رواية هوس من اول نظرة " الجزء الثاني" ( كاملة) بقلم ياسمين عزيز

موقع أيام نيوز

 


بصوت مرتعش رغما عنها 
عاوزة أدخل أغير هدومي .
لم يعلق بل تركها تذهب و هو يشيعها
بابتسامته الغامضة التي زينت شفتيه
قبل أن يتجه نحو الشرفة.....
إرتدت قميصا شتويا بلون الكراميل الفاتح 
و تنورة طويلة بنفس القماش بعدة ألوان 
مختلفة لكنها غير متنافرة.... 
خرجت لتجد صالح ينتظرها أمام باب غرفة

الملابس  و حالما وقعت عيناها عليه لاحظت
أنه كان يتفرس ملابسها بدقة قبل أن يحرك
رأسه بعلامة رضا....سار عدة خطوات قبل 
أن يجلس على حافة السرير ثم أخرج يده من 
جيب بنطاله ليشير لها بأن تقترب.....
مشت يارا باتجاهه. بخطوات مترددة قبل
أن تتوقف على بعد خطوتين منه مما جعله
يرمقها بنظرة تدل على إستغرابه الذي قاطعته
قائلة 
عاوز إيه
رأته و هو يضرب بخفة على حافة السرير
بجانبه قبل أن يجيبها بصوت هادئ 
أقعدي....
لم تشأ إثارة مشكلة فهي تعلم أنه عنيد و لن
يستسلم حتى تفعل ما يريده لذلك أرادت
إختصار الأمر لتجلس لكن ليس في نفس
المكان الذي أراده هو بل أبعد بقليل...
لاحظت تضايقه لكنه ما فتئ أن تجاوز الأمر
و هو يشير لها بعينيه قاصدا الحزام الأسود
الذي كان يحد التنورة من الأعلى معلقا 
مش مضايقك صح...
حركت رأسها بنفي لكنها تفاجأت به يقترب
منها ملغيا المسافة بينهما ليتلمس الحزام
متفحصا إياه و هو يردف بعدم إعجاب 
بس أنا ملاحظ إنه كابس على بطنك شوية
أنا بقول تغيريه أحسن عشان إحتمال ميخليش
البيبي يتنفس  .
تجزم أروى أنها لو كانت في وضع مغاير
لإنفجرت ضاحكة عليه...تمالكت نفسها بصعوبة
ثم أجابته مفسرة 
لا أنا مرتاحة فيه و بعدين البيبي لسه حجمه
صغير جدا يعني مش هيضايقه و لا حاجة...
لو خلصت كلامك أنا عاوزة أنزل تحت. 2
تحدث بينما لإنزال اصابعه تعبث بالحزام 
لا... خليكي في موضوع مهم عاوز أتكلم
فيه معاكي.
شعرت يارا بانقباض في قلبها بينما إرتعش
جسدها بشكل لا إرادي بعد سماعها لما قاله
لا ترتاح أبدا و عن تجربة كلما أخبرها بأنه يريد
أن يتحدث معها لأن كل مواضيعه هي عبارة عن مصائب متتالية...رفعت رأسها لتنظر له بتفحص
و عيناها تسألانه بعدم صبر لكنه طمئنها قائلا
و هو يأخذ يديها المرتعشتين بين كفيه 
مټخافيش...مفيش حاجة تستاهل ردة فعلك
الأوفر دي...إهدي عشان نعرف نتكلم إنت
ليه دايما محسساني إني وحش و ممكن في أي دقيقة آكلك..... 
ضحك بعد أن إنتهى من كلامه لتظل يارا تنظر
له قبل أن تنطق معترفة 
ما إنت فعلا كده...
توقف عن الضحك ثم جذب يديها نحوه
ليقبلهما طويلا و هو يغمغم بصوت متساءل 
غيرتي البرفيوم بتاعك صح
تأفف و هو يقرب جذعه العلوي منها لييتنشق
رائحتها مضيفا بانزعاج واضح 
مش قلتلك متغيرهوش...
أسرعت لتوضح له بينما كانت تجاهد لتحرير
يديها التي اطبق عليهما رافضا تركها 
داه الجل دوش...أنا لسه محطيتش
برفيوم....
لاحظت إرتياح ملامحه لتضغط على أسنانها
بغيض من تفكيره الذي يشبه تفكير الأطفال
أحيانا...هل وصل به مرضه أن يهتم بهذه
الأمور التافهة كتغييرها لعطرها بينما يهمل
الجوانب المهمة في حياتهما...كالعادة تعلن
إستسلامها للمرة الالف أمام عقله الغريب....
أخرجها من تخيلاتها صوته و هو يحدثها.
و من حسن حظها أنها إنتهت له منذ
اول كلمة 
بصي أنا عاوز أعرض عليكي إتفاق او صفقة
سميها زي ما تحبي...المهم عاوزك تفكري بسرعة
و تجاوبيني عشان الوقت مهم جدا في الحكاية
دي .
يارا بتعجب..صفقة إيه
صالح بمكر..إنت مش كنتي عاوزة تروحي 
تباتي عند مامتك يومين ثلاثة عشان ترتاحي
مني...
يارا بتعجب..أكيد مش هتقلي إنك موافق.
صالح بابتسامة غامضة..
أديكي قلتيها بنفسك... موافق عشان تعرفي 
بس إني مش وحش زي ما أتهمتيني من شوية 
يا بيبي.
رفعت يارا حاجببها بعدم تصديق و هي تردد 
كلامه..بجد موافق... يعني هتسيبني اروح 
عند ماما و ريان يومين .
صالح بابتسامة خلابة لا تخلو من الخبث 
تؤ.. ثلاثة أيام و ثلاث ليالي إيه رأيك في 
العرض داه .
لم تصدقه يارا رغم أنها إبتسمت كالبلهاء
و هي تتخيل نفسها في غرفتها القديمة 
في فيلا والدها...لكن لم تمر سوى لحظات 
لتتلاشي تلك الإبتسامة و يحل محلها الضيق 
فهي تعلمه جيدا من المستحيل أن يوافق 
فجأة على طلب لها حتى و لو كان بسيط 
دون مقابل....
لتنطق بما جعله بتفجر ضاحكا 
و إيه المقابل .
توقف عن الضحك بعد أن تغلبت عليه 
رغبته في تقبيل رأسها و هو يقول من بين 
ضحكاته 
أكثر حاجة بعشقها فيكي هي دماغك 
دي...بحس إن
 

 

تم نسخ الرابط