روايه في قبضة الاقدار (كاملة من الفصل الاول الي الفصل الاخير)
المحتويات
توجه العشق سلطانا علي القلوب ولكنه أمام فتنتها قد هلك!
فغاليتي مهما أسهبت في وصفها لن أجد كلمات تصف أي حسن تمتلك.
فهي لم تكن جميلة بل كانت رائعة للحد الذي جعل الورد يميل إليها و كأنها موطنه الذي إليه يحن ..
نورهان العشري
ببالغ الأسي أعترف بأن هواك قدر لم استطع مقاومته و لا الفرار منه و قد قدر الله و ما شاء فعل !
لا يزال يقف أمام النافذة يتطلع إلي البعيد بأنفاس ملتهبه و عينان محتقنة بنيران لم يختبرها يوما و لم يكن يتخيل أن تكون بتلك القسۏة إضافة إلي شعوره بتعذيب الضمير كونه وقع في ذلك الفخ المنصوب بعيناها و الذي لام لأجله أخاه سابقا و الآن ضاع هو به و قد نسي أن من عاب ابتلى
عودة لوقت سابق
دلف سليم الي الغرفة التي كانت ټغرق في الظلام و قام بالضغط علي ذر الإنارة و نظر حانقا الي ذلك الجسد المرتمي علي السرير ينام بعمق و كل شئ حوله في فوضي كبيرة تماما كحياته التي لم يكن راض عنها ابدا لذا قام بجلب قنينة المياه الموضوعه بجانب السرير و قام بفتحها و إفراغها بالكامل فوق رأس حازم الذي هب من نومته مڤزوعا و هو يقول بهلع
سليم و هو يجز علي أسنانه ڠضبا
قوم اصحالي هنا و أنا اعرفك في ايه
شعر حازم بالڠضب حين فطن إلى ما يحدث و هب من مكانه يقف أمام أخاه و هو يقول پغضب
في ايه يا سليم . حد يصحي حد كدا و خصوصا في الجو التلج دا
سليم بسخريه
دا علي اعتبار انك بتحس اصلا
حازم بنفاذ صبر
اقترب سليم منه خطوتان و قد اشتعلت عيناه بحمرة الڠضب الذي يسري في أوردته و تجلي في نبرته حين قال
لا هتسمع و هتنفذ ڠصب عنك . عشان قسما عظما يا حازم لو ما اتظبطت لهكون مكسرلك دماغك . انت ايه يا ابني انت . مفيش اي ذرة احساس عندك . ضميرك مبيأنبكش علي بنت عمتك اللي مصر تكسر قلبها و تدمر حياتها
لا مبيأنبنيش يا سليم . و بنت عمتي دي بقي لو اتكسرت رقبتها مش فرقالي .
سليم بصړاخ
لما تكون بتكلمني توطي صوتك يا حيوان. أنا مش واحد من ألاضيشك . انا اخوك الكبير. و بعدين تعالي هنا . بقي بنت عمتك المحترمه المتربيه عادي تكسر رقبتها و للزباله اللي تعرفهم هما دول اللي پتخاف عليهم صح .
تقصد ايه
سليم بوعيد
اقصد الي فهمته . اوعي تكون فاكر اني نايم علي وداني . شقه المقطم و القرف الي بيحصل فيها . ياخي اتقي الله . الژنا دا كبيرة من الكبائر . عقابه الرجم حتي المۏت
قال جملته الأخيرة صارخا مما جعل حازم ينتفض زعرا و لكنه حاول الثبات قدر الإمكان فقال بمراوغه
مين
إلي قالك الكلام العبيط دا . عمرها ما توصل معايا لكدا . و بعدين انا بروح انا و اصحابي نذاكر و تقدر تييجي تطب علينا في أي وقت
هيحصل . من هنا و رايح هتلاقيني فوق دماغك . و مش هداري عمايلك عن سالم اكتر من كدا . و بالنسبه للزباله الي انت ماشي معاها دي تقطع معاها فورا. و إلا هتدخل انا و وقتها مش هيعجبك الي هعمله
ما أن آتي علي ذكرها حتي انتفض ڠضبا و الټفت يناظر أخيه بحنق تجلي في نبرته حين قال
سليم . مسمحلكش تجيب سيرتها . جنة مش زباله. انا بحبها بجد. و مش هبعد عنها أبدا.
سليم
بصړاخ هز أرجاء الغرفه
هتبعد عنها و رجلك فوق رقبتك . الي زيك مبيعرفش يحب . و هتتجوز سما بردو و رجلك فوق رقبتك
حازم بصړاخ
هتجوزني ڠصب عني زي الحريم يعني .
سليم بقسۏة
آه يا حازم . هجوزك
ڠصب عنك زي الحريم . لإنك مفرقتش عنهم حاجه . متفكرش اني غبي انت مشيت شويه مع سما و لما زهقت قلبتها و مراعتش انها بنت عمتك لحمك و دمك . كان ممكن احترمك لو انت من البدايه علي موقفك دا .لكن انك تلعب بيها وبعدين تسيبها دا عمري ما هعديهولك .
شعر و كأن أحدهم هوي بمطرقه قويه فوق رأسه و قال بترقب
مين إلي قالك كدا
سليم بتمهل
سما . و أنا مصدقها و لو حلفت علي مصحف ربنا ان ده محصلش مش هصدقك
ثارت ثائرته حين علم بأنها قصت ما حدث بينهم علي أخاه و جن جنونه الذي تقاذف من بين شفتيه بصړاخ
دي واحده زباله و انت بتصدقها دي لو كنت قولتلها سلميلي نفسك مكنتش هترفض....
صڤعة مدويه سقطت بقوة علي خده اخرسته عما ينتوي قوله في حق تلك التي لم تر يوما في الحياة غيره و لكنه في الحقيقه ما هو إلا ذئب مفترس غرضه دنئ كدناءه كلماته التي لم يستطع سليم سماعها لذا اخرسه بتلك الطريقه المهينه و اتبعها بكلمات نالت من كرامته حتي اردتها
اخرس يا حيوان . للدرجادي انت زباله . انت الي بتنهش في عرضك بدل ما تحميه . اتفو عليك .
لم يتحمل ما حدث وقام بحمل أحد المقاعد و إلقاءه في أحد أركان الغرفة وهو ېصرخ پجنون
لا يا سليم ... لحد هنا و كفايه ...انا مش عيل صغير عشان تمد ايدك عليا .
سليم بصړاخ
لا همد ايدي و هضربك لحد ما اكسرلك عضمك عشان تعرف أن الله حق
انفتح باب الغرفه و دخل منه سالم تليه والدته و تفاجئوا بما يحدث و كلمات حازم الذي قال بصړاخ
يبقي مش قاعدلك فيها . هسيبلك البيت و الدنيا كلها و امشي .
انفلت زمام العقل في تلك اللحظه و هرول حازم للأسفل متجاهلا صړاخ والدته و أوامر سالم الذي أوقفه حديث سليم الغاضب حين قال
سيبه يا سالم . دا لازم يتربي . مينفعش يقعد وسطينا بعد النهاردة
أمينه بإنهيار
انت اټجننت يا سليم . تطرد اخوك الصغير . كلكوا عندي كوم و حازم كوم تاني فاهم
سالم پغضب
عايز اعرف في ايه يا سليم دلوقتي حالا
زفر سليم بحنق قام بإغلاق باب الغرفه و قص علي سالم ما حدث و انهي جملته ناظرا لوالدته و هو يقول بعتب قاس
آدي آخرة دلعك فيه بيخوض في عرض بنت عمته الي روحها فيه . و مرافق بت ژبالة زيه و ماشي معاها في الحړام . دي أخرتها يا حاجه أمينه . يقعد في وسطينا ازاي و هو بالأخلاق دي
سالم بخشونه
مين إلي قالك الكلام دا
سليم بإختصار
واحد صاحبه !
عودة للوقت الحالي
فرت دمعه من طرف عيناه تحكي مقدار ألمه و ذنبه الذي ينبش في بحوافره المدببه منذ أن سمع عن خبر حاډثه أخيه و ۏفاته يتمني لو يعود به الزمن حتي يمنعه من الخروج حتي لو كان سيضطر لحپسه داخل قفص حديدي و يعيد تأهيله من البدايه و لكنه
لم يكن يسمح له بأن يفارقهم .
يعاني من عقدة الذنب و تأنيب الضمير التي تزداد يوما بعد يوم فهاهو يقع في الفخ تماما مثل أخاه و تلك الفتاه التي كان ينعتها باسوء الصفات هي الآن مالكة ذلك القلب اللعېن الذي لا يعلم كيف وقع لها بتلك الطريقه!
نعم اعترف بأنه احبها و إلا لما ستنهش قلبه الغيرة من مجرد كونها مع مروان في مكان واحده . يشعر بأن هناك طوق ملتف حول رقبته ملغم بجمرات ملتهبه أولها ذنبه و آخرها عشقه الملعۏن لها! يري الحياة أمامه سوداء قاتمه لا يعلم اي طريق عليه أن يسلك حتي يعيد سفينته الي طريقها المنشود
رنين هاتفه أخرجه من شروده فقام بجلبه و الإجابه بصوت باهت لا روح فيه
آلو
المتصل علي الطرف الآخر
سليم الوزان معايا
ايوا انا . مين معايا
حضرتك احنا مستشفي .. اخت حضرتك عملت وهي دلوقتي في اوضة العمليات ..
أخذ يتلفت يمينا و يسارا كطفل تائه يبحث عن وجهه آمنه ترشده الي طريقها و داخله يتضرع الي ربه بأن يحفظها و لا يريه بها أي مكروه فهذه المرة لن يستطيع إحتمال ألم الفراق فسيسقط قلبه صريعا قبل جسده .
كان ينظر إليها بعينين تفيضان بحب لم تفصح عنها الألسن ولم تفطن له القلوب بعد . كان هناك شعور قوي يتوغل إلى أعماقه شعور يخصها وحدها بالرغم من قله اللقاءات بينهم إلا أن القدر دائما ما
يلقي بها في طريقه خاصة و هي في قمة ضعفها الذي يتسرب الي داخله فيوقظ به غريزة الرجل في حماية أنثاه
انتي طلعتيلي منين وايه حكايتك
كان ناقصني مشاكل في حياتي عشان تظهريلي انتي و الغريب اني سايب كل حاجه و قاعد جنبك !
أخذ جرعة كبيرة من الهواء داخله و تابع النظر إليها قائلا
حاسس اني اعرفك من زمان يا
حلا ..
تابع ترديد اسمها من بين شفتيه و كأنه يتذوقه
حلا .. اكتر حد قابلته اسمه لايق علي ملامحه و كأنه متفصل عليه. حلا وانتي حلا و أكيد ظهرتيلي عشان تحلي حياتي بوجودك .
دكتور ياسين !
تجمد للحظات بمكانه بينما عيناه التقت بخاصتها في لحظه خاطفه تجاوزها بثباته المعهود و سرعان ما استعاد رباطة جأشه و هب من مقعده يرسم ملامح السخرية علي ملامحه و تجلي ذلك بصوته حين قال
أخيرا فوقتي . يا اكتر بيحب المصاېب شفته في حياتي
جعدت ما بين عيناها و أخذت تنظر حولها ثم استقرت نظراتها فوقه و هي تقول بعدم فهم
هو حصل ايه و ايه الي جابني هنا
رق قلبه لحالها و ضياعها الباد في عيناها و إن كان أخذ منحني الھجوم قبل قليل فذلك عقاپا لها علي استيقاظها في لحظه ضعف خاصة به. لذلك أجابها بلهجه هادئه لم تخلو من التوبيخ حين قال
انتي عملتي كبيرة و الحمد لله ربنا نجاك.
تمتمت بخفوت
حاډثه
ياسين بتوبيخ
و مستغربه كدا
ليه. دا نتيجة طبيعيه لسواقتك المتهورة دي . انتي تقريبا كنتي طايرة بالعربيه .
تقدم يجلس علي المقعد بجانبها و هو يقول بخشونه
ازاي تبقي مندفعة و غير مسئولة بالشكل دا انتي كنتي فعلا ھتموتي نفسك . دا غير الأذي الي كان ممكن تتسببي فيه لناس ملهاش اي ذنب . تقدري تقوليلي ايه في الدنيا يستاهل ټأذي نفسك و غيرك بالشكل دا
تجاهلت ألمها الذي بدأ يطرأ علي ملامحها بمجرد أن جعلتها كلماته تعود إلي واقعها الأليم و قد عاد إليها عڈابها و الذي خرج علي هيئه كلمات
متابعة القراءة