رواية أصقلها الشيطان (كاملة حتى آخر الفصل الاخير) بقلم سماح سماحه

موقع أيام نيوز


بسعادة.
أخيرا قدرت أخلص منك يا أبن البنا وأسترد حريتي كمان دلوقتي بقى مبقاش قدام الباشا اي حجة عشان يطلعني من كل التهم المتوجهة ضدي براءة وأرجع لشغلي وحياتي من تاني أو أقل حاجة يهربني برة البلد خالص.
وقبل الدخول لطريق العاصمة بعدة كيلومترات قليلة وجد الكثير من سيارات الشرطة تطارده هو وباقي رجاله وتومض اشارتهم لهك لكي يتوقفوا بسيارتهم دون مقاومة عقد حاجبيه پخوف وأمر سائقه بعدم التوقف.

متقفش يا سيد خليك ماشي على طول وزود السرعة.
نظر له سيد من خلال مرأة السيارة الأمامية معترضا.
بس دول الشرطة يا زاهر بيه ومش هيسبونا في حالنا انا بقول نقف نشوفهم عايزين أيه
ضړب زاهر ظهر المقعد عدة مرات وهو يصيح فيه بقوة.
هيكونوا عايزين أيه يا غبي عايزين يقبضوا عليا طبعا أكيد الحقېر هارون كان مظبط معاهم وراسمين خطة عشان يوقعوني أوعى تقف فاهم وزود السرعة على أقصى سرعة.
أاااااااااه وقفت ليه يا حيوان قولتلك متوقفش.
أشار السائق على سيارة الشرطة المتوقفة على بعد سنتيمترات قليله أمام سيارتهما فقد استطاع أحد الضباط من تخطي سرعتهم وأيقاف السيارة أمام سيارة زاهر لأجبارهما على التوقف.
مش شايف العربية يا زاهر بيه.
وقبل أن ينطق زاهر بحرف أخر كان رجال الشرطة يحيطون سيارته مشهرين أسلحتهم نحوه يطرقون على زجاج أبوابها بقوة ويأمرونه بصوت هادر بالخروج منها مستسلما رافعا ذراعيه فوق رأسه حاول المماطلة حتى يجد حل يمكنه من الخروج لكنه وجد كل محاولاته ستبوء بالفشل لذا ألغى نظام القفل بالسيارة وفتح الباب وخرج رافعا يديه فوق رأسه كما أمروه وصاح فيهم بأستعطاف.
أنتم بتوقفوني ليه يا باشا انا معملتش حاجة.
أقترب منه الضابط وكبل يديه خلفه ظهر ووضع بها الأصفاد وهو يعدد له تهمه الكثيرة.
كل دا يا زاهر ومعملتش حاجة دي مش تهمة واحدة دول تهم كتير قوي من ضمنهم خطڤ أنثى ومحاولة قتل رجل الأعمال هارون البنا دا غير تهم الأختلاس والاستيلاء على المال العام والمتاجرة في الآثار والأستحواذ على ملكية أراضي الدولة بدون أوراق قانونية كفاية كدا ولا أقول الباقي وخلي بالك في تسجيلات قانونية متسجلة ليك وأنت بتساوم هارون البنا على رجوع مراته مقابل المستندات اللي تدينك يعني مش هتعرف تطلع منها المرة دي يا زاهر يا مهدي.
بعد مدة ليست بقليلة كانت سيارة الإسعاف تحمل هارون وتتجه نحو العاصمة لأنقاذه قبل فوات الأوان وخلف السيارة أنطلق حمدي بسيارته بعدما حدد مكانه من خلال موقع هاتفه وأسرع لمكانه حتى يرى ما به ولما لم يجيب على هاتفه وحين وجد جسده يفترش الأرض فاقدا للحياة هاتف الضابط الذي كان يتواصل معه للقبض على زاهر وطلب منه أحضار سيارة أسعاف لأنقاذ هارون ظل حمدي يلوم نفسه ويتأكله الندم لأنه استمع لهارون وتركه يذهب وحده ضړب مقود سيارته عدة مرات وصاح پغضب.
ياريتني ما سمعت كلامك يا هارون أديك ضيعت نفسك بتهورك هقول ايه دلوقتي لماما وهى موصياني مسيبكش تروح لوحدك ربنا يستر وتكون لسه بخير.
قطع صياحه الغاضب صوت هاتفه يعلو بمكالمة واردة من والدته فعلى ما يبدو أن قلبها قد شعر بما حدث وتريد الاطمئنان منه تمالك نفسه وأجابه بصوت هادئ حتى لا يفجعها وتنتكس حالتها الصحية مرة أخرى.
أيوه يا ماما.
إجابته زهرة وقلبها يخفق پخوف.
طمني يا حمدي هارون
جاب مراته ورجع بالسلامة.
زفر حمدي بقوة وهو يخبرها كڈبا.
زاهر قدر يهرب قبل ما هارون ياخد سدرة والشرطة حاليا بطارده وهارون مع المقدم طاهر ومش عارف أتلم عليه أول ما أكلمه وأطمن هكلمك وكمان ياريت متتصليش على تليفون هارون لأنه أتكسر منه وهو بيحاول يمسك زاهر قبل ما يهرب.
أومأت زهرة متفهمة.
عشان كدا لما أتصلت عليه لقيته مقفول.
هز حمدي رأسه وهو ينظر لهاتف هارون بيده بعد أن أضطر لأخذه وأغلاقه لحين الاطمئنان على هارون.
أيوه يا حبيبتي عشان كده انا قولت أعرفك عشان متقلقيش انا هضطر أقفل وأول ما أطمن هطمنك أن شاء الله.
تنهدت زهرة بحزن.
ماشي يا حبيبي ربنا يطمنا قريب ويرجع سدرة بخير لينا من تاني.
أنهى حمدي المكالمة وألقى بهاتفه أمامه في مقدمة سيارته ونزلت دموعه حزنا على سدرة التي طالتها يد الغدر وقطفت زهرة شبابها بدون ذنب أقترفته فبأي ذنب ټقتل تلك الفتاة الجميلة التي استطاعت أن تلفت نظره لها وتمتلك مشاعره بطيبتها ورقتها ومظهرها البرئ ولولا خوفه من ربه وأخلاقه التي تربى عليها لانتزعها من يد هارون وأبتعد بها لأقصى الأرض يعوضها به عما قاست من عڈاب وبرغم علمه بما فعلت الإ أن قلبه تلمس لها العذر فقد كانت مراهقة طائشة أوقعها حظها العاثر في طريق شيطان عرف كيف يتلاعب بها ويستدرجها لطريقه بعدما أصقل معتقداتها بأفكاره السيئة والمنحطة هز رأسه بحزن وخرجت أنفاسه من جوفة ملتهبة تلهب قلبه وهو يقول.
ربنا يرحمك يا سدرة لوكنت مۏتي فعلا ولو لسه عايشة يبقى ربنا يحميك من كل شړ ونقدر نوصلك قريب.
وصلت سيارة الإسعاف أمام المشفى واسرع المسعفين في حمل هارون والدخول به لأنقاذه وبعد مدة من وقوف حمدي أمام حجرة العمليات خرج الطبيب له ينزع غطاء رأسه الشفاف ويخبره بحالة هارون تقدم منه حمدي وسأله پخوف.
طمني يا دكتور محرم هارون بخير صح.
زفر الطبيب وهو يرفع يده أمام حمدي.
هارون بيه أتكتب له عمر جديد والسبب دي.
نظر حمدي لتلك السلسة الذهبية والتي استقرت الړصاصة في وسط القلب المتدلي منها فأتسعت عين حمدي بدهشة وأخذها من يد الطبيب يتفحصها فوجد ذلك القلب الذهبي يفتح عن نصفه الآخر لتظهر من داخله صورة صغيرة لسدرة مع والديها وصورة أخرى لها مع هارون قبض حمدي عليها بقوة وأغمض عينيه متحسرا على صاحبتها ثم نظر للطبيب.
يعني هارون كويس مفيهوش حاجة.
رفع الطبيب يده بأشارات تعبيرية.
السلسة صحيح حمت هارون بيه من أنها تخترق جسده وتدخل لقلبه بس دا ميمنعش أن قوة الضړبة كسرت عنده ضلعين وشرخت تلاتة تانيين وعملت ڼزيف داخلي لكن الحمدلله قدرنا نسيطر عليه وكمان عملنا عملية بسيطة لتثبيت الضلوع المکسورة بسلك طبي هو حاليا الحالة مستقرة وخرج على غرفة الأفاقة وشوية وهيروح على جناحه.
أومئ حمدي وهو يزفر براحة ومد يده يصافح الطبيب.
بجد انا بشكرك يا دكتور محرم أنك طمنتني على حالة هارون.
أبتسم الطبيب له بكياسة.
لا شكر على واجب يا حمدي بيه بعد أذنك انا رايح مكتبي لو أحتجت حاجة انا هناك.
تمام يا دكتور أتفضل حضرتك.
ظل زاهر يغدو ذهابا وإيابا بقلق وخوف كبيران في تلك الغرفة الانفرادية التي ألقوه بها بمفرده منذ أن جاءوا به لهنا قبل عدة ساعات وحدث نفسه بشړ.
قسما بالله لو ما أتصرفت يا باشا وطلعتني من هنا ليكون عليا وعلى أعدائي اه ما هو انا مش هكون كبش فدا لطمعك وأنانيتك انا كدا كدا رايح في داهية ومش هسيبك تتهنى أنت بتعبي وشقايا دا لولا تخطيطي مكنتش كسبت الملايين دي كلها يا قاسم باشا ولو كنت مفكر أن منصبك كاوزير هيحميك من السچن والعقاپ فانا عملت حسابي وكل الورق اللي يدينك مع مراتي وانا مفهمها هتعمل أيه لو أتقبض عليا وكويس أني كلمتها قبل ما أجي على هنا عشان تنهض تتصرف.
وبقى هكذا يدور حول نفسه تارة ويحدث نفسه تارة أخرى حتى دخل عليه أحد العسكر يكبل يديه ويسحبه خلفه لحجرة المحقق لكي يبدأ استجوابه في تلك التهم الموجهة إليه وظل زاهر ينكر ما أنسب إليه مع
أصراره على تبرئة أسمه وأتهام هارون بتلفيق تلك التهم له وعندما يأس المحقق من أخذ أعتراف صريح منه أمد حپسه خمسة عشر يوما على ذمة التحقيقات حتى يجلب محامي للدفاع عنه ويتم التأكد من صح المستندات التي تدينه ليبث في أمره بما ينص عليه قانون العقوبات.
أخبر حمدي والدته بما حدث حقيقة بعدما ذهب لها في قصر هارون وأخذها للمشفى حتى تكون بجواره لكي يتابع هو ما حدث مع زاهر لحين أسترداد هارون لعافيته مرة أخرى كما أرسل أحد الحرس لديهم لجلب ميسرة وحسان للمشفى حتى يطلعهم على ما حدث لكي لا يظلا مشغولا البال وكما توقع أنهارت ميسرة وفقدت وعيها فور معرفتها بما حدث مع سدرة وأسرع حمدي يطلب من طاقم التمريض أسعافها حتى لا تتدهور حالتها وجلس حسان على أحد المقاعد فاقدا للحس لما يدور حوله فهو لا يستطيع استيعاب أن سدرة قټلت ولن يراها ثانيا حاول حمدي التحدث معه لأخراجه من حالته تلك لكنه لا يستجيب لأي مؤثرات وكأن عقله في وادي أخر هز حمدي رأسه بحزن على ما ألت له الأمور وجلس بجوار والدته يهدأها فقد كانت تبكي منذ معرفتها بما حدث لسدرة وهارون في صباح اليوم التالي وفي غرفة هارون تململ في فراشة حيث بدأت حواسه في استشعار الحياة مرة أخرى وبعد عدة دقائق كانت عيناه تفتحان يطالع بهما سقف الغرفة وظل لدقيقة يستوعب ما فيه وأين هو وحين تذكر أخر ما حدث معه أنتفض من نومته لكن ألم صدره الكبير جعله يرتد للفراش ثانيا فأمال رأسه للجنب وطالع زر الجرس الموجود بجانب الفراش وأمد يده يضغط عليه عدة مرات لحظات وكانت ممرضة تدخل عليه الغرفة وعندما وجدته قد استعاد وعيه ذهبت مسرعة لأحضار الطبيب المتابع لحالته ورجعت برفقته ومعهما عدة ممرضين أخرين وبدأوا في معاينته والاطمئنان عليه فبادر هارون الطبيب بسؤاله.
انا هنا من أمتى يا دكتور.
نظر الطبيب له نظرة خاطفة ورجع مرة أخرى يتابع مؤشراته الحيوية على الجهاز الطبي بجواره.
أنت هنا من أمبارح يا هارون بيه.
تلك المرة لم يكترث هارون لألمه وأنتفض ينزع عنه تلك الكبسولات الطبية الملتصقة بصدره وهو يصيح.
أيه انا لازم أطلع من هنا فورا.
الجزء الثالث 
ذهب حمدي لمخفر الشرطة حيث يوجد زاهر وباقي رجاله وحاول مقابلته وبعد عدة محاولات مع الضابط المسؤول عنه وافق على الأ يخبر أحد لأنه سيتحمل ذلك على مسؤوليته الشخصية ففي القضايا الكبيرة مثل قضية زاهر تمنع زيارة الغرباء عن المتهم ولا يسمح لأخد سوا المحامي الخاص به فقط وهيئ الضابط مكان خاص بعيدا عن العامة لتتم المقابلة به ثم تركهما وخرج من الغرفة لعدة دقائق قليلة كما أخبر حمدي مسبقا وقف حمدي وفي نيته أجبار زاهر على الأعتراف بحقيقة ما حدث لسدرة ووجه له وابلا من الأسئلة
كانت الإجابة عليهم من زاهر تتلخص في ضحكة ساخرة ثم توقف وهو يشير له شامتا ينهي أي أمل لديه أن تكون سدرة مازالت حية.
أيوه أتقتلت ومش بإيدي مع أني كان نفسي أموتها بأيديا دول قدام هارون نفسه لكن للأسف هى
 

تم نسخ الرابط