رواية ندوب الهوي بقلم ندا حسن كاملة جميلة جدا
المحتويات
الرجل القابع داخلها ناحيته ولكنها الآن تخاف منه أضعاف مضاعفة لما حاول فعله معها لولا تدخل جاد في الوقت المناسب
تاوهت بخفه وهي تحاول جذب يدها منه الذي اعتصرها دون أن يدرك نظر إليها بلهفة بعد أن استمع إلى تاوهها وترك يدها أمام الجميع والذين كانوا يلتزمون الصمت والصدمة تساعدهم بسبب فعلة مسعد الغير متوقعة..
كفاية كده أنا عايزة أنزل
أومأ إليها بهدوء دون أن يحاول معها لاستكمال الليلة فهو قد فهم سبب زيارته الأساسية ولن يستطيع أن يضغط عليها في أي شيء الأن وعليه أن يجلس معها جلسه طويلة لتفهم ما تجهل فهمه وتترجمة داخل عقلها كما يروق لها فقط
جلستها على السطح هنا وبيدها الكتاب لا تعني أبدا أنها تهتم لما داخله بل أنها كانت شاردة وتذهب بعالم آخر مع تفكيرها وما يحدث معها..
تكن هكذا مسالمة وخائڤة بل كانت دائما تتصدى له وتجعله يندم أنه تحدث معها من الأساس الآن اختلف الأمر كثيرا بعد شعورها أنه يستطيع فعل أي شيء ومهما كلفه الأمر..
أصبحت رؤيته بالنسبة إليها ضيق النفس وسحب الأكسجين الموجود بالمكان ارتعاش جسدها وتكون الدموع بمقلتيها.. تغير كل شيء بيوم وليلة..
رسمت ابتسامة مصطنعة على شفتيها فوجدته يعتدل في وقفته ثم تقدم إلى الداخل ليقف أمامها ينحني بجذعه للأمام عليها مستندا على الطاولة الصغيرة مردفا بعتاب
ينفع أفضل طول الليل صاحي بحاول أكلمك وأنت مش عايزة تردي!..
مكنتش قادرة أتكلم مع حد
استغرب حديثها قليلا فهو كان يود أن يتحدث معها للتخفيف عنها والاطمئنان عليها قال بجدية شديدة
بس أنا مش حد أنا جوزك... يعني اللي هتخبيه عن الناس مش هتخبيه عني
صاحت بحدة لشعورها بأنه يفعل ذلك فقط لتلبيه لفكره وليس لقلبه
وقف مستقيما أمامها ونظر إليها بجدية ولا يدري ما الذي
يحدث داخل عقلها متحدثا بنبرة رجولية جادة
لأ يا هدير لو عايزة تتعودي عليه هتعمليها لو في ساعة حتى
وقفت أمامه بحدة وصاحت بجدية مماثلة له وأشد أيضا
أنت مالك في ايه طريقة كلامك عامله ليه كده معايا من امبارح
توسعت عينيه بدهشة واستغراب شديد مما تقوله وتفعله ليتحدث باستغراب
والله!.. يعني لما شخط فيا امبارح وقولتلي مترقصيش مع أني مكنتش برقص أصلا ده اسمه ايه ولما كنت هتكسر ايدي قدام الناس
أبتعد عن الطاولة وتحرك ليتقدم منها ويقف أمامها مباشرة ناظرا إلى عينيها العسلية قائلا بصدق وجدية
أولا أنا مشخطش أنا قولت بيني وبينك لأنك كنتي بتتمايلي مع أمك وانتوا واقفين وأظن إنك شوفتي سمير وعبده وطارق وحمادة وغيرهم يعني مكنش ينفع تعملي كده ثانيا أنا ڠصب عني ضغط على إيدك يعني بدون قصد
نظرت إلى الأرضية بخجل ولا تدري ما الذي تتفوه به بعد الآن هي حقا لا تدري لما تفعل ذلك! لما لا تريد تصديق أنه يريدها لما تريد أن تخرب حياتها بيدها وهي لم تبدأ بعد..
أردف هو من جديد بهدوء وهو يتعمق بالنظر داخل عينيها بعد أن رفع وجهها إليه بإصبعه السبابة
أنا ممكن أفهم أنت عايزه ايه بالظبط
أجابته وهي تشيح وجهها بعيد عنه
مش عايزه حاجه
زفر بضيق من تصرفاتها الطفولية وكونها لا تجعله يشعر بطعم الراحة أبدا
لأ عايزه.. وإحنا مش هنرتاح غير لما نتكلم
استدارت له فجأة وسألته بحدة وعينيها تطلق شرار يحذره بالكذب بسبب حړقة قلبها وشعورها بالغيرة الممېتة
أنت كنت بتخطب يا جاد بنت البرنس صح
تقريبا
استنكرت رده قائلة بسخط
نعم!
أجابها هذه المرة وهو يعتدل في وقفته أمامها
معرفش يا هدير كانت أمي بتدورلي على عروسة فعلا وكنت هخطب
اومال إزاي بتقول أنك كنت عايزاني قبل ما مسعد يحاول أنه.....
بترت حديثها ونظرت إلى الأرضية خجلا مما مرت به أمامه على يد مسعد بينما هو لم يفكر بذلك من الأساس كل ما أخذ تفكيره أنه لا يريد أن يفصح لها عن رفض والده لها وما السبب خلف ذلك فإن فعل ستكره والده على الأقل ستبغضه ولن تحترمه مثل السابق فصمت قليلا ثم هتف بصوت أجش كاذب
هو أنت عايزه ايه بالظبط بقى!.. مش المهم إني متنيل معاكي ومتجوزك
نظرت إليه باستغراب متسائلة داخلها هل حقا هذا تفكيره
لأ مش ده المهم.. المهم بالنسبة ليا إني أعرف إذا كنت بجد عايزاني ولا لأ
صړخ بصوت عال بسبب كثرة الإجابة على هذا السؤال البغيض الذي يخرج منها كل دقيقة والأخرى
قولت بدل المرة عشرة عايزك
نظرت إليه ولم تتحدث فاستدار بعصبية يرحل عن هذا المكان وهتف بحدة وهو يتجه للباب
أنا نازل الورشة أريح من الصداع ده
هتفت سريعا بلهفة وهي تذكره قائلة بصوت ناعم رقيق بعد أن شعرت بانزعاجه الجاد
بس النهاردة الجمعة
وقف مكانه واستدار ينظر إليها وعقله لم يعد يعلم ما الذي تريده حقا أردف بجدية
عندي شوية شغل فيها
نظرت إلى الأرضية بخجل ثم رفعت رأسها مرة أخرى بعد أن ابتلعت ريقها قائلة بتوتر
بالليل فرح واحدة معرفة في الحارة هبقى أروح شويه مع رحمة
نظر إليها مبتسما بود وهدوء لا يعلم من أين أتى الآن ولكن ربما بعد أن رأى توترها وهي تستأذن منه!.. أردف بخشونة قائلا
متتأخريش وخدي بالك من نفسك.. لو اتأخرتي لبعد عشرة كلميني اجي أخدك
ابتسمت إليه هي الأخرى باتساع بعد رؤية نظرته الحنونة التي حرمت منها منذ أن رحل والدها عنها وكأنها تناست كل ما كانت تهتف وتفكر به منذ قليل لتتمتم داخلها بإسم حبيبي!..
أومأت إليه فابتعد وهبط الدرج ممسكا بالعباءة رافعا إياها عن الأرضية وهو يحاول أن يفكر في ما يحدث
مع هذه البلهاء الصغيرة التي لا تفقه أي شيء وكل تصرفاتها تناقض بعضها معه..
أخذ جاد منه الفتاة الوحيدة التي كانت تتغلغل داخل أعماق قلبه وعقله بل وكان كامل تفكيره بها ليلا ونهارا حتى وإن كان مع إحدى زوجاته كان تفكيره يظل معلق بمحيرة قلبه ولا يفكر بغيرها..
كان ينتظر اليوم الذي ستوافق فيه بزواجها منه أو لا توافق حتى فيكفي موافقة شقيقها ثم تأتي بعدها موافقتها بما كان سيفعله لأجلها فقط ولأجل عينيها
العسلية التي تسكره من نظرة واحدة..
احترق قلبه بعد أن سرقها منه جاد وجعلها ملك له هو وحده يأخذ منها ما يشاء في أي وقت يريد لقد كانت برنسس الحارة كما أطلق عليها إنها لا تتناسب مع ابن أبو الدهب بل كانت تتناسب معه هو كان سيجعلها شيء آخر غير الذي عرفته عنها..
عاد إلى الخلف بظهر المقعد المتحرك وهو يطلق زفره طويلة تخرج من صدره بحرارة ڼارية داخله تكاد أن تحرقه لكنه منعها عن فعل ذلك بتفكيره الشيطاني بها..
بتفكيره الذي دفعه لرسم خطة في رأسه ليجعل جاد يبتعد عنها إلى الأبد ولا ترى في طريقها أحد سواه ليكن معها ولن يفعل ذلك إلا برسم سمعة سيئة للغاية لها أمام الجميع حتى تعود ذليلة إليه تترجاه وتنحني أمام قدميه ليتقبل وجودها في حياته
نظر إلى مدخل محل الهواتف الخاص به وهو يجلس على مكتبه في الداخل ليرى شقيقها جمال يدلف إليه ابتسم داخله بسخرية شديدة على ذلك الأبلة الذي يحركه مثل عروس المريونت بين يديه فقط لأنه يوفر له عمل مشپوه!..
يعلم أن جمال شاب كسول وطائش ويفعل أي شيء لأجل الحصول على المال حتى وإن كان يبيع شقيقته إليه دون رضاها ولكن يعلم أيضا أنه له عودة سريعة وإن شعر أن عائلته تضربها الأمواج يلقي بنفسه ليكون فداء لهم..
جلس جمال براحة على المقعد أمام مكتب مسعد ليقابله الآخر واضعا يده أسفل ذقنه وهتف بسخرية وتهكم
أهلا بسي جلجل... اللي ضحك عليا وعملني قرطاس بعد ما خد فلوسي وجوز أخته للمكانيكي
ألقى جمال نظرة ساخرة عليه وهو يحرك رأسه يسارا ويمينا متمتما بسخرية مثله
بلاش الشويتين دول يا عم مسعد أنا وأنت عارفين إن الفلوس اللي باخدها دي علشان الشغل يمكن زيادة حبتين بس بردو شغلي يابا.. وبالنسبة بقى لجوازة أختي فهي مش عايزاك كرهاك مش طايقة تبص في سحلتك أعملها ايه
تقدم إلى الأمام ضاربا سطح المكتب بعصبية وهو يصيح به
تجبهالي لحد عندي ڠصب عنها وأنا اخليها تحبني.. اخليها ټموت في تراب رجليا بعد العز والنغنغه اللي هوريهالها
أشاح جمال وجهه للناحية الأخرى مشيرا له بلا مبالاة بيده
لأ متقلقش مهي هتشوفه أكتر مع الاسطى جاد
وقف مسعد على قدميه بعصبية وانزعاج من حديث هذا الأبلة الصغير وأردف قائلا
امشي ياض من هنا يلا... يلا ياض
وقف جمال مبتسما باستفزاز وسار للخارج فهتف مسعد بحړقة قائلا
خليك عارف البرنسس مش هتشوف يوم حلو مع الميكانيكي الجربان ده وهنغص عليها عيشتها علشان مش مسعد الشباط اللي يتعمل معاه كده... وابقى اسألها أنا كنت هعمل ايه لولا الميكانيكي بتاعها لحقها
لم يعطي جمال انتباهه له من الأساس استمع إلى كامل حديثه ولكنه لم يعلقه داخل رأسه لأنه يعلم أن مسعد لا يستطيع التصدي ل جاد..
بينما الآخر دفع بيده كل ما كان أمامه على المكتب في لحظة واحدة وهو يلهث پعنف وڠضب عارم وقف يتطلع إلى الخارج والحقد يغلي داخله متمتما بحړقة
عليا الحړام ما هسيبك يا بنت ال
في المساء
بعد أن قامت بصلاة العشاء وانتظرت ما يقارب النصف ساعة ارتدت هدير فستان يجمع بين اللونين الأبيض والأسود كان يصل إلى قدميها كما كل الفساتين لديها فضفاض ولا يبرز أي شيء من مفاتنها تصل أكمامه إلى معصم يدها ويزين وجهها حجاب لونه أبيض وقليل من كحل الأعين الأسود ليس إلا..
وفي هذه الطلة كانت غاية في الجمال والرقة ملامحها هادئة وجميلة تدعوك للاسترخاء وأنت تنظر إليها..
أخذت حقيبتها السوداء الصغيرة ووضعت بها الهاتف ثم تقدمت من باب الشقة وصاحت قائلة لتستمع إليها شقيقتها بالداخل
مريم هاخد الهيلز الأسود بتاعك
ماشي
رأت والدتها تتقدم منها بجسدها المملوء قليلا وهي تنظر إليها بحب قائلة بسعادة وفرحة أم ترى ابنتها الجميلة
بسم الله ما شاء الله هتتحسدي يا بت يا هدير
ابتسمت الأخرى وهي ترتدي الحذاء مجيبة إياها بسخرية
على ايه بس يا ماما
لوت شفتيها بحركة شعبية وهتفت قائلة وهي ترفع حاجبها
على ايه.. على الجمال والحلاوة والله دا يا بختوا بيكي جاد
ابتسمت إليها بود ثم وقفت باعتدال بعد أن انتهت وقالت بجدية وهي تضع الحقيبة على
متابعة القراءة