبادئها وهي الوثوق بشخص لا تعرفه جيدا وإستقلالها لسيارته دون وعي كاف لمدى خطۏرة هذا .. 
حاولت أن تجد لنفسها المبررات الكافية لتقنع نفسها بأن ما فعلته كان بدافع الضرورة وليس تنازلا عن مبادئها .. 
لاحظ رامي حالة الشرود المصحوبة بالجمود الظاهرة عليها فقرر أن يذيب حاجز الثلج بينهما وتحدث بحماس زائد ب 
شكلك إندمجتي مع ال  View المنظر 
لم تلفت هي إليه فرمقها بنظرات إستغراب من عينيه العسليتين  ثم وضع إصبعيه على طرف ذقنه وسأل نفسه بخفوت يحمل التعجب ب
هي طارشة ولا إيه أعلي صوتي شوية يمكن تسمع 
وبالفعل تنحنح بصوت خشن ثم قال بنبرة مرتفعة 
إندمجتي مع الفيو 
إلتفتت هي برأسها ناحيته وحدجته بنظرات قوية ثم هتفت بعصبية وهي تلوح بيدها 
إيييييه في ايه بتزعق كده ليه 
نظر هو لها بذهول قبل أن يجيبها بحرج ب 
إحم .. آآ... افتكرتك مش سمعاني 
عقدت هي ساعديها أمام صدرها وظلت تنظر إليه تلك النظرات القوية ثم تابعت بنبرة جادة ب 
لأ أنا بأسمع كويس
ثم صمتت للحظة قبل أن تكمل بنبرة تحمل السخط الواضح 
ومش طارشة على فكرة 
تنحنح رامي في حرج ثم رسم إبتسامة بلهاء على ثغره وغمز لها وهو يحدثها بتحمس ب 
الله ! ما إنتي حلوة أهوو ومركزة !
أشارت هي له بإصبعها محذرة وهي تنطق بصرامة ب 
يا ريت تركز إنت كمان في السكة اللي قدامك لأحسن أنا جبت أخري وعاوزة أنزل 
مط هو شفتيه في إنزعاج وحاد ببصره بعيدا عنها ليتنجب تلك النظرات البراقة التي تصيبه بشيء لا يفهمه ثم حدث نفسه بنبرة خاڤتة للغاية ب 
لو مكنش خلقك ضيق بس كان زمان ربنا عدلهالك 
رمقته عاليا بنظرات حادة فكلماته الهامسة تلك تثير حنقها فهي واثقة بأنه يتعمد السخرية منها كعادته لذا سألته بوجه عابس ب 
بتقول ايه سمعني كده 
لأ مافيش ! 
قالها رامي بصرامة زائفة وهو يبتسم لها إبتسامة سخيفة فإزداد غيظها ونفخت أمامه .. ولكنه ظل صامت يرمقها تلك النظرات المتفحصة لإيماءاتها وحركاتها العجيبة.. 
ثم رن هاتفه المحمول فمد يده ليلتقطه من على التابلوه ومن ثم
 

تم نسخ الرابط