غابة الذئاب والسحر الأسود بقلم فاطمة الألفي

موقع أيام نيوز

الزفاف الخاصة ب جاك ومحبوبته ريتا
زفاف جاك غدا ويريد حضورك لمشاركته طقوس الزفاف 
التقطت منه البطاقة وهزت راسها بالايجاب
بالطبع سوف أذهب معك
لم يصدر منه سواء إيماءة بسيطة
أبتعلت ريقها بتوتر وقررت الحديث معه بأمر جونجان ومعرفته للحقيقة الكاملة أرادت كسب ثقته أولا 
ليبوح لها هو الآخر بما يكنه داخله 
شعر هو بأنها تريد
قول شيء ولكنها مترددة فهو يعلم جيدا لغة الجسد
تطلع لها ثم قال بهدوء
تحدثي سيرو أنا مستمع جيد هيا أخبريني لا داع لهذا التردد
رفعت حدقتيها تلتقي بحدقيته وقالت بوضوح
المشعوذة جونجان هي التي أرسلتني إليك
عندما أستمع لهذا الاسم تقلصت قرائصة وأشتعلت مقلتيه بوهج مشتعل
ثم جذبها من ساعديها وأنهضها معه وهو يهزها بشدة وهتف صارخا بغلظة
متى قابلتي تلك الساحرة الملعۏنة هيا أخبرني كيف تعرفين عنها لا تصمتي هكذا
قالت بتوجس وهي تحاول أمتصاص غضبه الجامح
عندما وقعت الطائرة بالقرب من غابتها هي من خلصتنا من براثن الذئاب وذهبنا معها إلى الكوخ
استردت أنفاسها ثم أستطردت قائلا
بعد مرور يومين أختفت صديقتي ماري وإلى الآن لم نعلم عنها شيئا وذات ليلة أتت جونجان تتحدث معي وساومتني برجوع ماري وأنها تحت رحمتها وأنا وافقتها من أجل عودة ماري ولا أعلم ما الذي بينكما وقل ما أخبرتني به أن تعود معي إلى حيث الغابة وتلتقي بها من أجل معرفة قاټل ابنتها 
ترك يدها بعدما أيقن بأنها الحقيقة ولن تخفى عنه شيئا فقد جاهدت في إخفاء الجزء المتعلق بشأنه ونجحت في ذلك الأمر.
عاد يجلس مكانها وقال بحنق
أكره تلك السيدة ولا أريد لقاءها
جلست بقربه وأخبرته
الخفاش الخاص بها هو الذي أصطحبني اليك عند المشفى ويعلم أيضا منزلك لأنه أتا قبل يوم ولذلك أضطررت للقدوم لغرفتك عندما أستمعت لصوت ارتطام وجدته الخفاش واعطاني حينها قنينة صغيرة وورقة مطوية سردت بها كلمات بسيطة أن أضع لك محتوياتها داخل مشروبك ولكن ترددت ولم أفعلها
نظر لها خلسة وقال 
لما ...
خشيت أن يكون داخلها سم 
قهقه ضاحكا ثم قال بحبور 
لا لن تفعلها هي لازالت بحاجتيتريد طبيب العاصمة لكي يخبرها بحقيقة ابنتها سأعلمها الحقيقة كاملة عندما أريد ذلك 
أنت على علم مسبق بهذه السيدة 
رد بجمود عكس ما داخله من براكين مشټعلة
أجل أعلم عنها كل شيء ولكن هي ستظل هكذا تتقلب على جمرات من نيران مشټعلة ولن تكف عن شرها وأذاها للجميع
ثم أردف قائلا بوعيد 
سأخلص البشرية من شرها وها أقترب موعدها
استشعرت غضبه ونقمه على جونجان فقالت بتسأل
ماذا فعلت لك هل أذتك أنت أيضا 
خار تمسكه وضعفت قوته وتحدث مثل الطفل الصغير وهو يرا الماض أمام عينيه

يعرض گ فيلم سنمائي داخل شاشة العرض
ډمرت براءتي وهدمت طفولتي أبعدتني عن شقيقتي بكل قسۏة وتجبر الشيطان يتعلم منها كيف يخطط ليوقع ضحيته هي نجحت في صناعة مچرم محترف 
كركر ضاحكا ونهض ولم يكمل حديثه وهي تتابعه بشفقه ولكن هو سرد اولى سطور في حكايته فقط عليها مسايرته بالحديث ليكمل ما حدث معه منذ طفولته.
اقترب منه وجلست بالمقعد المقابل له وقالت بتشجيع 
هيا أخبرني ماذا حدث لك بسبب المشعوذة 
نظر لها وتبدلت نظراته لحزن عميق وهمس
بصوت شجي وهو يضرب صدره بقوة 
جعلتني أقتل شقيقتي هل من فعلت بي ذلك لا اعلم كيف طاوعتني يدي بأن أقتل قطعة من روحي كيف سولت لي نفسي بفعل هذا كيف
هطلت دموعه كالشلال الذي لا يتوقف ويضرب بكفه الأيسر على المنضدة بكل قوته لكي يؤلم نفسه
كيف حدث ذلك بيدي تلك قضيت على كل شيء بداخلي جونجان زوجة أبي القاسې الذي ترك والدتي ټموت بدم بارد وهو من جلب على حياتنا جونجان ذوقت على يديها كل انواع الټعذيب من ضړب وسب وأهانة ومعاقبتي بالجوع والعطش والنوم بشرفة الغرفة في طقس شديد البرودة وكلما اقتربت من ابنتها الصغيرة تيا التي كانت بلسما لچروحي تنهال علي بالسوط
نزع قميصه والقاه أرضا واعطاها ظهره 
هيا انظري لأثر الټعذيب لازال يترك أثره على جسدي 
رفعت انظارها لتشهق لصدمة عندما وجدت خطوط السوط ولسعات نيران تركت أثرها 
اقترب منها وأخذ كفها عنوة وهو ېصرخ بها بأن تلامس ظهره وتشعر بما شعر به
هيا تحسسي كل ما فعلته بي ولكن الالم الحقيقي الذي أشعر به هو داخل قلبي منذ أن رحلت عني فراشتي الصغيرة وفقدت حينها كل الامان لقد تعمدت ابعادي بقوة عن حصني الدافئ من لسعات البرد وقسۏة الحياة 
جونجان نجحت في ابعادي عن صغيرتي أماني الوحيد ولذلك نمى داخلي الكره واتجهاها واردت الاڼتقام منها ولم أجد لها نقطة ضعف سوا صغيرتي تيا غلبني مرارة الٹأر وقهر الظلم وحب الإنتقام ولم أجد نفسي إلا وأنا أخطط لقټلها وأسعى بشتى الطرق لتخلص منها وحدث كل ما خططت له قبل عام جعلت مني مچرم محترف ومن يومها سأمت الحياة 
ظل يضحك باعلى

طبقات صوته إلى أن خارت قواه وفقد وعيه 
وهي عاجزة أمامه تنظر دون فعل شيء ليس بوسعها فعل شيء من أجله تشعر بالاشفاق عليه ولكن هو مازال مچرما لابد وأن يسلم للعدالة
وهي بحاجة لإكمال قصته مازالت بها حلقات مفقودة تريد حل القيود والخيوط المتشابكة لحل الالغاز .
زفرت بضيق وقالت
لماذا لم تخبرني اولا بالحقيقة ثم تذهب في نومك لا أمانع وقتئذ.
الظلم والاڼتقام هم وجهان لعملة واحدة ولا يكمن الاڼتقام إلا بالشړ الواقع عليك
تعرض سادم لظلم بين وتعامل بكل قسۏة وتعذيب معاملة غير آدمية جعلت منه هارب من العدالة والقانون أبعد ما يكون عن دائرة الشك..
لم يفق من نومته الغير مريحة إلا في صباح اليوم التالي فتح عيناه بوهن ليجد نفسه ممدد أرضا ببهو الشقة ولكن يوجد على جسده غطاء رفع الغطاء بوهن فقد كان الصداع يهاجم رأسه وعندما هم بالنهوض وجدها نائمة هي الأخرى بجواره أرضا 
لم يصدق بأنها شاركته النوم أرضا فهو يتذكر جيدا أنه فقد اتزانه 
ايعقل أن تكون أرادت أن تشاركه لو فعل بسيط وتكون بجواره هل أشفقت عليه إلى هذا الحد 
وظل يطالعها وهي نائمة كالملاك البريء ولكن خصلاتها تحجب عنه صفيحة وجهها خلل أنامله بين خصلاتها واعاد ترتيبها للخلف وحدجها بنظراته المولعة بها لا يعلم متى أتاه ذلك الشعور وهو يتطلع لفتاة
فتحت عيناه تناظره وتلاقت اعينهم في صمت دام دقائق 
لم يبتعد عنها إلا عندما شعر بدموعها تنهمر على وجنتيها ابتعد عنها پذعر كأنه أصيب بماس كهربائي
ونهض مسرعا يدلف إلى المرحاض واغلق الباب خلفه بقوة ثم وضع جسده أسفل رشاش المياه ولم يشعر ببرودها فالنيران التي تحرقه من الداخل جعلت منه لا يشعر بأي ألم قط
اغلق الصنبور ثم أحاط جسده السفلي بالمنشفه وغادر المرحاض ذاهبا إلى غرفته ثم ألقى عليها نظرة خاطفة وقال بصوت جاد 
هيا أستعدي من أجل حضور الاكليل
هتفت بتسأل 
أليس من المفترض أن يقام الزفاف ليلا
هز رأسه نافيا وقال بإيجاز 
هنا مراسم الاكليل تبدأ بالكنيسة وبعد ذلك نحتفل بالزفاف كيفما نشاء
أومت له بالايجاب ونهضت هي الأخرى لتستعد وتنتقي ثوب يليق بها ..
دلفت المرحاض اولا تنعش جسدها بالماء ثم توجهت لغرفتها تنتقي من الثياب التي أحضرها سادمسابقا لتنتقي ما يليق بهذه المناسبة للذهاب للعرس ..
وقع اختيارها على ثوب قرموزي اللون جذاب ورقيق مصممة على هيئة حورية البحر
يتميز بتصميم فريد يظهر ثنايا الجسم ويبرز محاسنه بروعة ارتداته ذا القوام الممشوق منما منحها إطلالة براقة ومميزة.
غادرت الغرفة وهي تتهادى في مشيتها لتجده أمامها كاد أن يصطدم بها طالعها بنظرات إعجاب وعيناه تجوب من رأسها إلى أخمص قدميها ونبضات قلبها تقرع كالطبول يكاد قلبه يخرج من محجره 
اعتراه ذهول شديد ثم حدث نفسه قائلا 
يا لهذا الجمال الخلاب حقا حورية البحر وراقتني حد الجنون
توردت وجنتيها بحمرة الخجل عندما لاحظت نظراته المصحوبة بشغف وأشتياق 
عندما زاد الصمت بينهما مد كفه لها وهو يبد أعجابه بثوبها الأنيق 
رائعة في ذلك الثوب الخلاب
أنهى كلماته بقضم شفتيه السفليه
فى وله
ولكنها لم تعقب عليه ووضعت كفها بين راحته بهدوء ثم ساروا مغادرين المنزل ومن ثم هابطين الدرج وعندما وصلا لسيارته فتح لها بابها لتستقل بمقعدها ودار هو بدوره حول السيارة ثم استقل مكانه خلف عجلة القيادة وانطلق إلى حيث يقام أكليل الزفاف.
بعد عدة دقائق صفا سادم سيارته بالقرب من الكنيسة التي يقام بها الاكليل
وسحب سيرين من يدها ودلف بها داخل الكنيسة واستقلوا باماكنهم وبعد لحظات تعلقت أنظارهم بقدوم العروسين تبدأ مراسم الزواج
عند دخول العريس والعروس إلى الكنيسة يقفون أمام القس
امسك جاكبخاتم الزواج ألبس ريتا خاتما من الذهب في بنصر يدها اليسرى ويقال إنه الإصبع الأقرب للقلب وهي فعلت مثله وضعت خاتما من فضة في نفس الأصبع.
.ويقال القس في لحظة تلبيس الخواتم صلاة خاصة
بعد وضع الخواتم في الأيدي تبدأ صلاة الإكليل والإكليل هو التاج والتوقير والاحترام.
ثم اعلن القس عن زواجهم والمباركة لهم 
ليقف جاك في مقابلة ريتا ثم رفع عن وجهها طرحة الزفاف البيضاء ليلتقط 
وتم اعلانهما زوج وزوجة منذ تلك اللحظة وتنهال عليهم العائلة بالقاء الورود على أجسادهم تعبيرا عن محبتهم لاتمام الزواج المقدس والرباط الابدي بينهما...
الفصل الثامن عشر الٹأر
إن الذات السلبية في الإنسان هي التي تغضب وتأخذ بالٹأر وتعاقب بينما الطبيعة الحقيقية للإنسان هي النقاء وسماحة النفس والصفاء والتسامح مع الآخرين
إبراهيم الفقي
بعد انتهاء مراسم الزفاف عاد سادم برفقة سيرين إلى المنزل وعندما همت بأن تذهب لغرفتها استوقفها جذبها من رسغها مانعا إياها من المغادرة.
تطلعت له بنظرات مندهشة تقلصت المسافات بينهما ودنا منها يهمس بجانب أذنها كعاشق يتمنى قرب معشوقته لا يريد الفصل 
لم تكف عيناه عن التجول على صفيحة وجهها قائلا بدفئ مشاعر 
أريد ان نتحدث
جف حلقها في توتر ملحوظ أثر قربه المهلك لحواسها فعندما يطالعها بتلك النظرات التي تدغدغ أوصلها وتذيب مشاعرها گ ذوبان الجليد
سارت خلفه وهو يجذبها بتملك كأنه خاصته من ممتلكاته الخاصة
جلس أعلى الاريكة ولم يتركها رسغها لتجلس هي الأخرى جواره ثم طالعها بنظرات شاملة وقال هامسا
أريد أن افتح لك قلبي وأبوح عن كل ما بداخله أجد نفسي وحيدا وأشعر دائما بالتخبط أريد أن أتحرر من أخطائي لا أعلم كيف إنجذبت إليك ولكنه حدث وانتهي الأمر.
سحب شهيقا قويا ثم زفره ببطء وقال بصوت منكسرا حزينا لأول مرة يشعر بمشاعر الإنكسار والعجز وكأنه مقيد الأيدي أستشعرت هي نبرة صوته وربتت على كفه تريد أن يبوح بكل شيء ولا يخفى عنها شيء
ساظل جانبك لم تعد وحيدا بعد الآن
صادقة هي في مشاعره رغم علمها بالنهاية المحتومة أما أجلا أو عاجلا سيتفرقا
جذبها من يدها وسار بها إلى حيث الغرفة الملعۏنة الشاهدة فتح الباب على مصرعيه وصړخ بمنصف الغرفة وهو يزيح الستار الأسود الفاصل بين جانبيغر الفة 
أنظري تلك الغرفة شاهدة على قسۏتي وظلمي شاهدة على جمود قلبي وتحجره على تجردي من أنسانيتي

تم نسخ الرابط