رواية ندوب الهوي بقلم ندا حسن كاملة جميلة جدا
المحتويات
بايه من ناحيته الفترة دي.. أقصد يعني زي ما انتوا وهو على وضعه ولا متغير
مطت شفتيها بتردد وحركت رأسها بقلة حيلة وهي تتذكر آخر أفعاله معها لتفصح عنها قائلة بتشتت
بصراحة لأ هو متغير أوي بيلمح بكلام غريب مالوش غير معنى واحد ودايما لما يبص عليا لو في الشارع يفضل باصص ويتابعني أوي بقاله فترة متغير فعلا وبيحاول يقرب مني
بس يا مريم اللي أنا أعرفه أنك مش عايزة عرسان علشان الكلية معنى ذلك أن السبب الحقيقي هو سمير
نفت ما تحدثت به وما تظنه داخل رأسها ف الدراسة أيضا سبب مهم لمنعها ذلك الأمر الآن اتسعت عينيها العسلية المماثلة لشقيقتها وهي تجيب
رفعت هدير أحد حاجبيها وتشدقت بخبث قائلة
حتى لو سمير اتقدملك!
لم تستوعب الأخرى ما الذي أردفته شقيقتها الآن أردفت بدهشة وذهول متسائلة كأنها لم تستمع
ايه!
أعادت هدير حديثها مرة أخرى بتروي وهدوء والخبث احتل نبرتها والمكر عبث
بنظراتها نحو شقيقتها أكثر بعدما رأت ردة فعلها
صمتت ولم تتحدث وكأنها تحاول استيعاب ما تقوله لها كيف تتسائل عن هذا وهو لم يتجاوز أي شيء معها سوى نظرات وكلمات من خلف الجدار أكملت هدير بعبث وهي تتسائل
أفهم من كده إننا نرفضه!
صاحت مريم بعينين متسعة ووجه أحمر بسبب ما تستمع إليه لا تدري أهذا خجل أم ڠضب أم ماذا
ترفضوا مين!
أجابتها هدير بحنق وضجر مصطنع موضحة الذي لم تقوله إلا الآن
وقفت مريم بلهفة وانتقلت لتجلس جوارها على الأريكة المقابلة أمسكت يديها الاثنين وأردفت بعدم تصديق
أنت بتتكلمي بجد!. يعني هو اتقدملي بجد عايز يتجوزني وكده
صاحت بتذمر واقتضاب وهي تشاهد عدم تصديق شقيقتها
اومال هياخدك يربيكي طبعا هيتجوزك
ابتسمت مريم بسعادة غامرة واتسعت ابتسامتها أكثر وأكثر كاشفة عن أسنانها البيضاء ولمعت عينيها العسلية بفرحة شديدة ثم أردفت بنبرة واثقة ملهوفة
نظرت إليها هدير ترى فرحتها وسعادتها اللامتناهية عندما علمت أنه يريدها حقا وأزالت أي مانع كانت تتحدث عنه عندما علمت أنه هو من يهواه قلبها فتحت لها ذراعيها لترتمي داخل أحضانها وهي تبتسم بسعادة غير مصدقة أنه شعر بحبها له شعر أنه يحبها هو الآخر ويريدها معه وله!.. كيف حدث ذلك!..
ربتت هدير على ظهرها بفرحة متسائلة بعتاب
خرجت من أحضانها ونظرت إليها بخجل ووجهها تلون بالحمرة مرة أخرى وأردفت مجيبة إياها بهدوء وخجل
مكنتش خاېفة ولا كنت مكسوفة إني بحب بس كنت مكسوفة إني أجي أقولك أنا بحب واحكيلك حواديتي وأنت طالع عينك علشانا.. كنت حاسه إني أنانية
أجابتها وهي تبصرها بتدقيق وتتحدث بعمق وهي تتذكره هو تتذكر هروبه الدائم وعدم مصارحته بحبه لها وكأنه يبخل بفرحتها
لأ يا مريم الحب مالوش دعوة بأي حاجه في الدنيا دي بيجي من غير معاد في شخص القلب اللي بيختاره.. حاجه مالكيش دخل فيها إذا طلع بيحبك خير وبركة
استرسلت مكملة بضعف والحزن يظهر على ملامحها الرقيقة وكأنها أصبحت شفافة فجأة لمن أمامها
وإذا لا يبقى هتعيشي حزينة طول حياتك ويسلام بقى لو اتجوزك وهو مش بيحبك... يبقى يا حزن الحزن على رأي اللي بيقول
بعد أن رأتها هكذا أتى بخلدها أن جاد ربما لا يظهر حبه إليها أو... أو لا يحبها من الأساس تساءلت پخوف وضيق
هو الاسطى جاد.....
بترت سؤالها عندما رأت لمعة عينين شقيقتها على ذكر اسمه ونظرة اللهفة والشغف الذي ظهر فجأة دون مقدمات..
سألتها هي هذه المرة
ماله!
حركت رأسها يمينا ويسارا مردفة بجدية شديدة وهي تنفي حديثها كأنها لم تتحدث من الأساس
لأ لأ مافيش
علمت هدير ما الذي تفكر به مريم وقاربت على قوله لذا تحدثت بحب وابتسامة عن زوجها الرجل الذي يحمل الاحترام والمعاملة الطيبة داخله
جاد مفيش منه يا مريم.. حنين وجدع وطيب وصايني ومعيشني متهنية ومش مخليني محتاجه أي حاجه.. ياختي يارب سمير يبقى زيه
أكملت أخر حديثها وهي تبتسم بمرح ومزاح معها لتبتسم الأخرى مرددة بالدعاء أن يكون سمير مثل ابن عمه وتتحدث عنه
هكذا بنفس لمعة العنينين هذه..
يارب
مرت أيام قليلة عليهم ببطء غريب لأول مرة يشعرون به وكل منهم داخله صراع مع نفسه يحاول أن يقرر أن كان هذا أو ذاك!..
ومن كان حقا يحارب وساوس وأفكار خبيثة تحمل بين طياتها مرض شرس يؤدي إلى الۏفاة بعد ثلاثون دقيقة متتالية هدير زوجة جاد الله أبو الدهب حبيب عمرها وأول من وقعت عينيها عليه أول من أبصرت على رجولته وقوته شهامته وأخلاقه عنفوانه المخفي وروحه الجميلة المرحة..
ألا تدرون أن بعد كل ذلك هو سبب هذه الوساوس.. ألا تدرون أنه ېقتلها ببطء بسبب ذلك الكتمان الذي يعتمد عليه ولا تدري لما!
أحبته وبشدة دعت وبكت تخلت وتركت أبتعدت ثم أقتربت منه هو وحده ولم تفعل هذا إلا عندما تقدم هو أولى الخطوات إذا لم تأخذه من نفسه عنوة لم تلقي كرامتها عليه بل هو من أتى منذ البداية..
لما يفعل كل ذلك إذا!.. لما لا يتحدث ويلقي ما يخفيه داخل صدره معترفا بحبه لها قائلا قصائد وأشعار متغزلا في عينيها العسلية
الصافية!.. لما يخفي حبه أهو يراه عيب! يراه محرم! ترى ماذا يرى الحب أهو يراه شيء نقي غريب حساس يفتعل أجمل الذكريات ويشعرنا بألذ المشاعر!..
أم يراه السخف والضعف والخيبة يراه الغباء والفراق والألم الذي حل عليها بسببه..
لن تنكر أنه بعد كل ذلك يصدر أروع الكلمات في حضرتها ويتزغل بها حقا بينما خلفهم خلفية رومانسية وأمواج تتضارب بها معه وأيضا لن تنكر أنه يمتلك نظرة داخل رمادية عينيه لا تبصر أحد سواها منه وتعبر عن كل ما كنه داخله وربنا لو أن هناك غيرها لاكتفت بها فهي نظرة دافئة حنونة ناعمة محبة إلى أبعد حد من تأخذها من عاشق ليس لها الحق بأن تطالب بالحديث والاعترافات ولكنها غير!.
أنها غير الجميع مازالت تريد الإعتراف الذي يعدل خارطة حياتها ويضبط طريق زواجها ومن ثم بعدها تبادله ذلك وتعترف أنها تعشقه منذ عامين وأكثر!..
شيء واحد يمنعها عن فعل ذلك ليس ذلك العقل الذي يفكر بكثرة ويأتي إليها بالصداع النصفي ضاغطا عليها ملقيا برأسها أبشع المشاهد بينهم وليس قلبها الرقيق الذي ينبض به ويريده على أي حال سوى أن تحدث أو لا إنه كرامتها كرامتها التي صانتها منذ أن خرجت إلى العالم بصدر رحب لتسير على سطوره الغبية..
ستحاول مرة أخرى أن تصبر وأن تخفي تشتتها وضعفها واستحواذ تفكيرها على كامل وقتها ومعه..
وقفت أمام المرآة في غرفة النوم تنظر إلى نفسها برضا تام بعد أن انتهت من ارتداء ملابسها المكونة من فستان وردي اللون به نقاط بيضاء كما جميع فساتينها المحتشمة الجميلة والتي تعطيها رونق خاص بها وحدها يجعلها أجمل من الجميع في عين أي شخص يراها فستان صدره محكم عليها يهبط باتساع بسيط به ثلاث خطوت ملونة على بعد مسافة واحدة تظهر بشكل رائع عليها..
أمسكت بالحجاب ذو اللون الأبيض كما الحذاء المفتوح من الأمام قليلا وبه كعب صغير للغاية وضعت الحجاب على خصلاتها المغطاة بآخر أصغر منه وبدأت في لفة بهدوء لتستعد للخروج معه إلى عرس أحد أصدقائه من الحارة..
دلف هو من الخارج حيث كان في غرفة الصالون يقف في شرفتها يتحدث غير الهاتف نظر إليها نظرة شاملة من الأعلى إلى الأسفل والعكس مرة أخرى ليرى هيئتها البهية أمامه والتي جعلته يبتسم لرقتها وجمالها المعهود ولكن لم يعجبه شيء واحد وازعجه بشدة جعل عينيه الرمادية ينخفي بريقها اللامع تجاهها..
تقدم ليقف خلفها ولم يترك أي مسافة بينهم بل تقدم منها معانقا إياها من الخلف عندما وضع يده الاثنين على خصرها يقربها منه واتكأ بذقنه النابتة على أحد كتفيها ناظرا إليها عبر المرآة أبعد شفتيه عن بعضهما وهو يقول بهدوء
عايز أطلب منك طلب
بادلته نظرته عبر المرآة ولم تطول في الرد بل كانت سريعة للغاية مؤكدة عليه
أكيد طبعا
أتى طلبه بهدوء شديد ومازال يقف كما هو ليقع عليها الاستغراب والاندهاش منه
غيري الدرس
وضعت يدها على يده الاثنين تبعدهم عنها لتلتف تنظر إليه وجها إلى وجه بعد ذلك الاستغراب الذي وقع عليها
ليه!. وحش
أشار بعينيه إلى ص در الفستان والذي ازعجه وبشدة وأطاح بعقله أيضا بسبب أنه محكم على مفاتنها يظهرها بوضوح لمن يراها به وهذا ليس بجيد أبدا وهي لا تفعل ذلك ولم يراها يوما ترتدي شيئا غير المحتشم الفضفاض ويعلم أيضا أن هذا جهاز العروس الجديد والذي ربما لم تختاره هي..
نظرت إلى ص در الفستان البارز أمامها استدارت ونظرت إلى المرآة مرة أخرى تدقق به وهي تلوي شف تيها ووجدت أنه معه حق هي لم تلاحظ أنه يبرز مفاتنها بهذا الشكل البشع بل أخذته من الخزانة وهي تفكر به.. معذب فؤادها..
استدارت ونظرت إليه مرة أخرى قائلة بجدية وهدوء
عندك حق أنا ماخدتش بالي
نظر إليها برضا تام وأعتقد أنها ستعانده كما تفعل منذ يومين وابتسم بسعادة بالغة وهو يراها تذهب
إلى الخزانة مرة أخرى لتخرج شيء غيره وترتديه..
أتت ناحيته بعد أن اختارت غيره وأخذته في يدها أوقفها أمامه وأخذ منها الفستان ملقيا إياه على الفراش وداخله يشكرها على أن هذا الشيء بالنسبة إليها ليس به عناد أو مزاح..
لا تفضل أبدا الملابس الضيقة الكاشفة عن الجسد حتى وإن كانت تغطية يعلم بذلك منذ
وقت طويل وعلم أكثر منذ فترة قصيرة ترى نفسها وكأنها تعرض على الجميع شيء مجاني وعليه ذنوب تكتب لتكن بانتظارها وقت الحساب..
أمسك بها جاد واضعا يده اليمنى على وجنتها والأخرى
أردف جاد بنبرة رجولية خشنة تحمل داخلها الحنان الذي يشع من عينيه وكلماته
ربنا يخليكي ليا
حرك إبهامه جوار شفت يها قبل أن يبتلع تلك الغصة التي وقفت بحلقه معبرا عن كم احتياجه لها ك هدير زوجته الطبيعية البعيدة عن ذلك التشتت أقترب بوجهه أكثر منها وداخله رغبة جامحة تحدثه بالاقتراب أكثر وقد فعلها..
وضع وهو يغمض عينيه الرمادية أخذا منها أقل بكثير مما يستحق ولكن له الصبر كما لها وعاجلا سيعترف بكل شيء إن كان هذا ما تريده..
تركها بعد لحظات لتأخذ أنفاسها الضائعة منها ونظرت إليه بشغف كبير يغلف نظرتها نحوه أبتعدت بعد أن ابتسمت إليه بحب وهدوء وتركها هو تبتعد لتبدل ملابسها وتنتهي سريعا حتى يذهب للعرس..
اليوم التالي
مال جاد على
متابعة القراءة