ضراوة ذئب بقلم سارة الحلفاوي
المحتويات
قال
فتح أحد رجال الضابط باب السيارة وأخرج رامي الذي يتوسل إليهم
و ربنا يا باشا أنا أول مرة أشوفها
بطل ولولة يالاه و مش عايز أسمع صوتك في القسم أبقي اتكلم
و داخل سيارة الشرطة يجز يوسف علي أسنانه و يضم قبضته
الله يلعنك يا رامي شوفت عملت فينا إيه!
لوح الأخر دون مبالاة
يا عم أسكت بقي مش ناقصاك مكنتش اعرف ده هيحصل
شكل البت دي وراها بلوه طالما معمول كمين مخصوص عشانها ربنا يستر و ما ياخدوناش بذنبها
صاحت رامي من بين أسنانه
اسكت كفاية بقي
أتلم منك ليه خلي ليلتكم تعدي
كان صوت العسكري الذي فاض الأمر به منهما
في المخفر تقف أمام مكتب الضابط حول رسغها صفد معدني متصل بأخر حول يد رجل الشرطة تبكي والدتها و تنوح تربت شقيقتها علي ظهر والدتها لتهدأ
يا جمال أنا مظلومة و زي ما هند قالتلك عملت محضر في الزفت اللي اسمه رجب
طب معاكي صورة من المحضر
في البيت
سألتها ابتسام
قوليلي حطاها فين و أنا هاروح أجيبهالك بسرعة قبل
ما المحامي يجي
اجابت غرام بعد أن قامت بمسح دموعها بالمحرمة
عشر دقايق و هاكون عندك إن شاء الله
أوقفها جمال قائلا
استني يا ابتسام أنا جاي معاكي أوصلك
شكرا يا جمال مفيش داعي أنا هاروح و أجي بسرعة
أطلقت ساقيها للريح بينما ما زالت غرام في الانتظار انتبهت إلي صياح إحدى رجال الشرطة يدفع ببعض المتهمين
تشدقت نهي بصوتها النافر
موبراحة
يا شويش ده لو مش عشاني يبقي علي الأقل عشان البهوات دول
عقب يوسف يزجرها بنظرة تحذيرية
اسكتي مش عايز اسمع صوتك مش كفاية جابونا هنا بسببك!
كان كلا من غرام و جمال ووالدتها يستمعون و يرون ما يحدث أدركت غرام التهمة التي جاءوا بها إلي هنا حدقت إليهم بازدراء مما لفت انتباه نهي والتي وبختها
ما خلاص يا ست نهي مش كفاية متكلبشين بسببك أهي دي آخرة الشمال
دنا جمال وأخبر غرام
ملكيش دعوة بالأشكال دي و ما ترديش عليها
استرقت نهي السمع فثارت كالعاصفة
أشكال مين يا دلعدي...
لم تتحمل غرام أكثر من ذلك فمدت يدها بقدر مستطاع قائلة
بت أنتي أنا ساكتة لك من الصبح و ربنا ما أنا سيباكي
اهدي يا آنسة ما ينفعش اللي بيحصل ده خالص
و عدم سماعها جعله ضاق به ذرعا فصاح پغضب عارم
كفاية بقي
توقفت وتراجعت تستند إلي الحائط علي نقيض توقع والدتها التي خشيت أن ابنتها تقبض علي تلابيب هذا الشاب لأنه صړخ في وجهها پغضب.
قام عامل بمناداة كلا من نهي و رامي و يوسف
و تبع قوله بأمر
يلا أدخل منك ليها
ذهب ثلاثتهم بينما كان يوسف ينظر إلي غرام التي تحدق إليه بامتعاض و حنق في آن واحد
أخذت ابتسام الورقة والمبلغ الذي كان في خزانة شقيقتها فغادرت المنزل مسرعة أوقفها نداء عثمان
ابتسام استني عندك
توقفت حتي لا يلفت الأنظار بمناداته لها
هو البوليس جه خد غرام ليه
أخبرته علي عجالة
لما نرجع إن شاء الله هبقي أقولك أصلي مستعجلة معلش
و انطلقت من أمامه كالزئبق تعبر الطريق المؤدي إلي الشارع الرئيسي حيث يوجد قسم الشرطة لم تنتبه إلي السيارة التي كادت تدهسها وصوت الزمور الذي لفت أنظار الجميع نزل من سيارته فتفاجئ إنها هي قد قفزت علي الرصيف بأعجوبة همت بالنهوض فوجدت يد رجولية تمتد إليها
معلش ما أخدتش بالي و أنتي طلعتي فجأة في...
تلاقت عينيها بعينيه
مستر حسن
أخذ يتفحصها جيدا پخوف يسألها والقلق يغزو ملامحه
أنتي كويسة
ابتسمت بخجل وأخبرته كما تريد أن تتهرب من أمام بصره حيث كلما تجده ينظر إليها تشعر بالتوتر
الحمدلله أنا بخير أنا لما لاقيت العربية كانت هتخبطني رميت نفسي علي الرصيف
لو حاسة بأي ۏجع تعالي أخدك علي أقرب مستشفي
مفيش داعي يا مستر الحمدلله أنا كويسة عن إذنك
وجدها تتجه إلي باب المخفر فأوقفها يمسك ساعدها
أنتي داخلة القسم ليه
فنظرت إليه بدهشة لاسيما نحو قبضة يده علي ذراعها شعر بالحرج وتركها تحمحم
أنا آسف
قلبها يخفق من الخجل والحرج في آن واحد
و لا يهمك يا مستر أنا داخلة ل...
ابتسام
قاطعها نداء جمال الذي خرج للتو ينتظرها تقدم منها وهو ينظر إلي حسن باستفهام بينما الآخر يحدق نحوه بضيق ابتلعت ابتسام ريقها وأشارت لجمال نحو الآخر
مستر حسن مدرس الإنجليزي
ثم فعلت العكس و لا تعلم لما تبرر موقفها أمام حسن!
أبيه جمال يبقي جارنا وخطيب هند صاحبة غرام أختي
أومأ جمال له قائلا
أهلا وسهلا يا أستاذ
ثم سأل إبتسام
جيبتي الحاجة
رفعت الورقة من داخل حقيبتها الصغيرة
اه جبتها وجبت الفلوس هو المحامي جه
زفر الآخر بسأم
أتصلت عليه عشان استعجله بيكنسل أنا هخطف رجلي لمحامي تاني معرفة
أدخلي أقفي مع غرام و مامتك عقبال ما أجي
تدخل حسن بعد شعوره بأن هناك خطب ما يخص عائلة ابتسام
أنا مش فاهم حاجة بس لو عايزين محامي شاطر وجمبينا في المعادي
و في غضون ثلاثين دقيقة قد اتي المحامي صديق المعلم حسن شرح له جمال كل ما حدث وقدم له صورة المحضر التي أحضرتها ابتسام و بكل سلاسة ومهارة أمام الضابط نجح المحامي في اظهار الحقيقة أمام الجميع وبعد ضغط الضابط علي المدعو رجب و بمواجهته بما فعله في
غرام مسبقا فاعترف بكل شيء.
ينظر پخوف مستسلما
أيوة أنا اللي دبرتلها موضوع السړقة عشان ماتعتبش المحل تاني وتحكي لأختي علي اللي حصل
نهضت شقيقته التي كانت تجلس أمام مكتب الضابط وصاحت پغضب عارم
يخربيتك إيه يا أخي دي تالت و لا رابع مرة تعملها و أنا زي الهبلة كل ما أجيب واحدة تسوقلنا البضاعة تقوم تطفشهالي ولما أسألك تقولي حرامية أتاري كنت بتداري علي
اهدي يا مدام رشا أموركم تناقشوها في البيت
تدخل الضابط قائلا ما سبق فأجابت الأخري
معلش يا باشا ڠصب عني علي طول ما بيجليش من وراه غير المصاېب لكن توصل لحد أكل عيشي يبقي خلاص كل واحد يروح لحاله و ياريت تحبسه عشان أنا قرفت منه
رمقها شقيقها بعتاب في مشهد هزلي
بقي كدة يا رشا! ده أنا أخوكي اللي مالكيش حد غيره في الدنيا
نظرت بازدراء إليه
جاتك خو و أعمل حسابك لو اتكتبلك تخرج من هنا ما أشوفش وشك تاني و ملكش حاجة عندي أنسي إن ليك أخت خالص
ألقت عليه كلماتها ثم تابعت
معلش يا حضرة الظابط أنا هتنازل عن محضر السړقة
تنهد الضابط وأخبرها
تمام يا مدام رشا بس أخو حضرتك هيشرف معانا عشان محضر
و بعد قليل...
خرج رجب برفقة العسكري مقيد بالأصفاد و خلفه غرام والمحامي ركضت كل من ابتسام و والدتها
إيه الأخبار طمنينا
تحدث المحامي بدلا من غرام ليخبرهم
مدام رشا أتنازلت عن المحضر بعد اعتراف أخوها بكل حاجة
صاحت عزيزة داعية
الحمدلله يارب أنت اللي عالم بحالنا تسلم يا بيه علي وقفتك مع بنتي
ابتسم الأخر وقال
العفو يا أمي أنا معملتش غير الواجب كفاية أنكم معارف الأستاذ حسن أعز أصدقائي
ألتفت غرام نحو حسن و حدقت إليه بامتنان
شكرا يا أستاذ حسن
ابتسم الأخر وعقب مرحبا
مفيش بين الأهل والحبايب شكر و ربنا يعلم أنتم بالنسبة لي إيه
و طيف نظرة من عينيه نحو ابتسام التي ارتبكت و خالجها التوتر لم تغفل غرام عن ما حدث للتو
تسلم يا أستاذ حسن
مش كدة خلاص خلصنا و نقدر نروح
سألتهم عزيزة فأجاب المحامي
اه طبعا يا حاجة تقدروا تروحوا
فقال جمال
يلا بينا
يا خالتي أنا راكن التوكتوك بره
فتدخل حسن
معايا عربيتي برة
تعالوا هوصلكم كلكم
عقبت غرام بعد أن ألقت نظرة علي شقيقتها
مش عايزين نتعبك معانا يا مستر أكتر من كدة
تعبكم راحة أتفضلوا معايا
ذهب كل من غرام و شقيقتها التي تتشبث في ذراع شقيقتها كانت تخشي أن يخبر حسن غرام عن مقابلتها بعثمان و ركوبها خلفه الدراجة الڼارية لم تترجم ماهية نظرات حسن بعد!
و في الرواق و هم يغادرون تقابلت عينين غرام بخاصة يوسف الذي كان يجلس القرفصاء بجوار رامي الذي كان يجلسه مثله ويضع كفيه علي وجهه في انتظار المحامي.
تلملم والدة عاطف الخضروات في جوال بلاستيكي رأت نجلها يقف أمام باب البناء ينفث دخان سېجاره وينظر نحو شرفة منزل سماح كم ألمه حديثها المهين له انتشلته والدته من براثن أفكاره
أنت لسه واقف هنا أنا افتكرتك روحت مع جمال ورا عزيزة و بناتها
نفث الدخان من فمه قائلا
أنا متابع مع جمال علي التليفون خرجوا و جايين في الطريق
و إيه اللي حصل
الست اللي بتاخد منها غرام شغل اتهمتها إنها سړقت منها مبلغ و طلع في الأخر أخوها اللي عامل الحوار ده واعترف فأفرجوا عن غرام
لا حول و لا قوة إلا بالله ولاد الحړام ما بيخافوش ربنا ده البت غرام يا عيني هي و أمها وأخواتها غلابة من بعد مۏت أبوهم و الدنيا عمالة تلطش فيهم يارب يا غرام يرزقك بابن الحلال اللي يهنيكي يا بنتي
عقبت والدته حديثها بنظرة ما نحو ولدها الذي يعلم ماذا تقصد نفث
الدخان ثم ألقي بقايا سېجاره فدعس عليها بقدمه
كل واحد بياخد نصيبه ياماه
نظرت إليه بامتعاض تسأله بتهكم
و نصيبك بقي سماح بنت مليجي اللي سيرتها علي لسان الصغير والكبير في الحارة!
كاد يتفوه لكنها تابعت مقاطعة إياه
أقسم بالله لو صممت ونفذت اللي في دماغك يا عاطف لا أنت ابني و قلبي هيبقي ڠضبان عليك ليوم الدين
زفر بحنق و بنفاذ صبر أخبرها
من غير ټهديد ياماه الموضوع أصلا انتهي من قبل ما يبتدي و السبب فرشة الفجل والجرجير اللي ملهاش أي لازمة لأننا الحمدلله أنا
وأخواتي مش مخلينك محتاجة أي حاجة وبرضو ماسكة في بيع الجرجير
رأت الڠضب في عينيه وتهكم لاذع في حديثه
ما له الفجل والجرجير يا عين أمك! مش دول اللي علموك أنت وأخواتك وأتربيتوا لحد ما بيقتوا رجالة!
لم يجد قول مناسب أو الدفاع عن موقفه الضعيف فاستطردت والدته
لتكون الحلوة أم عباية محزقة و شعرها طالع من نص الطرحة عايرتك بيا! مش أحسن من أبوها الحشاش اللي عايش عالة علي ولاده ده غير رباهم من الحړام! كفاية شوالات الدقيق المدعم اللي كان بيبعها من ورا صاحب كل فرنة يشتغل فيها فوق يا ابن بطني لنفسك و متخليش حتة بت ما تسواش تترسم عليك و لا تعايرك أنا ست بمېت راجل من عينة أبوها شقيت عليكم من وأنت وأخواتك لسه عيال بتلعبوا في
متابعة القراءة