من نبض الۏجع عشت غرامي فاطيما يوسف حصري لمدونة أيام
المحتويات
عشت غرامي
بقلمي فاطيما يوسف
خرجت وجد من ذاك المكان الذي دلفته وهي سعيدة بفعلتها وداخلها ينطق فرحا وسرورا بتلك الخطوة التي اعدت لها كثيرا وانطلقت الى المنزل بأقدام سريعة كي لا يلحظ سلطان خروجها من المنزل ولا تعرف بما تجيبه وبعد حوالي ربع ساعة وصلت الى البيت فقد قابلتها في الطريق صديقه لها ووقفن يتحدثن مع بعضهن قليلا ثم افترقت كل منهن الى طريقها
أما هو سألها
حمد لله على السلامة يا برنسيسة كنتي فين اكده من بقالك ساعتين وكيف تخرجي من البيت من غير ما تستأذنيني وتعرفيني
كنت بشوف حاجه البسها في فرح ابنك ما هو انت بردك مهانش عليك تقول لي تعالي يا وجد يا مرتي هاتي لك حاجة احضري بيها فرح عمران ولا سألت فيا واصل
قام من مكانه واقترب منها وتساءل وهو ينظر الى يداها الفارغتين
مشايفش حاجه في يدك يعني ولا انتي جايبة لبس ولا يحزنون
انطقي يا بت كتي فين يا اما هخلي يومك ما هيعديش عليكي النهاردة يابت المركوب إنتي
اصطنعت الۏجع والبكاء وهي تنظر الى كتفها المټألم من قبضه يديه وهي تجيبه
انت كيف تشك فيا يا حاج وانت عارف ان ملياش في اللف ولا الدوران !
نظر إليها بتفحص ثم أمرها
ماشي يا وجد بعد اكده ما تخرجيش من باب البيت الا باذن مني حتى لو راحة تشتري حاجة من جنب البيت ممنوع تعملي اكده مرة تانية انتي بقيتي في عصمة راجل مينفعش مرته تروح وتاجي من غير اذن منه مش طرطور اني !
حاضر يا سلطان ما هعملش اكده تاني
وبعدين هو اني اطول ان يكون وياي راجل ېخاف علي من الهوا الطاير ويغير عليا كماني
الا بصحيح يا ابو عمران انت بتحبني قوي اكده وبتغير علي كمان
مازال يشعر بالغ ضب تجاهها ولكن هدئ من نبرة غضبه عندما رأى اقترابها وطريقتها المدللة عليه وتحمحم قائلا بصوت خشن
وهما يبقوا طوعي وتحت امري وما يخالفوش اوامري واصل
دلكت كتفيه بنفس الدلال ونطقت بمحبه اصطنعتها ببراعة
يا خراشي عليك وعلى كلامك الزين يا سيد الرجال ما انحرمش منك ولا من غيرتك وحبك وحنانك يا سلطاني
واستطاعت تلك الماكرة بحركاتها والاعيبها ان تنسيه الأمر كله بدلالها الأخاذ لذاك الرجل الشائب ومر الموقف عليه بسلام وكأنه لم يحدث
اما بعده ساعتين من ذاك الوقت دلفت تلك اللعېنة الى الشرفة الخاصة بغرفتها وجلست تفكر ماذا تفعل الى ان اهتدى بها الأمر أن ترسل رسالة الى تلك السكون وبعد تفكير دونت رسالتها من رقم آخر جديد قد ابتاعته وأرسلت لها
حذرتك قبل اكده من الطريق اللي انت رايحة له يا بت الناس وما سمعتيش كلامي وافتكرتيني بوقع بينك وبينه لكن لازم اعمل اللي عليا واقول لك على سر خطېر ان جوزك عشقان لمرت ابوه وأني شفت عشقهم بعنيا دول ولما لاقاها اتجوزت ابوه جه وخطبك واتجوزك وكان مراهنها كمان انه في خلال شهور هيتجوز وهي حړق قلبها
خليكي اكده على عماكي يا داكتورة لما الطوبة تقع في المعطوبة وتدخلي عشك المتحاوط بالن ار وبلاش توري له رسالتي عشان تكتشفي بنفسك الكلام اللي
قلته لك دلوقتي وقبل سابق
أنهت رسالتها وضغطت زر الارسال وهي تحرك شفتيها بمكر لتلك الخطوة التي جعلت داخلها يهدا من نيرانه قليلا
في المشفى التى يرقد بها مجدي حيث ذهبت إليه مها زيارتها المعتادة له وهي في كل مرة تشعر بأنها متعبة من تلك الزيارة جلست أمامه تحادثه كمن يسمعها ولكنه مازال في غيبوبته من تلك الحمى التي أصابته فاهتز فكها بسخرية وهي تردد
شفت الفرق بينا يامجدي اديني اهه باجي لك كل يوم وبطمن عليك وأدخل اقعد جارك بالساعات وأسأل عن صحتك
وهتخف امته
فاكر يامجدي لما وقعت ورجلي انك سرت من كذا سنة عميلت وياي ايه وعادت بذاكرتها لسنوات مضت تتذكر كيف عاشتها مع ذاك الجامد بنبض وج ع لم ينتهي
فلاش باك
خرج مجدي من الحمام ووقف أمام مرآته يصفف شعره بإهمال وإذا به يستمع إلى صوت صړيخ مها خرج إليها وجدها تجلس أرضا تتأوه وهي تمسك قدماها هرول إليها متسائلا
مالك يامها حوصل إيه ووقعتي كيف
انذرفت ډم وع عيناها وهي تبكي بغزارة من تألم قدمها وأجابته من بين شهقاتها
أه رجلي بتص رخ علي جامد يامجدي ااااااااه اتزحلقت ووقعت مقدراش أتحمل الوج ع أاااااااه الحقني حاسة بن اار في رجلي
تأفف مجدي بضيق وكعادته نظر إلى ساعته ثم هتف باستعجال
مټخافيش يامها وبطلي دلع حريم عاد هي بټوجعك من الوقعة بس دلكيها واربطيها برباط ضغط وهتبقي زينة متقلقيش
ثم تابع حديثه وهو يقوم من مكانه وينظر إلى ساعته
أني مضطر أمشي دلوك عندي معاد شغل مهم قووي مع عميل ومينفعش يتأجل قومي متتدلعيش
اتسعت مقلتيها بذهول من قلبه المتحجر فهو لم يهتم بوج عها ولا حتى حاول إسنادها كي تقوم لا بل والأدهى اتهمها أنها تصطنع التعب وتتدلل وتركها وحمل أشيائه وخرج لعمله كما قال دون أن يبالي أما هي ظلت تص رخ مكانها پألم نفسي بعذاب لايضاهيه أعظم ألم جسدي
يا الهي لقد تركها تمسك قدماها وتبكي بغزارة
ظلت على حالها ساعات لم تقوى على الحراك من ألم قدمها ثم زحفت بمؤخرتها وهي تتوج ع والتقطت هاتفها كي تتصل بوالدتها تستنجد بها وظلت تهاتفها ولكنها لم تجيبها ويبدو أنها كانت نائمة وسكون في ذاك الوقت في جامعتها ومكة صغيرة ولا يوجد معها هاتف فتلك عادتهم فوالداتهم لم تمسك احداهن هاتفا إلا وهي في الجامعة ظلت أكثر من ساعة تهاتف والدتها كي تستنجد بها ولكنها لم تجد ردا ولم يتبقى أمامها سوى عامر فقامت بمهاتفته وما إن آتاها الرد حتى ص رخت من وج ع قدمها
الحقني ياعامر وقعت ورجلي بتوجعني جامد وبتص رخ عليا ومقدراش اقف عليها
أحس بألمها من ص راخها ثم طمئنها وهو يخرج من شقته ويهبط إليها
اني نازل لك اهه دقيقة واحدة هدي حالك وإن شاء الله خير
وبالفعل نزل إليها وزحفت كي تفتح له الباب فقدمها منتفخة ويبدو عليها التورم رأى حالتها تلك وبكائها الشديد الواضح من عينها ثم سألها وهو يتلفت
أمال فينه مجدي ملحقكيش ليه
صعبت عليها نفسها من إهماله فيها ثم تمتمت من بين آهاتها
ولا همه حاجة قال لي ادهنيها واربطيها برباط ضغط وسابني مرمية كيف الكلبة وراح معاد شغل
شعر عامر بالخزي والخجل من تصرفات أخيه ثم سألها
أمال فين مفتاح عربيتك اللي لسه جايبها لك اخدك أوديكي للداكتور نطمن عليكي ونشوف فيها ايه
أشارت إليه مكان المفتاح ثم حاول إسنادها حتى هبطت الأدراج ومازالت تتألم بشدة من وج ع قدمها
وبعد ساعتين من ذهابهم للطبيب عادت وساقها يحتضنها الجبس إلى الركبة وحالتها متعبة بشدة
وبعد دقائق عاد مجدي من عمله وجدها بتلك الحالة فهتف بلا مبالاة
وه ده إنتي باينك كبرتي وعجزتي وانتي لسه في عز شبابك ! بقى وقعة هبلة زي داي تجبسي فيها رجلك نسوان اخر زمن !
التمعت الدموع في عينيها من قسۏة قلبه الغليظ ومن قسۏة لسانه السليط ولم ترد عليه
علمت والدتها وأتت إليها وأصرت عليها أن تأخذها معها ولكنها رفضت بشدة لأنها تحملها ذنب ماهي به مع ذاك المتحجر فهي لم ټحتضنها ولم تحتوي ۏجعها بل ولم تخفف عنها واتهمتها مرات بالفجر والعهر مثله ومرات بالدلال ومرات ومرات أتت إليها ولم تحتوي ۏجعها ولو بالكلام
فمكثت بالجبس اكثر من شهرين أختيها تأتيان إليها بالتبادل يراعوها نهارا ويتركوها ليلا
وتذكرت كم اهملها في ذاك الشهرين ولم يهتم بعجزها حتى التخفيف عنها بالكلام لم يفعله وظل كما هو فظا غليظ القلب
عودة من الباك
تعمقت في النظر إليه وهو مسترخي الآن بين يد الله بنظرات اشمئزاز لما تذكرته ورددت
سبحان الله الايام بتلف واديك مرمي اهه وملكش حد يعبرك ولا يسأل فيك غيري وحتى اخوك يوم فاضي واتنين لا نفعتك بايه الفلوس دلوك يامجدي ! منك لله مش مسامحاك وعمري ماهسامحك اللي زيك مش لازم يعيش يامجدي اللي زي لازم يم وت وميقعدش في الدنيا اكتر من اكده
وبنظرات زائغة ووجه يبتسم پألم وعيون تنظر إليه تارة والى المحلول تارة وعقلها يزين لها كما الشيطان وكأن نجاتها في ذاك الوقت أمام عينها فمبجرد أن تنزع عنه المحلول سيفارق الحياة ولكن اختمرت فكرة أخري في رأسها أن تضع تلك الوسادة على وجهه وتكتم أنفاسه والكلمة التي كان دائما يرددها لها فاجر تدور في خلدها وتلك السنوات التي عاشتها معه تمر في عقلها كشريط سينمائي وتلك الفاحشة التى اقترفتها في حق دينها وربها ونفسها ولم
تنم كثيرا من الليلات تمر أمام عينها
وحدثت حالها وهي مازالت تنظر للاشئ بتعابير وجه لن يستطيع أحدا فهم معناها كما الشفرات
لما يكن نصيبي في تلك الحياة أن أصبح عاهرة !
لما لم تكن رجلا يعرف كيف يحتوي امرأة وتركتني أمضي ليالي في قهر ساهرة !
فقد زهقت روحي وبت اتمني الم وت مرات ومرات وحتى المۏت لمثلي ن اراا ح ارقة
ثم أمسكت يداه وضغطت على زر المحلول پغضب وصل عنان السماء حتي أډمت يداه من شدة ضغطها ولكنها ما إن رات لون الډم حتى نزعت يداها ونهرت حالها على ما وصلت إليه ثم قامت من مكانها وهي تردد پبكاء وتنظر إليه
منك لله يا مجدي مش مسامحاك وعمري ماهسامحك منك لله على اللي وصلت له من دناوة بسبك
وتركت الغرفة وهي تبكي وتمسح دموعها قابلها عامر وحتى كانت أن تصتدم به وهي تهرول بحدة رأى حالتها تلك فأمسكها من كتفها الأيمن متسائلا بغرابة
مالك يامها
متابعة القراءة