رواية انا لها شمس(الفصل السابع والاربعين 47) بقلم روز امين

موقع أيام نيوز


شيئا كان ينقصها والأن فقط قد عثرت عليه لتكتمل.
شددت من احتضانها ليشاركها لحظة السعادة بعودتها إلى كنف عائلتهابعد قليل كان يجلس فوق إحدى الأرائك يتوسط عزيز و وجدي حيث بدأ بفتح الأحاديث لادماج زوج شقيقتهموضعوا الطاولة الارضية وسط الغرفة وبدأت نوارة وفتيات عزيز وشاركتهم إيثار برص الاطعمة المتنوعة فوقهاكانت تتحرك برشاقة رغم حملها وهي تجلب الطعام من المطبخ وتقوم برصه وكأنها عادت إبنة التاسعة عشرانتهوا من تجهيزها لتهرول هي لإحدى الأرائك وبدأت بحمل إحدى الوسائد ووضعها فوق الأرض لتنطق وهي تشير لزوجها 

حطيت لك مخدة علشان تكون مرتاح وإنت بتاكل
أجابها بهدوء وهو يتطلع لتلك الطاولة الأرضية 
ملهاش لزوم يا حبيبيأنا هقعد معاكم على الأرض
هتف وجدي بحبور 
ميصحش سعادتك
وقف الجميع وحمل عزيز وسادة ليضعها بجوار جلوس فؤاد وتحدث إلى شقيقته وكأنه يريد محو الماضي من مخيلتها 
وإنت كمان إقعدي جنب جوزك علشان متتعبيش
تطلعت عليه بنظرات مختلطةما بين سعادة وحيرة واستغراب وعلى الفور ابتسمت له ليمسك زوجها بيدها وساعدها على الجلوس نظرا لحملها ثم جاورهاحضرت منيرة والتف الجميع حوال الطاولة لينطق أيهم في محاولة منه لفتح أحاديث مع زوج شقيقته 
طبعا دي أول مرة تاكل فيها على الطبلية يا سيادة المستشار 
ابتسم وهو يقول بملاطفة 
بصراحة أول مرةبس حبيت القعدة جدا
وتابع وهو يشير بكفيه 
تحس إن فيه ألفة وجو عائلي أكثر من السفرة
قامت منيرة بتقطيع لحوم البط وقامت ببسط ذراعها وهي تضع إلى فؤاد بصحنه لتنطق بحبور ووجه بشوش 
مد إيدك وكل يا ابنيومتقلقش من ناحية النضافةإحنا نضاف وأكلنا زي الفل
تحدث على عجالة لينفي فكرتها 
ده شيئ واضح يا افندم ومش محتاج كلام
أمسكت نوارة ملعقة كبيرة وقامت بغرف قطعة كبيرة من صينية الأرز المعمرلتقول وهي تضعها بصحن ذاك الراقي 
دوق بقى الرز المعمر بتاع ماما وقول رأيك فيه
واسترسلت بحماس وهي تشير إلى إيثار 
ده بقى أكلة إيثار المفضلةكانت بتعشقه وعمي الله يرحمه كان بيخلي ماما تعمله مخصوص ويوديه ل إيثار مصر بنفسه
تذكرت والدها وزياراته لها حيث كان يأتي محملا بالخيراتتنهدت لتبسط كفها تلتقط إحدى وحدات أصابع المحشي لتتناوله وتغمض عينيها تتلذذ بنكهته الرائعة والتي تذكرها بأيام صباهاإلتقطت واحدا أخر لتضعه بفم زوجها دون أن تشعر بالخجل ك قبل مع عمرو لتنطق بعينين تظهر بهما السعادة 
دوق المحشي دههيعجبك قوي
بدأ بمضغه ليرفع حاجبه للأعلى باندهاش لينطق وهو يتطلع إليها
طعمه هايل
ثم توجه بحديثه إلى منيرة وتحدث 
تسلم إيد حضرتك
اجابته بابتسامة صافية 
بالهنا والشفا يا ابني
وضعت لها نوارة قطعة من الأرز المعمر لتتناول ملعقة منه وتعود بذاكرتها لذاك الطعم المميزتطلعت للمائدة وأصناف الطعام الموجودة وعادت بذاكرتها للخلفوجوه الموجودين بذاتهم لم تتغير رائحة الطعام الذكية وطعمه الحلو المميزذاك الدفئ الذي كانت تشعر به بحضرتهمكل شيئ ظل كما هو إلا ذاك الحبيب الطيبوبرغم رحيله إلا أنها كانت تشعر بروحه الطاهرة تحوم من حولهم وكأنهالحاضر الغائبويرى هذا التجمع وسعيد به أيضا
تطلعت بسعادة للجميع وهم يتناولون الطعام بشهية مفتوحة وسط أحاديثهم الشيقة حتى فؤاد اندمج معهم بالحديث
سألتها منيرة باشتياق ظهر بصوتها 
مجبتوش يوسف معاكم ليه 
ده وحشني قوي ونفسي أشوفه
ابتسمت لتجيبها بمرارة 
محبتش أجيبه علشان ميسألش عن أهله
تأثر الجميع لأجل الصغير فجميعهم يعلم مدى تعلق الصغير بعائلته وعشقه لهمحمل وجدي إحدى الحمامات المحشوة بالفريك وقدمها لشقيقته وقال كي يلهيها ويمحو عنها حزنها 
كلي حمام يا إيثار
أشارت لصحنها وهي تقول 
قدامي واحدة يا وجدي
نطق عزيز بنبرة حنون تعجبت لها 
اللي قدامك محشية رز لكن دي محشية فريكخديها من إيد أخوك
ابتسمت وتناولتها من يد شقيقها برغم عدم الاشتهاء لهاتحدث عزيز إلى فؤاد
 

تم نسخ الرابط