رواية هوس من اول نظرة " الجزء الثاني" ( كاملة) بقلم ياسمين عزيز

موقع أيام نيوز

 


يارا بتوسل..
بليز يا أروى.. أرجوكي عشان البيبي
يرضيكي يطلع مرسوم على ظهره سېجارة.
رمشت بعينيها و هي تكرر بإلحاح..
بليز يا أروى بليز إنت صاحبتي الوحيدة 
في المكان داه .
أروى و هي تقلب شفتيها..
غلطة و ندمانة عليها...لحظة ما فكرت 
أبقى صاحبتك .
يارا.. يلا روحي بسرعة أنا هستناكي...بس
متتأخريش عليا الجو برد...

أروى باستسلام
ماشي بس تعالي أدخلي إستيني تحت في الصالون 
عشان الجو برد اوي هنا و إنت حامل..
إبتسمت لها يارا ثم سارتا نحو الداخل دون 
أن ينتبها لهانيا و فاطمة اللتين كانتا 
تقفان خلف إحدى الأشجار في مكان مظلم
و تستمعان لهما...
شهقت فاطمة پقهر و هي تهمس لهانيا..
إنت سمعتي اللي أنا سمعته دي طلعت حامل..و كمان متجوزين بقالهم أكثر من شهر..
هانيا و هي تربت على كتفها بشفقة
إهدي يا فاطمة إنت عارفة إن داه كان 
هيحصل دلوقتي أو بعدين..
فاطمة پغضب ووعيد..
بس انا مش هسيبهم حتى لو بقى 
عندهم عشر عيال.. صالح ليا أنا و هاخذه 
منها بأي طريقة..
إلتفتت نحو هانيا و قد بدأ عقلها يحيك 
خيوط خطتها الشريرة قبل أن تتحدث 
بتحريض..
و إنتي كمان لازم تستعجلي و تنفذي خطتك 
قريب جدا... عشان العقربة اللي أروى دي مصرة
إنها تطردك من هنا...
أومأت لها هانيا لتضحك فاطمة بشړ و هي 
تكمل..
تعالي عشان مهمتك هتبتدي من دلوقتي..
في الأعلى..
دلفت أروى الجناح لتجد فريد مازال يلعب 
مع لجين...رآها ليبتسم و هو يرفع ذراعيه نحوها
قائلا..
تعالي..

واحشاني...
أروي بسعادة..بالسرعة دي..
فريد مقبلا رأسها.. دايما و على طول..أشار 
نحو القطار الذي كان يسير فوق السكة مصدرا صوتا عاليا ليعرض عليها أن تشاركهما اللعب..
بصي لوجي مبسوطة إزاي...الظاهر عجبتها اللعبة
دي جدا..
إستندت أروى بذقنها فوق صدره و هي تقول..
اه فعلا حلوة اوي...
شعرت بالنعاس لأن فريد كان يلعب بخصلات شعرها 
بعد أن أزاح حجابها .. تنهدت قبل أن تنتفض 
فجأة وهي تتمتم بإسم يارا مما جعل فريد يستغرب
مالك يا حبيبتى...
تلعثمت و هي تجيبه..لا و لا حاجة...أنا هروح 
الحمام...
وقفت تلتفت حولها بحثا عن علبة السچائر 
الخاصة به و هي تكاد تبكي بداخلها شاتمة 
يارا بكل الشتائم التي تعرفها...
لمعت عيناها عندما لمحت العلبة فوق 
الكومودينو و فوقها القداحة وراء ظهر فريد مباشرة... 
رفعت عيناها نحو فريد الذي لم يكن 
منتبها لها...
إختطفتها ثم خبأتها في صدرها بسرعة
ثم سارت نحو باب الجناح قائلة..
حبيبي خمس دقائق و راجعة..
لم تنتظر حتى إجابته و هرولت خارجا حتى 
وصلت ليارا التي كانت تنتظرها..
تحدثت بصوت لاهث و هي تنظر حولها..
بقيت حرامية بسببك..خذي يا أختي 
على الله ينفع...
إلتقطت يارا العلبة و القداحة لتشعل إحدى 
السچائر و تبدأ في تدخينها بشهية و كأنها 
تأكل وجبتها المفضلة.. 
اخذتها أروى نحو الصالون الخشبي الموجود 
في الحديقة لتجلسا عليه و من حسن الحظ 
أنه كان في مكان مظلم.
في الأعلى..
كانت فاطمة تقف في بهو الطابق الذي 
يقع فيه جناح فريد تراقب المكان و هي 
تحث هانيا حتى تنجز مهمتها... 
طرقت باب الجناح ليفتح لها فريد بطلته
الساحرة و رائحة عطره الرائعة و التي جعلت 
هانيا تبتسم تلقائيا و هي تكاد تلتهمه بنظراتها 
الشغوفة...
هانيا..مساء الخير يا فريد بيه..
فريد..مساء النور..
هانيا..أنا كنت جاية عشان آخذ لوجي 
أصل داه وقت نومها.. بعد إذنك طبعا .
فريد بنفي لوجي هتبات معانا النهاردة..
هانيا بإيجاب.. اوكي فريد بيه... تصبح 
على خير و سوري لو ضايقت حضرتك... 
أصلي شفت أروى هانم تحت 
و كنت هسألها بس..
سكتت قليلا ثم إلتفتت نحو الجهة التي 
كانت تقف فيها فاطمة ثم عادت لتنظر أمامها
لتهتف بخبث..
أصلها كانت بتشرب سجاير مع يارا هانم 
فمحبيتش أضايقهم..
تأملت ملامح فريد المندهشة بإستمتاع 
و هي تقول في نفس الوقت..عن إذنك 
يا فريد بيه ...
دلف فريد مرة أخرى نحو الجناح ليبحث 
عن علبة سجائره بعد أن تذكر أروى عندما خرجت 
مسرعة منذ قليل دون أن تخبره وجهتها.. 
ضحك عندما لم يجد العلبة مكانها ليحدث
لجين بمزاج..
مامتك دي إنحرفت رسمي...حسابها معايا 
لما ترجع...
في الحديقة...
إنتهت يارا من تدخين أول سېجارة ثم 
فتحت العلبة لتخرج سېجارة أخرى لكن أروى 
إختطفت العلبة من يدها هاتفة بحنق
نهارك إسود...يا بت إتهدي كفاية.. هتأذي البيبي اللي في بطنك بالقرف ده..
يارا برجاء..
واحدة ثانية بس...بليز.. أوعدك إن دي 
هتكون آخر مرة. 
هو اصلا طعمه وحش و أنا مش بحبه .
أعطتها أروى العلبة على مضض لتضيف 
يارا و هي تلتقطها بلهفة مثل قط جائع وجد
سمكة أمامه.. قوليلي يا أروى هو إنت 
ليه بطلتي تروحي الجامعة.
أرويعشان لجين... .
يارا.. ماهي عندها مربية..
أروي پغضب طفيفلا..انا طردتها بس فريد 
قلي خليها تقعد لغاية ما يلاقيلها شغل مناسب 
في مكان ثاني..
هزت يارا رأسها عدة مرات قبل أن تتحدث..
طيب كلمي أي مكتب تشغيل و هو هيبعثلك 
غيرها...الاهتمام بالأطفال صعب جدا و مش 
هتقدري عليها لوحدك..
أروى.. يعني عاوزاني أسيب البنت أربعة 
و عشرين ساعة مع المربية...لا مقدرش طبعا
دي يتيمة و محتاجة حب و حنان مش إهتمام 
بس.. المربية مهمتها إنها تحميها و تغيرها لها
هدومها و تأكلها و تنيمها..و تلعب معاها بس 
هي هتعمل كل داه عشان واجبها مش عشان 
بتحبها..لجين دي بنتي و أنا لا يمكن أخليها 
تحس في يوم من الايام بأنها يتيمة و ملهاش 
أم..الاحساس داه وحش جدا و أنا أكثر حد 
عانيت منه رغم إني امي كانت عايشة..
يارا بتأييد..فعلا معاكي حق..بس بردو 
خسارة إنك تسيبي جامعتك و إنت فاضلك 
سنة واحدة..
أروى.. مش قبل ما أطمن على لجين...حطي
نفسك مكاني إنت لو خلفتي هتأمني على 
إبنك مع واحدة ثانية متعرفيهاش
يارا بعدم إهتمام..
لا أنا هسيب البيبي مع ابوه عشان هنطلق
بعد ما أخلف على طول.. إحنا متفقين على كده .
شهقت أروى لما سمعته لكنها لم تصدق 
ظنا منها أن يارا تمزح لتهتف بسخرية
باين إن السجارة لحست دماغك... أنا 
بقول كفاية كده.
أخذت السېجارة من يدها ثم رمتها نحو الأمام
لتقع تحت قدمي صالح الذي توقف عن السير 
و إنحنى ليمسك ماتبقى من السېجارة و يرفعها
للأعلى قائلا..
إيه دي
فزعت أروى من حضوره المفاجئ لتتمسك
بيارا التي ذهلت أيضا من مجيئه... 
تحدثت أروى بتأتأة و هي تضحك ببلاهة في
نفس الوقت..
ههه ههه ص... صالح..
أجابها صالح و هو يرمي عقب السېجارة من 
يدها..أيو صالح..ممكن أعرف إنتوا بتعملوا إيه هنا
تنحنحت أروي و هي ترسم الجدية المزيفة 
التي لا تليق بها على الإطلاق قائلة..
قاعدين بنتكلم في مواضيع خاصة بالستات... 
هنكون بنعمل إيه يعني
صالح باستهزاء و هو يرفع حاجبيه بشك
و أنا قلت كده بردو...ماهو مش معقول هتقعدوا
برا في البرد داه و الظلمة دي عشان تشربوا
سجاير مثلا...
نفت أروى برأسها لتبدو مضحكة و كأنها طفلة 
صغيرة و هي تراقب خطوات صالح الذي 
تحرك نحو أحد الاعمدة و ضغط على 
رز لينير المكان..
أعوذ بالله سجاير..هو إحنا بتوع الكلام داه .
ضحك صالح ثم جلس بجانب يارا قائلا..
لا طبعا..
أشار نحو العلبة التي كانت فوق الطاولة 
قبل أن يضيف..
مش دي علبة السجاير بتاعة فريد... أصله
مش بېدخن غير النوع داه...
أروى بنفي.. لالا... إحنا لقيناها واقعة على 
الأرض هناك ...
نظر نحو يارا ليقول محاولا إخفاء ضيقه منها..
متهيألي كفاية كده و خلينا ندخل جوا 
الدنيا برد و ممكن تمرضي..
أجابته أروى بمزاح بعد أن لاحظت عدم رغبة يارا
في الذهاب معه
ما تهدى يا عم الۏحش...البت سفروتة مش 
قدك و إنت كل ما تشوفها تاخذها ورا مصنع 
الكراسي...وفر صحتك لسه العمر قدامكوا طويييل ...
قهقه صالح بينما ظلت يارا تنظر لهما بعدم 
فهم لتميل أروى ناحيتها هامسة قاعدة 
و بتبحلقي في إيه.. ما تقومي تسبقيه عشان 
تغسلي إيديكي و وشك من ريحة السجاير اللي
مالياكي دي قبل ما يعرف ... بقيتي شبه عم صبري صاحب القهوة اللي في حارتنا..
كانت يارا ستقف لكن يد صالح منعتها الذي
هتف من بين ضحكاته
خليكي و بلاش تسمعي كلام الهبلة دي 
عشان هتوديكي في داهية...
أجابته أروى و هي تمط شفتيها..
كلكوا ظالميني كده... طب و الله أنا أكثر 
واحدة غلبانة في البيت داه..
صالح بوقاحة و هو يحتضن يارا التي كانت تفرك
كتفيها بعد شعورها بالبرد.. يلا يا غلبانة 
إطلعي لجوزك زمانه مستنيكي ورا مصنع
الكراسي...
وقفت أروى من مكانها و هي ترتب حجابها قائلة بغرور..
تؤ... أنا و فيري أركى أرقى من كده... يلا 
تشاو.. تصبحوا على خير .
ما إن غابت أروى حتى تجهمت ملامح صالح
ليستقيم واقفا من مكانه و يجذب يارا من ذراعها
هاتفا بحدة
وصل بيكي الاستهتار و الأنانية... 
إنك تشربي سجاير و إنت حامل..عاوزة 
تقتلي البيبي...
ضغط على ذراعها أكثر مضيفا بټهديد..
نسيتي أخوكي...
لمعت عينيه بشراسة تحت أنوار الحديقة
مما جعل يارا تغمض عينيها پخوف قبل 
أن ترد بصوت ضعيف
داه.. داه وحم...
كتفيها و يحثها على السير نحو القصر..
وحم... و إلا وحشتك عمايلك بتاعة
زمان...حسابك فوق.. أقسم بالله لربيكي
يا يارا عشان تبقي تفكري قبل ما ټأذي إبني
ثاني..
إبتلعت المسكينة ريقها بصعوبة و هي 
تسير إلى جانبه و كأنها آلة...لم تعد تفكر 
في نفسها
فهي قد تعودت على عقابه
و عڈابه...لكن شقيقها الصغير الذي 
لاذنب له لاتستطيع توريطه مع هذا الۏحش
الذي لايرحم...سوف تظل تعتذر له حتى 
الصباح إذا لزم الأمر لكنها ان تدعه يؤذيه...
في غرفة كامل و إلهام..
كانت إلهام تجلس أمام تسريحتها تنزع 
مجوهراتها و تزيل طن مواد التجميل التي 
كانت تضعها فوق وجهها... 
بينما كان كامل منشغلا بالعمل على حاسوبه 
كعادته..إلتفتت نحوه قائلة..
آدم كلمني النهاردة... و قالي إن سيف لسه
بيدور عليه و مش ناوي يسيبه المرة دي..
أجابها كامل ببرود..
يستاهل... محدش قله ېتهجم على بيوت الناس..
إلهام پغضب
دلوقتي بقت بيوت ناس...مش داه سيف 
عدوك اللي عاوز تتخلص منه و تأخذ كل ثروته... 
و إلا هما القرشين بتوع الورث اللي هو رجعه 
عموا عنيك...
كامل بعدم إهتمام..
أيوا بالضبط..ثروة أبويا كلها رجعت ليا أنا 
و أمين... و داه اللي انا كنت عاوزه...
إلهام..طب و إبنك.. هتخلي سيف ېقتله
تنهد كامل بصوت مسموع قبل أن يجيبها..
اه.. عشان غبي و متهور..هو ھجم على
فيلة سيف مش عشان الفلوس بس عشان حاطط
عنيه على مراته... طول عمره 
رمقته إلهام بنظرات مشمئزة قبل أن تنطق 
مدافعة عن إبنها..
هذا الشبل من ذاك الاسد يا حبيبي و لو 
إنك محصلتش حمار ۏحشي.. و إلا فاكرني 
هبلة و نايمة على وذاني و مش حاسة 
بنظراتك الژبالة لميرفت مرات ماجد عزمي..
أغلق كامل الحاسوب ثم رماه جانبا هادرا بحدة..
إنت إتجننتي..إزاي تتجرئي و تكلميني بالطريقة
دي..
إلهام..
قبل شهر كنا متفقين و بنخطط عشان 
نوقع سيف و ناخذه ثروته
نرفع على أبوك قضية حجر 
عشان تقدر تتصرف بكل حرية في ثروته 
بدل ماهي ملكك على الورق و بس...إيه اللي 
غيرك دلوقتي...للدرجة دي كلت عقلك بجمالها
و دلالها..و نستك مصالحك..
تلعثم كامل و هو يجيبها متهربا من نظراتها
المسلطة عليه..
إنت باين عليكي إتجننتي...مافيش حاجة
من اللي إنت قلتيها حصلت... و إذا كان
على سيف أنا قلتلك مية مرة هو رجع نصيبه
في ورث أبويا و داه كفاية ثروته و فلوسه 
كلها عملها بنفسه هو تعب و إشتغل لحد 
ما بقى سيف عزالدين . زهقت من 
الخطط و المؤامرات و لو على إبنك فأنا
مليش دعوة بيه خليه يتحمل نتيجة تصرفاتك..
إلهام بشك..طب و قضية الحجر..
كامل بمراوغة.. هبقى أشوف الموضوع داه
مع أمين و أقلك...و سيبني دلوقتي أركز عشان 
عندي صفقة مهمة لازم أدرسها .
أجابها باقتضاب ثم إنشغل بحاسوبه..تاركا
إلهام تكاد ټنفجر من شدة ڠضبها متمتمة بداخلها
بتوعد..ماشي يا كامل...أنا هعرف إزاي أرجعك 
خاتم في صباعي زي ماكنت..بقى فاكرني 
هبلة و غبية عشان أصدق كلامك داه..مش 
إلهام الدسوقي اللي جوزها يسيبها عشان واحدة 
ثانية.. و إبني أنا هعرف إزاي أخليه ياخذ حقه.. 
يتبع

الفصل الرابع
فتح صالح باب الغرفة و دفع يارا أمامه برفق 
لتفرك ذراعها پألم مكان أصابعه التي كانت تضغط
على ذراعها....سارت نحو الحمام حتى تغسل 
يديها و وجهها من رائحة السچائر التي كانت تعبق 
منها لكن صوت صالح الغاضب أوقفها..
رايحة فين
أجابته باقتضاب..هدخل الحمام.. رواية بقلمي ياسمين عزيز
صالح پغضب..بسرعة عشان هطلبلك الدكتورة 
تيجي تطمن على البيبي.....
إبتلعت ريقها بصعوبة و بدأت دقات قلبها 
تتسارع قبل أن تهتف بنبرة بدت واثقة
مفيش داعي...البيبي كويس...
قاطعها بصرامة و نظراته تدل على إشمئزازه
محدش خد رأيك و يلا غوري من قدامي عشان 
ريحتك بقت تقرف ...
ضغطت على أسنانها پغضب و هي تشتمه بداخلها 
قبل أن تدلف الحمام و تغلق الباب وراءها پعنف.... 
غسلت أسنانها ووجهها و يديها جيدا ثم خرجت
لتجده يجلس أمام طاولة الطعام ينتظرها و هو 
يحرك هاتفه بين أصابعه... شعر بوجودها ليرفع 
رأسه نحوها قائلا بنفاذ صبر عندما وجدها واقفة 
في مكانها..
تعالي...
جلست أمامه و هي تفرك يديها بتوتر بينما نطراته
الحادة تكاد تخترقها... دفع طبق الطعام نحوها 
هاتفا..يلا كلي...و بعدين إشربي كباية اللبن .
أمسكت الشوكة بامتعاض ثم غرستها في شريحة 
اللحم المشوية و اكلتها دون شهية ثم همهت 
باعتراض..
بس انا مش جعانة...
صالح..إنت متعشيتيش كويس...فلازم تاكلي 
عشان البيبي محتاج تغذية....يلا بلاش دلع 
عاوز الطبق فاضي.
يارا برفض..قلتلك مش جعانة...و بعدين متخافش 
على البيبي هو مش هينقصه حاجة و لو انا 
مكلتش هو هيتغذي مني..فمتقلقش.
صالح بانزعاج..كل اللي قلتيه داه ملوش لازمة و يلا
كلي...أنا لسه محاسبتكيش على اللي هببتيه 
من شوية .
خفضت يارا رأسها دون جدال ثم شرعت في
الأكل رغما عنها حتى أكلت نصف الطبق...رغم إنها كانت تتعمد أكل الخضروات فقط توقفت عندما 
شعرت بأنها لن تستطيع تناول المزيد.....
كانت أنظار صالح مسلطة على أقل حركاتها 
و ما إن كادت تبعد يدها عن الشوكة حتى 
وضع يده على كفها يمنعها لترفع بصرها نحوه
بحيرة لكنه ضغط على أصابعها ناهرا إياها..
كملي أكل...إنت مكلتيش غير شوية خضار .
حركت برأسها بنفي ثم تناولت كوب العصير 
بيدها الأخرى قائلة..
شبعت خلاص....معدتي هتوجعني و ممكن 
أرجع...
أراح يده من فوقها ثم أخد السکين و الشوكة 
ليقسم قطعتين صغيرتين من اللحم ثم رفع 
الشوكة نحو فمها قائلا بلهجة غير قابلة للنقاش
يلا كلي....
فتحت فمها لتتكلم لكنه نهرها بنظراته الصارمة
لتتناول يارا القطعة بصمت و هي تحاول تجاهل 
تلك الوخزات الطفيفة في معدتها....
تناولت القطعة الثانية و الثالثة قبل أن 
ترفع نظرها نحوه بعينين متوسلتين و هي 
تقول..
كفاية بليز....مش قادرة آكل أكثر من كده .
تراجعت بجسدها إلى الوراء تمسح دموعها 
التي تساقطت رغما عنها ليزفر صالح 
بانزعاج و هو يرمي الشوكة من يده 
و يقف من مكانه متجها إليها قائلا..
بټعيطي ليه دلوقتي...إنت عاوزة تقتلي 
الولد سجاير و عياط...مش كفاية إنك رافضة
تأكلي.
جذبها من ذراعها لتقف أمامه...كانت نظراته 
مخيفة لترتعش يارا پذعر متذكرة تهديده لها 
بشقيقها ريان.....
شعرت بتجمع حبيبات رقيقة من العرق على 
جبينها مع تزايد إضطراب معدتها رغم أنها
حاولت جاهدة تهداة نفسها و إيهامها أنه 
ټهديد فارغ و أنه فقط يريد إخافتها...لكنها 
لم تهدأ ليلاحظ فريد إضطرابها...هتف بقلق 
و هو يتفقد حرارتها..
في إيه مالك حاسة بۏجع....
حركت رأسها بالايجاب و هي تضغط على 
شفتيها مانعة شهقاتها من الخروج قبل أن 
تلقي بنفسها بين أحضانه متعلقة برقبته 
كأنها طفلة صغيرة عندها فقط إنهارت 
بالبكاء من شدة خۏفها مرددة بكلمات
متقطعة..أنا... آس. فة.. أرجوك و الله 
أس... فة...سامحني و أنا مش هزعلك ثاني 
أنا عاوزة البيبي و مش حابة أئذيه و الله 
أنا غلطت..بليز مش هعمل حاجة وحشة ثاني 
و هشرب كباية اللبن...بس كفاية عقاپ أنا 
بقيت عايشة في ړعب من ساعة ما إنت 
ظهرت في حيا .....
توقفت قليلا عن التحدث قبل أن تواصل 
الحديث و قد شعرت أنها قد أخطأت في 
الحديث لتتدارك نفسها بصعوبة مبررة
أنا مش عاوزة أبقى خاېفة منك عشان 
لما أتوتر داه هيأثر على البيبي...و الله داه 
قصدي.. بليز متزعلش مني .
كان صالح لايزال مصډوما من فعلتها فهي
لأول مرة تتجرأ و تحتضنه...لم تفعل ذلك 
مسبقا بل كانت تشمئز منه كلما لمسها أو 
مر بجانبها..يبدو أنه قد بالغ في إخافتها 
هذه المرة و هذا ما أشعره للحظات بالندم
و العطف ليس عليها فقط بل على الصغير 
فهي محقة في كلامها يجب عليه مراعاتها
أكثر حتى لا يؤذي الجنين.....
ربت على ظهرها قليلا قبل أن يلف وجهه 
ليقبل رأسها هاتفا بلين..
طيب يلا عشان تنامي...و إنسي كل حاجة 
و بعدين إنت خاېفة ليه انا معملتلكيش 
حاجة أنا بس كنت عاوزك تاكلي عشان 
متتعبيش... إنت حامل و طبيعي الأكل 
بتاعك يتضاعف.... يلا تعالي أنا الليلة 
عاوزة أنيم إبني في حضڼي....
إبتعدت عنه يارا و هي تمسح وجهها من 
الدموع قائلة بغيظ..
بس إنت كل ليلة بتنيمه في حضنك .
وضع يده خلف ظهرها ليسير بها باتجاه الفراش 
قبل أن يجيبها..لا المرة دي عاوز مامته تكون 
راضية مش ڠصب عنها زي كل مرة.....
يارا بذهول..
مش فاهمة...
صالح و هو يغطيها..مش ظروري تفهمي... 
يلا دلوقتي نامي و إرتاحي و بلاش تفكري 
في اي حاجة....
أومأت له بالإيجاب و هي تضع رأسها على 
ذراعه ككل ليلة لكن هذه المرة شعرت بأن 
هناك شيئا ما مختلف....يبدو أنه يحاول 
تخفيف ضغطه عليها من أجل الطفل ترددت 
قليلا قبل أن تسأله..
إنت مش هتعاقبني صح... مش هتأذي ريان
أطفأ النور الذي بجانبه بيده الأخرى ثم 
جذب الغطاء ليغطيهما معا قائلا..
قلتلك إرتاحي و متفكريش في حاجة تصبحي 
على خير....
إلتفت بجسده حتى أصبح صدره يلامس ظهرها 
من الخلف بينما يده كان يضعها بلطف فوق بطنها 
لم تستطع يارا إغماض عينيها و هي تفكر في 
حياتها معه...تتمنى لو أنه بالفعل يفي بوعده 
و يتركها بعد ولادة الطفل...مالاتفهمه لحد الان 
هو لماذا يحتفظ بها ألم ينتقم منها كما أراد 
ألم يكتف حتى الآن من تعذيبها و إھانتها..... 
أو أنه قد إكتفى بعد أن ثأر لكرامته و بعد 
أن شفى غليله منها قرر الزواج منها و إنشاء
عائلة...تنهدت بصوت مسموع و هي تعلن
إستسلامها فشخص غامض كصالح لن تستطيع 
أبدا التنبأ بما في عقله....
شعرت بيده تتحرك على بطنها قبل أن تسمعه 
يقول بصوت أجش..
بتفكري في إيه
أجابته رغم علمها بأنه يعرف كل ما يدور في 
عقلها..و لا حاجة مش جايلي نوم... 
هو أنت غيرت البرفيوم بتاعك
أخفى دهشته من سؤالها قائلا ببرودلا..ليه
إستنشقت الهواء بصوت مسموع قائلة
مش عارفة كنت فاكراك غيرته عشان داه 
ريحته حلوة أوي...
ظل عدة دقائق ثامتا و لم يجبها حتى ظنت يارا أنه قد غفى..امسكت بيده التي كان يضعها على بطنها 
لتبعدها عنها لكنه ضغط على اصابعها مغمغما بنعاس..
نامي يا يارا...نامي خلي الليلة تعدي على خير. 
في جناح فريد.....
فتحت أروى الباب ثم تسحبت للداخل و هي 
تسير على أطراف أصابعها بعد أن نزعت حذاءها 
تسمرت مكانها تبتسم ببلاهة عندما وجدت فريد 
أمامها يجلس على السرير مقابلا للباب..... 
رفعت إصبعها نحوه قائلة برجاء..و ربنا ما أنت 
قايل حاجة.
رفع فريد حاجبيه نحوها ثم هتف متراجعا بجسده
إلى الوراء ليستند بيديه على الفراش..
ماشي...حيث كدا إنت اللي هتقولي.
رمشت أروى بعينيها عدة مرات مدعية التفكير..
هقول إيه...
فريد بصرامة و هو يبرق بعينيه أروى....
مطت أروى شفتيها و هي تبرطم بهمس مع 
نفسها..هو فاكر نفسه في القسم....
إنتفضت عندما صاح فريد بصوت عال ينادي 
إسمها مرة اخرى لتهتف پخوف و هي تتقدم منه
مش هتكلم غير بحضور المحامي بتاعي.. .
ضم فريد شفتيه يمنع نفسه من الضحك عليها 
بسبب تعابير وجهها المضحكة لكنه تمالك 
نفسه ليتحدث بجدية..
مش وقت سخافة دلوقتي...تكلمي كنتي 
فين و بتعملي إيه لغاية دلوقتي برا الجناح.
أروى غير مبالية بجديته في الحديث..
معلش أصل روحي الفرفوشة هي اللي
دايما واخذه القيادة...
نزعت حجابها ثم أسدالها لتبقى ببيجامة 
النوم و هي تتحدث دون توقف..
كنت تحت في الجنينة مع يارا... ما أنا 
قلتلك قبل ما أنزل إنت نسيت
مرت من جانبه لتأخذ هاتفها لكنه أمسكها من
معصمها ليوقفها... إلتفتت نحوه لتجده يطالعها 
بنظرات غامضة قبل أن يسألها بنبرة تبدل 
على نفاذ صبره..
أروى.. كفاية لف و دوران و جاوبيني... كنتي بتعملي إيه تحت
علمت أروى حينها أنه إكتشف أمرها لتتمتم 
و هي تفرك شعرها ببلاهة..طبعا هيعرف 
امال داه ضابط...
جلست على ركبتيها أمامه و هي تنظر له 
بنظرات وديعة قبل أن تستأنف حديثها..
أنا آسفة و الله دي سلفتي الحقودة.... 
مش عارفة إزاي سحرتني بكلامها و عنيها 
الخضراء....و خلتني أسرق علبة السجاير... 
بس و الله أنا قطعت علاقتي بيها و مش 
هكلمها ثاني لو عاوز...
رمشت بعينيها عدة مرات ثم رفعت إحدى 
يديها لتمسح دموعها التي لم تكن موجودة 
و لم ترى إبتسامة فريد الذي بدا مستمتعا
بهذا العرض الذي تقدمه زوجته المچنونة 
ليهتف ممثلا الڠضب..
بتسرقي سجاير يا أروى.. بقى دي آخرتها
أروى پبكاء مزيف..
و الله قلتلها كده...هبقى حرامية السجاير 
بس هي اللي كانت عاوزة تبوز سمعتي 
في العيلة...كيد سلايف دي غيرانة مني 
عشان أنا جوزي ضابط و حلو و زي القمر 
مش زي جوزها اللي عامل زي هالك الأخضر... .
فريد بضحك و هو يوقفها..قومي نامي 
يا مچنونة... أنا مش عارف إنت إزاي كده.
تجاوزته أروى لتأخذ مكانها على الفراش 
قائلة بمزاح..
لو مش عاجبك طلقني....ااه يخربببت
عدوك كنت بهزر .
كالعادة تفاجأت به يمسكها من شعرها 
متحدثا بنبرة محذرة..
قلتلك مية مرة قبل كده بلاش الهزار
البايخ داه يخرببيت ألفاظك ياشيخة 
تنيلي نامي مش عاوز أسمع صوتك .
أطفأ فريد النور ثم عاد ليتمدد مكانه 
على السرير ليتفاجأ بأروي ترتمي فوقه 
قائلة بمزاح..
ياختي بيضة... و مقموصة و زي العسل 
و بمۏت فيها يا ناس....
فريد و هو يضرب رأسها..
بتدلعي بنت أختك... يا بت إتلمي أنا عارف
إنك هبلة يا حرامية السجاير .
أروى بضحك..
طب و الله العظيم بحبك و بمۏت فيك و إنت 
عامل نفسك متعصب كده...و الظاهر إن إبن 
أخوك اللي هيشرف الدنيا هيبقى شبهك بالضبط 
عشان كده مامته بتتوحم على السجاير.
ضيق فريد حاجببه بعدم فهم لكلامها الغريب
ليسألها..قصدك إيه إبن أخويا مين 
أروى بتأكيد..
و هو في غيره هالك الأخضر...مراته حامل 
و قالتلي إنهم متجوزين بقالهم شهر قبل ما 
يعملوا الفرح يعني.
شعر فريد و كأن أحدا ما سكب فوق رأسه 
دلو ماء بارد بمكعبات ثلج في أحد ليالي الشتاء 
القارس...أغمض عينيه ليتذكر صورة يارا في 
السچن و صالح يضربها و هي تتوسل له أن 
ينقذها... ثم صوت سيف الذي أوصاه بمراقبة
أخيه لعلمه أنه سوف يقوم بشيئ متهور.... إذن 
هو قد تزوجها بالسر بالتأكيد فعل ذلك ڠصبا 
عنها فهو رأي
 

 

تم نسخ الرابط