روايه قلوب حائره
المحتويات
لعيناها فابتسمت وباتا معا يدللان صغيرتيهما ويغمرا جسدها بالماء والصابون تحت سعادة الصغيرة ومناغاتها لكلاهما
بعد مرور يومان
خرجت من داخل جامعتها دون أن تبلغ كارم بخروجها إليه يستعد لتأمينهانظرت علي مكانه وجدته يقف بصحبة تلك الفتاة التي لم تتقبلها منذ الوهلة الأولى والتي رأتها فيها مع ذاك الوسيم
علي الفور شعرت بإشتعال روحها
تحاملت علي حالها كي تتحكم في ضبط إنفعالاتها وتبدو بكل ذاك الثبات الذي ظهر علي وجههاتحركت بطريقها إليه بجسد مشتعل لم تقوي علي تهدأته كما فعلت في تعبيرات وجهها
وما أن رأها كارم حتي إرتبك من مفاجأته بخروجهاهرول إليها ليؤمن خروجها وكالعادة بات يتلفت حوله ليتفقد المكان وهتف بغيظ من بين أسنانه
وجهت بصرها علي تلك الواقفة تنتظره وأردفت بحديث ذات مغزي
محبيتش أقطع وصلة غرامك وأفصلك
رفع حاجبه مستنكرا حديثها ثم هز رأسه بضيق وتوجه بها حتي أوصلها لمقر السيارة تحت نظرات رجال الحراسة المحاوطين لهماألقت نظرة سريعة علي تلك المايان وابتسمت بجانب فمها ساخرة ثم استقلت السيارة تحت إستشاطة ذاك الذي كاد يصاب بذبحة صدرية جراء أفعال تلك المتمردة
قضا كلاهما طيلة الطريق في صمت تام وترقب كلا منهما للأخر دون أن يلاحظهدخلا إلي حي المغربي فصدح هاتف كارم واضطر أن يجيب قائلا
واسترسل
تمام يا حبيبتيهشوفك بعد شوية
نطقها وأغلق الهاتف سريعا تحت فضول تلك الجالسةإكتشفت أنها لا تمتلك أية معلومات عنههل هو متزوجمرتبطأم أن حياته خالية من أي إرتباطات مثلهاأوقف كارم السيارة أمام منزل اللواء عز المغربي
نزل من السيارة واقترب من الباب الخاص بها وقام بفتحه وكاد أن يتحرك بعدما نزلتإلا أنه توقف حين رأي مليكة وهي تخرج من منزل سيادة اللواء حاملة طفلتها بعد زيارة
مدام مليكةإزي حضرتك يا أفندم
ضيقت أيسل عيناها باستغراب وتعجب داخلها من معرفة كارم بمليكةردت مليكة بإحترام وابتسامة هادئة إعتلت ملامحها وجعلتها بشوشة
أهلا يا حضرة الرائدإزي أخبارك
كادت أن تتحرك في إتجاهها إلي الداخل بتجاهل مفتعل رغم فضولهاأرضي فضولها تلك الصغيرة التي لوحت بيداها في إشارة حماسية توحي لمدي اشتياقها لشقيقتها الكبريتحركت أيسل إليها وبسطت ذراعيها وألتقطت الصغيرة وتحدثت بنبرة حنون
مسكيوحشتيني يا جميلة
تراقصت الصغيرة بحماس تحت سعادة أيسل التي باتت تنثرها بالكثير من القبلات الشغوفة والتي تجلب لقلبها السرور
تحدثت مليكة إلي أيسل لتجميل صورة زوجها أمام ذاك الكارم
حمدالله علي السلامة يا أيسل
إبتلعت لعابها إحراجا وتحدثت بهدوء
الله يسلمك
سألها كارم باستعلام وهو ينظر علي تلك الجميلة مداعبا وجنتها الوردية تحت خجل أيسل الذي أصابها جراء إقترابه منها كي يداعب الصغيرة
دي أكيد بنت حضرتك وسيادة العميد
أهمسك نطقتها مليكة بإبتسامة فتحدث كارم من جديد بما جعل داخل أيسل يستشيط
ماشاء الله طالعة مرحة وعندها قبولتمام زي حضرتك
رمقته أيسل بنظرة حاړقة لعلمها أنه يستفزها بحديثه قاصدا به إتهامها ووصفها بعدم القبول لدي الأخرين
إبتسمت مليكة وشكرته ثم تحدثت وهي تدعوه للداخل
إتفضل حضرتك أعرفك علي ماما ثريا وتشرب معاها فنجان قهوة
أردف باحترام
أكيد ليا الشرف إني أتعرف عليها يا أفندم
واستطرد باعتذار
بس وقت تاني إن شاء الله لأن والدتي مستنياني علي الغدا ومأكلتش لحد الوقت ومش حابب أتأخر عليها
واسترسل بدعابة تحت إرتياح قلب أيسل بعدما علمت أن التي هاتفها منذ القليل هي والدته
أو بمعني أصح مش حابب أتأخر علي طاجن الجمبري الجبار وألحقه قبل ما يبرد
بالهنا والشفا قالتها مليكة واستطردت باحترام
طب بمناسبة الكلام عن الأكلإيه رأيك تتغدي معانا بكرة إن شاء الله أهو بكرة أجازة رسمية للكل
واستطردت بلطافة
وأهو علي الأقل تدوق أكلنااللي أكيد طبعا مش زي أكل مامت حضرتكبس أهو تغيير
أجابها باحترام
العفو يا أفندم ما تقوليش كدة أكيد أكل حضرتك ممتاز
واسترسل بموافقة
يشرفني طبعا حضرتكإن شاء الله هاجي
أجابته بهدوء
إتفقناأنا هبلغ سيادة العميد وهنستناك بكرة إن شاء الله
واسترسلت بعدما رأت الإهتمام بعيناي سيلا التي تتظاهر بملاطفة الصغيرة وهي تسترق النظرات منه بين الحين والأخر
وإنت أكيد هتيجي يا أيسلمش محتاجة عزومة طبعا
هفكر نطقتها بترفع لحفظ ماء وجهها أمام غريمتها
قطب كارم جبينه متعجبا تعالي تلك المتعجرفة حتي علي زوجة أبيها اللطيفةوما زاد تعجبه هو تصرف مليكة التي إبتسمت لها بتفهم وتعاملت مع الموقف كأنه طبيعيا
إنصرف كارم بعدما إستأذن منهما وأخذت مليكة إبنتها بهدوء وأنسحبت لداخل منزلهاأما أيسل فدخلت إلي منزلها تحت سعادتها البالغةالتي لا تعلم مصدرها وهي تفكر في حضور ذاك الوسيم إلي منزل ثريا
إنتهي البارت
قلوب حائرة
بقلمي روز أمين
بسم الله ولا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل التاسع والثلاثون
قلوب حائرةالجزء الثاني بقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
بمغيبك يا خليل الروح يحول وضح نهاري إلي ظلام
والصمت سيدي في حضرة هواك أبلغ من كل الكلام
فيا من ملكت القلب والعقل والوجدان والأحلام
لك مني يا حبيب الروح قبلة وألف ألف سلام
خواطر مليكة عثمان
بقلمي روز آمين
عادت مليكة بطفلتها إلي المنزل بعد مغادرة كارم وخروجه من حي المغربيتلفتت حولها وباتت تبحث بعيناها هنا وهناك عن ثريا وصغارهاوجدت أصوات أطفالها تخرج من جهة المطبختحركت في طريقها إليهم وجدت ثريا تقف أمام المنضدة المستديرة المتواجدة بالمنتصف ويصطف حولها أنس وعز ومروان يتابعون جدتهم وهي تصنع لهم كعكة الشيكولاتة المحببة لدي ثلاثتهم
هتف ذاك المشاكس الواقف فوق المقعد مهللا بالصغيرة وبوالدته
تعالي يا مسوكتيشوفي نانا وهي بتعمل لنا شوكلت كيك
إبتسمت له مليكة وتحدثت موجهة حديثها إلي ثريا
أنا شامة ريحة كيك البرتقال
صح يا ماما ولا حاسة الشم عندي فيها مشكلة
تحرك مروان إلي والدته وحمل عنها الصغيرة وبات يداعبها هو وأنس وعز تحت مناغاتها لهم والتي تسر القلوب مما بث البهجة داخل قلوب جميع من بالمطبخ
أما ثريا ف ابتسمت وتحدثت مداعبة تلك التي تكن لها الكثير من الحب داخل قلبها
إطمني يا مليكةحاسة الشم عندك بخير وقوية كمان
ثم تابعت صنع كعكتهاوتحدثت علية حيث كانت تفتح باب موقد الخبز وتخرج منه إحدي صواني كعكة البرتقال
الست ثريا عملت صنيتين بالبرتقالوصنيتين بالشيكولاتة علشان الأولاد
أسرعت هدي وقامت بوضع حاملا للسخونة وقامت علية بوضع الصينية عليهأما منى
فتحدثت بنبرة حماسية وهي تنظر إلي تلك الكعكة الساخنة بلونها الوردي ورائحتها الشهية التي تسيل لعاب كل من يشتم لرائحتها الذكية
تسلم ايدك يا ست ثرياالكيكة شكلها يفتح النفس
أردفت بإبتسامة حنون لتحثها علي تذوقها
طب يلا قطعيها ودوقي كدة وقولي لي رأيك
إبتسمت العاملة خجلا وتحدثت علي استحياء
ما يصحش يا ست هانم
وأنا بقول لك قطعي يلا ودوقي كلمات نطقتها بنبرة رحيمة حين رأت إشتهاء الفتاة
للكعكة ثم استرسلت وهي تنظر إلي علية
قطعي إنت ووزعي علي البنات يا علية
إعترضت تلك العلية فتطوعت مليكة التي أردفت بإبتسامة هادئة
أنا اللي هقطعها يا ماما
أردف مروان قاصدا بحديثه والدته وهو ينسحب إلي الخارج حاملا شقيقته
أنا هستناكم برة أنا ومسك يا ماما
تمام يا حبيبي نطقتها بعيناي ممتنة ثم بدأت بتقطيع الكعكة ووضع بعضا منها داخل الصحون التي أحضرتها هدي ووزعت علي ثلاثتهم ومن ثم لأطفالها ولها وثريا التي إنتهت من صنع ما بيدها وقامت علية بوضعها بموقد الخبز وانتقل الجميع حيث جلسوا بالخارج وبدأو يتناولون كعكتهم بتشهي والإثناء علي مذاقها المميز
أردف مروان ممتدحا جدته
تسلم إيدك يا ناناالكيك تحفة
نظرت لنسخة فقيدها الغالي التي تتشكل وتتأكد يوما بعد الآخر وتسعد رؤية ملامحه قلبها وتجعله يحلق بالسماءوتحدثت بنبرة تفيض من شدة الحنان
بألف هنا يا قلبك يا حبيبي
إبتسم لها الصغير تحت نظراتها الحنون التي تشمله بهاقطع تركيزها حديث مليكة التي نطقته علي استحياء
ماماأنا بعد إذنك عزمت ظابط الحراسة بتاع أيسل عندنا هنا بكرة علي الغدا
واسترسلت موضحة بتلبك
كان موصل أيسل ووقف يسلم عليا فعزمته يدخل يشرب قهوته مع حضرتكإعتذر بمنتهي الذوق وقال إن مامته مستنياه علشان يتغدا معاهافاتحرجت وقلت بما إن بكرة أجازة المولد النبوي الشريف فعزمته علي الغدا
عقبت ثريا بنبرة هادئة
خير ما عملتي يا بنتي
سألتها مستفسرة بترقب
يعني حضرتك مش متضايقة!
قطبت جبينها وعقبت متعجبة
أتضايق!
واستطردت بايضاح
أتضايق ليه يا بنتيده بيتك وبيت أولادك ومن حقك تعزمي فيه أي حد في أي وقت
متشكرة يا ماما نطقتها بعيناي ممتنة فأردفت الاخري مستفهمة
بلغتي ياسين وقولتي له
أجابتها بهدوء لتيقنها بتقبله للأمر ببساطة
لسة يا ماماهو كلمني وأنا عند الباشا وكان لسة في الشغل
واستطردت بإعلام
هروح أتمشي شوية علي البحر ولما ييجي هكون رجعت وأبقي اتكلم معاه وأبلغه
وافقتها الرأي وانسحبت مليكة بعدما تركت لها الصغيرة بصحبة مروان وأنس
أما عز فقد ذهب إلي ليزا وساندرا بصحبة منى التي أخذت معها إحدي كعكات الشيكولاتة للصغيرتان بناءا علي طلب ذاك العز كي يظهر بشكل لائق أمام الفتاتين حتي ينال إعجابهما به
جلس بأرضية البهو بصحبة الصغيرتان اللتان كانتا تتناولتان من الكعكة بشهية مفتوحة تحت نظرات عز ومنال وطارق وچيچي وعمر الجالسون بمقاعدهم ينظرون علي الصغار بسعادة ويتناولون أيضا من كعكة الصغير
نظر علي ساندرا وسألها مستفسرا باهتمام
عجبتك الشوكلت كيك يا ساندرا
بنبرة رقيقة أجابته تلك الراقية
حلوة قوي يا عزو
أجابها بانتشاء
أنا اللي خليت نانا ثريا تعملهاقولت لها ساندرا طارق بتحبها
إبتسمت إليه وتحدثت بنبرة رقيقة تليق بها
ميرسي يا عزو
إتسعت عيناي طارق الذي هتف بنبرة مذهولة
إنت يلا قاعد تشقط البنت قدامي ولا عامل لوجودي أي حساب
أطلق عز ضحكاته التي وصلت حد القهقهة وتلاه الجميع في حين رفع الصغير بصره وسأل عمه مستفسرا
يعني إيه تقشط يا عمو
بنبرة ساخرة أجابه طارق
تقشط ده إيه يا روح عمو
واسترسل مصححا
إسمها تشقط يا حبيبي
قطب جبينه وسأله من جديد
يعني إيه بقي
أردف عز موضحا لحفيده المحبب لديه بمراوغة
عمو يقصد إنك باشا وملكش زي
واسترسل مادحا إياه بدعابة
إستمر يا حبيب جدومستقبلك باهر زي أبوك إن شاء الله
ميرسي ياجدو نطقها بترفع وهو يتبسم بخفوت مما جعل طارق يجن جنونه ويهتف بحنق مفتعل
شوف الواد وغرورهإبن ياسين هينقطني يا باشا
ضحكت چيچي وتحدثت إلي زوجها
ما
متابعة القراءة