رواية انا لها شمس كاملة من الفصل الاول 1 الى الفصل الخامس والأربعون 45 ) بقلم روز امين
المحتويات
على الحائط الرخامي والمياه تنهمر على رأسه لتمر على ج سده لتنعش روحه المنهكة من العمل طيلة اليومتنفس بعمق ليفتح عينيه باسطا ذراعه يجلب زجاجة صابون الشعر ليأخذ منها القليل ويضعه فوق رأسه ليدلكه برفق ويميل برأسه من جديد تحت صنبور المياه ليغتسل جيداخرج من الكبينة ليجذب منشفة قطنية كبيرة يلفها حول خ صره وأخرى صغيره ليجفف بها شعر رأسه ليتحرك من الحمام إلى غرفة الملابس لينتقي بذلة قيمة يحضر بها ميعاده مع رجل الأعمال صلاح عبدالعزيز بعدما عقد النية على التدخل بشكل شخصي لفض هذا الصراع الدائر بينه وبين خصمهأيمن الأباصيريوصل لحديقة القصر في طريقه للجراچ ليتوقف حين وجد والداه يجلسان حول حوض السباحة ويحتسيان معا كوبان من القهوة الساخنة ليقول بابتسامة خاڤتة
مساء النور يا فؤاد نطقها علام لتقول عصمت بنبرة حنون وهي تشير إليه بالجلوس
تعالى اشرب معانا فنجان قهوة
أجابها غامزا بعينه
الشمال
مش حابب أكون عزول واضايق معالي المستشار يا دكتورة
ابتسم علام
ساخرا ليجيب بمشاكسة لنجله المحبب والمقرب لقلبه
ماتتلككش بمعالي المستشار يا حبيبيإنت أصلا متشيك وباين عليك عندك ميعاد مهم
دايما كاشف اللي جوايا جنابكمحدش يعرف يعدي من تحت إيدك أبدا
دقق النظر له ليقول بصوت جاد
شكلك رايح المشوار اللي بلغتني بيه إمبارح
بالظبط يا باشا ليستطرد بإبانة
لما عملت تحرياتي عن صلاح عبدالعزيز لقيت إنه حد محترم وحرام ينتهى تاريخه بسبب رغبة عامية في الإنتقام
إعمل اللي إنت شايفه صح يا سيادة المستشارانا واثق في تفكيرك وواثق إنك هتحل القضية بمنتهى العقل والحكمةربنا يوفقك قالها بعينين فخورة بنجله ليشكره فؤاد ويتحرك باتجاه الجراچ
حضرتك تشرف أي مكان تدخله يا سيادة المستشار كلمات نطقها صلاح بتهذيب ليشكره فؤاد قائلا بلباقة
متشكر جدا يا صلاح بيه
واستطرد بعملية اكتسبها من منصبه
أنا هدخل في الموضوع على طول علشان مضيعش وقت حضراتكم الموضوع وباختصار خاص بقضية محاولة إغتيال أيمن الأباصيري
سبق وحضرتك استدعتني لمكتبك واستجوبتني بخصوص القضية والحمدلله إنت بنفسك أمرت بإخلاء سبيلي لما التحريات أثبتت إني مليش أي علاقة بموضوع اللي إسمه أيمن
ليسترسل بإبانة
وإني يومها كنت عازم أهل مرات إبني هنا في فيلتي والكل شهد على كدة
ابتسامة جانبية ارتسمت على أوحت ل الأخر بأنه ليس مقتنعا بتلك النتيجة ليقول بذات مغزى
تقصد إيه بكلامك ده يا سيادة المستشارياريت تتكلم بوضوح أكثر من كده
أقصد إن أصابع الإتهام كلها بتدور حواليك يا صلاح بيه نطقها بقوة وهو يوجه له الاتهام عبر نظراته ليستطرد بإبانة
خلينا نتكلم بالمنطق ونبص للموضوع بشموليةأولا أيمن الأباصيري برغم إنه من أكبر وأشهر رجال الأعمال في البلد إلا إنه ملوش اي أعداء وده عرفناه من خلال تحريات النيابة وكمان شهادة الشهودمن ساعة حاډثة بسام إبن حضرتك الراجل اتعرض لثلاث محاولات
ليستطرد بعيني بهما اتهام
محاولة تسميمه في قلب بيته على إيد الشغالة اللي اعترفت إن فيه حد إتواصل معاها وسلمها مأتين
ألف جنية وقزازة سم وقالها تحط له منها في القهوةووعدها لما يتأكد من خبر مۏت أيمن هتاخد زيهم كمان
وضع السېجار بفمه ليسحب أكبر قدر من الدخان ثم يخرجه بقوة ليشكل سحابة فوق رأس الرجل ويعبيء المكان تحت نظرات فؤاد المتفحصة له وكشفه لتوتر الرجل الذي يحاول جاهدا بتخبأته لكنه يكشفه بحس رجل القانون الموجود بداخله ليستطرد راويا
ده غير إنك روحت له بيته وهددته صراحتا إنك مش هتسيبه غير وهو چثة زي ما عمل في إبنك بسام والكلام ده قدمه أيمن عندي في محضر رسمي من يومين وشهد عليه كل العمال اللي في بيته
أشار ممثلا بيده ليقول باتهام صريح
بعد كل الدلائل دي فسر لي بقى وقولي مين ليه مصلحة أيمن غير حضرتك
بعنفوان الشباب هتف هيثم نجل صلاح بغطرسة وصوت مرتفع خالي من اللباقة
وإحنا مالنا بكل الكلام اللي إنت بتقوله دهإنت لو عندك دليل واحد ضد بابا مكنتش خرجته من النيابة أساسا
احتدت ملامح وجهه من حديث ذاك الشاب لي الكلام
نظرات لائمة أطلقها صلاح إلى نجله كرصاصات لتخرسه في الحال ليستطرد الاخر بحديث شبه ټهديدي
ثانيا وده الأهم انا تحرياتي لسه مستمرة وأكيد هتنكشف أمور كتير
رمق صلاح بنظرة ذات مغزى ليكمل
إسأل على فؤاد زين الدين وإنت تعرف إن عمري ما أخدت قضية إلا وقفلتها مهما كانت صعوبتها أو الأدلة ضعيفة
ارتبك صلاح لتيقنه صحة ما قاله ذاك الدؤوب في عمله والمعروف عنه داخل وسطه بالنزاهة والتفاني والمهارة العالية بفك ألغاز القضايا لذا يوكل إليه القضايا المعقدة من قبل رؤساءهسأله متوجسا
إنت عاوز إيه بالظبط يا سيادة المستشارما تجيب من الأخر!
أراح ظهره للخلف أكثر وانتظر لدخول العاملة التي تحركت بعربة تقديم الضيافة وبدأت بسكب الشاي وتقديمه مع قطعة حلوى ليشكرها ثم استكمل حديثه قائلا بوضوح
من الأخر أنا عاوز أحل القضية بشكل ودي بينكم بعيدا عن القانون
قطب صلاح ونجله جبينيهما ونظرا كلا منهما للأخر بحيرة ليسترسل فؤاد بإبانة
أنا عارف إنكم مستغربين الكلام اللي بقوله ويمكن مش مصدقيني او فكريني بحور عليكم
رد صلاح سريعا
العفو يا فؤاد باشاسمعة جنابك وجناب سيادة المستشار والدك سبقاكم
تنفس براحة ليستكمل حديثه
متشكر يا افندمالحقيقة أنا فكرت كتير في موضوع العداوة
اللي بينكم وقولت حرام لما إتنين من أكبر رجال
الأعمال اللي في البلد يهدوا اللي بنوه علشان غلطة غير مقصودة
احتدت ملامح صلاح ليهتف مستنكرا
حضرتك بتسمي إبني غلطة!
أجابه بثبات وصوت قوي
ايوا غلطة وبسام الله يرحمه اللي بدأها وحضرتك ووالدته مشتركين فيها وبلاش تخليني أقول كلام هيزعلك
نكس رأسه لتيقنه من مقصد ذاك الصارم الذي يلمح على تقصيره وزوجته بحق تربية نجليهما وبالحقيقة هو مدرك لهذا جيدا لذلك فضل الصمت ليستطرد الأخر
أنا عارف إن النتيجة كانت قاسېة وصدقني مهما كانت مرارة الحاډثة وحجمها بالنسبة لك فهي لا تقل مرارة وألم بل وندم عند أيمن الاباصيري إنت عارف كويس قوي إنه شخص محترم وبيتقي ربنا في كل تصرفاته وده شيء معروف جدا عنه
ضيق بين عينيه ليستطرد وهو يهز رأسه باستنكار
إن الظروف تجبره ينهي حياة شاب بأديه ده شيء في منتهى القسۏة بالنسبة لحد ضميرة حي زيه
احتدت ملامحه ونظر إليه پغضب ليسترسل فؤاد بإبانة
صدقني أنا نفسي شفت دموع الألم والندم في عنيه وأنا بستجوبه
هتف بحدة
ولما هو ندمان عمل كدة ليه يحرمني من إبني وېغدر بيه ليه!
هتف الأخر بنبرة صارمة
ماتغالطش ضميرك يا صلاح بيهإنت عارف كويس مين اللي غدر بالتاني وتعدى على حرمة بيته وكان هيه تك عرض بنته
ثم أشار إليه برأسه بصوت حاد عل ضميره يستيقظ
إنت نفسك لو مكانه وحد عمل كده في بنتك مش هتتأخر ثانية واحدة في إنك تاخد القرار
تنفس بأسى وظهر الإنهاك فوق ملامحه ليتنهد فؤاد بضيق لأجل ذاك الرجل المهزومتساءل بهدوء
والمطلوب مني إيه يا سيادة المستشار أنسى ډم ابني اللي سال في بيت ايمن وأروح أحط إيدي في إيده
مش أحسن ما واحد منكم يخلص على التاني وييجي واحد من ولادكم يخلص على ابن التاني علشان يحقق الاڼتقام
ليسترسل متأثرا
إنت عارف إن الإنتقام دايرة اللي
بيدخلها عمره ما هيعرف يخرج منها تانيدي دايرة مۏت كل اللي جواها هالكين
أمال برأسه بإيجاب لحديثه ثم نظر لنجله پألم ليهز الشاب المتعلم رأسه لوالده ليحثه على الموافقة حيث يختلف هيثم عن شقيقه الراحل بكل شيء هيثم رزين عاقل يساعد والده في بناء شركتهم الضخمة ليرفعا معا إسم صلاح عبدالعزيز في قائمة أكبر رجال الاعمال
بعد قليل كان يخرج من منزل صلاح واستقل سيارته منطلقا بطريق عودته للمنزل أمسك بهاتفه واخرج رقم أيمن ليهاتفه ويحددا ميعادا ليجتمع الجميع بمكان محايد لاتمام عملية المصالحةكاد أن يضغط زر الإتصال لكنه توقف فجأة حيث ابتسم بخبث وهو يبدل الرقم برقم تلك الحادة الطباعفيبدوا أنه اعتاد على مشاكستها وأعجبه الحالضغط على الرقم الذي سجله على هاتفه بعدما احتفظ به من بياناتها التي دونت من قبل الموظف بالمحضر انتظر الرد كانت تتوسط فراشها تغط في سبات عميق منهك وعقل مرهق نتيجة ما حدث لها من أهوال طيلة الأيام الماضيةتمللت بنومتها حين وصل لمسامعها صوت رنين الهاتف لتفتح أهدابها وتغلقهما من شدة نعاسها بسطت يدها لجلب الهاتف وما أن نظرت به حتى ضيقت بين عينيها وهي ترى ال رقم خاص ولا يظهر
private number
ضغطت زر الإجابة ليصل إليه صوتها الناعس وهي تجيب بنعومة أثارته حتى أنه تعجب من حاله
ألو
مساء الخير يا استاذة إيثار نطقها بصوت
رجولي جذاب لتجيبه بنفس الصوت
مساء النور مين معايا!
أنا المستشار فؤاد علام قالها بثبات لتعقد حاجبيها في حيرة لتقول
هو حضرتك جبت رقمي منين!
ابتسم على تلك البلهاء وتحدث مفسرا
هو رقمك سر حربي ولا إيه وأظن إن من خلال منصبي أقدر أجيب أي رقم بمنتهى السهولة
وهتف مستطردا بتسلي
ذاك المغرور سحبت ج سدها للأعلى لتستند على ظهر التخت ليستطرد هو ساخرا من إسلوبها الفظ معه
وقبل ما تقولي لي بتتصل ليه هقولك أنا
ابتسامة شقت لتخرج رغما عنها حيث اردفت بتساؤل لطيف
أفهم من كده إن سيادة المستشار بيتهمني إني قليلة الذوق
شعورا رائعا بالراحة اقتحم صدره حين استمع لصوتها المبتسم ولأول مرة منذ أن رأها ليجيبها بإبتسامة عذبة ارتسمت فوق الغليظة لتعطيه مظهرا رجوليا جذابا وهو يقول بملاطفة
مقدرش أقول كده طبعا
تنهدت براحة لتسأله بعملية
مقولتليش حضرتك عاوزني في إيه
تبدلت ملامحه لمتعجبة من أمر تلك المرأة الألية كما وصفها ليبتسم ساخرا ويضيف
كنت عاوزك تحددي لي ميعاد بكرة مع أيمن الأباصيري علشان عاوز أكلمه في موضوع مهم جدا
أقدر أعرف الموضوع بخصوص إيه سألته بجدية ليجيب بنفس الجدية
لك عن طريقه
بمنتهى الغرور أجابها
أنا محدش يقدر ولا يعرف يوصل لي أنا اللي بوصل وقت ما اقرر
ليستطرد أمرا بنفس الخيلاء
هتصل بيك على ثمانية المغرب تكوني شوفتي مواعيدك وحددتي لي الميعاد
لوت شف تيها باستغراب لأمر ذاك الغريب وكادت أن تجيبه لولا اقټحام
ذاك الصغير لغرفتها وفراشها ليهتف بصوت حماسي
كل ده نوم يا مامي يا كسلانة
أشارت له ليصمت بابتسامة لكنه لم يبالي
متابعة القراءة