روايه قلوب حائره
المحتويات
باشمهندس
هتف
رؤوف معاتبا إياه بلطف
طب ولما أسوان وناسها عاجبينك قوي كدة سبتنا وبعدت ليه يا باسمهندس
اسوان في القلب يا رؤوف نطقها بحنين ثم حول بصره الى زوجته التي تجاوره الجلوس وامسك يدها ثم تحدث بفكاهة
بس علي رأي المثلسألوا جحا وقالوا له بلدك فين يا جحاقال لهم اللي فيها مراتيوأنا خلاص اخترت بلد مرات
والله كانت أحلى أيام اللي عشتوها معانا هنا يا باشمهندسكنا متونسين بيكم وماليين علينا الدنيا
ثم إلتفتت إلى رؤوف علي عجالة وكأنها تذكرت شيئ وتحدثت مشاكستا اياه تحت ضحكات الجميع
إوعي إنت كمان تعمل زي الباشمهندس سليم وتسيبني بعد ما ربيتك وتروح تعيش في إسكندرية وتقول بلدي اللي فيها مراتي
من الناحية دي إطمني علي الآخر يا ست الكل
واستطرد بإبتسامة واسعة
أنا عاشق لتراب أسوان زي الباشمهندس حسن بالظبط وما اقدرش علي بعدك
ثم استطرد وهو ينظر إلي سارة
وبعدين أنا مراتي هي اللي لازم تكون تبع بلد جوزها مش العكسولا إيه يا سارة
إبتسمت باستحياء وقامت بتوجيه نظرها إلي إبتسام ثم تحدثت بصوت خفيض يرجع إلي خجلها
بمشاكسة لإبنتها تحدثت يسرا
الوقت إسكندرية بقت وحشة يا ست سارةولا علشان سي رؤوف تقومي تبيعي بلدك اللي إتربيتي فيها
إبتسمت وضحك الجميع عليها وتسائلت يسرا زوجها
إسلام وياسر وعلي إتأخروا يا سليمما تتصل بيهم وقول لهم ييجوا وكفاية كدة
أجابها ليطمئن قلبها
عقبت بتأكيد إبتسام
ما تقلقيش عليهم يا يسراوزي ما الباشمهندس قال لك الدنيا هنا أمان وما فيش خوف عليهموبعدين لسه بدريدي الساعة لسة ما جتش ثمانية
أومت برأسها وتابع الجميع حديثهم اللطيف
عوده الى ياسين الذي ما زال واقفا أمام شاطئ البحرمازال جسده مشټعلا من حديث تلك التي اوصلته لحالة من الجنون بعفويتهاأغمض عيناه وبدأ يأخذ شهيقا طويلا ويزفره بهدوء كي يهدئ من حالة الڠضببالفعل بدأ يهدئ وبات يسترجع كلماته مع زوجتهإكتشف كم كان حادا معها وردة فعله عڼيفة
أخرج هاتفه الجوال من داخل جيب بنطاله وهاتف الرائد كارم وأكد علي عزيمة زوجته لهثم أغلق معه وتوجه مباشرة إلي زوجتهدخل من باب الجناح يتطلع عليها لكنه لم يجدهاإلتفت إلي باب الحمام وجد إضائته شاعلة فتأكد من وجودها بالداخلجلس علي طرف الفراش ينتظر خروجها الذي طاللم يستطع الإنتظار أكثر فتوجه إلي الباب وقام بالطرق عليه بضعة طرقات ثم فتح الباب عندما لم يستمع إلي صوتا لها
تحمحم كي يجلي صوته ثم تحدث بنبرة هادئة
مليكةإحنا محتاجين نتكلم شوية علشان أوضح لك اللبس اللي حصل بينا
لم تعيره عناء النظر إليه وتحدثت بنبرة شديدة اللهجة أظهرت كم إحتدامها
وإنت بقي شايف إن ده مكان مناسب للكلام يا سيادة العميد!
أومأ لها وتحدث وهو يستعد للإنسحاب إلي الخارج
هستناك برة علي ما تخلصي
قالها وأنسحب واغلق خلفه البابتنهدت بأسي ومن جديد إنسابت دموعها پألم جراء إهاناتها التي تلقتها علي يده منذ القليل
كان يجلس علي طرف الفراش منتظرا خروجها علي أحر من الجمر كي يسترضاها ويجعلها تغفر له خطأه الغير متعمد بحقهابعد مرور حوالي الربع ساعة خرجت من الحمام متجهة إلي غرفة تبديل الملابسوخرجت بعد إرتدائها لثوبا محتشما يغطي كامل جسدها
وقف سريعا وتحرك إليها وتحدث وهو يشير إلي الأريكة خاصتهم
تعالي نقعد علشان نعرف نتكلم
تحركت وبالفعل جلست وتحدث وهو يمسك كف يدها ويرفعه إلي فمه واضعا فوقه قبلة إعتذار وتحدث بملامح أسفة
أنا أسف يا حبيبيمكانش لازم إحتد عليك في الكلام بالشكل ده
واستطرد موضحا
كان لازم أفهمك غلطك بهدوء
تاني هتقول لي غلطي يا ياسين نطقتها بنظرات حزينة عاتبةفأردف بنبرة جادة
آه غلطك يا مليكةإنت فعلا غلطي لما عزمتي الراجل من غير ما تاخدي رأيي
واستطرد بنبرة صارمة
إنت مش بس غلطتيإنت تعديتي الإصول اللي عمرك ما تعديتيها طول سنين جوازنا
إبتلعت لعابها خجلا وتحدثت بعدما تمعنت بحديثه وتيقنت صحته
النقطة دي إنت معاك حق فيها
واسترسلت بنبرة حزينة
أنا أسفة واوعدك الغلطة دي مش هتتكرر تاني
ثم استرسلت بقوة وكأنها تحولت لإمرأة أخري
بس ده ما يمنعش إنك غلطت فيا وشكيت في أخلاقي وده اللي مش هقبله أبدا لا منك ولا من غيرك
ﺗﺠﻬﻤﺖ ﻣﻼﻣﺤﻪ ﻭﺍﻋﺘﻼﻩ ﺍﻟﻐﻀﺐ ثم هتف من بين أسنانه عقب إستماعه لحديثها الچنوني والغير مقبول لدي عقله
مليكةإتلمي وخدي لك ساتر في الكلام علشان ما طلعش جناني عليك
واستطرد موضحا
أنا عمري ما خطړ علي
بالي إني أشك في أخلاقكوثقتي فيك ملهاش حدود
هتفت متسائلة بحدة
وتسمي كلامك اللي قولته لي ده إيه يا ياسين
علي عجالة هتف بعيناي تشتعل بفضل غيرة عشقها
كلامي ناتج عن غيرتي وچنوني علي حبيبتي اللي بمۏت فيها مش أكثر
وبنبرة تفيض عشقا أسترسل وهو ينظر بمقلتيها
أنا أموت قبل ما أشك فيك يا مليكة
وضعت يدها علي فمه سريعا لتمنعه تكملة الجملة وهتفت بنبرة مړتعبة
بعد الشړ عنك يا حبيبي
إبتسم واعتلت ملامحه الراحة وسألها بنبرة حنون
يعني خلاص سامحتي ياسين
بإبتسامة حنون أجابته
أنا روحي فدا ياسين
واسترسلت برجاء
بس أرجوك ما تعملش كدة تاني
تسلم لي روح حبيب جوزه نطقها تحت إبتسامتها السعيدةإقترب عليها وقام بإحتضانها وتحدث وهو يتنفس بانتشاء
إوعي تزعلي مني أبدا يا مليكةوالله لو تعرفي مقامك وغلاوتك عندي عمرك ما تزعلي مني
لفت ساعديها حول عنقه وشددت من ضمته لصدرها تحت حبوره الشديدتحدث بإعلام
علي فكرةأنا كلمت الرائد كارم وأكدت عليه عزومة بكرة
مچنون نطقتها باستسلام فأجابها وهو يشدد من إحتضانه لها
مچنون بحبك
أتي المساء
وعندما يأتي المساء لابد أن يجلب معه ما ينشغل به سواء القلب أو العقلفهو لا يأتي بمفرده بتاتادائما ما يأتي معه بما يشغل بالنا لنتوه وسط حواديته التي لا تنتهي
أما بالنسبة لتلك القابعة علي تختهافتعودت عليه مؤخرا بأن يأتي مصطحبا معه أحزانها وأنين روحها المتوجعة جراء رحيل غاليتهاأما مساء اليوم فيختلف كليا عن كل ما سبقوهفقد أتي بالحيرة والمشاعر المتضاربة التي لم تستوعبها تلك البريئة بعد
كانت تتمدد فوق تختها ناظرة بسقف غرفتهاشاردة في ذاك الذي بدأ يستولي علي حيزا من تفكيرهاتنهدت بهدوء ثم سحبت جسدها لأعلي وأسندته علي خلفية تختهاربعت ساقيها ومالت بجسدها بإتجاه الكومود وقامت بالتقاط جهاز الحاسوب الخاص بها وحركت مؤشر البحث حتي استقرت علي صفحة
ذاك الفارس الرسمية علي أحد مواقع التواصل الإجتماعي
باتت تسحب الشاشة وهي تنظر إلي محتوي ما يتم مشاركته من قبلهوفجأة توقفت يدها عندما رأت صورة لهحيث يقف بطوله الفارع وينظر للأمام بإبتسامة رائعة جذبتهادون إدراك منها خرجت إبتسامة حنون زينت ثغرها الذي كاد أن ينسي الإبتساماتبتمعن شديد باتت تركز علي تفاصيل ملامح وجهه الرجولية
كبرت حجم الصورة وباتت تنظر إليها بتركيز وتتعمق النظر بعيناهإكتشفت أنها باللون العسليإبتسمت ودون وعي وضعت يدها علي شاشة الحاسوب وباتت تتحسس موضع شفتاه الغليظة بأصابع يدها الرقيقة
ضيقت عيناها تستغرب سلوكها ذاك والذي لا يشبهها بتاتاهزت رأسها وسحبت يدها سريعا مستنكرة تصرفها
تنفست بضيق وقامت بغلق ذاك الحاسوب وألقت برأسها إلي الخلفإبتسمت بخبث عندما أتتها فكرة تهاتف بها ذاك الكارم دون أن تمس كرامتهااعتدلت سريعا والتقطت هاتفها الجوال وضغطت علي نقش إسمه وانتظرت الإجابة بقلب يخفق بشدة
كان يقف داخل شرفة غرفته الخاصة المطلة علي شارع عام مزدحم بالسيارت المارةاستمع إلي رنين هاتفه الموضوع فوق تخته بالداخلتحرك إليه ورفعه لمستوي وجهه وما أن رأي نقش إسمها حتي قطب جبينه متعجبافهي لا تهاتفه إلا وهي داخل الحرم الجامعي لتخبره كي يستعدضغط زر الإجابة وتحدث بنبرة جادة
أهلا يا دكتورة
تسارعت وتيرة دقات قلبها فور إستماعها لنبرة صوته الرجولية وما شعرت بحالها إلا وهي تجيبه بنبرة رقيقة خرجت دون إدراكها
أهلا بيك يا حضرة الرائد
ضيق عيناه وابعد الهاتف سريعا وبات ينظر علي إسم المتصل بتمعن ليتأكد من تلك النبرة الجديدة عليهف أيسل التي تعود عليها منذ أن إستلم مهمة حمايتها تمتلك صوتا حادا من يستمع إليه وهي تهاتفه يتأكد أنها مجبره علي محادثتهلوي فاهه متعجبا ثم أعاد الهاتف إلي أذنه من جديد وسألها مستفسرا
خير يا دكتورة
إستشاط داخلها جراء إستماعها لسؤاله السخيف وبلحظة انقلب حالها من هائمة إلي غاضبة وتحدثت بنبرتها التي تعود عليها ذاك الوسيم
هو سؤال وعاوزاك تجاوبني عليه بمنتهى الصراحة
إبتسم لتحولها السريع إلي طريقتها الحادة والتي بات يحفظها عن ظهر قلبتحدث بنبرة باردة أثارت حفيظتها
أنا سامعك
هتفت بنبره حادة
ممكن أعرف كنت تقصد ايه بالكلام اللي قلته لطنط مليكة
ضيق عيناه مستغربا حديثهاعن أي حديث تتحدث تلك الغاضبةوبلحظة تذكر نظرتها الحادة التي رمقته بها أثناء ما كان يتحدث عن مسك ووصفها بأنها تشبه تلك الراقيةلكنه لم يرد كشف أوراقه أمام تلك الحانقة وقرر اللعب معها كي يستدعي ڠضبها أكثرفقد أعجبه تلك الشراسة التي تحادثه بها وأراد أن يستدعي المزيد كي يتسلي بها قليلاوأردف مستفهما بخباثة
ممكن توضحي أكثر
واستطرد بإبتسامة ماكرة ارتسمت فوق شفتاه
أنا ومدام مليكة إتكلمنا في كذا موضوع وحقيقي مش فاهم تقصدي أي جزئية من كلامنا
إشټعل داخلها من إسلوبه المستفزتعلم مدي فطانته ولذا فهي أكيدة من داخلها أنه يفهم مغزي حديثهاهتفت بحنق أظهر كم ڠضبها
أنا متأكدة إن حضرتك عارف قصدي كويس قوي
واستطردت بايضاح تحت ضحكاته التي يكظمها كي لا تصلها
ومع ذلك أنا هقول لكأنا بتكلم عن اللي قولته عن مسك أختيلما قلت إنها تشبه مامتها في خفة الډم والقبول
عقب مصححا حديثها بنبرة جادة
أولا أنا ما قولتش خفة الدمأنا قولت عندها قبول ومرحةودي حقيقة لمستها في إسلوب مدام مليكة في الكام مرة اللي حالفني الحظ وقابلتها فيهم
واستطرد متسائلا بتعجب تحت إشتعالها من حديثه عن مليكة بذاك الإنبهار
هو اللي أنا مش قادر أفهمه بصراحةإنت إيه اللي زعلك وزعجك من الكلام بالشكل ده!
هتفت نافية بلهجة حادة
ومين اللي قال لك إن أنا زعلانة من كلامك ليهاخالص علي فكرة
واستطردت بإبانة
أنا اللي ضايقني يا أستاذ إنك كنت بتلقح عليا وعاوز توصل لي إني دمي تقيل ومعنديش قبول
ڠضب من إسلوبها وهاتفها بنفس الحدة كي تعي علي حالها وتتراجع عن طريقتها التي تستفز داخله كرجل شرقي لديه من الكرامة وعزة النفس ما لا يجعله يقبل علي حاله أن تحادثه إحداهن بتلك الفظاظة
أولا أنا مش أستاذأنا سيادة الرائد كارم المعداوي
واستطرد بنبرة صارمة
ثانيا ياريت تسحبي وفورا كلمة بتلقحلأن التلقيح وصف حريمي
متابعة القراءة